أ ربك ظالم أم عادل....؟؟!
بقلم : د. سمير مسلم الددا
[email protected]
جدة – المملكة العربية السعودية
جاءت امرأة إلى النبي داوود عليه السلام فقالت: يا نبي الله...أريد أن أسال سؤلا... فقال عليه السلام: ما هو؟
فقالت المرأة: أ ربك ظالم أم عادل ؟!
تفاجأ عليه السلام من سؤالها ولا سيما كونها تعرف انها تتحدث الى نبي كريم.
ادرك عليه السلام انها لم تكن لتسأل هكذا سؤال الا وعندها دافع قوي لذلك...فالتفت اليها متسائلا : ما وراءك يا امة الله؟؟
فقالت: أنا أرملة عندي, توفي زوجي تركا خلفه ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي فلما كان يوم أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وبقيمته أعول أطفالي فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و خطف خرقتي بغزلها وحلق بعيدا في السماء، فأصبحت كسيرة ولا أملك شيئاً أقوت به أطفالي...
قبل ان يهم سيدنا داود عليه السلام بالكلام إذا بالباب يطرق, فأذن بالدخول وإذا بعشرة من تجار ذلك الزمان وكل واحد منهم بيده صرة بها مبلغ من المال فدفعوا بالصرر العشر الى سيدنا داوود عليه السلام وقالوا: يا نبي الله, أعطها لمن يستحقها ..
فسألهم عليه السلام: ما هذا ولماذا...؟
فقالوا:
يا نبي الله كنا امس في مركب في عرض البحر فهبت علينا رياح صفراء شديدة فهاجت الامواج فأحدثت شرخا في المركب فتدفق الماء داخل المركب فأشرفنا على الغرق...
فنذرنا لله لو نجينا من هذه المصيبة ليتصدق كل منا بمئة دينار... فإذا بطائر يحوم فوق مركبنا الذي اشرف على الغرق ثم ألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل مشدود فسدّدنا به شرخ المركب فهانت علينا الريح وانسد العيب وتخلصنا مما تسرب الى المركب من ماء والحمد لله نجينا بفضل الله اولا ثم بفضل الخرقة والغزل وها نحن جئنا اليك لنوفي بما نذرنا لله... وهذا المال بين يديك فتصدق به على من ترى انه يستحق.
فالتفت داود - عليه السلام - إلى المرأة وأعطاها الألف دينار قائلا: هذا جواب سؤالك...؟
آخر الكلام:
لَولا البَلاء لكانَ سيدنا يُوسف مُدلّلا فِي حضن أبيه ولكِنّـه مَع البلَاء صار عَزِيز مِصر
أ ربك ظالم أم عادل....؟؟! بقلم : د. سمير مسلم الددا
تاريخ النشر : 2015-08-05