تمحور مقلق!
تتمحور العلاقة بين شعب غزة وسلطتيه مع الأيام لصالح الاستقرار!!..
في السنوات الأولى للحصار المقرر والمستحق.. كان الحياء يغلف إعلان قطع الكهرباء وغلق المعابر مع الحرص على تبيان السبب والسعي لحل الإشكال في أسرع وقت .. ثم تمحورت العلاقة إلى تحميل المسئولية تبادليا بين سلطتي النايبة بعد أن انضمت الرواتب والإعمار إلى قائمة المشاكل ..
الآن تمحورت العلاقة مع الشعب إلى لا علاقة.. تنطفئ الكهرباء كما تريد دون اعتذار وتعود وقتما تريد دون استئذان.. والكهرباء تعتبر مقتبسة من المعابر الرائدة.. ولا أدري لعل الكادر الحمساوي الغيور على موظفي معبر رفح قد وجد لهم عملا آخر ولو في المطابخ بدلا من البطالة.. أما عن قصة رواتب موظفي غزة فقصتها بدأت من حوالي سنة فقط حينما اعتقدت سلطة غزة أن حكومة التوافق ستوافق على تبني موظفي حماس ومزجهم مع هلما الموظفين بدون مقابل سياسي عسكري.. الأن أيقنت أن طرح السلام له ثمن بين تجار القضية الغزاوية فسكن كل شيء وعم الهدوء ساحتي القرار..
هم يعلمون أن شعب غزة سريع التأقلم.. ينام في البيوتات وبلا بيوتات.. المعابر ليست مشكلة فهي أخف وطأة من سجون الاحتلال أو على الأقل تضاهيها.. وقد تطعّم الشعب الغزي وصار يألف حياة السجون!. ثم أنه عاش زمنا طويلا بعيد الهجرة من غير كهرباء ولا ماء.. صحيح أنه كاد ينسى ذلك العهد ولكن الضرورة الوطنية تقتضي العودة له لصالح القضية!.
أما عن رواتب موظفي غزة فقد وجدت سلطة غزة باعتبارها الأب الروحي لهم وصاحبة قرار تعيينهم.. أقول وجدت حلا إبداعيا يتلخص في مبدأ (الشعب يشيل بعضه).. ومن دقنه وفتله.. ضريبة بسيطة يدفعونها في مشترواتهم تقسم على الموظفين المحرومين على هيئة رواتب رمزية لا هي شهرية تعرف ولا فصلية (بظروفها!!!) تخصم من مخصصات لهم سابقة في عهدة حماس.. الجمال في هذا كله أنه يتم بقرار ديكتاتوري مطلق غير قابل للمناقشة..
.. انتو عارفين أنا خايف من إيش؟.. خايف اليهود الملاعين يفاجئونا بحيلة شيطانية.. يغادروا فلسطين قال يعني تعبوا من المواجهات وضميرهم استيقظ ورجعوا إلى جادة الصواب.. ويظلوا يراقبونا عن كثب سنة والا سنتين ونحن نتصارع حتى الفناء!!!..
يقوموا بعدها يرجعوا لفلسطين..خالية لا شعب ولا مقاومة ولا هم بايت!!!.
عبد الوهاب أبو هاشم
تمحور مقلق بقلم:عبد الوهاب أبو هاشم
تاريخ النشر : 2015-08-05