رسالة ايران في حرق مكتب الصرخي في ديالى
رياض التميمي
في ممارسة لم تكن غريبة او مستبعدة تثبت يوم بعد اخر غياب هيبة الدولة و مؤسساتها الامنية و العسكرية و سيطرة ميليشيات الحشد و قياداتها و عناصرها على الشارع العراقي تنفيذا لاجندات المشروع الايراني اقدمت تلك المليشيات و في وضح النهار و امام مراى و مسمع الاجهزة الامنية على حرق مكتب الصرخي في ابي صيدا في مدينة ديالى و نهب ممتلكاته و باشراف و قيادة و توجيه عناصر ايرانية بناءا على ما نقله عناصر مفارز الشرطة القريبة من المكتب لحظة الاعتداء .الرسالة و اضحة و مفهومة من تلك السلوكيات فمن جانب هي تاكيد ان لا دولة و لا سلطة تعلو على ارادة مليشيات الحشد الممولة و الموجه ايرانيا" و اول المستهدفين بهذه الرسالة هو رئيس الوزراء و القائد العام للقوات المسلحة (عنوانا" و ليس واقعا") حيدر العبادي و الذي عليه ان يفهم ان منصبه فخريا و عليه ان ان يتبع قيادة الحشد لا ان تتبعه , ومن جانب اخر فانها تؤكد ان لا قانون و لا دستور يعلو على فتوى الجهاد و انها القانون و الدستور الوحيد في العراق و التي تحت ظلها استبيحت كل المحرمات من الدماء و الاعراض و الانفس , ومن جانب فهي كشف واضح و صريح الى فراغ و عدمية و عبثية وجود ما يسمى وزارة حقوق الانسان و لجنة حقوق الانسان في البرلمان بل و المئات من منظمات المجتمع المدني .
و اذا كانت حكومة المالكي اوجدت لنفسها ذريعة تهمة احتلال العتبتين في تبرير ارتكابها مجزرة كربلاء في رمضان قبل عام بحق الصرخي و اتباعه , ماذا ستجد حكومة العبادي من تبرير لجريمة حرق مكتب الصرخي في ابي صيدا في ديالى على يد ميليشيات الحشد الذي صرح العبادي و لاكثر من مرة بان الحشد مؤسسة حكومية خاضعة لسلطته . و هل ستباشر الحكومة على الاقل من الناحية الاعلامية لتشكيل لجنة و فتح تحقيق بالموضوع لتثبت مهنيتها و هو مالا نتوقعه .و لكن ما فات ايران و ادواتها المتمثلة بمليشيات الحشد ان رسالتها في مجزرة كربلاء لم تثن الصرخي و اتباعه عن مشروعهم و مبادئهم رغم قساوتها و وحشيتها فلا اعتقد ان حرق مكتب سيكون له تاثير عليهم و على العكس تماما فان الملاحظ ان نتائج اعتداءات الحكومة و المليشيات على الصرخي و اتباعه و خلال ثلاثة عشر عاما ابتداءا من الاعتداء على بيته في كربلاء و بشكل مشترك مع قوات الاحتلال الامريكي عام 2004 و مرورا بالاعتداء على مدرسته و حوزته الدينية في كربلاء منتصف 2006 و حرق و غلق مكتبه في الرفاعي في الناصرية و هدم جامع محمدباقر عام 2012 و انتهاءا بالاعتداء على بيته و برانيه في كربلاء عام 2014 كل تلك الاعتداءات كانت تصب نتائجها في صالح الصرخي و اتباعه كونها تبين مظلوميته من جانب و همجية و عنجهية المتصدين للسلطة و السياسة و عدم استقلالية قرارهم و تبعيتهم للمشروع الايراني كذلك فانها اوصلت صوت الصرخي الى المحيط العربي و الاسلامي و الاقليمي و الدولي كذلك فانها اثبتت مبدئية و وطنية الصرخي و اتباعه كحالة و ظاهرة فريدة في العراق تبعث الامل في امكانية استعادة العراق لمكانته بالرغم من ظلامية المشهد كذلك اثبت مدى تاثير خطاب الصرخي و صوته و مشاريعه على ايران و مشروعها في العراق و المنطقة و اخيرها و ليس اخرها مشروع الخلاص الذي طرحه كوصفة جذرية لمعالجة مشكلة الوضع العراقي و بابعاده المحلية و العربية و الدولية و الذي وصف من قبل العديد من الشخصيات و والمؤسسات و وسائل الاعلام العربية و الاسلامية و الاقليمية على انه لا يمثل حلا لمشكلة العراق بل حلا لمشكلة المنطقة العربية خصوصا الدول التي تعاني الصراعات الداخلية بسبب التوغل الايراني .
رسالة ايران في حرق مكتب الصرخي في ديالى بقلم:رياض التميمي
تاريخ النشر : 2015-07-30