ترتيب الأولويات والمصادر المطلعة أمثلة على التضليل الإعلامي بقلم: ماهر أبو عصب
تاريخ النشر : 2015-04-26
ترتيب الأولويات والمصادر المطلعة أمثلة على التضليل الإعلامي بقلم: ماهر أبو عصب


 ترتيب الأولويات والمصادر المطلعة أمثلة على التضليل الإعلامي

الصحفي: ماهر أبو عصب قلقيلية

تعتقد نظرية ترتيب الألويات أن القضايا التي ينشرها الإعلام هامة ولولا ذلك لما تم نشرها بالقوالب المقدمة، لذلك فقد انتشر العمل بها رغم أنها من أخطر نظريات الإعلام والتي من خلالها يتم نشر الأخبار بشكل واع ومدسوس وهو أخطر من الكذب، فالإعلام ربما لا يكذب صراحة لكنه يكذب في طريقة التغطية والنقل.

 نظرية ترتيب الأولويات يتم من خلالها تحديد أي الأخبار يتم نشرها في مقدمة النشرة ثم الأقل أهمية، ويُجمع كثيرا من الباحثين ان أحداثا كبرى تجرى في المحيط الدولي والإقليمي يتم تجاهلها بالكلية من الإعلام إو على إقل تقدير توضع في خاتمة النشرة وتبعا لذلك فالجمهور يتعامل مع الإخبار في نهاية النشرة على أنها أقل أهمية وبالتالي يقل الإهتمام بها بل ومعاملتها كأنها لم تكن.

يعتقد الجمهور ان الاخبار غير الموجودة في النشرة الاخبارية غير مهمة لذا لم يتم نشرها وهذا التفكير من المتابعين للوسيلة الاعلامية يعزز من هيمنة القائمين على صناعة الاعلام والاتصال وبالتالي يتم تحديد اولويات الجمهور واتحكم في طريقة تفكيره.

ومن جانب اخر فتزدحم في صحافتنا المقدمة الاستهلالية: "أفادت مصادر مطلعة... " فمن أصول المهنية والموضوعية الخبرية التي تعلمناها في دراستنا الأكاديمية أن من حق القارئ أن يكون على بينة ووعي بما يحصل في محيطه وعدم التعامل معه على إنه متلق سلبي دون احترام ثقافته.

فكثيرا ما يتم نشر الأكاذيب والتضليل والفبركات الإعلامية تحت اسم "مصادر مطعله رافضة الكشف عن اسمها"، لذلك فتقتضي العدالة في نقل الأحداث الى وضع الحدث في سياقه التاريخي وعدم تقديمه جافا دون علم القارئ بحقيقة ما يجري. ومثل هذه العدالة لا بد أن يسبقها موضوعية المصدر وعدم اتخاذ وسيلة الإعلام طريقا للتسلية وحشو المعلومات.

الحق في الحصول على المعلومة مكفول في مبادئ حقوق الانسان، ففي الدول الغربية حق للصحفي حرية الوصول للمعلومة في سبيل حرية التعبير، ويجب على المسؤولين توفير حرية الحصول على المعلومة وأن لم يتم توفير المعلومة يحق للصحافي مقاضاة المسؤول والنصوص القانونية توضح ذلك. ومن أجل ذلك يجب على الصحافي ذكر مصدر المعلومة، وإن لم يتم تسمية المصدر يَشار اليه ضمنا كأن يقول مصدر في وزارة المواصلات.

لذلك كثيرة هي الاصوات التي تنادي بأن على الصحفي التأكد من مصدرين للمعلومات حتى يتيقن مما يكتب والمطلوب من رؤساء التحرير في الصحافة التشديد على الصحفيين والتأكد من صحة المعلومة ومن أكثر من مصدر وليس أقل من التأكد مما يتم كتابته والبعد عن أفادت مصادر مطلعة.

ويعلم الجميع أن الصحفي في البلاد العربية يجد صعوبة في الوصول لمصدر المعلومة غير أن هذا لا يقدم مبررا لعدم التأكد من صحة المعلومات، فكثرة المعلومات مرده أن الصحافة تبني مصادرها على إشاعات أو على مصادر مجهولة وتغطي ذلك بقالب مصادر مطلعة.

الاصل في رسالة الاعلام انه يجمع ولا يفرق غير انه لبعض الوسائل اجندة خاصة ويروج لافكارمعينة وهذا الاعلام لا نرجوا منه نهضة او تغير في الراي العام.