الشوفينية وأحلام الأمة!!بقلم:ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2015-04-11
الشوفينية وأحلام الأمة!!بقلم:ميسون كحيل


الشوفينية وأحلام الأمة!!

بما أننا نمتاز بالأحلام الوردية أحيانا يبالغ جزء منا في أحلامه الوهمية لأمة يعتقد -هذا الجزء - أنها كانت ذات يوما موحدة بينما التاريخ على مر العصور والقرون يؤكد أوهام الأحلام .. فالحروب والفتنة والقتل منذ عهد الخلفاء الراشدين وحتى يومنا هذا لم تغادرنا أبدا .. و منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان تحديدا أخذت الفتنة تدب في جسم دولة الخلفاء وتفاقمت لاحقا وكبرت مع تقدم الوقت وامتدت الصراعات من عهد إلى عهد ، ومن زمن إلى زمن، ومن دولة لأخرى ! فأين هذه الوحدة الذي يتغنى بها جزء منا؟ بينما الحقيقة تؤكد أن الشوفينية متأصلة بالجذور و عورات اسلافنا تكشفها المسلسلات التاريخية تضع أمامنا تاريخ يتمنى فيه المرء أن يندثر !.. إن الحديث عن الأمة ووحدتها والمطالبة بالعودة إلى الوراء من أجل العودة إلى الوحدة بعد هذا الشتات يوحي وكأن الأمة كانت موحدة ذات يوم وهو ما ينكره التاريخ وتؤكده الشوفينية التي كانت تسيطر على الناس من التحيز والتحزب والتعصب والتبعية . وبعيدا عن الذرائع والحجج والأباطيل علينا أن نقر بأن أمتنا لم تتحد يوما ،  حتى في رؤية الهلال أبت أن تتفق وتتحد ، والمأساة العظيمة التي تعيشها الأمة الآن لا تختلف كثيرا عن مجموعة من المآسي لازمت تاريخنا  ، وسبب هذه المآسي هو التمسك بالشوفينية أصلا وبُعد الأمة عن حقيقة دينها لا بل تحريف معنى شرائعه حسب مصلحة الجهة المعلنة وخططها وأهدافها المتعلقة بالسلطة والسيطرة.

مَن يقرأ التاريخ جيدا سيعرف أن الحالة التي نمر بها الآن هي صورة مصغرة لأحداث التاريخ المتعاقبة ، بدءا من دولة الخلفاء الراشدين إلى دولة العثمانيين مرورا بالدولة الأموية والعباسية والفاطمية وحتى العامرية! لذا فإن المجدي أن نتوقف عن الحنين المزيف للماضي والتخطيط للمستقبل بعقلانية ودراسة التطورات الحاصلة في العالم الكبير الذي نعيش فيه كي نكون جزء فاعل وليس على الهامش بفهم لغة المصالح والأهداف المسيطرة على سلوكيات الدول والطرق التي تجنب الشعوب الويلات . وهنا لا ننكر أن حالة الوئام والسلام التي عاشتها الشعوب لم تكن سوى مراحل مجزئة لحدود مؤقتة كانت تُكفر بعضها البعض ، وتتأصل فيهم صراعات فقهية ومذهبية ودينية كما هي الحالة الآن ! الحقيقة أننا بحاجة إلى فكر جديد لا نبتعد فيه عن الدين وأصوله ، ونؤكد فيه على الإيمان بالتعددية ، والتركيز على التواصل الحضاري والإنساني ووضع المفاهيم التي تؤسس للتعامل مع الآخرين بما يحفظ لنا مكانتنا والتمسك بحقوق البشر جميعا وبمشروعية الخلاف الفكري أو غيره من الخلافات واحترامها ولعل الأمل يحذو في أن  نبدأ بأنفسنا!

كاتم الصوت: في الواقع يكشف مسلسل ربيع قرطبة – للمرء العادي - أن زوجة الخليفة كانت تعشق وزيره ابن أبي عامر .. هل هذا هو المجد الذي نتمناه ونريد عودته  ؟!

كلام في سرك: تحية إلى الرئيس لصبره وصموده فرغم الأمواج المرتفعة لا يزال قاربه ثابتا...لم أقل أي رئيس حتى لا توجه لي تهمة!! لكنه يشكل حالة نادرة من الصمود النادر رغم سنين الحياة.

[email protected]