حارة اليهود ..بقلم:ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2015-07-18
حارة اليهود ..بقلم:ميسون كحيل


حارة اليهود ..

لا زلت أذكر جيدا عندما كنا نتوجه إلى الجنوب لزيارة ستي أم علي رحمها الله كان والدي رحمه الله يقوم بدور المرشد يذكر لنا أسماء الأماكن التي نمر بها طوال الطريق التي كانت طويلة بالنسبة لنا ونحن أطفال وقتها !! وكان من ضمن الأماكن التي ذكرها مقبرة وحارة اليهود كنا نندهش ونسأل هل حقا كان اليهود هنا في غزة يوم ما ؟! كان يرد بثقة نعم كانوا هنا .. ولا زالت قبورهم لليوم .. فنحن المسلمون لا نهدم ولا ننبش القبور فهذا حرام في شرعنا ..  وعند سؤاله أين ذهبوا ؟ ردّ طردونا من يافا إلى غزة وذهبوا هم إلى حيفا وعكا واللد والرملة واستولوا على بقية البلاد !! هذا ببساطة شديدة ما حدث .. وكان والدي يستفيض بالحديث ويقول كان اليهود يتواجدون في أماكن كثيرة وهناك رجال فلسطينيون تزوجوا من نساء يهوديات أحدهم من أقارب جدي  .. كنا نستغرب نحن الأطفال كيف أن هناك يهود عرب ويتحدثون العربية بطلاقة مثلنا .. كبرت وعرفت أن اليهود كانوا يعيشوا بين ظهراني العرب مثلهم مثل أي مواطن آخر وما يجري عليهم كان يجري على غيرهم وعرفت كذلك أن أهم وزير مالية في التاريخ المعاصر حزقيل ساسون كان من يهود العراق .. وهناك الكثير من اليهود تأثروا وأثروا في المجتمعات العربية .. وعرفنا بعد أن كبرنا وتوسع إدراكنا أن الصهيونية وليست اليهودية هي من سطت على بلادنا وطردتنا منها .. و أن اليهود الصهاينة هم من قاموا بالعمليات الإرهابية ضد اليهود العرب في العراق ومصر والمغرب لإجبارهم على الرحيل والتوجه إلى أرضنا المغتصبة !! كبرنا وصرنا نفرق بين اليهودي والصهيوني .. فهناك الكثير من الصهاينة العرب من قدموا خدمات جليلة للصهاينة اليهود وإعانتهم على طردنا من قراننا ومدننا قبل وبعد عام 1948 ..

تذكرت كل ذلك عند قراءة الضجة المتواصلة حول مسلسل حارة اليهود الذي لم أتابع أي حلقة منه .. وقد أعطت الضجة والانتقادات الكثير من الزخم لدفع الناس لمتابعته إلا أنني لم أفعل ليقيني التام أن اليهود سواء كانوا في مصر أو العراق أو فلسطين هم بشر مثلنا مع فرق أنهم قبلوا ورضخوا للصهيونية ولأن يستولوا على بيوتنا وحقولنا ومصانعنا .. ونحن الفلسطينيون نفرق جيدا بين الدين اليهودي والصهيونية فنحن لا نعادي اليهود لأنهم يهود بل لأن الصهاينة منهم سرقوا بلادنا وطردونا منها ولن نقبل بأي حل ما دامت حقوقنا مهدورة من قبلهم !!

كاتم الصوت:هناك منا ومن أبناء جلدتنا العرب..مَن هم ملكيون أكثر من الملك نفسه..!!؟

كلام في سرك: دائما لا بد من التأكيد على المطالبة بثقافة قبول الغير..الدين لله والوطن للجميع.. وإنما الأعمال بالنيات.