نظام التخبط و الفوضى و التناقضات بقلم:غيداء العالم
تاريخ النشر : 2015-08-01
نظام التخبط و الفوضى و التناقضات
 بقلم:غيداء العالم

  ليس هنالك في العالم نظام سياسي فريد و غريب من نوعه کنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي هو مزيج من التناقضات و المفارقات و الاختلافات المدهشة من مختلف النواحي، ذلك إننا عندما نتمعن في مايبدر عن هذا النظام من تصريحات و مواقف بشأن الاحداث و التطورات في إيران و المنطقة و العالم، نجد الکثير من الاختلاف و التناقض بين تلك التصريحات و المواقف.

في الوقت الذي رحب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني أكبر هاشمي رفسنجاني، بالغارات التي شنتها تركيا ضد تنظيم 'داعش' في سوريا وقواعد لحزب العمال الكردستاني التركي في شمال العراق، انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية هذه الغارات، لما قالت إنها تتعلق بـ 'سيادة الدول'! في الوقت الذي لاتضع فيه طهران من أي إعتبار للسيادة الوطنية و إستقلال دول المنطقة عندما تتدخل بکل صلافة في الش?ون الداخلية لهذه الدول.

هذه المسألة ليست لوحدها تشير الى التضارب و التناقض في التصريحات و المواقف السياسية بين قادة و مس?ولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وانما هناك أيضا الملف النووي الذي يشهد حالة فريدة من نوعها من الاختلاف و التناقض بينهم، بالاضافة الى مواضيع و أمور و ملفات متباينة أخرى، لکن الملفت للنظر إن هذا النظام في الوقت الذي يسعى لإظهار هذه الاختلافات و التناقضات و الاختلافات على إنها حالة إيجابية تعکس إيمان النظام بالديمقراطية، فإنه يبذل کل مابوسعه من أجل الاستفادة من هذه الاختلافات من أجل خداع العالم و التمويه عليهم کي يحقق أهدافه و أغراضه.

هذا النظام الذي حذرت منه المقاومة الايرانية على الدوام و أکدت بإنه نظام يعادي الانسانية و يسعى من أجل أهداف و غايات ضيقة خاصة و ضيقة، أکدت الاحداث و التطورات على إنه ليس يعادي فقط آمال و تطلعات الشعب الايراني لوحده وانما هو أيضا يعادي شعوب المنطقة و يبذل مابوسعه لإستعبادها و إستغلالها من أجل مراميه المشبوهة، يبدو إنه وبعد أن أدرك بأن العالم صار يدرك و يعلم بألاعيبه، فإنه يسعى للتمويه على المنطقة و العالم من خلال لعبة التناقضات الإيحاء بأن هناك حرية و ديمقراطية في هذا النظام، لکن الحقيقة التي أثبتتها المقاومة الايرانية للعالم بلغة الارقام و الادلة، هي إن هذا النظام معاد للحرية و الديمقراطية وإن لاأمل بتغييره إلا بإسقاطه.