النفوذ الايراني في الشرق الاوسط برعايه امريكيه غربيه بقلم احمد المالكي
مما لا شك فيه ان ايران استطاعت ان تبسط نفوذها في الشرق الاوسط سواء بطريقه مباشره او من خلال جماعات تمولها منذ سنوات وحققت لها اهدافها ومازالت هذه الجماعات تبسط اليد الايرانيه وتزيد من تدخلها في الشؤون العربيه
كان واضح للجميع ان النفوذ الايراني في منطقة الشرق الاوسط بدا منذ سقوط نظام صدام حسين وبداية حقبة الاحتلال الامريكي للعراق وتدمير الشعب العراقي بالطائفيه حتي سالت الدماء العراقيه ومازالت علي ارض العراق بسبب السياسه الامريكيه والتدخلات الايرانيه في العراق ودعم ايران لجماعات الحشد الشعبي التي ما ان دخلت اي محافظه الا ودمرت فيها الاخضر واليابس
ومع امتداد النفوذ الايراني في سوريا ومساندة نظام بشار الاسد الذي قتل اكثر من ربع مليون انسان وشرد الملايين خارج سوريا ومازالت ايران تعبث في الازمه السوريه وتقف وراء تعقيدها وتساند الاسد بكل قوه من سلاح ورجال الحرس الثوري الايراني الذي يحارب في صفوف بشار الاسد بالاضافه الي حسن نصر الله ورجاله الاوفياء للمرشد الاعلي في ايران علي خامنئي وهما ايضا من يقفوا وراء تعطيل الحياه السياسيه في لبنان
بالاضافه الي ما يحدث في البحرين من اضطرابات تقف ورائها ايران لاحداث فوضي في البحرين واخرها تفجير جزيرة ستره البحرينيه
ونفس الاحداث تقف ورائها ايران في المملكه العربيه السعوديه بالمنطقه الشرقيه
لكن الضربه الكبري لهم كانت في اليمن بعد ان دمرت قوات التحالف العربيه رجال ايران في اليمن (الحوثيين ) وانصارهم ودمرت الاسلحه التي دعمتهم بها ايران وفروا هاربين من عدن وبعض المناطق التي سيطروا عليها ليعودوا الي جحورهم مثل الفئران
المشكله الان ان دول الخليج تقف مكتوفة الايدي امام الاتفاق النووي الايراني مع الغرب وللاسف حلفاء الخليج في الغرب مازالوا يمارسون الكذب والتضليل علي دول الخليج باللعبه المشكوفه وهي التطمينات بينما بدات الوفود الغربيه تحج الي ايران وبدات الصفقات بين ايران والغرب
وبذلك تدخل ايران مرحله جديده في العلاقات مع الغرب وتدخل دول الخليج مرحله جديده من التهميش والتدخل الايراني في شؤونها برعايه امريكيه ورعايه غربيه من الاتحاد الاوربي
وللاسف اللعبه حتي الان لم يفهمها ملوك وامراء دول الخليج ومازالوا يصدقون الامريكان والغرب رغم اننا تعودنا دائما ان الخير لا ياتي منهم او كما يقول المثل ان ما ياْتي من الغرب لا يسر القلب
زيارة محمد جواد ظريف وزير الخارجيه الايراني منذ يومين الي العراق كانت رساله ان ايران قادمه والوفود التي زارت ايران خير دليل سواء الوفد الالماني او زيارة فيديريكا موغريني مسؤولة السياسات الخارجيه في الاتحاد الاوربي وبعدها زيارة لوران فايبوس الذي سلم الرئيس الايراني حسن روحاني رسالة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يدعو فيها روحاني زيارة فرنسا في نوفمبر المقبل
هذه مجرد البدايه بين ايران والغرب واكيد ان ماخفي كان اعظم
الاعلام الايراني المعارض قال ان ايران قدمت تنازلات في هذا الاتفاق بينما اكدت الحكومه الايرانيه ووزير الخارجيه الايراني محمد جواد ظريف ان ايران لم تقدم اي تنازلات في الاتفاق مع الغرب بشاْن البرنامج النووي الايراني
ونفس الشئ حدث في امريكا واتهم جون كيري وزير الخارجيه الامريكي الاعلام الامريكي بنشر معلومات مغلوطه حول الاتفاق النووي الايراني
بالاضافه الي ذلك كل الذين جلسوا علي طاولة المفاوضات مع ايران تصريحاتهم واحده وهي ان الاتفاق يحد من خطر ايران وان مواجهة ايران سوف تكون اسهل في المستقبل بدون سلاح نووي ودافع بعضهم بشده عن ايران بما في ذلك وزير الخارجيه الامريكي جون كيري الذي قال ان اي مواجهه مع ايران قد يحدث ازمه لا يمكن التنبؤ بعواقبها في الشرق الاوسط او خارجه
لكن حتي الان لا نعرف هل مفاوضات الغرب والامريكان مع ايران كانت فقط بشاْن الاتفاق النووي الايراني ام ان هناك اتفاق اخر من تحت الطاوله لم يخرج للعلن لكنه اصبح واضح للجميع الان بشاْن الاتفاق علي طريقة تدخل ايران في شؤون دول المنطقه والسيطره الايرانيه عليها
ايران لها تصريحات كثيره متناقضه حول سياستها مع دول الجوار وحسن النيه معهم لكن حتي الان لم تثبت النوايا الحسنه لايران مع الدول العربيه سواء في سوريا او لبنان او البحرين او اليمن واخيرا المملكه العربيه السعوديه التي بينها وبين ايران عداء بسبب ان السعوديه تمثل السنه وايران تمثل الشيعه واستغل الامريكان الخلاف المذهبي بين الدولتين وعملوا علي اشعال نار الفتنه وادخال الفتن بين السنه والشيعه في دول المنطقه
الان في امريكا بعض الاصوات داخل الكونغرس ومجلس الشيوخ الامريكي لديها تخوفات من الاتفاق النووي مع ايران ولديها تخوفات بعد رفع العقوبات عن ايران واستخدام ايران الاموال للتسلح والتطور في عملية تصنيع السلاح
وهذا ما قاله جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحه في مجلس الشيوخ ان رفع العقوبات عن ايران قد يجعل هذه الاموال تذهب الي الحرس الثوري الايراني وان ايران سوف تقوم بتصنيع صواريخ بالستيه وان ايران بعد ذلك سوف تكون خطر علي القوات الامريكيه بالاضافه الي ان ماكين راي ان ذلك الاتفاق مع ايران قد يؤدي الي سباق تسلح في المنطقه
وهذا حقيقي لان الامير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعوديه السابق قال ايضا في تصريحات صحفيه قبل اتمام الاتفاق ان الاتفاق مع ايران سوف يؤدي الي محاولات اخري في المنطقه لعمل برامج نوويه وسباق تسلح وهذه الرؤيه السعوديه كانت قبل رؤية ماكين
بينما تحاول الاداره الامريكيه التقليل من مخاوف هذا الاتفاق وهذا ماقاله اشتون كارتروزير الدفاع في مجلس الشيوخ ان وزارة الدفاع الامريكيه ملتزمه بمواجهة ايران وداعش في المنطقه
لكن اذا كان كارتر يري ان داعش مهمة وزارة الدفاع الامريكيه القضاء علي داعش لماذا حتي الان لم يتم القضاء علي داعش اذا كانت امريكا قادره فعلا كما يقول كارتر ام ان بقاء داعش هو استمرار لمسلسل مصالح ايران والنفوذ الايراني في منطقة الشرق الاوسط برعايه امريكيه غربيه
النفوذ الايراني في الشرق الاوسط برعايه امريكيه غربيه بقلم احمد المالكي
تاريخ النشر : 2015-08-01
