الِبدعُ ـ والنصب المستمر بقلم:أحمد إبراهيم مرعوه
تاريخ النشر : 2015-08-05
الِبدعُ ـ والنصب المستمر بقلم:أحمد إبراهيم مرعوه


الِبدعُ ـ والنصب المستمر
أحمد إبراهيم مرعوه
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
البقرة الحلوب تُدر،والنصب مستمر،والاحتيال مستقر

المهم : أننا تجد من الناس يقول لنا ـ أن الحياة في مصر أصبحت حياة عصرية،ولا ينقص الناس فيها أي شيء،وتسير بخطي جميلة (وماشيه .. وعال العال)والناس يأكلون ويشربون ويلبسون،ولا يحتاج أي فرد منهم لأحد،وفلان بن فلان أسعد حظا،وفلانة الفقيرة أصبحت مبسوطة وأحسن منك حالا،أيها المغترب في بلاد الله من أجل حياة كريمة!

ونحن لا نكره السعادة لأحد : ولكن كيف تكون الأمور هكذا،وكيف تسير نحو الأفضل وبدون تفسير،فنحن والكل يعلم أن مصر تمر بضائقة اقتصادية وصحية وتعليمية،وفي كل مناحي الحياة،حتى اضطر الكثيرون من الشعب للهجرة الجماعية إلي أوروبا،ويا ليتها كانت الهجرة الشرعية التي تمر عن طريق المنافذ الطبيعية،بل كانت عن طريق النصب الجماعي،الذي أودي بغرق الكثيرين من الشعب المصري!

المهم : جلسنا نبحث عن تفسير للكثير من بعض أمور الحياة ـ فرأينا أن معظم الأمور تسير بعشوائية التغير في المفاهيم،والتي يتم فيها اصلاح الشيء علي حساب الآخر،فإن رأيت إصلاحا في جهة ما،تعلم جيدا أن هناك نقصا في الجهة المقابلة من الشاطئ الغربي،فالتعليم يُخرج من لا عمل له،وفي الجانب الآخر البطالة تستوعب،والناس تبيع في الأصول لتأكل الفول،وتشتري الثلاجة التي تحتفظ بنصف الدجاجة المتبقية من الغول،والمغترب البائس يشتري بكل ما جمعه طيلة عمره،قطعة أرض علي أمل اللقاء في بيعها مرة أخري،بعدما تمر السنين ـ بمئات الألوف أو الملايين!

والفلاح التارك لأرضه منذ سنين : ظهر فجأة ليبيع قطعة الأرض(التي كانت مقلبا للقمامة)والكل منه يقترب ليشتري ويقتني،لا ليبني المصانع،لأن(ظاهرة التصقيع) أصبحت أحلي من الربيع،لذا أصبحت هي الاقتصاد الرائج،بعدما روج لها السماسرة،وأقتنع الكل بأنها أفضل وسيلة،وأفضل من البنوك التي لا تبني إلا للأغنياء،وفي المقابل لا تعطي سوي الملاليم ـ علاوة علي أن البنك ربا ـ والسمسار خلاف الرائش الذي يُرابي ويرتشي ـ يعني حاجة مغلفة في ثوب جديد ـ وبعيدة عن الشبهات ـ كما يظن بائع الهوي!

ونسي البعض بأنه أصبح عالة علي المغترب : في إمداده ببعض المال والهداية،وطرق النصب والاحتيال في بيع هذا وذاك،وشهود الزور وتزوير الأوراق،والبيع لأكثر من واحد في اليوم الواحد،والشيكات بدون رصيد لحين إفلات معدوم الضمير،والمحاكم يطول انتظارها،ولعب القمار .. بالوقت لحين موت المُغتصبةُ أموالهم،بسبب نفاذ الصبر الذي يُربي النصاب المحترف علي النصب الجديد،بمساعدة بعض معدومي الضمير من المحامين،وبعض معدومي الضمير من القضاة الخونة،وأصحاب المصالح،وأصحاب (الشاليهات والفنادق ومعها البنادق)وأصحاب المصالح الشخصية التي لا تنتهي ويوم القيامة!

والأخلاق تموت ـ والمتبقي منها يود أن ينتحر : هنالك علي قارعة الطريق،الذي يقترب من بحر كل غريق،والذي يَجرف أمامه الطريق،خوفا من مغتصبي الشاطئ،لبناء الملاهي،وبعض المقاهي للسُكرُ والعربدة،وأفلام الخلاعة وضياع الشباب،الذي يُفرج عن نفسه بما لا يُرضي الله،هنالك عندما يرتكب المعاصي،ويُزج بسببها في السجون،لتبدأ سلسلة التسول من أجله من جديد،خصيصا لو كان فقيرا معدما،أو غريبا مبهما،أو عزيز قوم ذل،وما من أحد .. لأهله دل!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب/أحمد إبراهيم مرعوه
عضو هيئة الإعجاز العلمي بفيينا ـ وعضو قصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر ـ وعضو نادي الأدب بأجا سابقا ـ (من سلسلة مقالات الفكر الديني للكاتب) التاريخ / 11/7/2015
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ