الإنتظـــار..!
الصمت والكتمان وظروف الحياة والمكان تحيط بمواطن انسان أراد أن يقدم رسالته وأن يؤدي مسؤولياته التي فرضتها الطبيعة وأوجدتها أصول الحياة والبقاء والإستمرار متوكلا على رب العباد متمنيا أن يعينه الله ويساعده على إتمام واجباته قبل الرحيل ! هذا هو الحال ولا يختلف كثيرا عن مواطن أخر ينتظر حتى أصبح الإنتظار متنوع الاشكال والأنواع ، والموت فيه أفضل نتائج كل هذه الإنتظارات! مواطن كـ آلاف من المواطنين والآباء أنهى ابنه البكر تعليمه الدراسي ذلك الإبن الذي كان يحلم بهذا اليوم الذي ينهي فيه دراسته الثانوية على امل الإنطلاق لعلم أكبر كي يجد نفسه وهو الباحث عن مستقبل بعيدا عن ظروف الحياة الصعبة التي صاحبت مراحل حياته لكنه الأمل المفقود فجلس بجوار والده يسأله عن الخطوة اللاحقة لمسيرة حياته فما كان من والده إلا أن يطيب خاطره بكلمة على أمل بث روح الإنتظار في نفس وروح ابنه مرددا أن الله لا ينسى عباده مشجعا اياه على التحلي بروح الإنتظار قليلا لعل وعسى !الأمل المفقود جعل الإبن يبحث عن عمل ليخفف ضغط ظروف الحياة على والده فعمل بأجر جميل جدا يغطي مصاريف حياة هذا الإبن الشخصية ولأن الوقت قصير والزمن يعبر سريعا فقد أنهى الإبن الثاني لهذا المواطن دراسته الثانوية لتتكرر الحكاية والقصة نفسها حتى رفض المواطن فكرة تكرار المشهد بكامله وبدأ يبحث عن معين والله وحده هو المعين لمنحة من هنا أو هناك كي يحقق لولده طموحه مكتفيا بما حدث لأخيه والتحاقه بعمل لا مستقبل له ولا دخل يمكنه من خوض الحياة وكانت الصدمة أن أفضل تلك المنح والتي تسمى بهذا الإسم تحتاج أيضا أن يوفر لها مبلغا من المال شهريا يتجاوز دخله الشهري فأي منحة تلك وأي إسم يطلق عليها؟
أين الدولة من هذا المواطن ؟ ولماذا تتجاهل أبناءها؟ فالقصة ليست مرتبطة فقط بالأوائل وأبناء الاغنياء واصحاب النفوذ وفي اسوء الحالات بمن يمتلك العلاقات ولديه من المصالح ما يمكنه الضغط لنيل ما يريد ! ويبقى أن نقول أن المواطن هو ابن هذا البلد ولا فرق بين مواطن وأخر لذا فمن حق كل رب اسرة لديه عدد من الأبناء أن تتبنى الدولة تعليم أحد الأبناء بغض النظر عن اسمه أو اسم عائلته أو مكانته أو قيمة علاقاته والله من وراء القصد.
كاتم الصوت:المنح التعليمية للأغنياء والواسطات ...لا عزاء للفقراء وللمواطن العادي..!
كلام في سرك:جامعاتنا أصبحت تجارية وربحية ..لا علاقة للتعليم فيها إلا لمن يمتلك الأموال !
ملاحظة:في الوطن رسوم التعليم للفصل الأول ـ للسنة الأولى 1000 دينار..وأجور المواصلات..120 دينار....والكتب 100 دينار...والمصروف الخاص الشهري...كل يوم سندويش زعتر للفقراء..المتوفر الوحيد وهنيئا للأغنياء. ومبروك النجاح.
الإنتظـــار..!بقلم:ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2015-07-11
