رسالتا التوابع والزوابع وحي بن يقظان بقلم: الطيب عبد الرازق النقر
تاريخ النشر : 2015-05-14
رسالتا التوابع والزوابع وحي بن يقظان بقلم: الطيب عبد الرازق النقر


رسالتا التوابع والزوابع وحي بن يقظان

الطيب عبد الرازق النقر
الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

توطئة:

هناك بعض الأعمال الأدبية التي لا يتسنى لمن يطالعها أن ينتابه شعور بالضجر أو يخامره احساس أن يزود تلك الكتب بالإعراض والإهمال، ليس لأنها تمور بالأحداث و تضطرب برغائب الأنفس ولكن لإحتوائها لعامل الخيال الذي يومض العيون ويلهب الجوانح ويجعل الروح تحلق في فضاء رحب تهتك به حجب الأسماع و أغشية الأبصار لتستقر في نهاية المطاف بين سرر اللذة وغرر النشوة. من تلك الأعمال التي حلقت فوق السحائب الجون رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي (328-426هـ) التي احتدمت في جوانبها الأفكار والأسرار واصطرع بين دفتيها الخيال بالواقع.

رسالة التوابع والزوابع:

هي رسالة تندرج تحت قائمة الجنس القصصي الذي استمد معالمه من التراث الإسلامي الذي يحكم حركة المجتمع وصيرورته، رسالة نشأت قواها، وقامت مزاياها على الدين الحق الذي انفرد على سائر الأديان باعتماد منهجه على الأدب، ونهوض معجزته على البلاغة، فالرسالة التي نحن بصددها قد تقصى أطرافها، وسبر أغوارها، بعض الأدباء المتضلعون في سحر اليراع، أصحاب اليد الطولى في الأدب، والقدح المعلى في صناعتي النظم والنثر، فالرسالة في جوهرها وكنهها عبارة عن "رحلة خيالية في عالم الجن يحكى فيها أبي عامر أحمد ابن شهيد كيفية التقاؤه بشياطين الشعراء السابقين من توابع ((مفرد تابع أو تابعة أي ما يتبع الإنسان من الجن)) والزوابع جمع زوبعة، إسم شيطان أو إسم رئيس من الجن، وتجري بينه وبينهم مناظرات ومساجلات أدبية، وكذلك بينه وبين ما يجده من مخلوقات في عالمهم، وهو ينتصر في هذه المساجلات الأدبية دائماً".

نجد أن أبي عامر قد هيأ لرسالته مكانا في قلب كل من طالعها لشدة طلاوتها وقوة حبكتها ولنظمها المحكم الذي نجد فيه جزالة الألفاظ وفخامة الأساليب، في رسالته تلك التي تسودها روح المرح والتهكم وتخيم علي حروفها الموشية بخيوط الخيال أفانين الدعابة، يزعم النقاد أنها أول عمل أدبي ظهر فيه التأثير الإسلامي بصورة جلية لا تخطئها العين أو تغيب عن الخاطر، فرسالة ابن شهيد قد جرى فيها على هدي الإسراء والمعارج وتأسى بها ولزم غرسها، هذا بالطبع إذا تغاضينا النظر عن ((المقامة الإبليسية)) لبديع الزمان الهمذاني، وهي"إحدى مقامات بديع الزمان الهمذاني التي ذكر فيها أن عيسى بن هشام أضل إبلاً، فذهب يبحث عنها فحلّ بوادٍ خضرٍ، فيه أنهار مصرّدة، وأشجار باسقة، وأثمار يانعة، وأزهار منوّرة، وأنماط مبسوطة. وإذا شيخ جالس. ولم يكن هذا الشيخ سوى إبليس اللعين. فجالسه بن هشام وطفقا يرويان الأشعار لامرئ القيس وعبيد، ولبيد، وطرفة وجرير وأبي نواس".

مصادر التوابع والزوابع:

إن الحقيقة التي يجب بسطها في هذا المقام أن رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد ذلك العمل الذي امتزج فيه الخيال بالواقع، أو التقط فيه الخيال مفردات من الواقع، والذي شُكِِل تشكيلاً خاصاً وفق الغاية التي رسمها صاحبه له قد دفع الباحثين إلي استكشاف المنابع التي ارتادها ابن شهيد، وتأثر بها في تقديمه وإخراجه لذلك العمل الأدبي الخالد، ولعل من كلال الحس وبلادة الضمير أن نعزو ذلك التأثير لمصادر أوربية، فلقد كانت أوربا في تلك الحقبة تعيش في جاهلية جهلاء وظلمة عمياء، ليس لها أعمال أدبية تأسر، أو ومضات فكرية تبهر، الأمر الذي دفع الباحثون صوب المنابع العربية، "وفي هذا نرى الدكتور أحمد هيكل يذهب إلى أن كلا من ((التوابع والزوابع)) و((رسالة الغفران)) لأبى العلاء المعرى "ت449" التي ظهرت بعدها بعدة سنوات، قد ارتوتا من نبع اسلامي". وخرجتا من مشكاة واحدة، تحتويها الأفئدة، وتضمها الأرواح، مشكاة يتزاحم عشاقها على موردها العذب، ويتسابقون إلي ضيها الملهم تمثل في قصة الإسراء والمعراج "التي تحكي قصة صعود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء إلي السموات على ظهر براق، وفي صحبته سيدنا جبريل عليه السلام، حيث رأى عالماً آخر غير عالمنا الذي نعيش فيه ، فالمعقول أن تكون قصة المعراج هي أول قصة في التراث العربي، ينتقل فيها البطل إلي عالم آخر، على ظهر فرس يسبق الريح، وفي صحبة رائد يرود الطريق، وينتقل بالبطل من جو إلي جو، ومن مشهد إلي مشهد، من أجواء ومشاهد لا تعرف في دنيانا نحن". وهذا مع حدث في قصة ابن شهيد التي انتشت لها الأذهان، وأصغت إليها الأفئدة وقع الحافر على الحافر، ففارسها المغوار قد امتطى صهوة جواد أدهم من جياد الجن المعتقة التي تمخر عباب الفضاء فنقله في ومضة عين إلي عالم غير عالمه وسكن غير سكنه، ليلتقي بعدها بشياطين أساطين الأدب وجهابذة الشعر، مثل شيطان الجاحظ، وشيطان بديع الزمان، وشيطان عبدالحميد من الكُتّاب الذين سارت مقالاتهم في كل صقع وواد.

ويرى الدكتور أحمد هيكل أن أسلوب بن شهيد في رسالته التي استعصم فيها بأبراج الخيال في سجاجة لفظها وسمو عباراتها مزاج من أساليب شتى لأمضى الكُتّاب سليقة، وأسرعهم خاطراً، وأحضرهم بياناً، على شاكلة الجاحظ وبن العميد، وبديع الزمان الهمذاني، وقد تبدى ذلك من ميله إلي السجع وامعانه في الوصف مع لطافة الحس ودقة التخيل. "في حين يرى الدكتور مصطفى الشعكة أن القصة برمتها مقتبسة من مقامة قصيرة لبديع الزمان الهمذاني(ت398هـ) تعرف باسم ((المقامة الإبليسية))، فهذه المقامة، كما يقول، هي النواة الحقيقية للتوابع والزوابع. ثم يشير إلي عدد آخر من مقامات بديع الزمان، يرى أن ابن شهيد تأثر بها ومن هذه المقامات((المقامة البشرية)) و((المقامة الحمدانية)) فهذه الأخيرة تحتوي كما يقول الشكعة على وصف جميل للفرس، يقابله وصف الإوزة في ((التوابع والزوابع))، ثم ((المقامة الجاحظية)) وهي تشتمل على وصف لبلاغة الجاحظ وبن المقفع، يقابله وصف لبلاغة الجاحظ وعبدالحميد عند بن شهيد.

ويمضى الدكتور الشكعة فيقول:إن ابن شهيد تأثر ببديع الزمان في الموضوع والأسلوب والفكرة في وصف الحلوى، بما جاء في ((المقامة المضيرية)) و((المقامة البغدادية))، ومؤكداً أن وصف الماء عند ابن شهيد ليس إلا صورة محسنة له عند بديع الزمان في ((المقامة المضيرية)).

ولعل تلك الرسالة التي أصلها ثابت، وفرعها نابت في التراث العربي والتي ألهمت قريحة العديد من الأدباء أصحاب القرائح الجياشة، والفكر الثاقب، والبصيرة النافذة، فتعاقبت مؤلفاتهم كوكف المطر اقتباساً من خلالها ونسجاً على منوالها، كان الدافع من وراء ابتداعها وتأليفها هو اظهار علو كعب المغرب الذي لا يقل شأناً عن المشرق العربي ومضاهاته له في النثر والشعر واللغة. وهي علة أدباء الأندلس التي تعذر شفاؤهم منها حتى طواهم الأجل. ولم يكن وصول رسالة الرائد ابن شهيد إلي المشرق أمراً دونه خرط القتاد، فبعد عقد ونيف تستقر تلك الرسالة في يد أبو العلاء المعرى الذي لم يستطيع مجاهدة نفسه، ومغالبة هواه، فاستحصفت وثائق عزمه على تأليف رسالة أمتن سرداً، وأرصف تعبيراً من رسالة ابن شهيد الأندلسي فانكب بسببها"إلي مراجعة دقائق قصة الإسراء والمعراج، وربط بينها وبين ما قرأ وسمع، عن الأدب اليوناني، فتحركت القريحة لديه، وتمخضت عن رحلة منظمة واسعة، شملت الجنة والنار، وأسماها ((رسالة الغفران)).

والحقيقة التي ينبغي عليّ أن أذكرها قبل أن أسدل الستار على تلك الخريدة أنها وصلت إلينا ناقصة ولم تصل كاملة، و"ما وصلنا منها موجود في المجلد الأول من ذخيرة ابن بسام. وقد نشر بطرس البستاني هذا الجزء من ذخيرة ابن بسام في كتاب مستقل صدّره بدراسة عن ابن شهيد ورسالته".

رسالة حى بن يقظان لابن سينا:

تختلف هذه الرسالة عن رصيفتها سالفة الذكر فهي ضرب من الفكر الفلسفي التجريدى المحض، وتعد رسالة حى بن يقظان لابن سينا الذي ينحدر من أصول فارسية أول رسالة تضم بين دفتيها موضوع الرحلة نحو الهدف الأعلى الذي تبتغيه كل نفس عبر مرشد، الأمر الذي أثرى الملحمة الصوفية الشعرية في الأدب الفارسي، ونحن إذا أردنا أن نفصح عن كنه تلك الرسالة ونوفي الحديث عن مضمونها لذكرنا أنها رسالة رمزية في مضمونها نظمها ابن سينا على طريقة الصوفية ووسمها بعنوان ((حى بن يقظان)) وموضوعها يدور حول شيخ من أهل التقى والورع، يقطن بيت المقدس وتنحدر جرثومته منه، اسم هذا الشيخ هو حى ويقصد به العقل الفعال المتوهج الذي يوصل إلي الله عزّ وجل والذي لا يعتريه تغير أو يصيبه عجز، أو هو النفس الملكية التي تعمل الفكر وتتقصى أسبابه، وابن يقظان كناية عن صدوره عن الخالق القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ولقد أخذ حى بوصية والده يقظان وأضحى يتجول في المدن بعد أن أعطاه والده مفاتيح العلوم كلها، و"يأخذ المؤلف معه في رحلة ترمز ‘غلي طلب المعارف العليا، حيث يستعين الإنسان بالعقل الفعال الذي يهديه عن طريق المنطق والفلسفة. يبدأ بارشاده إلي عين ماء عجيبة، يستطيع من شرب منها أن يعبر صحارى ويجتاز جبالاً وعرة، هذه العين تقع في الجانب الآخر، وراء سدف الظلمات، في سهل نوراني.ثم يجري الحديث بعد ذلك بطريق الرمز عن العالم بجزئيه:عالم المادة وعالم المعنى، وعن طي المراحل للوصول إلي الحق، ويختم الحديث بوصف واجب الوجود".

ونجد أن هذا العقل القدسي الفعال لا يكل ولا يفتر من ازجاء النصح للإنسان من رفقة السوء التي تتربص به الدوائر والتي لا مناص له من التخلص منها للعلائق الوثيقة التي تجمع بينهما، فالخطر كل الخطر من تلك الحواس التي تورده موارد الهلاك إذا أصاخ بسمعه إليها، ويتضح ذلك من خلال قول ابن سينا واصفاً القوة المتخيلة:"وأما هذا الذي أمامك فباهت مهذار، يلفق الباطل تلفيقاً، ويختلق الزور اختلاقاً، ويأتيك بأخبار ما لم تزود، قد درن حقها بالباطل، وضرب صدقها بالكذب. وإنك لمبتلى بانتقاد حق ذلك من باطله، والتقاط صدقه من زوره، واستخلاص صوابه من غواشى خطئه....".

ولقد أومأ ابن سينا لجوارحه بمجموعة من الرفاق نشأت بينهما علاقة وطيدة قامت دعائمها على الإكبار والحب، وتوثقت أسبابها على الخفض والشدة، هولاء الرفاق كان منهم من يسير أمام ناصيته، ومنهم من كان عن يمينه، وآخرون حاذوا يساره، فالقوة التي استقرت عن يمينه فهي القوة الغضبية، التي وصفها بأنها "رفيق أهوج إذا انزعج هائجه لم يقمعه النصح، ولم يطاطئه الرفق، كأنه نار في حطب، أو يل في صبب"؛ وأما الذى عن يخطو عن يساره فهوة الشهوة التي تجتاح الأنفس فتلهبها بالسعار والشره، ومن وصفه لها قوله:"قذر شره، قرم شبق، لا يملأ بطنه إلا التراب، ولا يسد غرثه إلا الرغام".

وهكذا تتوالى أحداث الرسالة التي خطها يراع ابن سينا الفيلسوف، وأخرجها للناس الذين تضجر بعضهم من غلوها في الرمز وامعانها في الإبهام، ولكنها تفصح في جلاء عن فلسفة ابن سينا الذى سعى سعياً حثيثاً لكبح جماح الشهوات المتأصلة في دخائل كل نفس والمستوطنة في مدارج كل حس، فلسفته التي قلد فيها العقل شرف الرقيب على تلك الحواس التي يصدر عنها كل شر و تنحدر من أثلتها كل فتنة، فلسفته التي بانت بأبهى صورها في اتخاذه منهجاً معيناً في المعرفة الكونية، "و فضلاً عن بعد الدلالات الرمزية وخصوصيتها الشديدة في قصة ابن سينا، يبدو اسلوبها مكتنزاً، شديد الجفاف، يشتمل على قدر من المفردات ذات الصياغة الغربية، وفي مواضع متعددة منها يلتوي التعبير ولا يستقيم، وفقاً للمألوف من التراكيب العربية، ونتيجة لذلك كله يستغلق فهمها على القارئ". ولكن كونها غارقة في أودية الرمز وموصدة لبابها بمزلاج الجفاف والخشونة، لم يمنع الشاعر العبري ابن عزرا ((ت1174م)) من مجارتها

وتحويلها من سهول القصص إلي ذرى الشعر، "كما ترجمها إلي العبرية وشرحها ابن زيلا، تلميذ ابن سينا، ونشرت هذه الترجمة والشرح في برلين عام 1886م".

وبعد مضى أكثر من قرن ونصف من وفاة ابن سينا، يخرج فيلسوف من فلاسفة العرب رسالة من الرسائل المحبرة لزم فيه غرس ابن سينا واستضاء بنوره، وأسمى ابن الطفيل((506-581 هـ)) قصته بنفس التسمية، ومن السمات المشتركة بين ابن سينا وابن الطفيل أن اسلوب قصة الآخير قصصي ورمزي أيضاً، وذات طابع صوفي يدعو فيها الأنام إلي فلسفة الإشراق الروحي، وذلك عن طريق التأمل والتدبر، ويقر ابن الطفيل في مقدمته التي صدرّها باعترافه بأنّ قصته قد نطقت بنغمة ابن سينا وتعلقت بشيمته،ولكنها لم تأخذ في واقع الأمر من رسالة ابن سينا سوى الإسم والطابع الفلسفي العام، أما فلسفته الإشراقية ، وسرده القصصي المشرق، والتي تجلت فيها أصالته ومدى براعته فليس لابن سينا حظ منها، وهي تحفة فريدة في الأدب العربي القديم، على الرغم من طابعها التجريدي". وقصة حى بن يقظان لابن الطفيل كما يراها النقاد"قامت على اسلوب رمزي هدف الكاتب فيه إلي العبرة والموعظة ليوضح

مدى قدرة الحق سبحانه وتعالى على تسخير ما في هذا الكون للإنسان وإعانته على استخدام القوة التي أودعها الله فيه من البسطة في العلم والعقل والجسم".14 ".

أوجه التشابه بين رسالتىّ التوابع والزوابع لابن شهيد وحى بن يقظان لابن سينا:

أهم خصائص الشبه وأوجه الإلتقاء بين العملين تمثلت في أن كلتا الرسالتين قد أوفيا الحديث عن عالم لا يمت لواقعنا بصلة أو يصل إليه بسبب، كما أن كلا الرسالتين قد تيمما شطر دوحة الخيال واستظلتا تحت أفيائها، الشئ الآخر الذى لا يفوتنى تسجيله وذكره أن الرسالتان يتشابهان لحد كبير في الخصائص الاسلوبية تبعاً للعصر الواحد الذي ألفت فيه الرسالتين، كما أنهما قد اعتمدا في بسط الحقائق وكيفية العرض على الأسلوب القصصي الذى لا يشعر القارئ بالرتابة والضجر، والسمة الملاحظة أيضاً أن كلا العملين جعلا من العقل وهج لا يخبو وحمى لا يستباح.وأخيراً وليس آخراً الرسالتين لم يسترخي عنان القلم لمؤلفيهما إلا بعد أن استمدا وهج النص، وجوهر الفكرة من التراث الإسلامي الخالد.

خاتمة:

إن تلك الرسالة التي نسج خيوطها ببراعة منقطعة النظير الشاعر الأندلسي ابن شهيد والتي كان يتطلع من ورائها لإثبات أن المغرب العربي لا يقل شأناً عن المشرق في الإحاطة باللغة والتفنن في صروف الأدب أضحت النواة التي انطلقت منها العديد من قرائح الشعراء وأساطين الصنعة الكلامية الذين أمسوا عيالاً عليه، نعم لقد كان لابن شهيد الذى بذا أقرانه وحاز على قصب السبق بايراده لتلك القصة التي لم يسبقه عليها حتى من زعم بأنه وإن كان الأخير في زمانه لأتى بما لم يأت به الأوائل، وابن سينا نظم رسالة أيضا تهافت على محاكتها جهبذ من جهابذة اللغة والأدب وإن لم يصبر على مض شدائدها ورمزيتها الموغلة فاكتفى بمراعاة هيكلها الفلسفى ووسمها بنفس التسمية.