كمال حسنى لو سلمتك قلبى بقلم:وجيه ندى
تاريخ النشر : 2015-05-20
كمال حسنى لو سلمتك قلبى  بقلم:وجيه ندى


كمال حسني لو سلمتك قلبى
وجيـــه نــــدى المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وحياة المطرب الخلوق كمال حسني صاحب الصوت العذب والبديع وكيف قرر الابتعاد وهجر عالم السينما والشهرة بعد فيلمه الوحيد ‘’ربيع الحب’’ فى موسم 1955 في عام 1929 كان ميلاد ‘’كمال الدين محمد محمد’’ والذى تخرج من كلية التجارة، وعمل موظفاً بالبنك الأهلي، وقد بدأت موهبة الغناء معه منذ الصغر، وكان يشارك في الفرق الغنائية المدرسية وكان يهوى إعادة أغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش بصوته إلا أنه عرف أن هناك مطرباً جديداً يسمى عبد الحليم حافظ فذهب ليستمع إليه، وكان عبد الحليم يغني أغنية ‘’صافيني مرة’’ و’’لايق عليك الخال’’ و قرر كمال حسني أن يغني أغنية ‘’صافيني مرة’’ في ركن الهواة بالإذاعة المصرية، ولكنه تأخر لسبب ما إلى أن ظهرت أغنية جديدة لعبدالحليم حافظ وكانت أغنية ‘’توبة’’، وقد كان نمطا جديداً في الموسيقى والكلمات، فقرر أن يغنيها هذه المرة وبالفعل غناها في ركن الهواة بالإذاعة، ومن شدة إتقانه للأغنية لم يستطع المستمعون أن يميزوا بين الصوتين، وفى احد البرامج الاذاعيه قام أحد المذيعين الأذكياء وبعد ان طرأت فى ذهنه فكرة "خبيثة" فبعد أن أذيعت الأغنية أكثر من مرة قرر المذيع أن يقوم بتركيب الأغنية، بمعنى أن يقوم بوضع جزء من أغنية "توبة" بصوت عبد الحليم حافظ ثم جزء بصوت كمال حسني، ثم طلب من المستمعين التفريق بين الصوتين، وكان الناس عاجزين تماما عن التمييز بينهما. واعتقد كمال حسنى أن هذا سيعجب عبد الحليم حافظ، والذي كان يتمنى أن يقف أمامه ويسمع أداءه لأغانيه وأصبح اسمه كمال حسني على اسم الإذاعي حسنى الحديدي الذي ساهم في اكتشافه وتقديمه لعالم السينما والفن. لم يكن كمال حسني قد قابل عبد الحليم حافظ وكان أول لقاء لهما في نقابة الموسيقيين حيث كان ذاهبا لعمل بروفة، وفوجئ بعبد الحليم ينادي عليه وهو يخرج من النقابة، وكان على الناحية الأخرى من الرصيف فدهش، فقد كان كل أمله أن يسعى هو للقائه، فإذا به يأخذه بالحضن أمام الناس ويسلم عليه بود وقال له "عايز أشوفك" وكان اللقاء الثاني الذي جمع كمال حسني وعبد الحليم كان من خلال برنامج إذاعي حيث جعلت المذيعة عبد الحليم يغني جزءا من أغنية "غالي علي" لكمال حسني، وجعلت كمال حسني يغني جزءا من "توبة"، وجاءت حملة إعلامية كبيرة قادها موسى صبري وكانت بداية تعكير الجو بين كمال حسني وبين عبد الحليم حافظ وحاول موسى صبري أن يقول لحليم إن كمال يستطيع أن يهز عرشه بل ويسقطه من فوقه، ومن هنا ضاع كمال حسني، فبدلا من أن يقدم موسى صبري كمال حسني كوجه جديد قدمه كمنافس لعبد الحليم، وزاد الكلام في هذا الأمر وبدأ إلحاقدون يسعون للوقيعة بين كمال حسني وحليم. وكان موسم 1956 عندما وقع عقدا بفيلم واحد وعقدا آخر بثلاثة أفلام، وبالفعل وقع العقدين في وقت واحد. وكان التصوير والارتباك أمام شادية وبدأ بروفات التمثيل مع آمال فريد ثم قررت ماري بعدها بدء التصوير، لكنها قالت لكمال حسنى "أنت تحتاج إلى بطلة قوية تسندك" وكانت هذه البطلة هي شادية، سمع المطرب اسم شادية وأصيب بالخوف والقلق، فقد كانت نجمة تملأ السمع والبصر سواء بتمثيلها أم غنائها. وبدأ تصوير أول فيلم له بعنوان "ربيع الحب" وكان أول مشهد في الفيلم لكمال حسنى مع شادية في أغنية "لو سلمتك قلبي واديتلك مفتاحه"، وكان هناك مغازلة وحب في المشهد ارتبك المطرب أكثر من مرة وشعرت شادية أنه يهاب الموقف، فقالت له: "أنت خايف ليه، اعتبرني واحدة صاحبتك مالكش أصحاب بنات"، وبعد تصوير الفيلم جاء حفل الافتتاح وحضر الجميع وأخذته ماري كويني لحفل الافتتاح فى الاسكندريه وبعد ذلك في سوريا أيضا، وبدأ الصحفى موسى صبري حملة بمقالات تحت عنوان "المطرب القادم الذي سوف يتربع على قمة الغناء".وكانت البطوله الاولى والاخيره لكمال حسني وبطولة فيلم ‘’ربيع الحب’’ أمام شادية وشكري سرحان وزوزو نبيل و محمد شوقى وحسين رياض،و الراقصتين نيللى مظلوم وهيرمين ومن اخراج ابراهيم عماره وكان العرض 23 سبتمبر بدار سينما رويال بالاسكندريه وقدم فيه أغنية ‘’غالي عليا’’ من نظم محمد على احمد والحان محمد الموجى و’’دويتو’’مع شاديه ‘’لو سلمتك قلبى’’ من الحان منير مراد ، واهدى له الموسيقار فريد الاطرش لحن انا هنا و القلب هناك من نظم فتحى قوره - فين انت غايب عنى لمصطفى عبد الرحمن والحان ابراهيم حسين وبعد نجاح الفيلم بدأت الصحافة تقدمه كمنافس لعبدالحليم حافظ ومن هنا بدأت أيضاً الوقيعة بينهما نظرا لحداثة العهد بكمال حسني، وعدم معرفته بخبايا الوسط الفني وقتها لم يستطع تحمل الكثير وقرر أن يعتزل الفن نهائيا، وهاجر إلى لندن ليشتغل بالأعمال الحرة إلى أن عاد إلى مصر نهاية التسعينات، وقام بتسجيل عدد من الأغاني الدينية إلى أن توفي يوم 1 أبريل.2005 رحمه الله و اسكنه فسيح جناته المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى
وللتواصل 0– [email protected]