الغر "حدث الاسنان"بقلم:مروان محمد ابوفارة
تاريخ النشر : 2015-08-02
الغر "حدث الاسنان"بقلم:مروان محمد ابوفارة


كثيرا ما يحدث ان يطل علينا من ابواب الفضائيات اناس يتلبسون بلبوس الدين مستظهرين للنصوص عابدين لمواقف مجمدة وأسماء محددة والحق فقط ما يقولون وكال مل يجمع بينهم هو كونهم احداث الاسنان اغرار
فأول ما يبدؤون به هو التهكم والتهجم على العلماء ونسف كل خلق يحتاجه المسلم في تعامله مع الانسان لا مع اخيه المسلم ويضع وراء ظهره كل ادب للاختلاف هذا ان حاز ما يحدث على تسمية اختلاف وليس اقصاء او ابعاد ومحق وسحق وقتل
تخيل ان فتوى واحدة كفيلة بان يستل احدهم سخيمة صدره ويبصق كل سم فمه على الشاشة حتى تظن ان الدنيا على شفير انهيار وان المقدسات بكل محتوياتها قد اهينت وكل ذلك ليس من قبل عدو بل من عالم يراه هذا الغر هاتكا لستر الدين ومفتريا على الله وقاتلا للشرع
ان الامور قد الت الى مالا صعبا بحاجة الى تغيير جذري عوضا عن التغيير فليس كل من نبت شعر وجهه وطال عثنونه واستظهر بعض النصوص وقصر ثوبه وأطال سواكه ومسبحته وأم بعض الرجال ليس من تحققت فيه هذه الصفات فيه يجوز ان يسمى عالما او واعظا وان كان مريدوه بالملايين لان الذوق البشري يتردى شيئا فشيئا ولا بد من وقفة مع بعض الامور للضرورة
اولا يجب الاقتناع ان زمن التمكين لمذهب دون غيره ولشيخ دون سواه ولرأي دون اخر قد ولى الى غير رجعة وان كان البعض يظن ان فكرته ورأيه وفتواه فقط هي الحق فهذا حتما من تيار الغرور الذي تماهى مع الانظمة وساهم معها في صفقة مشبوهة تضمن للأول حكما طويل الامد وللثاني فرضا لمذهبه وأرائه دون منافس او حتى مجادل او على الاقل ممتعض وهذا لك ان تراه عندما ترى واحدا من اولئك الذين يتقنون مسائل دون غيرها اهمها عدم الخروج على الحاكم مهما كان ظالما او جائرا او سافكا للدماء والغا فيها وكذلك ان للنظام بكل ميليشياته المنوعة ان يقتل من يشاء وتحت أي ستار وان فقد الامكانية فستخلق له فتوى بكفر هذا وفسق ذاك والإعدام عدة متواضعة مع ما يذكر
وان هؤلاء تجار دين لا غير معروفة بضاعتهم المزجاة ومعروف ما يسعون اليه وغالبا يكون ايقاد الفتن التي ماتت ويسبون علماء ومشايخ قد درست عظامهم من باب ان يظهروا فقط وكأنهم ذلك البابا الذي استخرج عظام سابق له وجلده وعنفه وحرقه والكل باسم الدين
ان المراحل الفردية والقومية للدين وحصره في جمع دون غيره قد انهارت ولم يبق إلا ذلك المؤمن الصابر الذي اذا شيك اخ له في الصين تأوه الما وهب لنجدته ومهد له الطريق فالعالمية كما يقول صاحبها في كتابه قادمة لا محالة ولن يدخلها ظالم لعلمائه متعد عليهم وعلى اعراضهم محتقرا لهم وهذا ستبديه الايام
ثانيا ان الاختلاف في داخل مؤسسة الدين ليس عيبا ولا امرا ممنوعا ولكن الممنوع هو قلة الادب والقحة والتحقير فتخيل غرا يحقر عالما عندما يناديه باسمه الشخصي فقط لا غير وعندما يلتقي مخالفا من دين اخر يناديه بكلمات السيد الفاضل وأخي المحترم وغيره
فيا له من تصنع مقيت اليس من الاسلام ان تنادي اخاك بأحب الاسماء لديه؟ام ليس من الاسلام احترام ذي الشيبة المسلم ؟فان لم يكن الاحترام من اجل علمه فليكن من اجل شيبة شابها في الاسلام على درب ذات الشوكة
ان الاختلاف لم يمنع متمذهبا متعصبا لمذهبه ان يصلي وراء مخالف له بل يقول بقوله متناسيا رأيه المذهبي والفقهي وهذا من جوهر الاسلام وأما قذف العلماء من باب خالف تعرف فهذا قحة ولا قحة بني اسرائيل وعكننة ما سمعنا بها إلا في اشد عصور التخلف والتدهور
ان القلم لو ترك له المجال لكتب وسود ولكن شدة الغصة وثقل الحدث وقحة الغر التابع تجعل الصمت افضل