مروى علام تكتب .. الأمل مابين اليأس والرجاء
لا شك ان الذين يسقطون امام زخارف الدنيا هم الذين لا يصبرون على الحرمان الذى يفرضه الاعداء المتربصون المتسلطون هم الذن لا يصبرون على الالام التى يسلطها زمرة عادوون وهم الذين لا يصبرون على مواقف التحدى التى يفرضها جمهرة الناظرون ..
.. ولذلك ..
فان نقطة البداية ليست خارجيا والفرصة توجد داخلنا فاذا امكننا التغلب على انفسنا ودواخلنا امكننا مواجهة العالم لاننا نمتلك القدرة على النظر فى عيون الحقيقة بلا خوف وبلا هم ولا حذر بل واحتمال كل شئ حتى الموت بعد ان تحملنا حياة هى اصعب واخطر من الموت
ان النهوض من الكبوات ودحض الامال الكاذبة ورؤية الحقيقة بشكل واضح فى رحلة المؤمن فى طريق الحق والايمان رحلة يواجه فيها المؤمن شواهق الجبال ويقتات خلالها المصاعب والالام ويدوس فيها على الاشواك ويجتاز ارضا ملؤها الحرائق والالغام فى دنيا الغيلان والقردة التى تتربص به وتحاول سحقه بالات جهنمية دونها الف مرة انياب لوحوش وافر الوحوش وهمجية الوحوش .. !!
واذا وجدت نفسك بلا رفيق وبلا صاحب فاجعل من شعورك بالوحدة تطلعا الى التواصل الاخرين ودافعا لى معرفة ذاتك وادراكا لحاجتك لى العالم وحاجة العالم اليك وان من حقك ان تتيه فخرا وان تع فى ظلال الايمان ولو كت فردا وحدك وان تذوق حلاوة الايمان الذى اشرق نوره فى قلبك
وعندها عليك ان تسق من راحتيك كل عطشان لهذه المعالى الايمانية واجل من هؤلاء العطشى اخوان صدق واجعلوا الحكمة ضالتكم واقطفوا من كل بستان زهرة ومن كل مؤلف فكرة ومن كل مبدع لمعة ومن كل عالم جملة ثم ابتكروا ا تجود به قرائحكم المتيقظة حتى بصبح لكم م الايام بنيانا متمزا يشار اليه بالبنان
ان اعداءك يبذلون قصارى جهدهم لتبقى فى اطار نظرتهم للحياة لا يتركون لك ادنى فرصة للبحث عن طريق ينقلك من حضيض الذل لهم الى قم التحرر فى ظلال الايمان تحت ان الحضيض " قدر مكتوب " و " لا سبيل الى تغييره " و " استسلم لواقع القهر " و " يستحيل عليك تغييره او حتى التاثير فيه " ... ومن ثم يصبح مستقبلك اقل اشراقا وينسحق املك تحت وطأة حاضرك تعيس .. هكذا وكان حاضرك هو محطة وصول نهايته كل من يتجاوزها لا يجد امامه سوى المستحيل
ودوا لو تدهن فيدهنون
فاذا فشل اعداؤك فى ذلك فانهم يحولونك ايها الانسان الى لاهث وراء لقمة عيشك الصعب حتى يبقى سؤالك المتردد بداخلك .. اى معنى ان ابحث عن معان الايمان العالية وانا فقير ليس لدى قوت يومى .. اننى فى حاجة لان احصل على متطلبات الحياة الاساسية
لا شك ان هذا هو طريق السلامة ..
لكنها سلامة من اراد ان يعتزل الحياة ويفقد كرامته فيها
نعم ..
ان من يحب الحياة الدنيا وزينتها يتنازل عن كرامته ودينه باختباره وارادته ..
غذاؤه الذلة .. كساؤه المسكنة .. مسكنه الهوان ..
ولو اردت الحياة الايمانية ورغبت فيها لحصلت عليها .. فلا تلعن الظلام ولا تشعل شمعة ولكن دع نور الايمان الذى نبت فى قلبك وبزغ فى صدرك ينير طريقك نحو مجتمع الفضائل والايمان
اعلم ان القوة المادية لا تملك ان تسعبد انسانا يريد ان يحيا حياة الايمان فقصارى ما تستطيعه هذه القوة ا تملك الجسد .. تؤذيه .. تعذبه .. تكبله .. تحبسه ... اما الضمير والروح والعقل فلا يملك احد حبسها ولا استذلالها الا ان يسلمها صاحبها وينزوى فى اصداف الطاعة النتنة حرصا على اكل العيش والتنازل الداخلى عن الكرامة التى وهبها الله لبنى آدم .
قال ابو معاوية الاسود .. " من كانت الدنيا همه طال غدا غمه ومن خاف ما بين يديه ضاق به ذرعه"
واذا كان ذلك جاءت المرحلة الثانية
يعانى الكثير من الناس حالة من العيش الدائم فى اكتئاب وعدم الاقبال على الحياة بل واحيانا ارادة الموت او الانتحار فى بعض الحالات والتى قد انتشرت فى العالم الغربى وتعج بها الحياة الغربية والامر الذى لم ينج من حالات تقدر بعشرات بل مئات الالاف من حالات الانتحار فى العالم العربى الاسلامى فى الايام الاخيرة .. وان نوبات الاكتئاب والهم والحزن هذه تستفحل فى حياتنا اليومية يوما بعد يوم وبمرور الزمن وهى بمثابة العدو الذى يقف فى طريق العمل والانجاز والعطاء والبذل لكل ما حوله فى بيئته واهله واسرته وهو عدو خطير للناس بصفة عامة وعدو اشد خطورة فى حياة القدة والرؤساء والدعاة
فالاكتئاب يبدل حال المرء ويجعله سريع اليأس والقنوط كثير التشاؤم .. اشبه بمرض فيروسى سريع العدوى سرعان ما ينتقل الى كل من حوله وما حوله
والقائد الكتئب سريع اليأس والقنوط والشاؤم ينقل حالته وحزنه الى كل من حوله من الجنود اوالشعب الذى يعيش معه ليحول حياة من حوله الى واحة من الحزن وكيان وشعب يائس بائس حزين مكتئب قنوط .. وظلال هذا الاكتئاب لا ترضى احدا ولا تدفع اى احد الى العمل والانتاج بل تحول الحياة الى جحيم لا يطاق وعذاب دائم متواصل وتنغيص عيش مستمر وحياة بئيسة ليس فيها مكان للافراح والمسرات .
ان القائد المكتئب ينفر منه جنوده والرئيس الكمتئب يبتعد عنه شعبه ومواطنيه بل القائد او الرئيس ليس لهما مكان لانهما عبأ على من تحتهم .. فمن هذا الجندى الذى يحمل بين جنباته اية مشكلة او تنغص عليه حياته وتؤرقه عقبة لا يستطيع الخروج منها ..
هل ترى انه سيرى فى قائده الكئيب هذا وجهة صادقة وحقيقية لان يعرض عليه مشكلته ا ضائقته ناشدا الحل والمخرج من هذا الاكتئاب او ان يطلب من هذا الكئيب الراحة النفسية او الطمأنينة القلبية .. كيف يحدث هذا فى ظل حياة كئيبة تسودها حالة من الهم والحزن والشؤم .. حالة تدفع من حولك الى النفور منك والبعد عنك والتشاؤم منك
ان الاكتئاب والحزن والهم هم امراض خطيرة لانهم البوابة الرئيسية التى تفتح على سيل جارف من الامراض النفسية فالاكتئاب هو الاب الروحى لجميع الامراض لنفسية والعقلية التى تصيب الانسان والاكتئاب هو الوسوسة التى توقف الحياة وتعرقل مسيرتها ولا ترى للنسان حاضرا فضلا ان يرى من خلال هذه الاعراض مستقبلا .. فالاكتئاب تنغيص للحياة الكريمة والعيش الهنئ و يقتل الهمم الانسانية العلية وتذبح العزائم القوية وتميت الطاقات الانسانية .. فالمكتئبلا يمتلك اية همة او عزيمة او طاقة حيات بؤس وشقاء وتخلف وقعودعن مسايرة ركب الناس
ان الدنيا لتفتح ابوابها امام كل الناس ان تفاءلوا وابشروا وستبشروا واعملوا وابذلوا وامنحوا ما حولكم كل فأل وبشر وامل وطموح لتسعدوا وتسعدوا كل من حولكم فتعيشوا حياة هنيئة سعيدة يغمرها الفرح والسعادة والفأل بعيدة كل البعد عن الهم والحزن
ايها الانسان ..
ان الحياة ليست خيارا واحدا نؤديه ونستسلم بعدها لكل ما يحدث لنا وليست مفترق طريق منفرد ووحيد نختار فيه اى جهة سنسلك وينتهى الامر بعدها .. بل كل خيار يفتح سلسلة من الخيارات .. وكل مفترق طريق يحوى خلفه سلسلة من مفترقات الطرق .. وفى كل خطوة من خطوات حياتنا يوجد خياران نختار واحدا منهما بلء ارادتنا
فاذا كان من يصل بفضل الله الى ساحل السعادة والنجاة واحد ليسقط الف فى مستنقع الحزن والضياع فكن انت هذا الواحد الذى يقفز من سفينة الضياع الغارقة واعلم ان نجاتك لا تاتى مصادفة ابدا بل لابد فى لحظة حسم وحزم فى مفترق طرق .. وفى منعطف حاد لابد من فرار بمواجهة سلطان الضياع والضلال والامساك بجمرة النجاة والهداية الملتهبة والقبض عليها بشدة والعض عليها بالنواجذ واليقين ان هذه الجمرة التى قد تحرق كف يدك ولسانك وشفتيك هى بذرة السرور والسعادة لك التى ستكون ثمارها مراكب نجاة من طوفان الضياع والضلال فى كل ارض .. ذلك انه من اليأس يولد دوما منتهى الامل ومقابل مجتمع الكآبة والحزن يوجد هناك ويولد مجتمع السعادة والسرور ..
الأمل مابين اليأس والرجاء بقلم:مروى علام
تاريخ النشر : 2015-04-20