علي ساجت الفتلاوي
ليس هنالك أبدا أي دليل او مٶشر يثبت بأنه بعد توقيع طهران لاتفاق مع القوى الكبرى يقضي بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عليها، سوف تطرأ تغييرات على سلوکيات و نهج نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و إن هذا النظام سوف يصبح خلال فترة محددة صاحب دور إيجابي في تحسن الاوضاع بالمنطقة و ينهي التوترات فيها، وقد عول على هذا الرأي العديد من الذين راهنوا ولايزالوا يراهنون على هذا النظام و يعتقدون بإمکانية التعايش معه و القبول به.
أصحاب وجهة النظر ساردة الذکر، لم يتجشموا عناء تفسير و توضيح ماقد أکده المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والذي ظهر بعد فترة وجيزة من توقيع الاتفاق ليؤكد أن بلاده ستواصل دعم الميليشيات المسلحة في اليمن ولبنان والمعارضة البحرينية ضمن دعمها الطبيعي لأصدقائها في المنطقة، خصوصا وان ماقد صدر عن خامنئي أثار عاصفة من ردود الفعل من دول المنطقة تجاهها حيث استدعت البحرين الأحد الماضي القائم بأعمال السفارة الإيرانية في المنامة، للاحتجاج، کما إن وزير الخارجية السعودي قد ندد بدوره ب"التصريحات العدوانية"لإيران، الى جانب ردود الفعل السياسية و الاعلامية الاخرى.
مايجدر ذکره هنا و الإشارة إليه، هو أن الولايات المتحدة الامريکية و دول أوربية أخرى بالاضافة الى عواصم خليجية، کانت قد أعربت عن أملها في أن يسهم الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران في تشجيعها على انتهاج سياسة تخدم الاستقرار الإقليمي لا زعزعته، لکن الذي حدث و يحدث لحد الان هو أن السياسة العدوانية و النهج المشبوه لطهران لايزال على سابق حاله ولم يتغير منه شيئا بالمرة، والذي يجب ذکره هنا و التوقف عنده ملية هو أن زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، قد أکدت مرارا و تکرارا من أنه من المستحيل أن ينقاد هذا النظام للإرادة الدولية بالاساليب المرنة و اللينة وانه"أي هذا النظام"، سوف يستمر في نهجه المخادع و المشبوه طالما وجد الى ذلك سبيلا، ومن الواضح جدا بأن نقاط الخلل و الضعف في هذا الاتفاق قد وفرت فرص أکثر من مناسبة لهذا النظام کي يعبث او يراوغ و يخادع من خلالها و بواسطتها.
هذا الاتفاق الذي جاء بعد أن وجد نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية نفسه في موقف صعب و معقد إضطره رغم أنفه للتوقيع عليه، لاريب من إنه سوف يستغل بما عرف عنه من اساليب المخادعة و المراوغة ثغرات و فجوات هذا الاتفاق ويعود الى سابق عهده، ليٶکد للمنطقة و العالم کله من أن الاتفاق النووي لم يغير من طبعه شيئا.
[email protected]
الاتفاق النووي الذي لم يغير من طبع طهران شيئا بقلم:علي ساجت الفتلاوي
تاريخ النشر : 2015-07-30