التظاهر الحقيقي الوقوف مع المضطهدين والنازحين العزل لا عند نقطة واحدة!!!
بقلم ضياء الراضي
بعد سنين من الحيف والظلم والتهميش والاقصاء مع النهب والسلب وبناء البيوت الفارهة وانشاء الارصدة والبنوك الفاسدة من ساسة الفساد والافساد وما فعلوه بابناء هذا الشعب ومافعلوه بالبلد من دمار وتخلف وامية وانتشار الامراض والاوبئة والهيمنة على خيرات البلد وتصديرها الى الخارج الى من هب دب وشن حرب لا هوادة فيها بين الاخوة بين ابناء البلد بمسميات الطائفية والعرقية وهم يتفرجون يتراقصون على جثث الابرياء وعلى جروحهم وجعلوا منهم بين مهجر ومسجون ومشرد لا مأوى له فاليوم وبعد تلك السنين العجاف حرك تجار الحروب ومافيات القتل ومن يتنافسون على المناصب بعض الجهات هنا وهناك الا ان من يريد ان يبادر خيرا واراد ان يلتحق ويعبر عن رأيه يعبر عن ارادته بالمطالبة بابسط الحقوق التي سلبها هولاء انفسهم بالتظاهرات التي حدثت في معظم محافظات الوسط والجنوب للمطالبة بالكهرباء وتوفيرها كونها ابسط متطلبات الحياة والعراق يعتبر من اغناء بلدان العالم مع العلم بان اكثر تصريحات المسؤولين بان المبالغ التي صرفت على الكهرباء ما بين (36-40)مليار دولار فالتظاهر امر مشروع ولكن يجب ان يكون التظاهر عاما تظاهرلاجل تغير الفاسد المفسد تظاهر لوضع النقاط على الحروف تظاهر بعيد عن التسيس والتحزب تظاهر لا لأجل المطالب البسيطة والرغبات الشخصية المحدودة بل لاجل ايقاف كل ظلم وحيف واقصاء لابناء العراق العزل الذين هجروا وظلموا واسكنوهم الساسة في العراء بلا مأوى ولا سكن تلفح وجوههم حرارة شمس صيف العراق المحرقة وكما اعتدنا على المواقف الخالدة والبيان الحقيقي لكل الامور وانصاف الحق والوقوف مع كل مظلوم المواقف البعيدة عن التعصب والطائفية من ابن العراق الغيور المرجع الاصلاحي الرسالي سماحة المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني فقد اصدر بيان بعنوان (الكهرباء ... أو ... الأطفال والنساء والدماء ؟؟!!) مبيينا سماحته موقفه من التظاهرات وبنفس الوقت نصح واوعظ المتظاهرين وبين لهم بان تكون مطالبهم مشروعة بارادة قوية لا تنتهي عند الكهرباء وابسط الخدمات وكان كلام سماحته بعدة نقاط منها ( الواجب الشرعي والأخلاقي يُلزمنا الوقوف مع أبنائنا وأعزائنا والإهتمام بهم والتفاعل معهم والشعور والتألّم لمعاناتهم ومآسيهم ، ومن هنا فنحن معهم في تظاهراتهم التي سِمَتُها الظاهرة وسببها الأوْضح وشعارها الأقوى هو ( الكهرباء !!!................ بالتأكيد نحن معكم لأننا مِنْكم وفِيكم ومَعَكم وإلَيْكم ، فلَسْنا من الهند أو الباكستان أو أفغانستان أو الشيشان أو إيران أو غيرها من بلدان ، بل نحن من العراق ومن أهل العراق نشعر بمعاناتِكم ونتألّم لآلامكم ونحزن لحُزنِكم ، لكن هل سألتُم أنفسَكم هل الأوْلى والأرجَحُ والمتعيَّنُ والواجبُ أن تخرجوا من أجل الكهرباء لأنفسِكم الآن وفي هذا الوقت وهذا الحَرّ الحارق أو أن تخرُجوا من أجلِ إخوانِكم وأهلِيكُم وأطفالِكم ونسائِكم وشيوخِكم وأعراضكم النازحين المهجَّرين الذين سكنوا العراء ، والسعيد منهم من يحصل على خيمة ممزقة يحتمي بها ، تحرقُهم حرارة الشمس ولهيب الحر ويلسعُهم ويقرصُهم ويجمّدهم زمهرير البرد وهم عُطاشى جياع مرضى في رُعْبٍ وذلٍّ وَهَوانٍ ومنذ سنوات لا أملَ لهم في النجاة بل لا أملَ لهم في الحياة ، عشراتٌ بل مئاتٌ منهم من الأطفال والنساء والشيوخ ماتوا من لهيب الحرِّ ، ومِثْلُهُم ماتوا تحت قساوةِ البرد) واضاف سماحته ( بكل تأكيد نحن معكم وننصَحُكم ، فهل سَألتُم أنفسَكم ، إننا نَخرُج من أجل الكهرباء وحَوْلَنا من أهلِنا وعشائِرِنا الأبرياء المسحوقين المستَضعَفين المرعوبين الذين تَحلُّ بهم وتقعُ عليهم كلَّ يومٍ بل كلَّ ساعةٍ مجزرةٌ بذبحٍ وحرقٍ وإطلاقِ نارٍ وقذائفَ مدفعيةٍ ودباباتٍ وصواريخَ وبراميلَ متفجرةٍ ومفخّخاتٍ ، فأين أنتم منهم ومن معاناتِهم ومن الخروجِ بتظاهراتٍ من أجلِهم والتخفيفِ عنهُم ، فأين أنتم من قولِ إمامِكم أميرِ المؤمنين عليّ عليه السلام : {{ وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ ، وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ بِالْـيَمَامَةِ مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى ، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ : ( وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ .... وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ )
التظاهر الحقيقي الوقوف مع المضطهدين والنازحين العزل لا عند نقطة واحدة!!
بقلم ضياء الراضي
تاريخ النشر : 2015-08-04