حُــرِقتْ البَراءة
دمي المتدفق في شرايين قلبي ، تمنيت لو أنني أستطيع استخدامه لإطفاء النار التي اشتعلت في جسد الطفل علي . . غضبٌ شديدٌ يسكنني ، وحزنٌ وألمٌ يسيطران على قلبي .. لعل هذا شعورٌ يَشعرُ بهِ كل فلسطيني حرَّ .
استيقظنا فجر الجمعة على تلك الفاجعة . . حرق زهرة . . حرق براءة . . حرق إنسانية . . حرق أحد طيور الجنة . . حرق طفل فلسطيني .. لا يبلغ من العمر إلا العام ونصف العام .
حُرقت البراءة . . بأي ذنب ؟ حُرقت الإنسانية على يد من يدعون السلام . . وموقف ما تسمونها القيادة الفلسطينية السكوت . . ذلك السكوت الناجم عن الخوف .. عن الذل .. عن الخنوع .. عن الرضوخ لسياسات إسرائيل واستيطانها الوحشي .
بكل بساطة سبب حرق الطفل يندرج تحت مظلة " يبتٌ ليس لهُ راعي " ، السبب هوا علاقتكم المتشرذمة فيما بينكم . . خلافاتكم على الأموال والمناصب ، والنتيجة .. والنتيجة . . للأسف حرق خضير .. حرق دوابشة .. ويا عالم مين ، ناهيكم عن تدنيس المقدسات ليل نهار.
لا أخفي عليكم ما يدورُ في داخلي كثيرٌ. .ولكن لأني في مجتمع لا يحترم حرية الرأي .. أفضل الصمت خوفاً على نفسي .. لا أقول السكوت .. أقولُ الصمت . . ولن يطول صمتي ولا صمت كل فلسطيني ينتمي بكل معاني الكلمة لوطنهِ.
الحزن . . الانكسار . . الحسرة . . الألم . . على فقدان رمز البراءة الطفل علي الدوابشة . . ولكن الفرحة موجودة لأن الصهاينة لا يعلمون أن هذه الفاجعة ستكون جذوة الانتفاضة في وجوهم وفي وجوه كل المتعاونون على أطفال فلسطين .
لا أقول ســوى حـسبي الله ونعم الوكيل .. على كل من قال أنا مسئولٌ فلسطيني .
المجد والخلود لطير الجنة . . للرمز البراءة . . بكل فخر واعتزاز
الشهيد علي الدوابشة .. رحمهُ خالقهُ .. والشفاء العاجل لأفراد عائلة دوابشة ..
كـان الله في عوننا ضفةٌ .. وقدسٌ .. وغزةٌ . . الحال لا يختلف كلنا تحت مقصلة جلادٌ واحد . . ولكننا للأسف لا نعي هذه الحقيقة حتى هذه اللحظة .
دمتم بعز .. ودامت ثورتكم الشعبية .
يا رضا الله ورضا الوالدين.
بكل فخرٍ وأنهُ لأنس جهاد إما نصرٌ وإما استشهاد .
حُرِقتْ البَراءة بقلم أنس جهاد سعيد " أبو أيسل "
تاريخ النشر : 2015-08-04
