أللهمّ أنقذ سوريا
المحنة التى يعيشها السوريون اليوم تعتبر سابقة لم يعرفوا لها مثيلا من قبل رغم كل السنوات الخمس من الحرب والتمزق وما رافقها من ويلات ومطبات فى مسيرة الثورة انهم باتوا فعلا على المفترق الحاسم الذى يفصل بين الدولة واللادولة بين سوريا الموحدة واللاسوريا
والمفارقة الكبرى تكمن فى أن الجميع من مكونات الشعب والثورة على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم يحس بحجم الكارثة ولكنه فى الوقت نفسه يعجز عن القيام بما من شأنه اخراج البلاد والعباد من الدوامة الخانقة وانهاء الحكم الأرهابى الظالم وكأن العالم يطيب له أن تزداد المحنة السورية تشعبا وخطورة حتى تأتى النتيجة التى يتوخونها
وسط كل هذه التعقيدات تأتى الهموم الحياتية لتزيد فى الطين بلّة حيث باتت أبسط متطلبات الحياة اليومية العديدة صعبة التحقيق بدءا من رغيف الخبز ووصولا الى الخوف الكبير من التنقل والأدهى من ذلك أن السوريون يدركون بحدسهم وبسبب المعطيات القاتمة أن الفرج ليس قريبا ولو حدثت المعجزة لأن البلاد ستكون فى حاجة الى سنوات وسنوات من أجل تضميد الجراح التى خلفها نظام الأسد ولأعادة بناء ما تهدم هذا اذا كان هناك مجال بعد لأعادة البناء وامعانا فى استفحال المأزق تتراجع الآمال يوما بعد يوم حيث كلما انفتح أفق جديد تنقفل الأبواب أكثر وأكثر وكأنه ممنوع على هذا الشعب أن يحلم بالأنفراج فهل أن اعادة اللحمة الى الشعب والمؤسسات باتت مهمة مستحيلة فى ظل كل هذه التعقيدات والتوترات ولأن المنزل اذا ما تهاوى , ستسقط أنقاضه على رؤوس الجميع دون تمييز أو تفرقة فالتجارب المشابهة التى تعرضت لها بلدان أخرى كعراقنا الحبيب مثلا تظهر أن الندم لايعود مفيدا بعد أن تتداعى الأعمدة وتتفرق الأيدى , لذلك فان المرحلة لم تعد مرحلة انتظار قلق فحسب بل أصبحت قبل أى شىء آخر , مرحلة خوف على المستقبل وعلى المصير حتى أن الرهان على أية يقظة وطنية تجمع الشمل وتعيد توحيد الصفوف بات ضئيلا للغاية فهل ستأتى معجزة من خارج كل التوقعات وكل الحسابات
فالدعاء الوحيد الذى ينطلق من صدور السوريين وصدور أمهات الشهداء الثكلى هو ...أللهّم نجنا من الأعظم أللهّم انقذ سوريا قبل فوات الأوان
جان عبدالله