جريمة بشعة ، استفقنا عليها اليوم ، جريمة يندى لها الجبين و تتوارى عنها الانسانية، و تفوق كافة التعابير الوصفية لبشاعتها ، ارتكبت على يد غلاة المستوطنين ، الذين تمادوا في ارهابهم واجرامهم ، حيث قاموا باحراق منزل فلسطيني بمن فيه ، في قرية دوما قضاء نابلس في الضفة الغربية ، اسفرت تلك الجريمة عن استشهاد طفل رضيع لم يكمل عامين من عمره ، و اصيب والديه و شقيقه بحروق بالغة جدا ادخلتهم في غيبوبة تامة ، جريمة متكاملة الاركان ، اقترفها عناصر تدفيع الثمن من المستوطنين ، الذين زادت حدة اجرامهم و عاثوا في ارجاء الضفة الغربية فسادا ، بدعم و حماية من جيش الاحتلال الذي يتلقى اوامر تسليح المستوطنين من حكومته النازية ، لتسهيل تحركاتهم و لينفذوا المزيد من جرائم القتل و الحرق بحق كل ما هو حي على الارض من شجر و بشر .
ان جريمة قتل الطفل علي دوابشة ، لم تأتي مصادفة كما تدعي الحكومة الاسرائيلية ، و كما يحاولوا التغطية و التبرير على الجريمة ، بل جاءت مفتعلة و مخطط لها ، بعد عام من جريمة مشابهة جدا لها في القدس ، جريمة حرق الطفل محمد ابو خضير ، حيث اراد الاحتلال ايصال اكثر من رسالة من خلال هذا الحدث الاجرامي ، اراد ان يثبت للعالم و المجتمع الدولي و للجانب الفلسطيني ان انضمام السلطة لمحكمة الجنايات الدولية ، و المنظمات الحقوقية الدولية لن يوقف جرائم الاحتلال و مخططاته لقتل الوجود الفلسطيني ونهب الارض ، و الرسالة الثانية هي تحديا لتهديدات السلطة سواء بالغاء التنسيق الامني او حل السلطة ، بانها تهديدات واهية لن تضر بالاحتلال شيئا ، وانها قادرة في حال نفذت السلطة تهديداتها بأن تدير زمام الامور في الضفة ، بشكل افضل من ادارة القيادة الفلسطينية ، و بالتالي فان الاحتلال كان مستعدا جدا لهذا اليوم ، الذي هو يوم غضب شعبي لانتهاكات الاحتلال في القدس ، وكان يخشى من ردة الفعل بشكل عام ، لكنه ربح رهانه على الاقل بعدما ضمن عدم اكتراث السلطة و القيادة في المقاطعة لغضب الشارع الفلسطيني ، وانه سيكتفي بالتصريحات المدوية كالعادة و الادانات المتكررة .
المرحلة الحالية هي من اشد المراحل حساسية و اكثرها دقة ، و تتطلب قيادة قادرة على ايلام المحتل و الايقاع به ، بعقلانية بالغة و حنكة شديدة ، ففي الوقت الذي ضمن فيه الاحتلال قرب توقيع هدنة مطولة مع غزة ، ارتكب جرائم قتل و حرق اطفال الضفة ، و هذا يتطلب توحيد جهود الفصائل الفلسطينية كافة ، و دراسة سبل الرد الموحد و الممنهج من خلال المقاومة الشعبية ، و ينبغي على المقاومة في الضفة ان تنتفض ، و تخرج من صمتها. لاحباط مخططات الجميع في قتل روح البطولة و النضال في شعبنا الثائر في الضفة الباسلة ..
الكاتبة السياسية :
وئام أبو هولي
جريمة قتل الطفل علي دوابشة ، اسقطت الاقنعة عن وجوه مدعي الانسانية بقلم: وئام أبو هولي
تاريخ النشر : 2015-08-02