الله يرحمه ..اقرأوا الفاتحة ؟
أصيب منذ سنوات بالزهايمر وفقد الذاكرة ثم عادت إليه ، لكنه تظاهر بالنسيان ، واستمر على حالته أمام الخلق حتى عاد اليه الزهايمر بشكل أكثر عمقا وتمكن منه.عندما كان يتحدث معه أحدهم عن السياسة يرد عليه عن السياحة ، وإذا تجرأ المتحدث واتهمه بالامبالاة تركه وجعله يتحدث وحده ، ومع كل ما يجري في ربيع الوطن العربي والبلاد العربية تراه غير مكترث ، فالأحلام في الحقيقة اصبحت كوابيس ، والسلطات من حوله تصادر الحقوق ، وتقمع حتى الناصحين! وإذا سالته عن التاريخ رد نحن مانزال نعيش فيه لان التاريخ بالنسبة له ليس ما سبق بل ما سيأتي ، حيث كل القضايا في نظره معكوسة ، وقد اصبح صانع القرارات لا يخشى أحد حتى وصلت قناعته إلى ان ما كل ما يتمنى المرء يدركه.
لقد كانت حالته تتحسن أحيانا ، فيذهب يسترق السمع عن أسعار العملة والثمن الذي وصل اليه سعر دونم الأرض. ذهنه غير مشغول لا بعباس ولا حماس ولا ببراءة مرسي ولا دحلان ، وبالنسبة إليه دائما يقول " اللي بتجوز ستي بقوله يا سيدي!" وحلمه وأمله الكبير في معبر أو طريق أو حدود يجتازها ويهرب منها إلى عالم أخر يبحث فيه عن وطن لا مهزلة فيه تدل على ثقافة الإستحواذ والسيطرة والتحكم.
الله يرحمه كان يشكل حالة نادرة للعالم ، وحكايته مرتبطة بحكاية الثورات ، ونضاله قدم صورة فريدة من الصمود والكبرياء والقدرة على المواصلة والتواصل ، وقصته تشبه قصص البطولات الكبيرة التي تدخل من كل الأبواب حتى بوابة الوطن الذي عاش فيه واندمج بعنفوانه . الله يرحمه مات دون جنازة ولا مراسم دفن ولا آيات من القرآن الكريم الحكيم ولا مسيرة تطوف الشوارع التي يوما شهدت على بطولاته ونضالاته.
الله يرحمه ففي كل الأوطان يعتبرونه مثالا يحتذى به ودروسا للتعليم ومسيرة كفاح طويله تحفظها الشعوب وتتذكره في كل ساعة ويوم وشهر وسنة فذكراه محفورة بالعقول والقلوب ، حيث استطاع أن يسطر الحروف بخالص الذهب والفضة وأن يبني في كل الطرق منارة تكشفها وتوضحها للأخرين. أما الأن فهو الغائب الأكبر ! الله يرحمه ؟ والمغفرة له ان شاء الله فاقرأوا الفاتحة على شعبنا!!
كاتم الصوت...هذه هي حلولنا...وقراراتنا...ومواقفنا...مش عاجبكم...غيركم جاهز!!!!
كلام في سرك...وساطة لبنانية ...وساطة هندية...مش هاي المشكلة...يا بتحط يا بتنط! احنا مش مضحكة!
[email protected]
الله يرحمه ..اقرأوا الفاتحة ؟ بقلم:ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2015-04-22
