تعريف-النزوح-واللجوء-والهجرة بقلم:حسين عكلة الخفاجي
تاريخ النشر : 2015-06-07
تعريف النزوح -واللجوء –والهجرة
المستشار القانوني
حسين عكلة الخفاجي
الدبلوم العالي –لقانون حقوق الانسان


المقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
إن النزوح والهجرة واللجوء, ظواهر إرتبطت جميعها بالحراك السكاني . فالإنسان عرف الإنتقال والتحرك من مكان لآخر منذ القدم. فاللجوء يتم لأسباب جبرية دون أن يكون للتخطيط دور فيه , والهجرة تتم عن قصد وسابق تخطيط , أما النزوح فقد عرف منذ قديم الزمان بحثاً عن المرعى والكلأ والماء. وكان الإنسان في العصر البدائي يعتمد على ما تجود به الطبيعة ومن ثم حدث له تطور وبدأ الإنتاج باكتشاف توليد النار ثم عرف بناء المساكن والإستقرار في الأماكن التي تفي بتلبية احتياجاته وتوفير مطالب حياته اليومية , وفي ظل سعيه الدوؤب لتوفير مقومات أفضل للحياة الكريمة ؛ ظل الإنسان ينزح من مكان لآخر . وعند انتشار الثورة الصناعية بدأ عصر جديد حيث النزوح نحو المدن المتطورة , وأخذ شكل الحركة يأخذ مساراً محدداً من الريف إلى المدن, ومن المدن الصغيرة إلى المدن الكبيرة- كما في الوقت الراهن-.
تعتبر الهجرة من أهم محاور التنمية البشرية( السكان - القوى العاملة - والهجرة ), فالهجرة أنواع متعددة مثل الهجرة الخارجية - الهجرة الداخلية - الهجرة الموسمية - والنزوح........... وقد حظيت الهجرة بشتى أنواعها بإهتمام العلماء والدارسين ... وقد عرَفت الحركات السكانية:- ( بأنها إنتقال الفرد أو المجموعة اختيارياً أو إجبارياً من الموطن إلى موطن آخر لفترة زمنية قد تمتد مدى الحياة).

أنواع الهجرة

يمكن تصنيف الهجرة إلى:
1. هجرة اختيارية: تتم بالمبادرة الفردية عادة و الرغبة في الانتقال على وطن جديد من أجل الأفضل.
2. هجرة إجبارية (أي التهجير): تتم بواسطة قوة خارجية تفرض على غير إرادة الأفراد أو الجماعات كما تم تهجير 700 ألف فلسطيني مثلاً بعد حرب 1948 خارج فلسطين.
كما يمكن تصنيف الهجرة إلى :
1. هجرة دائمة: يهاجر الفرد أو الجماعات على الوطن الجديد دون عودة و هي الهجرة الأكثر خطورة.
2. هجرة مؤقتة: حيث يهاجر الفرد أو الجماعة إلى وطن جديد بشكل مؤقت بغية التحصيل العلمي أو تحسين الوضع المعاشي أو لأسباب سياسية و لكن يعود إلى وطنه الأصلي في نهاية المطاف.
وأيضا يمكن أن تصنف إلى
1. هجرة داخلية: هي هجرة سكان من منطقة معينة من مكان إلى آخر في نفس المنطقة
2. الهجرة الخارجية: الهجرة إلى دول أخرى

مصطلح الهجرة :-

الهجرة الداخلية: ( هي الهجرة التي تتم داخل حدود الدولة بصرف النظر عن المسافة التي يقطعها المهاجر , فقد تكون انتقالاً من مسكن إلى آخر داخل الحي الواحد أو المدينة الواحدة أو مدينة أخرى أو من الريف إلى الحضر , أو من المناطق المأهولة إلى المناطق غير المأهولة لتعميرها , والهجرة الداخلية في معظمها تتم في إطار مسافات قصيرة نسبياً ) .
وكذلك تعَرف الهجرة ( تعني إنتقال الأفراد أو المجموعات من رقعة جغرافية معينة إلى رقعة أخرى سواء كانت هجرة تمدين , بمعنى إنتقال من الريف إلى المدينة أم هجرة مضادة من الحضر إلى الريف , تحمل معها في الحالتين آثاراً اجتماعية , اقتصادية , ثقافية وسياسية إلى المجتمع الجديد وتترك آثاراً واضحة على المجتمع الذي هاجرت منه المجموعات والأفراد) .
أما الهجرة الخارجية: ( فهي تتم خارج حدود الوطن وذلك بأن يعبر الفرد حدود دولة أخرى غير دولة إقامته المعتادة ).
للهجرة مسببلتها وإتجاهاتها وآثارها , فمن أسبابها ما هو من صنع الطبيعة مثل: الجفاف والتصحر وفقدان المرعى والغطاء النباتي , ومنها ماهو بصنع يد الإنسان مثل: ظروف الحروب ,الاضطرابات الأمنية ,القهر السياسي , تردي الأحوال الأقتصادية والمعيشية ,و الإضطهاد العرقي والديني مثلما حدث للمسلمين الأوائل ومازال يحدث الآن في بلاد عديدة للمسلمين , فقد أمر الرسول( صلى الله عليه وسلم) المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم من الفتن . ومن ثم جاءت هجرته ( صلى الله عليه وسلم ) بعد أن إشتد عليه أذى قريش وهاجر من مكة إلى المدينة بعد أن أذن الله له وكان في صحبته أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه) .

مصطلح النزوح: -

يعرَف النزوح: ( بأنه حركة الفرد أو المجموعة من مكان إلى آخر داخل حدود الدولة , ويتم النزوح رغماً عن إرادة النازح بسبب مؤثر خارجي مهدد للحياة كالمجاعة أو الحرب أو الجفاف والتصحر أو أي كوارث أخرى تدفع النازح إلى مغادرة موقعه والتوجه إلى موقع آخر طمعأً في الخلاص من تلك الظروف).
وكذلك يعرَف النازحون : ( بأنهم الأشخاص أو مجموعات من الأشخاص الذين أجبروا على هجر ديارهم أو أماكن إقامتهم المعتادة فجاءة أو على غير انتظار بسبب صراع مسلح أو نزاع داخلي أو انتهاكات منتظمة لحقوق الإنسان أو كوارث طبيعية أو من صنع الإنسان وهم لم يعبروا حدود أية دولة معترف بها دولياً).
نلاحظ أن النزوح لايندرج تحت مفهوم الهجرة الاختيارية للمواطن داخل وطنه أو وفوده من منطقة إلى أخرى على الرغم من تشابهما في عدم العبور لحدود دولة أخرى , فالنزوح يختلف عن الهجرة لأنه يتم قسراً بلا رغبة واختيار من الفرد أو الجماعة . كما أنه قد يحدث فجاءة دون سابق تخطيط , والنزوح قد يكون شاملاً وذلك بأن تنزح قبائل بأكملها دون أن يحمل هؤلاء النازحون ما يكفيهم من احتياجاتهم المادية والعينية . أما الهجرة فإنها تتم عن سابق تمعن وتفكير وقد تكون هجرة فردية أو جماعية وللمرء أن يختار ما يحمله معه من مستلزمات أو ما لايحمله , فليس هنالك مهدد لحياته . والهجرة تتم عبر مراحل مما يسهل إمتصاصها واستيعابها في موطن الاستقبال وإحلالها وتعويضها في الموطن الأصلي الذي جاءت منه العناصر المهاجرة على عكس النزوح الذي تعجز المجتمعات فيه عن استيعاب كل الأعداد النازحة مرة واحدة بما يفوق مقدرة المجتمع فيؤدي ذلك إلى إفرازات سالبة في المناطق المستقبلة.

مصطلح اللجوء :-

جاء تعريف اللاجئ حسب ما جاء في قانون تنظيم اللجوء رقم 45 لسنة 1974م ( قوانين معتمدية اللاجئين) , كلمة ( لاجئ) تشمل كل شخص يترك القطر الذي ينتمي إليه بجنسيته خوفاً من الاضطهاد أو الخطر بسبب العنصر أو الدين أو عضوية جماعة اجتماعية أو سياسية أو خوفاً من العمليات الحربية أو الأعتداء الخارجي أو الإحتلال أو السيطرة الأجنبية أو الاضطرابات الداخلية , ولا يستطيع أو لا يرغب أحد بسبب ذلك الخوف من الرجوع إاى قطره, أو كان لا جنسية له ولكنه ترك القطر الذي يقيم فيه عادةً بسبب تلك الأحداث ولايستطيع أو يرغب بسبب الخوف في العودة إليه .
ويشمل مصطلح ( لاجئ ) أيضاً الأطفال الذين لا يصطحبهم كبار أو الذين هم أيتام حرب أو الذين إختفى أولياء أمورهم ويوجدون خارج الأقطار التي ينتمون إليها.
نلاحظ أن اللجوء يكون بعبور حدود دولة الموطن الأصلي إلى دولة أخرى , أما النزوح فهو داخل الدولة الواحدة ويتفق النزوح مع اللجوء في أن الهجرتين إجباريتين قسريتين وغير اختياريتين.

إن اللجوء والهجرة والنزوح رعم أنها كلها عناصر تقع ضمن عملية الحراك السكاني إلاَ أنها تختلف فيما بينها في الحقوق والواجبات..