دعونا نهرب ..من جمهورية غزة العظمى بقلم : د. علاء محمود الهندى
تاريخ النشر : 2015-08-06
دعونا نهرب ..من جمهورية غزة العظمى بقلم : د. علاء محمود الهندى


(دعونا نهرب .....من جمهورية غزة العظمى )
يوم الأربعاء 5/8/2015
بقلم : د. علاء محمود الهندى 
دعونا نهرب .....أطلقوا سراحنا.....لقد تعبنا .....وصل التعب حتى أقصاه ...
تلك الكلمات ...والأهات.....والصرخات ..سمعتها وأنا أسير بين أزقة مخيم اللأجئين الذى يقبع على شاطئ بحر غزة .. (مخيم الشاطئ)  ذلك المخيم يقبع على صفيح ساخن من كثافة السكان ...واكتظاظ السكان فى مساحة جغرافية صغيرة جدا ...فى عدد  ما يقارب 100 ألف لاجئ فلسطينى يقبعون على مساحة جغرافية صغيرة تبلغ747 دونم ...لو وضعنا تقسيما أليا لتلك المساحة ..لكانت مساحة الفرد تبلغ لكل ثمانية أشخاص مقابل م(متر واحد مربع).....
يا للهول .....ما أفظع ....وما أضيق تلك المساحة لعدد السكان الذين يسكنون فى (مخيم الشاطئ للأجئين)...
واذا  افترضنا ان مساحة قطاع غزة هو (360 كيلو متر مربع)....
أن قطاع غزة يبلغ تعداد سكانه فى إحصائية جغرافية (وفقا لما أصدره مجلس الأحصاء الفلسطينى فى عام 2014)...
يبلغ عدد سكان قطاع غزة هو (مليون و850 ألف نسمة )وهى مساحة جغرافية صغيرة جدا.....
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة بأن قطاع غزة لا يصلح للسكن ....ولا توجد هناك مقومات للحياة فى قطاع غزة ...وشح شديد فى
قطاع الطاقة ..والمياه فى العام 2020
ولا توجد هناك مصادر للطاقة ...او مقومات للحياة فى غضون العام 2020
ولا توجد حلول عاجلة فى الأفق القريب .....حيث لو تزايد عدد السكان فى غضون ال (5) سنوات القادمة ........سيكون عدد سكان قطاع غزة (تجاوز 2 مليون و200 ألف نسمة ....فى نفس المساحة الجغرافية دون تغيير).....
فلا تصلح غزة للعيش الأدمى ...والأنسان البشرى ....ولا توجد هناك أدنى مقومات الحياة ....
وسيكون هناك أنفجار سكانى وفق تقرير الأمم المتحدة ...لأنه وفق التقرير ان قطاع غزة اكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان وهناك فى (معسكر جباليا يعيش كل 4 افراد على متر مربع واحد)....
لذلك ....كل من يقرأ التقارير ينصدم هولا .....من المستقبل ......ومن مستقبل أطفالنا للأعوام القادمة  ......
ذلك المستقبل ..المظلم  ...دون رؤية سياسية ..أو اجتماعية....لقادتنا السياسيين ....دون ايجادحلول  جوهرية لتلك المعضلة...... 
هؤلاء الأطفال الذين سمعتهم.... يعانون الفقر الشديد ....وسوء التغذية ....والبطالة الشديدة حيث تبلغ نسبة البطالة فى غزة 65 %...
وأن الفرد الفلسطينى يعيش فى غزة دون ..دولارين ....وهو تحت خط الفقر ....وفق التقارير العالمية الصادرة عن صندوق النقد الدولى ...
إن هؤلاء الأطفال ....يشتكون الحر الشديد ...والظلم الاجتماعى والسياسى الذى يفرض عليهم ...أن يعيشوا (فى جمهورية غزة العظمى ).....
الكل يحاول أغراق غزة فى الظلام الدامس ...واغراق غزة فى الحر الشديد ...دون كهرباء .....يحاولون أن يجعلوننا نتمنى الكهرباء ...6 ساعات .....ونحن نتعرض لموجة حر شديدة ... (موجة الحر القادمة من كلا من الهند والبحر الأحمر ) حيث بلغت درجات الحرارة أعلى من معدلها السنوى ب9 درجات مئوية ....ونسبة الرطوبة أكثر من 95 %....
تجعل الأنسان بدون كهرباء ....يهرب (من جمهورية غزة العظمى ) الصغير قبل الكبير)...فى ظل أرتفاع لدرجات الحرارة ل48 درجة .....دون كهرباء
انه ابتزاز سياسى لمقومات الحياة فى أدنى ما يقدم له من خدمات ....المفترض أن تكون متوفرة لشعب فلسطينى عانى الأمرين الحصار ...والجوع ...والفقر ....
وعانى الأنقسام السياسى البغيض ...بين شقى الوطن ....
وعانى أكثر من ثلاثة حروب .....
ابنى الصغير ذات العمر 6 سنوات ..يمازحنى ..وأنا أتحدث معه يقول :لى ياأبى ...(.أنا أكثر شخص محظوظا فى العالم لقد حاضرت ثلاث حروب ممتالية فى غضون ال 6 سنوات .....
سأسجلها يا أبى فى مذكراتى .....
وأنا سأكون شاهدا أمام العالم ....على ما يجرى .....وسأكتب التاريخ بيدى ....وأحدث أبنائى والأجيال القادمة عما يحدث (فى جمهورية غزة العظمى )....
لقد سمعت صوتكم و.....أهاتكم ...أيها الأبطال ...خلسة ...من تحت الأمواج الصوتية ...لصرخاتكم .....
نعم أنتم تعانون ...... والمياه المالحة الشحيحة ....تغمر أفواهكم الظمأى ....
حيث بلغ فى  نقص المياه اكثر من 100 مليون كوب فى السنة.....
لقد كنت شاهدا لبحث علمى أجراه الباحث (ضياء أبو عاصى )....يتحدث عن معاناة الشعب الفلسطينى فى غضون ال (5سنوات القادمة ) ...فى بحث أجراه فى تحلية مياه البحر بأستخدام تقنية النانو فلتر ...كان يتحدث ...أن هناك نقص شديد فى المياه ...وأن مياه البحر غمرت المياه الجوفية ....ولا هناك مياه صالحة للشرب ....
هناك مؤتمرات.....تتلو مؤتمرات علمية أحضرها فى العديد من الجامعات الفلسطينية ...تنتهى بالتصفيق...والمرح ..ووجبات الطعام ....
دون حلول .....نضع الحلول بأيدينا ....ولكن ؟....لا تنفيذ لتلك الحلول
أعانكم الله أيها الجوعى ......
والكل يتقاتل ويتأمر على أبوابكم.....وكأننا (فى جمهورية عظمى ) الكل يريد أن يتقاسم الكعكة ....دول عظمى تتأمر وتتدخل فى شؤون غزة (وكأنها رأس الحربة فى الشرق الأوسط....وكأننا نعيش فى جمهورية غزة العظمى ) .....
تترنح على اللأجئين ....تصفية قضيتهم الأساسية .....وهو عودتهم لأرضهم وبلادهم (حيفا....ويافا ....والمجدل ....وسمسم....وحمامة ....والجورة ....واللد...والرملة ...وعكا)....
وكأننى أشتم رائحة الزيتون والليمون ....وأرى فى عيون أطفالنا البائسة ...وهى تحمل المفتاح ...والوصية للعودة ...
عبارة واحدة (وهى تصفية لحقوق اللأجئين ...عبر تصفية ..وكالة وغوث وتشغيل اللأجئين ..بما يسمى الأنروا )...
وهذا ما يتضح من تقليص الأنروا لخدماتها ..تجاه اللأجئين ....(وتمرير قانون يسمح ويتيح لمدير عام الأنروا ...بأعطاء الموظفين اجازة بدون راتب )....
لك الله يا غزة ........لا رواتب ....ولا كهرباء ....ولا مياه ...ولا عمل ....
( ماذا تريدون منا .......ماذا تطلبون أن نقول لأطفالنا ....ماذا تريدون ....من شعب جائع .....)
الا كرامتنا ....وكرامة أطفالنا ......
افتحوا الحدود ......وافتحوا المياه والبحر ....لنهرب الى مستقبل مظلم ...نحو السعادة .. ..
دعونا نهرب الى احلامنا .....الى أرض السعادة ....(السويد)....ذاك الحلم المزيف 
اذا (دعونا نهرب من جمهورية غزة العظمى بكرامتنا   ...دون موت بطئ ...
واما أن تدعونا أن نموت من أجل الكرامة والحرية .....دون أن تقتلونا من جوع وفقر وحصار)
وشكرا لكم جميعا....
قدروا قيمة الحياة ......وعشها بلحظاتها الجميلة 
محبكم د. علاء محمود الهندى 
[email protected]