.. بلد المليون وزير. فلسطين..
ربما من يقرأ العنوان يتفاجأ بل يكاد يجزم أنه متناقض مع الموضوع المشهد السياسي الفلسطيني زاخر بتناقضات عجائبية، ومفارقات غرائبية، ومتداخلة أحداثه بالتواء حلزوني، وتشابك عنكبوتي بحيث لا يمكن فصل جزء عن الآخر مما يحير الحاذق الماهر، ويربك المحلل الشاطر..فتجد كل طرف يحلل في السياسه والتعديل بنص قانوني حكومة اتفاق ثم تصبح حكومة رئيس ثم تعدل باسم القانون وباسم القانون الاخر يلغي هذه الحكومه هذا مجلس تشريعي وهذا رئاسي.. تم الاتفاق على الخروج من هذه المتاهه والاتفاق على حكومة وحده وطنيه..لا يكون فيها تواجد لأي حزب أو فصيل ويكون الوزراء مستقلون. ولكن نلاحظ التعديل الوزاري الجديد حمل التعديل الوزاري رسميا دخول حركة فتح إلى تشكيلة الحكومة التي تم الإعلان عنها رسميا مطلع يونيو من العام الماضي بموجب تفاهمات للمصالحة بين وفد من منظمة التحرير وحركة حماس.وبموجب التعديل يتولى صبري صيدم وزارة التربية والتعليم العالمي علما انه يشغل منصب نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ومستشار للرئيس عباس لشئون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.وسيتولى حسين الأعرج وزارة الحكم المحلي وهو من قيادات حركة فتح ويشغل منذ عام 2010 منصب رئيس ديوان الرئاسة وبالتالي يعد من المقربين من دائرة عباس وستسند وزارة الزراعة إلى سفيان التميمي وهو من قيادات فتح أيضًا وتولى في السابق منصب رئيس سلطة جودة البيئة خلال عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات ويتولى حاليًا منصب نائب رئيس رابطة الجامعيين.
فيما سيتولى سميح طبيلة وزارة النقل والمواصلات علمًا أنه من كبار رجال الأعمال في نابلس وصاحب شركة مقاولات ضخمة.
أما عبير عودة التي ستتولى وزارة الاقتصاد خلفا لمحمد مصطفى الذي كان استقال من منصبه قبل أشهر، فهي كانت تتولى منصب رئيس هيئة سوق المال الفلسطيني.ويلاحظ أن الوزراء الخمسة الجدد في الحكومة جميعهم من الضفة الغربية، وبدخولهم ارتفع عدد الوزراء في الحكومة إلى 19.من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن التعديل الوزاري الذي أعلنته الحكومة "غير دستوري وخارج عن التوافق"، معتبرة أنه بذلك فإن "الحكومة أصبحت حكومة انفصالية" مما نلاحظه أننا امام انقسام كبير بين اللضفه وغزه سوف يدمر أي حلم في المصالحه والوحده. في ظل تحالفات عربيه مع هذا وهذا وغضب من البعض الاخر من هذا وهذا وتساع في هجمه صهيونيه ضخمه على الشعب الفلسطيني في اللضفه. انا حسب ما اشاهده في السياسه وتقييمي للوضع إرث “عملية السلام” واتفاقيات أوسلو الموقعة المنبثقة عنها واستمرار رئاسة منظمة التحرير في الالتزام بها كمرجعية وحيدة للقرار الوطني، وإرث الرعاية الأميركية المستمرة لاستمرار التزام المنظمة ورئاستها بكل ذلك، سوف يجعل تنفيذ أي اتفاق للمصالحة الوطنية من رابع المستحيلات، كما اثبتت تجارب توقيع اتفاق القاهرة و”وثيقة الأسرى” واتفاق مكة وإعلان صنعاء، لكي تظل المصالحة الوطنية مؤجلة إلى أن يفرجها الله. ما قامت به السلطه الفلسطنيه سيقرأ انه رساله موجهه الى العرب وخاصه السعوديه التي تبحث عن مصالحه بين الفلسطينيين أعرب عنه الملك سلمان في اجتماعه الاخير مع مشعل أنا في نظري ما اقدمت عليه السلطه خطأ لأنها ستظهر في مظهر غير مريح وأنها تنجر الى أقوال بنيامين نتانياهو دون قصد عندما قال على السلطه أن تختار بين حماس واسرائيل مما نشاهده يبدو أن الأزمة بين الحركتين تزداد تعقيدًا الخاسر الاكبر فيها الشعب الفلسطيني سيكون هناك تقارب بين حماس ومصر وبين حماس والامارات وستكون السعوديه وشخصيات فلسطينيه سبب في هذا التقارب ..وستكون السلطه في وضع صعب في ظل تقارب عربي مع حماس....رفعت الجلسه [email protected] كاتب ومحلل سياسي نائل ابو مروان