تراث وأصالة :دولة الإمارات العربية المتحدة –الشارقة بقلم:محمد ظاهر
تاريخ النشر : 2015-04-08
تراث وأصالة :دولة الإمارات العربية المتحدة –الشارقة بقلم:محمد ظاهر


  تراث وأصالة  :  دولة الإمارات العربية المتحدة –الشارقة            
الكاتب والإعلامي محمد ظاهر –

[email protected]
تستمدّ الأمم هويتها من تراثها الساري في أعماق أبنائها، وأصالتها المتجذرة في قلب التاريخ... ولدولة الإمارات العربية المتحدة تراث عريق له العديد من الأشكال والصور، يظهر هذا التراث في العادات والتقاليد التي يتوارثها الأبناء جيلاً بعد جيل، ويتناقلها الخلف عن السلف بحرص واعتزاز، ارتكزت هذه العادات على الأخلاق الإسلامية العظيمة، والأعراف العربية الأصيلة... من العادات والتقاليد ما يتصل بأسلوبهم في الأعياد والزواج والمناسبات الدينية والوطنية، والزيارات والضيافة ، والملبس والعلاقات الأسرية وقضاء وقت الفراغ.

العادات والتقاليد

الأعياد

الأعياد مناسبات مفرحة تعمّ البلاد بأسرها؛ فيها تظهر الأخلاق الفاضلة والممارسات الخيّرة؛ الغني يهتمّ بالفقير، والكبير يحنو على الصغير، ويجتمع الأهل والأقارب والجيران يتقاسمون الفرحة ويتبادلون التهاني وزينات العيد، ويتبادلون أيضًا الأطعمة والهدايا. وأهم ما يميز العيد الفرحة التي تزدان بها نفوس المُهنئين، نتيجة اهتمامهم بالعلاقات الاجتماعيّة والروابط الأُسريّة بين الأفراد والأُسَر والمجتمع بأكمله.

يفرح الأطفال بقدوم العيد وبالعيدية، ويجهزون ملابسهم الجديدة منذ الليل، وفي الصباح الباكر يذهبون لتأدية صلاة العيد مع آبائهم، ثم يعودون بعد الصلاة ليطوفوا ببيوت الحي؛ ويجمعوا العيدية من الأقارب، ثم يتجهون إلى ساحة العيد يلعبون ويشترون الحلويات والبيض الملون، ويلعبون بالمراجيح التي تُنصب يوم العيد.. وكانت البنات يخرجنّ لتحصيل العيدية من أعمامهنّ وأخوالهنّ.

من الأناشيد والأهازيج الشعبية التي يرددها الأطفال وهم يلهون:

"أمي يامي يامايه راعي البحر ماباه

أبا وليد عمـي بخنجره وارداه

قابض خطام الصفرا وملوِّح بعصاه"

يصلي أهل الإمارات صلاة العيد في الأماكن المفتوحة... ثم يعودون إلى منازلهم؛ لاستقبال المهنئين.

في الصباح يتزاور الأهل والأقارب والجيران في الحيّ الواحد، وتبدأ زيارة الأقارب والأرحام بعد الظهر إذا كانوا يقيمون بعيداً أو في أماكن أو مدن أخرى.

طقوس العيد

العيد فرحة للكبار والصغار معًا فكما يستعدّ الصغار يستعدّ الكبار أيضًا؛ حيث كان الرجل قديمًا" يبدأ في إعداد ملابسه قبل العيد بفترة طويلة، وعلى الطريقة القديمة؛ فيصبغها إن كان لا يوجد عنده ملابس جديدة، فكانت الملابس تُصبغ بالورس( نوع من النباتات) حيث يدق مع الزعفران والجوز والهيل ويوضع الخليط على النار مع قليل من الزيت، ثم توضع الثياب في إناء، ويُصب عليها خليط الأصباغ؛ فتصبح جديدة.

وكانت النساء في الإمارات يبدأن الاستعداد لعيد الفطر المبارك منذ شهر شعبان؛ فيجهزن مؤونة شهر رمضان، ويحضرن المواد الغذائيّة التي تُستخدم للعيد؛ ففرحة العيد لا تكتمل إلّا إذا قامت النساء في الإمارات بإعداد الأكلات الشعبيه الخاصة أهمها : الهريس ، الثريد، البلاليط، العصيد....

" وقبل حلول العيد كانت النساء يبدأن بتنظيف البيت، ويجتمعنّ لتفصيل ملابس العيد بشكل جماعي، كما كانت نساء الإمارات يقطفنّ أوراق الحنّاء قبل شهر أو شهرين من قدوم العيد؛ ليتمّ تجفيف تلك الأوراق ثم سحقها ونخلها وتبقى حتى ما قبل العيد بأسبوع، حيث تُعجن الحنّاء بمغلي الليمون المُجفف، لكي تتم عملية النقش على كفي اليدين، ويُعاد عليها على مدى يومين؛ حتى تصبح ذات لون أحمر قان.

أمّا العطور فكانت هناك امرأة مختصّة بخلط العطور وصنع أقراص البخور، وكانت الكثيرات من النساء يلجأن لفعل ذلك بأنفُسهنّ.... ومن العادات الجميلة والحميدة بين أبناء الدولة أنّ العيد لا يأتي وهناك متخاصمان اثنان أو من ذوي القربى إلاّ وتصالحا، وتتمّ المصافحة وتبادل التهنئة عقب صلاة العيد".''

تحرص النساء في العيد على لبس الملابس الشعبية المتمثلة في: ( الكندورة المخورة والصروال والشيلة ) ويضعن على شعورهن الكثير من العطور الخاصة، ويجدلن شعورهنّ بما يسمى ( العكفة أو العقوص ).

وعندما يحين وقت الغذاء يجتمع الأهل والجيران في منزل أكبرهم سنًا في الحارة أو المنطقة لتناول الغذاء في منزله، الرجال في مكان، والنساء في مكان آخر.

تقام منتديات اللقاء والتجمع طيلة أيام العيد في أطراف الحي؛ حيث يلتقي الجميع في ألعاب جماعية للتسلية وإدخال الفرحة على الأولاد.

من الألعاب التي كانت تمارس في الأعياد والاحتفالات .. ( العيالة وركوب الخيل واللعب بالسيوف ).

" ولعيد الأضحى احتفالات خاصة؛ حيث يقوم الناس فيه بشراء اللحم بجماعات تتآلف، وتقوم بالغناء في يوم

( المشوي ) ويقومون بتتبيل اللحم ( بالخل ) ، ومع نوع من البهارات يحتوي على الفلفل والزعفران والهيل والبزار والقرفة والتمر؛ حتى يعطي نكهة خاصة للأكل .

وكان الرجال يرددون عند إخراج ( الوخيفة ) أي الذبائح

( طلع يطرّب ويهه مغرّب)

أو ( عيد العود شايبهم كله من قرايبهم )

وكان الأطفال يرددون أغاني، ومنها:

" باكر العيد بنذبح لبقرة وبنعشي خماس طويل المنخره

الفقراء ينالون نصيبهم من ذلك الخير؛ فلا يوجد رجل يرضى على نفسه أن يذبح ذبيحة ويأكل دون أن يُطعِم جاره خاصة في رمضان والعيدين الفطر والأضحى.

الزواج في الإمارات

من العادات والتقاليد الموروثة في العالم العربي والمنطقة الخليجية مراسيم الزواج ؛ فهي وإن اختلفت في بعض التفاصيل إلّا أنّها في النهاية تمثّل نمطًا عامًا عند الجميع. الإمارات العربية المتحدة جزء من تركيبة المجتمع العربي، وعاداتها في الزواج مستمدة من تعليمات الدين الإسلامي السمحة، والأخلاق العربية الأصيلة، فحين يعزم الشاب على الزواج فإنه يتخيّر فتاة ذات دين وخلق، ويتحرّى أن يناسب أسرة كريمة تحظى بسمعة طيبة وأصل نبيل، ومكانة اجتماعية لائقة.

كان الإماراتيون قديمًا يحرصون على مصاهرة الأقارب؛ لقناعتهم بأنّ ذلك يزيد في الترابط الأسري والتلاحم العائلي، وعندها لم يكونوا بحاجة إلى خاطبة أو رسول يساعدهم في البحث عن العروس المنشودة.

في حالة الاستعانة بالخاطبة كانت تقوم بدورها خير قيام؛ حيث تزور بيت الفتاة وتشاهدها على حين غفلة من أهلها؛ فتقاليد المجتمع لم تكن تسمح بالمجاهرة في هذا الأمر، وعند عودتها إلى أهل العريس تكون أمينة في نقل ما شاهدته عند العروس وأهلها.

يتفق أهل العروسين بعد ذلك على المهر ، ويتحمّل العريس مسؤولية تأثيث منزل الزوجية وتكاليف العرس كلّها( المهر- الزهبة – حفل الزواج – الولائم ......)

للمزيد: انظر، الحياة الاجتماعية الزواج

المناسبات الدينية

شهر رمضان المبارك

اتخذ أهل الإمارات من المناسبات الدينية مظهرًا اجتماعيًّا إيجابيًّا يدل على التماسك والتكافل الاجتماعي، وكان الموسرون من التجار يستعدّون لشهر رمضان في منتصف شهر شعبان؛ فيجلبون حب البُر الذي يصنع منه ( الهريس ) وهي الأكلة الرمضانية المفضلة في المجتمع الإماراتي ، فينقّى ثم يدق بالهاون الخشبيّ الكبير استعدادًا لطبخه يوميًّا في أفران أرضيّة خاصة.

بدخول شهر رمضان المبارك تتغير الحياة العادية للناس ؛ فقبل أن يؤذَّن للمغرب تفرش الشوارع أمام البيوت أو في ساحات المساجد ويشارك الناس جميعهم في إحضار العديد من أصناف الأطعمة والحلويات، فيجتمع عليها رجال الحي، والغريب عن أهله، ومن انقطعت به السبل، وكلّ من يمر في ذلك الطريق يثق تمامًا أنّه سيجد إفطاره دون دعوة؛ فالدعوة عامة ولا حرج.

يستمر هذا الكرم والتآلف طوال شهر رمضان المبارك ، وتعمر المساجد بالمصلين في صلاة التراويح ، ويتسابق الأهالي المحيطون بالمسجد فيرسلون الأطعمة والمياه إلى المصلين.

من العادات الرمضانية الأصيلة تبادل وجبات الإفطار بين البيوت قبيل أذان المغرب، وخروج النساء لأداء صلاة

التراويح في المساجد، واصطحاب الأهل أطفالهم لتعويدهم على الصلاة

كانت بعض البيوت الإماراتية تحرص على تنظيم مجالس ليلية للذكر طوال شهر رمضان المبارك، وتقام تلك المجالس عادة فوق أسطح المباني .

ولم يقتصر هذا الأمر على مجالس الرجال وحدها، بل كانت بعض النساء يجتمعن لسماع تلاوة القرآن الكريم ورواية الحديث الشريف داخل بيوتهن.

ليلة النصف من شعبان

تُقدَّم للأطفال في النصف من شعبان هدايا تسمّى: ( حقّ الليلة )، وكان الناس في هذا اليوم يتصدّقون بالعيش

( الأرز) والتمر والطحين والدراهم والمكسرات، ويمرّ الأطفال في الشوارع وعلى المنازل؛ ليحصلوا على بعض الحلويات أو المكسرات ( النخّي ) أي الحمص والحبّة الخضراء.

قديمًا " كان الأطفال يضعون ما يحصلون عليه من الأهل والجيران في (الخريطة) وهو كيس من القماش، يعلقونه على عواتقهم، ويتنقلون به من بيت إلى آخر

بعض الأسر يجتمع فيها أهل المنزل بعد المغرب ويقرؤون ( سورة يس ) ، ويدعون بعدها بدعاء ليلة النصف من شعبان..

" يسير الأطفال في الفريج ويطوفون على البيوت وهم يغنون:

أعطونا الله يعطيكم أعطونا مال الله

بيت مكة يوديكم سلّم لكم عبدالله"

عودة الحجاج أو الغواصين

تشكل عودة الغائبين الحجاج أو الغواصين مظهرًا اجتماعيًّا دالًا على المحبّة والتماسك الاجتماعيّ؛ وقد كان الناس يعبّرون عن احتفائهم بعودة الغائب برفع "قطعة قماش فوق بيوتهم، ويسمونها : " النشرة" ، أو " البيرق " ، أو " البنديرة "، وهي كالعلم في زماننا الحاضر".

ختم حفظ القرآن الكريم

من العادات والتقاليد التي انتشرت في دولة الإمارات العربية المتحدة قديمًا الاحتفال بختم حفظ القرآن الكريم؛ فختم كتاب الله يعدّ إنجازًا

تفتخر به كلّ العائلة، وتحتفل في هذه المناسبة بالصبيّ ، ويُكرَّم المطوع أحسن تكريم؛ فتتفق العائلة مع المطوع على تعيين يوم يطاف فيه بولدهم في الفريج ؛ لإشهار ختمه للقرآن الكريم، فيجمع المطوع الطلبة ويختار أقواهم ذاكرة وأعذبهم صوتًا فيردد الأناشيد، ويردد الأطفال وراءه بعض الأناشيد الدينية التي تسمّى " التحميدة "

كان الأطفال يستعدّون لهذا الاحتفال البهيج بارتداء أجمل الثياب، وتتزيّن الفتيات بحلي أمهاتهنّ، وتستعير الفقيرات منهنّ حلي الجارات الموسرات، ويخضبنّ أيديهنّ بالحناء، ويتعطرن بماء الزعفران.

ويلبس الأولاد ثيابًا بيضاء نظيفة، ويعصبون رؤوسهم بالشالات أو الغتر، ويعلقون في أخصرتهم خناجر ذهبية أو فضيّة منقوشة.

تفتح البيوت أبوابها لاستقبال موكب المطوع والأطفال، ويجودون عليهم بالعطايا كلّ قدر استطاعته، وقد يستمرّ طواف هذا الموكب بالبيوت ثلاثة أيام أو أكثر.

عادات الزيارة والضيافة

لا يختلف اثنان على أنّ الكرم إحدى السمات الاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدّة قديمًا وحديثًا، وما يدور في الزيارات بين الأهل والأقارب والجيران والمعارف خير دليل على هذا الكرم ، فالناس يتزاورون في الأفراح والأتراح، وعبّرت زياراتهم عن الترابط والتكاتف بين أفراد المجتمع كلّه، فحسن الضيافة والبشاشة والتواضع والتراحم يتجلى في الزيارات بصورة كبيرة.

انقسمت الزيارات في المجتمع الإماراتي إلى قسمين:

القسم الأول: زيارةالأهل والأقارب والأصدقاء والمعارف والجيران وتكون زيارات اعتيادية مألوفة في أي وقت من أوقات الصباح أو المساء.

القسم الثاني: زيارة " الخُطّار " وهم الزوار من خارج البلدة ، " والخاطر " يأتي إلى ضيفه عن طريق البرّ بوسائل النقل المعروفة آنذاك، فإذا وصل (الخاطر) إلى مضيفه نزل عن مطيّته وترجّل؛ لأنّهم يعتبرون امتطاء الضيوف لمطاياهم داخل أحياء القرية أو البادية يسيء للمقيمين، ويوحي بعدم تقدير أبناء القبيلة.

لا يُتّبع هذا العرف إذا كان الضيف من أشراف القوم، وله منزلته الرفيعة، أو تمت الزيارة بدعوة كريمة من أهل القبيلة؛ حيث " يخرج أهل الحيّ أو القرية لاستقبال الضيوف، وإذا كان طريق الضيوف بحرًا، فحينما تقارب السفينة مرسى السفن فإنّها ترفع علم البلد التي جاءت منها إشارة إلى البلد المقصود وإظهارًا للبهجة والسرور يستقبل صاحب البيت ضيوفه في المجلس، ويحرص على تقديم الطعام والشراب لهم، وتسمى: (الفوالة )، وتقدّم القهوة في فناجين تُمسك باليد اليمنى، والدلّة باليد اليسرى، وإذا اعتذر الضيف عن تناول الطعام يُقدَّم له التمر أو الحلوى مع القهوة،

كلُّ هذا بابتسامة تملأ الوجه، وعبارات ترحيب تشعر الزائر بفرحة المضيف بقدومه، بل بالشكر الجزيل على القيام بالزيارة.

إذا كان الضيوف من خارج البلدة يقوم المضيف والأهل والجيران باستقبالهم، ويسألونهم عن رحلتهم وأهلهم وأحوالهم.

ويقدمون لهم الطعام وأهمّه: الذبيحة، وقد تكون عدة ذبائح حسب عدد الضيوف ومكانتهم الاجتماعية أو العلمية أو السياسية....إذا كان الضيف ذا مكانة مرموقة يستخدم المضيف " طريقة ( الفوقة ) في الطبخ، وهي طريقة خاصة تقوم على طهي اللحم حتى ينضج، وبعد ذلك يطبخ الأرز( العيش) ، فإذا نضج يوضع مع اللحم بحيث يكون اللحم فوق( العيش)، ويوضع فوقه رأس الذبيحة، أمّا المرق فيوضع في وعاء آخر

كرم الضيافة الإماراتية ما زال قائمًا وإن تغيرت بعض تفصيلاته، فالضيف اليوم يستقبل برش العطور وإطلاق البخور؛ مما يضفي على اللقاء البهجة والسرور والذكريات العطرة.

المسميات الشعبية

من العادات المحمودة التي تبرز الحياة الاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة تسمية بعض الكلمات بألفاظ يتداولها جميع أفراد المجتمع: سكان البادية أو سكان المدن أو الساحل، وأصبحت هذه المسميات جزءًا من أعراف المجتمع وتقاليده.

ومن هذه المسميات:

الفوالة

هذه الكلمة مشتقة من الفأل الحسن الذي يستبشر به الإنسان ، ويقصد بها : الطعام الذي يقدّم للزائر رجلًا كان أو امرأة، قريبًا كان أو غريبًا ، واستقبال الضيف بالفوالة أو الطعام هو دليل على الكرم الإماراتي وحسن الضيافة.

الريوق

" لفظ يدلّ على طعام الصباح المسمّى بالفطور، وهي لفظة مشتقة من الريق ذلك السائل المتواجد بالفمّ، وقد أطلق عليه هذا اللفظ لقلّته وحلاوته، فكأنّ الطعام الذي تتناوله الأسرة في أول الصباح لا يكون إلّا قليلًا

رفجة

هذه الكلمة يكثر تداولها في البادية، وفي مجالس الحكام، وتقع في منزلة الحلف واليمين، وقائلها يلزم نفسه بتنفيذ ما قطعه على نفسه، وهي تدلّ على إظهار الاحترام والتقدير لزوار المجلس من المشايخ والقبائل والمقربين، ومن ذوي الجاه في المجتمع، ولا يقول هذه الكلمة إلّا الرجال.

الشرهة أو ( الجاهة )

هذه الكلمة تدلّ على العطية أو المنحة التي يقدمها حاكم الإمارة أو أغنياء البلد لمن يرتبط معهم بصداقة أو قرابة، والشرهة عبارة عن مبلغ من المال يتحدد حسب المانح والممنوح، وتقدّم سنويًّا.

السرية

هذه الكلمة تعني انتقال القوم من مكان إلى آخر ليلًا بعد العشاء، فيقال: ( سرينا ) أو( بنسرى ) أو ( سروا للجماعة ).

الغبشة

هذه الكلمة تعني انتقال القوم من مكان إلى آخر وقت الغبشة، أي: قبل صلاة الفجر أو بعد الصلاة، أي قبل شروق الشمس، فيقال: ( غبشنا ) أو ( سنغبش للجماعة ) أو ( غبشوا ).

السرحة

هذه الكلمة تعني انتقال القوم من مكان إلى آخر بعد طلوع الشمس مباشرة ، فيقال:( سرحوا ) أو ( سنسرح ).

الروحة

هذه الكلمة تعني انتقال القوم من مكان إلى آخر بعد الظهر وبعد أخذ قسط من الراحة، ويكون ذلك خلال فترة الظهيرة وحتى العصر ، وهي تعني: الرواح أي الاستراحة .

النِّعم

هذه الكلمة تقال لمدح من ظهرت مواقفه النبيلة وشهامته وسيرته الحميدة ، فيقال لفلان عند ذكره ( والنعم والله ) في حضوره أو غيابه فيكون الجواب ( الله ينعم عليك ) أو ( عليكم للجماعة) ويمكن أن يقال والنعمين وسبعة أنعام.

الشيمة

هذه الكلمة تقال كنوع من الرجاء والتضرع والتلطف بأي شخص، فيقول الشيمة أي ساعدني أو أجرني من ظلم ما أو بلاء حل به .

الفروخ أو الفريخات

هذه الكلمة تعني الصبية أو الأطفال الصغار ، ومفردها : الفرخ أو الفرخة أو الفريخ، وربما أصبح الطفل لوالديه كالفرخ بالنسبة للطائر؛ فهو يحتاج الرعاية والحماية.

الخراريف

مفردها: الخروفة، وأصلها خرافة وهذه الكلمة تدلّ على الحكاية الشعبية أو هي القصة البسيطة التي تتميز بلغتها السهلة .... والخيال يمثل العنصر البارز فيها، وجاءت هذه التسمية لكون هذه القصة خرافية فلا يمكن أن تحدث في الواقع، وهي تركز على أحداث الجن والعفاريت والغيلان.

السموحة

هذه الكلمة تدلّ على طلب العفو والمسامحة من شخص ما ، وهي بمعنى : أرجو أن تسامحني، فإن قُبِلت يقال: الله يسامحك أو مسموح .

التكية

هذه الكلمة تدلّ على المسند الذي يتكئ عليه الإنسان في المجلس، وهي عبارة عن وسادة كبيرة

السالفة

هذه الكلمة تدلّ على الحكاية أو الحديث الذي وقع في الماضي وجمعها: سوالف ، وهذه التسمية تؤكد معنى الحدث الذي وقع في سالف الزمن.

الحرف التقليدية والصناعات القديمة

ابن الإمارات مفكّر مبدع ، وكما يقال: الحاجة أمّ الاختراع، ولأنّ الأرض خيّرة، والبيئة معطاءة، ولأنّ الإنسان الإماراتي كغيره يحتاج إلى استثمار موارد بيئته- لا ليبقى على قيد الحياة فقط، بل ليعمر الأرض أيضًا ويملأها خيرًا وبركة- فقد عمل في الكثير من الحرف التي يحتاجها ... من هذه الحرف ما كان من نصيب الرجل، ومنها ما كان من نصيب المرأة... منها ما يحتاجه أهل الساحل، ومنها ما يحتاجه أهل الصحراء أو الجبال.

أبدع ابن الإمارات في حرفته، وعلمّها أبناءه وأحفاده، واعتمد على بيئته التي يعيش فيها مستفيدًا من المواد الأولية الموجودة فيها، قادرًا على تحويل المواد القابلة للتشكيل، معتمدًا على حاجاته الأساسية، وفكره وآلاته البسيطة.

تعددت الحرف والصناعات اليدوية وتنوعت " وكان أهمّها صناعة السفن التي استخدمت لها أدوات وإمكانيات بدائية ويدوية كالمنشار والمطرقة والدواة التي تضبط بها المسافات والمقاسات والمجدع وهو أداة لثقب الأشياء"

من حرف البيئة الساحلية وصناعاتها:

الغوص والطواشة – صيد السمك – القلافة – النجارة – الحدادة – البناء – النقش – الصباغة – الخياطة – النسج – الدباغة – الصفارة – التطبيب الشعبي – الختانة – الحلاقة – التطريز – القطانة .

ومن حرف البيئة الصحراوية وصناعاتها:

تربية الحيوانات ( الأغنام والجمال ) – الغزل – الحياكة .

ومن حرف البيئة الجبلية وصناعاتها :

الرعي – الزراعة – صناعة الفخار .

تتداخل بعض الحرف والصناعات الموجودة في البيئة الساحلية مع البيئتين الأخريين؛ وذلك لحاجة الناس إليها بصرف النظر عن نوعية البيئة .

من الحرف والصناعات:

حرفة التلّي:

التلّي حررفة منتشرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد كانت تمارسها النساء عادة ، وتسمّى هذه الحرفة" تلّي بوادل" أو " تلّي بتول" ، نسبة إلى كلمة التلّي وهو: شريط مزركش بخيوط ملونة أبيض وأحمر، وخيوط فضيّة متداخلة. " تستخدم (الكوجة) في عمل التلّي، والكوجة هي الأداة الرئيسة للتطريز وتتكون من قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، وبهما حلقتان على إحدى القواعد لتثبيت وسادة دائرية تلف عليها خيوط الذهب والفضة للقيام بعملية التطريز"

حرفة المعقصة:

" المعقصة هي الماشطة وهي المجدلة والفلاية والعكافة- أو العجافة- والمضفرة وميزتها الأساسية أنها امرأة تحسن المشط وتتخذه حرفة لها، واعتمد قبول المعقصة في المجتمع المحلي قديمًا على جانبين مهمين، الأول: الجانب المهني ويتعلق بمعرفتها أنواع الطيوب والأمشاط والتسريحات السائدة وقتها للصغار والكبار وتسريحات المناسبات كالزواج والأعياد، أما الجانب الآخر فهو الأخلاقي ويتعلق بالأمانة وكتمان السر كونها تدخل كل بيوت الحارة وتطلع على ما بداخلها من أسرار وخلافات وحالات اجتماعية لا يجب البوح بها.

وثمة جوانب أخرى تتطلبها المهنة مثل سرعة البديهة وخفة الظل والمرح، ولكون المعقصة- عادةً- امرأة فقيرة، مما استلزم قيامها بأكثر من عمل خارج نطاق عملها، كالمساعدة في إعداد الولائم وتجميل العروس وخدمة الضيوف والمساعدة في إعداد وتطريز ملابس العروس وقريباتها، وهي أعمال تتطلب مهارات ومعارف عدّة تتعلمها وتمارسها المعقصة عادة في كل فريج أو حارة، وغالبا ما تستدعى المعقصة من حارة لأخرى، إذا ما ذاع صيتها وشاعت براعتها، وجودة خلطاتها وتجديلها.

صناعة الخوص:

من الصناعات المشهورة المعتمدة على سعف النخيل صناعة الخوص حيث كان للمرأة الحظ الأوفر منها؛ فقسوة الحياة في المجتمع الإماراتي قديمًا دفعت بالمرأة إلى توفير حاجيات أسرتها، ومساعدة زوجها .. كانت المرأة تقوم بتجميع الخوص ونشره في الشمس لتغيير لونه، ثمّ تجمعه في قطعة من القماش بعد تنظيفه من الأتربة.

" لا تعتمد المرأة الإماراتية في صناعة الخوص على اللون الطبيعي له، بل تصبغه بعدة ألوان مستوحاة من الطبيعة مثل: ( الأحمر الغامق- الأخضر- البنفسجي)، وقبل البدء باستخدام الخوص يبلل بالماء، ويلف بقطعة من القماش، حتى يصبح لينًا وسهل التشكيل..

- يصنع من الخوص (الحصير) ، وهو مثل السجاد الذي نعرفه اليوم، ويكون مستطيل الشكل، عليه بعض النقوش الجميلة، وحجمه يكون تبعًا للمكان الذي سيوضع فيه.

- ويصنع من الخوص (السرود) الذي يفرش على الأرض ليتم تناول الطعام عليه.

- وسجادات الصلاة هي أيضًا إحدى منتجات الحصير، وتتميّز بنقوشها الهندسية البديعة.

- وأسرّة الأطفال حديثي الولادة.

- وصناعة السلال والأقفاص والحبال كانت أيضًا تصنع من الخوص.

صناعة السدو :

أبدعت المرأة الإماراتية في الصناعات اليدوية باستخدام ( السدو ) ؛ وهذا يبرز القوة النفسية التي تتمتع بها ؛ فالعمل ( بالسدو ) يحتاج إلى وقت طويل وصبر جميل، إلى جانب الابداع في الأشكال الهندسية وتناسق الألوان التي تنسجم مع البيئة الإماراتية .

 ( السدو ) يشبه ( النول ) المستخدم في صناعة النسيج في بعض البلاد العربية ، ويتكون من أربع حدائد متصلة ببعضها على شكل مستطيل ، تشد على السدو الخيوط في الاتجاه الطولي ، ثم تستخدم قطعة خشبية مربوطة بالخيوط بشكل عرضي؛ لإدخالها بين الخطوط الطولية .

استطاعت المرأة الإماراتية أن تبدع الكثير من منتجات السدو مثل:

- ( العشيرية ) : " وتكون سجادة كبيرة الحجم مكونة من أربع قطع طولية أو ثلاث يتم تشكيلها مع بعض، وهي تستخدم كفاصل في الخيمة بين مجلس السيدات ومجلس الرجال، أو بين المجلس وغرفة النوم في الخيمة الواحدة. "

وألوانها طبيعية ومن أشهرها الأحمر والأخضر العشيرية : ( الخيمة أو بيت الشعر ) تصنع من صوف الجمال الخشن أسود اللون ؛ وذلك حتى تقي مَنْ بداخلها من برد الصحراء القارس ، تنسج الخيمة من عدة قطع تركب مع بعضها بعضًا ، ولا يكون في الخيمة أي نقوش ما عدا اللون الأسود ، أما جوانبها فتتوسطها خيوط بيضاء مستقيمة .

- الساحة : قطعة فنية مستطيلة نسجت لتوضع على ظهر الجمل، وتكون منقوشة بخطوط متعرجة..... توضع الآن على الجدران إظهارًا لبراعة فنها .

صناعة الطين ( الفخار ):

تعدّ حرفة تشكيل الطين مثالًا حيًّا لإبراز العادات والتقاليد الأصيلة لابن الإمارات، فقد استطاع بحنكته وفطنته أن يتكيّف مع بيئته، ويطوعها لحاجاته، ويكيفها مع متطلبات معيشته.

وصناعة الطين أو بما يعرف بصناعة الفخار من أقدم الصناعات الإماراتية فقد ظهرت قبل صناعة المعدن أو النحاس" وصانع الفخار والجرار لا بدّ أن يخرج للبحث عن الطين المناسب، وهو بحكم خبرته أصبح يعرف أماكنها ويتعرّفها بسهولة، ويبدأ بجمع الطين، ويكون عادة على شكل قطع من الصخور في بطون بعض المنحدرات، وعلى القمم الجبلية، ثمّ يحمل الطين... وينقي منه الحصى ويستخدمه في الصناعة"

تكثر صناعة الفخار في الصيف، وتقلّ في الشتاء؛ نظرًا لسقوط الأمطار مما يحول بين الصانع وجودة صناعته، ولكن حرارة الجوّ صيفًا تساعد في سرعة تماسك الصناعات التي أعدّت قبل وضعها في الأفران الخاصة بها.

لصناعة الفخار منتجات عديدة منها:

(الخرس): إناء كبير جدًا يستخدم لتخزين التمور، ذو فتحة واسعة تسمح بإدخال التمر بسهولة، ويستخدم أيضًا لتبريد الماء في فصل الصيف، يغطى بقطعة خشبية للمحافظة على نظافة الماء.

(المدخن): يستخدم للتدخين، حيث يوضع بداخله العود والبخور.

(المصبّ): يستخدم لصناعة القهوة العربية.

( التنور): يبنى على شكل حفرة مستديرة في الأرض ، ويستخدم لبعض الأكلات الشعبية كالهريس، وبعض أنواع الخبز، وشي السمك، ولا يزال مستخدمًا إلى اليوم.

(البرمة): تستعمل لطهي الطعام.

ومن منتجات الفخار كذلك: الزهريات وأصص الزراعة والمجامر والأشكال الفنية للزينة.

صناعة السفن:

تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة بشريط ساحلي طويل؛ وعليه فقد غدا الخليج موردًا أساسيًا للرزق: صيدًا ، وتجارةً، وغوصًا على اللؤلؤ، وارتباط أبناء الإمارات بالبحر أكسبهم معرفةً بالجغرافيا والفلك والتجارة والصناعة؛ فكانت صناعة السفن ناتجًا طبيعيًا لحياتهم البحرية، فكرّسوا كل طاقاتهم لصناعة سفنهم وتطويرها باستمرار حتى امتازت بمزايا تندر أن توجد في سفن من سواهم.

عناية الله أعانت أبناء الإمارات إذ توفرت لهم المواد الأولية اللازمة لصناعة السفن؛ وهي الأخشاب التي كانوا يحصلون عليها من جذوع الأشجار، كما ظهرت لديهم الخبرات الفنية؛ فأبدعوا في صناعة السفن التقليدية فاحترفوا (القلافة).

حرفة (القلافة) أو (الجلافة):

حرفة شعبية قديمة يرجع تاريخها إلى زمن بعيد، أو منذ أن عرف الإنسان البحر فركبه سعيًا وراء رزقه، وتحقيقًا لحياة حرّة كريمة، كانت القوارب قديمًا " مصنوعة من الجريد (سعف النخيل) وكانت تسمى البسط وكانوا يثبتون سعف النخيل (بالخيط الحيطي)، وهو خيط سميك من القطن ، فتصبح مركبًا صغيرًا يتسع لشخصين أو ثلاثة أو أربعة حسب الحاجة ، ثم بدؤوا بعد ذلك بصناعة المراكب من الخشب؛ وذلك عن طريق حفر جذع الشجرة ، وتحويله إلى مركب صغير يسمى (البانوش) ، ثم استعملوا ألواح الخشب لصناعة السفن التقليدية الكبيرة" .

شجرة النخيل كانت الرفيق الوفيّ لصنّاع السفن؛ فقد صنعوا من ليفها الحبال بطريقة يدوية، حتى صارت من الصناعات الأساسية التي يتوارثها الخلف عن السلف، واستطاع أبناء الإمارات لف أخشاب السفينة بهذه الحبال، ولذلك لم يجدوا صعوبة في إصلاح سفنهم، واستطاعوا التنقل بها عبر المحيط الهندي والبحر الأحمر.

" كانت بعض السفن عند إصلاحها تحتاج إلى فك جميع ألواحها، وإعادة تثبيتها بخيوط جديدة، وكانت هذه الخيوط -أشبه بما نسميه في الوقت الحالي (قطع غيار الآلات) - متوفرة في كل مكان على امتداد الطرق البحرية التي يرتادها بحارة الخليج ، وتساعد على إصلاح السفن بسرعة وتهيئتها لاستئناف الملاحة دون إبطاء قد يضر باقتصاد الربّان نتيجة انتهاء مواسم هبوب الرياح"

ارتبطت بصناعة خيوط لف السفن صناعة أخرى هامة لاستكمال شد الألواح الخشبية بعضها إلى بعض؛ إذ إن صناعة السفينة تتطلب إحداث ثقوب في أطراف الألواح لإدخال خيوط اللف وشد الألواح ، هذه الأطراف أو الثقوب تحتاج إلى طلاء لسد ثغراتها بعد غرز الخيوط فيما بينها. وكان طلاء الشحم المستخلص من حيتان المحيط (الصل) أو من أسماك القرش (الجراجير) هو الذي يستخدمه الجلافون في طلاء سفنهم .

كان صناع الحبال المستخدمة في السفن يرون أنه من الضروري غمسها في الزيت من حين لآخر؛ حتى تبقى السفينة سليمة لمدة طويلة.

تعددت أنواع السفن وتنوعت ، ومنها :

السنبوك – الشوعي- الجالبوت – البقارة – البتيل – الشاشة – اللنج- الهوري- العصماء-.......

السنبوك :

من أقدم السفن التي عرفها أهل الإمارات، وهي إحدى أفضل المراكب وأكثرها شيوعًا في الخليج كله، وتتميز بمنظر خلاّب خاصة وهي تجري في البحر بعذوبة ورشاقة.

لم تقتصر سفينة السنبوك عل الصيد والغوض فقط ، بل استخدمت في التجارة بين الخليج العربي والهند.

"العمود الأمامي للسنبوك عبارة عن قطعتين من الخشب الساج متصلتين ومكونتين مقدمة ترتكز على القاعدة بزاوية معينة (45ْ ) وبها قليل من الاستدارة للخارج

تنتهي بطرف علوي ذي شكل مميز يدعى (الساطور)، مؤخرة السنبوك تنتهي برقعة مزينة بالنقوش المحفورة بجمال بارز، ويظهر عمود المؤخرة مثبتًا بها وبالقاعدة" (19)

البتيل:

يشهد تاريخ الخليج للبتيل؛ فهو من القوارب القديمة التي شهدت فترة عظيمة من فترات الغوص على اللؤلؤ ولم تقتصر فائدة البتيل على الغوص، بل استخدم لأغراض حربية أيضًا .

للبتيل قدرة كبيرة على السرعة " فقاعدته ومؤخرته تتشابه مع سفينة (البقارة) ، ويكمن الاختلاف في المقدمة ؛ لأنها تنتهي بقطعة من الخشب شبه بيضاوية تسمى (الطبق) ، وتضم أيضًا المجاديف لنفس السبب الموجود (بالبقارة) وهو التجول بين السفن لشراء اللؤلؤ، والانتقال من مكان إلى آخر قريب"

الشاشة:

مركب بدائي صغير، انتشر في إمارة الفجيرة ، ومازال مستخدمًا حتى الآن ، يتسع لأربعة بحارة ، ويمتاز بطرفين مدببين، ومصنوع من جريد سعف النخيل، وداخله محشو بأطراف السعف (الكرب)؛ لكي يطفو على سطح الماء، هذا النوع من المراكب لا تدخل فيه المسامير أبدًا ؛ لأنه يخاط بالحبال المصنوعة من ليف النخيل .

" الجريد المستخدم فيه هو جريد نخل (المزربان) فهو أفضل أنواعه بل هو الوحيد المناسب لصناعة هذا القارب التقليدي .... وهو أيضًا من أفضل الأنواع من حيث الثقب لإدخال الحبال .... ويمكن للبحار أن يصنعه في يوم واحد إلى ثلاثة أيام، وهو يستخدم للصيد في المياه الضحلة .... وميزته أنه غير مكلِّف وسريع البناء، وأنه القارب الوحيد الذي لا يغرق حتى في أعتى الأمواج ، فإنه يظل طافيًا على السطح ويمكنه أن يعمّر عشر سنوات"

الجالبوت:

حرص العديد من أهل الإمارات على اقتناء سفينة الجالبوت ، فهي تعتبر من سفن الغوص الأساسية ، وقد صممت بشكلها المعروف لتتصدى للأمواج ، ولا تسمح للمياه بتخطي مقدمتها.

استخدمت سفينة الجالبوت في الصيد وفي التنقل بين سفن الغوص على اللؤلؤ ، وبها أعداد كبيرة

من المجاديف تساعد في التنقل بين الأماكن القريبة.

البوم:

تتميز البوم بتعدد استخداماتها؛ مما أدى إلى كثرة تصميماتها؛ حتى يتناسب كل تصميم مع الحاجة إليه . استخدمت سفينة البوم في الغوص على اللؤلؤ فحرص مصمموها على أن يكون كلا طرفيها مدببين يخلوان من (الرافعة) الموجودة في باقي السفن الأخرى .... الشكل الانسيابي لقارب البوم يساعد على سهولة التنقل من مكان إلى آخر، ويضيف له السرعة والإبحار ضد التيار.

البوم المستخدم في الأسفار والتنقل بين الموانئ يختلف عن البوم المستخدم في الصيد والغوص ، فمتوسط طول قاعدته يصل إلى 60 قدمًا تقريبًا ، وهذا الطول يتناسب مع حمولة قدرها 220 طنًا من البضائع تقريبًا.

"يراعى عند تصميم سفينة البوم أن تتسع منطقة الوسط لأكبر قدر من الحمولة، ويراعى أيضًا الظروف الملاحية والأمواج المتلاطمة والرياح العاتية؛ مما يتطلب القوة والصلابة في تصنيع السفينة، ولكي تكون ثابتة على المياه كان لابد أن يتوفر فيها العلو النسبي عن القاعدة ووجود أكثر من سطح واحد..... وهذه السفن لها صاري كبير، وآخر صغير وتخلو من المجاديف لعدم احتياجها لها.





والبوم يوجد على ظهره ثلاثة قوارب صغيرة تستخدم للوصول إلى الموانئ ونقل الأمتعة والأغراض المطلوبة من زيادة المؤن بشكل عام وتستخدم أيضا للنجاة "

صناعة الحابول:

الحـابول : هو الحزام الحبلي الذي يلفـه متسلق النخلة حول بـدنه وحـول جذع النخلة ليكون كالعتـلة ، تساعده على تسلق النخلة وتحميه مـن السقوط ويُصنع من ليف النخيل بعد نقعـه في الماء وتجفيفـه؛ حيث يُفرك ويُفْتَـل باليدين ليُشكّل حبلاً طويلاً .

يُؤخـذ الحبل بطول عشرين باعـاً ويُلَف بالقماش ثم يُطوى من المنتصف ويُفتل الجزءان على بعضهما؛ ليشكلا جديلة يتم شدها أكثر بإدخال عدد من عصي جريد النخل بين فتحات الجديلة ، تُسْحَب الواحدة تلو الأخرى مع شـد طرفي الحبل بعد سحب كل عصا، ويبقى ما طوله بـاع ونصف الباع من كل طرف دون شد بالعصي ، يُربط الطـرف الأيسر منها بحبل يُسمى "غَبْـط"، ويُربط الأيمن بحبل آخـر يُسمى " الساق "، ثم يُنظف بعـدها مـن الشـوائب

وهناك الكثير من الصناعات التي عرفها ابن الإمارات قديمًا ومنها:

1. الصناعات المعتمدة على الغوص من صقل وفرز وتهذيب اللؤلؤ.

2. صناعة صيد السمك وحفظه بالتمليح والتجفيف.

3. صناعة الأبواب الخشبية والأثاث والشبابيك.

4. صناعة الحديد والنحاس والمعادن التي يتم فيها صناعة حاجيات الناس كالمسامير والمناشير والسكاكين والأقفال والمفاتيح والقواطع.

5. صناعة الأواني النحاسية والقدور .

6. صناعة النقش على الجبس المستعمل في البناء أو على الأخشاب مثل الأبواب والشبابيك.

7. صناعة الذهب والفضة.

8. صناعة دبغ الجلود وصناعة الأحذية والحقائب والطبول والدفوف.

9. صناعة المواد الغذائية مثل المأكولات والحلويات ومنتجات الألبان.

10. صناعة منتجات النخيل من التمور والدبس.

11.صناعة العطور والبخور والكحل .

هذه الصناعات التقليدية تشمل مختلف احتياجات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية وتشكل اكتفاءً ذاتيًّا إلى حد كبير .

الأزياء الشعبية

أزياء المرء عنوان هويته؛ فهي التي تحدد جنسيته دون حاجه إلى كلمات ، وهي نوع من الإعلام بأصل كل إنسان؛ لأنها تلازمه طوال حياته، كما أنها ذات دلالات اجتماعية واقتصادية واضحة.

الأزياء الشعبية الإماراتية إسلامية الطابع، عربية الأصل، خليجية التصميم ؛ فهي تنبع من احترام الإماراتيين لإسلامهم، واعتزازهم بعروبتهم ، وانتمائهم لمحيطهم الخليجي.

يحكم على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد، وعلى حالته الاقتصادية، وحرفته التي يحترفها من خلال زيّه الذي يرتديه.

خصائص الأزياء الشعبية

تتميز الأزياء الشعبية الإماراتية بخصائص عدة تتضمن طريقة ارتدائها، وألوانها وزخرفتها ونقوشها، وطريقة تفصيلها، للرجال وللنساء على حدّ سواء ، ولكن يربطها خيط واضح ، وتميزها ميزة فريدة - سواء أكانت في الشكل العام، أو طريقة التفصيل- هي أنّها جميعها: طويلة تستر القدمين ، وفضفاضة لا تظهر تفاصيل البدن، كما أنّها تتّسم بالحشمة والستر، ونقوشها وزخرفتها تشهد بالأصالة وعراقة التراث.

ملابس النساء

تتميز ملابس النساء بمميزات منها :

التنوع والكثرة ؛ حيث توجد ألبسة خاصة بالعرس أو الحفلات أو الخروج أو الصلاة أو ملابس خاصة بالبيت...

الخيوط الذهبية والفضية الفاخرة المستعملة في تطريزها، إلى جانب خيوط الحرير والقطن الملون.

المسميات العديدة، والمصطلحات الخاصة التابعة لمناسبة ارتداء الزي أو نوعية القماش أو الزخرفة والتصميم.

أسماء الأقمشة

كانت أسماء أقمشة النساء دائمًا " تبنى على شكل النقوش أو الزخارف أو الألوان الموجودة في هذه الأقمشة، فمثلًا ( بو طيرة ) سمي كذلك؛ لأن الأوراق المرسومة فيه تشبه شكل الطائر، أما ( بو قليم)؛ لأنه كما يقولون مقلّم أي به خطوط عمودية متوازية، و (بو بريج)؛ لأن به رسمًا يشبه الإبريق ، و( بو الربوع)؛ لأن به دوائر بحجم ربع الدرهم (25 فلسا) .... وربما يطلق الاسم على ملمس القماش إذا كان ناعمًا أو خشنًا"  أو يسمّى الثوب باسم معين يشبه شيئًا آخر مشهورًا مثل:( البرشوت)؛ لأنه يشبه قماش المظلات.

وقد يسمى الثوب تبعًا لبلد المنشأ مثل( الساري) المجلوب من الهند ، أو يكون اسمًا للشركة الصانعة مثل ( نتيبو) الذي يسمّى الآن (كريب).

التطريز

مما يثير الانتباه في الأزياء الشعبية الإماراتية جمال التطريز الذي يتركز حول فتحة الرقبة وعلى الصدر والأكمام ، ويسمّى هذا التطريز: (الخوار) ويقال للثوب:( المخوّر) ، ويزداد الخوار على الثوب إن كان للأعراس أو الاحتفالات أو المناسبات السعيدة.

وتستعمل في التطريز الخيوط المعدنية التي تسمى( الزري أو الخوص ).

من أنواع التطريز ما يسمى:( النقد) وهو يستخدم لتطريز ( الشيلة أو الوقاية) التي توضع على رأس المرأة الإماراتية فلا يراها الأغراب إلاّ بها .

أنواع زي المرأة

تتكون الأزياء الشعبية للمرأة من عدة قطع : للرأس والوجه والبدن وهي : الوقاية أو الشيلة ، الكندورة أو الثوب، العباءة، السروال، البرقع .

1- (الوقاية): وتسمى في أبوظبي ودبي (الشيلة)، وتستخدم غطاء للرأس، قماشها يجب أن يكون خفيفًا، قد تزيّن بخيوط ذهبية أو فضيّة، ومن أنواع الأقمشة: المنقّدة والوسمة والساري وتوْر.

2- (الكندورة): تشبه الفستان الواسع أو الجلابية ولها أقمشة عديدة ومتنوعة ومنها السادة ومنها المطرزة ، ومن أنواع الأقمشة التي تخاط منها الكندورة ( بوطيرة )، ( جف السبع )، ( بو قليم)، ( صالحني ) ...

3- (الثوب): تلبسه المرأة الإماراتية فوق (الكندورة)، هو عبارة عن جلباب واسع ، يفصّل حيث يظهر الكندورة تحته؛ ولهذا يكون قماشه خفيفاً، تطريزه دائمًا من الأمام ، ورقبته وأكمامه واسعة، يزين صدر الثوب بالتلي وهو شريط مزخرش بخطوط ملونة ( أبيض وأحمر ) وخيوط فضية متداخلة.

4- (العباءة): تخاط من قماش حرير أسود يزين بتطريز يدوي بخيوط البريسم الأسود، وقديمًا كان يستخدم في تطريز العباءة الخيوط الفضية أو الذهبية وقد تكون العباءة من الدفة المصنوعة من الصوف أو السويعية .....السويعية: "عباية سوداء مستطيلة الشكل حجمها أكبر من حجم المرأة التي ترتديها والغرض منها الاحتشام عند الخروج من البيت وللدلالة على أن التي تلبسها متزوجة؛ ولذا فإن السويعة كانت تشكل لباس المرأة بعد الزواج مباشرة ".

5- (السروال) أو الخَلَق، ويكون قماشه: ويل أو شربت أو دكرون سادة أو مطرز(مشجّر أو سادة)

6- (البرقع): يستخدم لغطاء جزء من الوجه ( الحاجبين والأنف والفم ) يصنع من قماش خاص من نوعية الورق يسمى ( الشيل )، ويجلب من الهند، ولونه كحلي لمّاع، من أنواعه :

أ- الأحمر وهو النوع الجيد والأغلى ثمناً تستخدمه النساء الثريّات.

ب- الأصفر وهو أقل جودة من الأحمر، وتستخدمه الأقل ثراءً من النساء.

ج- الأخضر جودته قليلة وتستخدمه النساء الأخريات

ملابس الرجال

تتميز ملابس الرجال بمميزات تمليها عليها طبيعة المناخ، والذوق العربي الإسلامي فهي:

- ذات أقمشة بسيطة قطنية.

- متواضعة وبسيطة إلى حد كبير.

- يغلب عليها الألوان الفاتحة خاصة اللون الأبيض.

- محدودية الشكل فتصاميمها قليلة ومعروفة .

أغطية الرأس

للرجل أزياء خاصة بالرأس، من مثل: العقال- الغترة- السفرة- الشال- القحفية- العصابة .

(العقال): (الخزام) عبارة عن حبل طويل مصنوع من الصوف أو الوبر، يثنى بحيث يلتقي طرفاه، ثم يلف على الرأس بعد أن يقوم الرجل بلبس (العصامَه- العصابة)، ويُعقد عند الجانب الأيسر من الرأس فتتدلى النهايتان وصولاً إلى الكتف "

- العقال الأسود: لم يعرف إلاّ في بداية القرن العشرين، وكانت العصابة هي التي تلبس على الرأس، يصنع العقال الأسود من صوف الماعز وهو نوعان : ليّن له خيط من الخلف يشد للتحكم في حجمة، وعقال قاسي ومنه أشكال كثيرة ...

- عقال أبيض: ويصنع من صوف الخراف .

- شطفة : وهو غالبا لباس علية القوم : الأمراء والشيوخ والحكام ويصنع من الصوف والزري المذهّب.

(الغتره) : توضع على الرأس منفردة أو يوضع فوقها العقال، وتكون مربعة الشكل خفيفة القماش، وقد تكون بيضاء رقيقة أو خشنة سميكة . تصنع الغترة من قماش ( الويل والشربت ) ومن هذا القماش تصنع العصابة .

أنواع الغتر

الغترة البيضاء الرقيقة ومن أنواعها( القطن والغزل والويل ) " ويلبس هذا النوع من الغتر جميع المواطنين من دولة الإمارات العربية المتحدة ... وتعتبر ملبسًا رسميًا مع العقال والدشداشة، وأحسن الأنواع المستعملة حاليًا النوع الإنجليزي والسويسري من قماش الويل ( الفوال) ... تأتي عدة إضافات على الغترة حيث تسمى الغترة بالإضافات ومنها :

أ- الغترة البيضاء المجوتة، أي إعطاء الغترة لونًا إضافيًا وهو الأزرق الفاتح ...

ب- الغترة المخوّرة أي المزخرفة أو المطرزة ..

ج- غترة أم قلم ويقصد بها صاحبة الإفريز من لون مطبوع ...

د- السادة أي الخالية من أي إضافات وتسمى ( سُفرة ) وهي الرسمية تقريبًا، ويلبسها أكبر نسبة من المواطنين ".

الغترة الخشنة، حيث يكون قماشها من القطن الغليظ أو الكتان أو الجز، ومن أهمها غترة ( بودامة) ، ويميل لونها إلى الغوامق، وهي رخيصة الثمن نسبياً ؛ لذلك هي لباس للحمالين والعمال والصيادين، وغالبا ما تلبس منفردة دون عقال .

(السفرة): وهي غطاء للرأس يشبه الغترة، وتختلف عنها في حاشيتها، تسمى باللهجة الإماراتية الشعبية : (سفرة مربذة ).

(الشال): هو عبارة عن غترة من الصوف الثقيل، وهو أكبر من الغترة العادية البيضاء، يكون مزخرفًا عادة باللون الأحمر والأزرق والأخضر والبرتقالي والبني. يتهادى الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة

( بالشالات والبشوت)؛ فهي من أثمن الهدايا. أجود أنواع الشالات ما صنع من الصوف الكشميري.

(القحفية): هي الطاقية المخرّمة، وقد تكون من القماش الأبيض دون إضافات أو زخرفة، وقد تكون قحفية الخيوط أو السميكة المطرزة.

قديمًا كانت " نساء الإمارات يضعن لأطفالهن من الجنسين غطاءً للرأس يسمى محلياً (كلوتي)؛ وذلك للأطفال من عمر سنة حتى ثلاث سنوات، وتكون طويلة من فوق الجبهة حتى تغطي الأذنين منعًا للهواء البارد في فصل الشتاء، ولا يلزم أن يكون قماشها من لون واحد، بل تقوم النساء بعملها من صورة رقم (47 ) من كتاب الإزياء الشعبية الرجالية ص 187 بقايا القطع المتوفرة لديهن؛ لهذا نشاهد بعضها من القطن أو الجز أو الصوف "

(العصابة - العصامة): تعد "العصامة" من أقدم ما لبس الرجال في دولة الإمارات وسلطنة عمان على حد سواء وهي الأصل قبل ارتداء الرجل الإماراتي " الغترة والعقال "

تتساوى العصابة في مساحة القماش المستخدم فيها مع مساحة القماش المستخدم في الغترة ، ولكنها تُلفّ حول الرأس بطريقة معينة، وهي الأصل في لباس أبناء الإمارات قبل العقال، ومازال الرجال يلبسونها في بعض المناطق من الدولة.

قماش العصابة أكثر خشونة من قماش الغترة، وتكون بيضاء أو ملونة أو ذات زخارف مطبوعة على أرضية القماش، يفضلها الصبيان والعمال والمزارعون؛ لأنها تكون ثابتة على الرأس فلا تحتاج إلى عناية ممن يرتديها.

ملابس الرجال الخارجية

وكما يحرص الرجل الإماراتي على غطاء رأسه، فإنه يحرص أيضًا على وضع رداء على كتفه، ومن هذه الأردية: ( اللاس ، الرداء ، العوقدية) .

من الملابس الخارجية للرجال في دولة الإمارات العربية المتحدة : (الصديري – الكندورة - البشت) .

(الصديري): أحد الألبسة الرجالية التي تلبس فوق الكندورة، ويكون صغير الحجم؛ حيث يصل من الرقبة إلى نهاية العمود الفقري، ولا توجد له أكمام، يخاط من قماش رفيع أو سميك بحسب الفصل الذي سيلبس فيه، ويفضل فيه اللون الأبيض والحليبي ويكون من القطن .

يطرز الصديري بالزري والإبريسم على فتحتي الصدر وخلف الرقبة ، وله جيوب كثيرة صغيرة الحجم .

(الكندورة): هي الثوب الرئيس والرسمي للرجال في دولة الإمارات العربية المتحدة، يرتديها الكبار والصغار، الأغنياء والفقراء، أثناء العمل أو الفراغ منه، فهي تتميّز بطريقة حياكتها المريحة؛ لأنها فضفاضة، واسعة من الوسط حتى القدمين؛ تمنح لابسها السهولة في الحركة والمشي. عادة ما يكون لها عدة جيوب لا تزيد عن ثلاثة. تختلف كندورة الصيف عن كندورة الشتاء في قماشها ولونها.

البشت

(البشت أو العباءة): تعتبر من أرقى أنواع الأزياء الشعبية وأغلاها أيضًا؛ فقيمتها تكمن في المواد التي تصنع منها، وطريقة صنعها ؛ حيث تحاك يدويًا.

قديمًا لم يكن لبس البشوت يرتبط بطبقة معينة أو سن معينة، أو وقت بذاته، أمّا في وقتنا الحاضر فقد اقتصر لبس البشوت على الحكّام والشخصيات الكبيرة ، أو على الرجال المسنين، ويلبسها الشباب في المناسبات العامة الرسمية والمحلية، وفي الاحتفالات والأعراس، أو الذين يسافرون في مهمات رسمية؛ فالبشت هو الزيّ الرسمي الذي يرتديه الممثلون الدبلوماسيون.

يصنع البشت من الصوف المستخرج من وبر الجمل أو صوف الماعز، فإن كان من وبر الجمل اتفقت ألوانه مع ألوان الجمال المختلفة.. أمّا أشهر ألوان البشوت فهي: الأسود والبني والأصفر الذهبي والرمادي والأبيض والحليبي. وقماش البشوت إمّا أن يكون رفيعًا أو سميكًا؛ وذلك حتّى يتناسب مع استخدامه في فصلي الصيف أو الشتاء. وغالبًا ما يكون مقاس البشوت واحدًا وإن اختلف مقاس من يرتديه.

البشت الشارقي

من أشهر أنواع البشوت ،البشت الشارقيّ: وسمي بهذا الاسم؛ لأنّه كان يصنع بكامله في الشارقة؛ حيث كان يتمّ الحصول على الوبر، ثم غزله ونسجه وخياطته وتطريزه في الشارقة... وكان بعض الحجاج يسألون عن هذه البشوت في مواسم الحج.

يتركّز التطريز على البشت الشارقيّ فيكون على الكتف والرقبة؛ ويسمّى: المكتف، وبو حلق... تنسج البشوت الشارقية على آلة النسيج المعروفة آنذاك، ويسمّى الشخص العامل على هذه الآلة (النسّاج)، وكان النسّاج يبدأ في النسيج على آلته من الأسفل إلى الأعلى بشكل أفقي.

الألعاب الشعبية

ما أحلى أيام الطفولة ، وما أروع البراءة والبساطة فيها، حيث لا أحزان ولا هموم؛ بل طيور مغردة ، وزهور متفتحة ، يلهو الأطفال ويلعبون ، ويصنعون عالمًا من الورق أو الرمال أو الأحجار، لا يهمّ المكان فربما كان ساحل البحر، أو الوادي، أو قمم الجبال أو الصحراء ، ألعابهم تعبر عن تضامن ومحبة وترابط ، و تمنحهم قوة في العقل والجسم ، تستخرج مواهبهم الكامنة ، وتسطّر أنماطًا من سلوكهم العفوي الجميل .

مَنْ مِنّا لا يحنُّ إلى ذلك الماضي البعيد؟! إلى أرجوحة ركبها، أو كرة شارك في صنعها، أو عروسة من بقايا قماش كانت هي البداية الأولى لحياكة المستقبل كما يراه صاحبه آنذاك...

الألعاب جزء لا يستهان به من عادات كل أمّة و مواريثها الشعبية؛ فهي وما يصاحبها من أناشيد وحركات ولغة وخامات بيئية طبيعية تشكّل رافدًا حيويًا من تراث الأمة.

وإذا بحثنا عن خيط مشترك بين أطفال العالم أجمع فإننا سنجده في الألعاب الشعبية؛ فهي وإن اختلفت في المسميات أو في بعض التفاصيل، إلاّ أنها جميعها تكرّس القيم الاجتماعية التي يحرص عليها المجتمع؛ لاحتوائها على كثير من المضامين التربوية الهادفة.

الألعاب الشعبية ليست حكرًا على الصغار فقط؛ فالكبار أيضًا لهم حظٌّ منها، وهي قاسم مشترك بين الصبيان والبنات، فبعضها ألعاب صبيان وبعضها يقتصر على البنات، والبعض الآخر يشترك فيها الطرفان. ولكل لعبة موسمها، ولكل طبيعة جغرافية ألعابها أيضًا.

الألعاب الشعبية في الإمارات

الألعاب الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة تتشابه إلى حد كبير مع الألعاب في المجتمع الخليجي والعربي عمومًا ؛ وذلك لأن الألعاب ظاهرة إنسانية عامة في كل زمان ومكان .

أنواعها

يزخر التراث الإماراتي بالكثير من الألعاب الشعبية ومنها:

المريحان

وتسمى أيضا لعبة "الأراجيح " وهي من الألعاب السائدة في الإمارات قديماً، حيث يخصص المسؤولون في كل إمارة مكانًا عامًا يتميز بكثرة أشجاره، ثم يربطون في جذوعها المتقاربة الحبال المتينة بحيث تستطيع البنت الجلوس عليها والتمرجح بها ... يتخللها بعض الأناشيد العاطفية والأهازيج الشعبية"

الترتور

"وهي عبارة عن قطعة من الخشب مدببة الرأس، يلف حولها قطعة من القماش تنتهي بعصا طويلة بحيث يضرب بها قطعة الخشب وهي تدور على الأرض المسطحة غير الترابية برأسها المدبب كدوران الترس على محوره"

الغميضة

" يعصب فيها عين أحد الأطفال ويجري وراء البقية للإمساك بأحدهم وهي لعبة مشتركة بين الجنسين ".

المسطاع

" وهي تتكون من عصا للضرب وقطعة خشب صغيرة، وكل واحد يأتي دوره عليه أن يضرب القطعة الخشبية إلى مكان بعيد بأقصى قدرة لديه؛ حتى لا يلحق بها الفريق الثاني، وتقاس المسافة التي حققها اللاعب "

المفتاح

قديمًا لم يكن أطفال الإمارات يمتلكون المفرقعات النارية ( الشلك ) ... ولأنهم كغيرهم من الأطفال يحبون التعبير عن فرحتهم - خاصة أيام العيد- بإحداث أصوات مفرقعات عالية؛ فقد اخترعوا لعبة المفتاح أو مفتاح العيد..

وتتمثل هذة اللعبة في الحصول على البارود من أعواد الثقاب الأسود، وإدخاله في ثقب مفتاح البيت – وكان آنذاك كبيرًا- ثمّ يُدخلون خشبة سميكة في حلقة المفتاح ويثبّتون في وسطها خيطًا يبلغ طوله مترًا ، وفي الطرف الآخر للخيط يربطون مسمارًا، فإذا أرادوا إحداث المفرقعات ضربوا المفتاح بالجدار؛ فيضرب المسمار في البارود فيحدث صوتًا عاليًا.

الصقلة

"من الألعاب الجماعية؛ حيث تجمع خمس حصيات ملساء ويقوم كل لاعب برمي حصاة واحدة في الجو، ثم يلتقط الأربعة الباقيات بسرعة قبل أن تسقط الخامسة، ثم يلتقط اللاعب كلّ حصاة على حدة بعد أن يلقي بواحدة في الجو؛ ليلتقطها قبل أن تسقط ثم يقوم بمحاولة قلب يده بسرعة بشرط أن يتلقى بظهرها الحصيات ؛ ليختار بعد ذلك اللاعب المنافس ( عروسته ) أي الحصاة التي يريدها، وتكون في الغالب في مكان صعب عى ظهر كف اللاعب الذي يجب أن يقوم بحركات متوازنة بكفّه تسقط معها الحصيات باستثناء ( العروسة ) التي يجب مسكها بين أصبعين .... وكلمّا أخفق اللاعب في خطوة انتقل اللعب للفريق المنافس وهكذا"

الكرابي:

" لعبة الكرابي من ألعاب البنات أي النط على رجل واحدة، واستخدام العلب الفارغة، وتربط بحبال تحت الأرجل وتمشي بها البنات كأنهن يلبسن الكعب العالي"

اليوريد

وهي أن يختبئ كل الأطفال ماعدا واحدًا منهم، ويظل يبحث عنهم إلى أن يمسك بأحدهم فيقع عليه دور البحث مره أخرى.

سباق السفن

من الألعاب الشعبية في البيئة الساحلية، حيث يبتكر الأطفال؛ فيصنعون قواربهم الخاصة بهم، فأحيانًا تكون من علب الصفيح الفارغة، تُدَق بجسم حديديّ، ثمّ تُشكَّل على هيئة قارب، وتوضع لها أشرعة من القماش، وأحيانًا يستعينون بالكَرب المأخوذ من جذع النخلة؛ ليحافظ على توازن قواربهم، وقد يستخدمون الصخور المرجانية ( الفش)، فيصنعون أسطولًا من السفن يلهون ويتسابقون، وجميعهم فائز فألعاب الطفولة لا خاسر فيها.

الألغاز الشعبية

ألعاب الصغار أو الكبار ليست عملًا حركيًا فقط؛ فكثير منها عمليات ذهنية فكرية مرتبطة [[البيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة |بالبيئة]]، ومن أشهر ما يثير التفكير ( الألغاز )، فالألغاز أحد عناصر التراث الشعبي؛ ففيها اللغة السهلة البسيطة التي تتضمّن السجع والطباق والمقابلة والتشبيه والأساليب الخبرية أو الإنشائية والألفاظ الموحية بأغراض كثيرة ..

الألغاز الشعبية

" اللغز سؤال محيّر يلقيه السائل على فرد أو مجموعة أفراد للحصول على إجابة صحيحة... وغالبًا ما تكون الإجابة مختلفة عما يتوقعه المسؤول؛ ولذلك يجب التفكير بسرعة وشحذ الذهن وتركيز الانتباه."

الألغاز الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة تتشابه إلى حد كبير مع الألغاز الشعبية في الوطن العربي سواء أكان هذا التشابه في وظيفة اللغز الترفيهية أو وظيفته النفسية والاجتماعية والتربوية، وربما كان الاختلاف في التسمية ؛ وذلك لأن المجتمع الإماراتي له تراثه الذهني الفكري الذي يميزه عن غيره.

التركيبة اللغوية للألغاز الشعبية

" تعددت أشكال الألغاز الشعبية بتعدد مستويات صائغيها؛ فهي إمّا أن تكون كلمات مبهمة... أو كلامًا ملتبسًا... أو يكون اللغز على نحو مسألة بيانية حسابية .... وقد يتضمن السؤال كلمات تشير إلى أن المقصود من اللغز هو شيء معنوي خيالي ويكون الحل هو عكس ذلك...

وتبرز أهمية صياغة اللغز من حيث تضمنها درجة من التضليل أو المواراة .. وقد استعان واضع اللغز في الإمارات بمختلف الأشكال، وتضمنت ألغازه صورًا بلاغية وبيانية استخدمها في صياغة الألغاز "

أهمية الألغاز الشعبية و وظائفها

تعتبر وسيلة من وسائل الترفيه والترويح عن النفس، ومتنفسًا حيويًا لراويها ومستمعيها .

وسيلة لقضاء وقت الفراغ بما ينمّي القدرات الذهنية والفكرية .

تعدّ أداة هامة لشحذ العقل وتدريبه على مزيد من الدقة والتركيز.

تساهم في تعلّم فنون البلاغة فهي ثروة لغوية عظيمة .

تساهم في تنمية القدرة على تحليل الألفاظ والعبارات والربط بينها .

تؤدي إلى تعزيز جوانب التحدي التربوية بين قائل اللغز ومستمعيه .

تساعد في تنمية الخبرات والمعارف ( الدينية والجغرافية والتاريخية إلخ ... )

تربط بين أبناء المجتمع الواحد؛ فهي تقال في تجمعات الأهل أو الأصحاب أو أثناء اللعب الجماعي.

تساعد في كسر الحواجز الاجتماعية والنفسية بين أفراد المجتمع وتؤدي إلى زيادة التقائهم وتفاهمهم.

من الألغاز الشعبية في دولة الإمارات

# " قبة خضراء وداخلها عبيد، الحكم حكم الله، ومفتاحها حديد. ( اليح أو البطيخ الأخضر )

# شي يخرج من الماي، وإذا ياه الماي هلك. ( الملح )

# شو الشي اللي بعد العصر ما يمباع . ( الليمون )

# علزق بلزق حتى في كل شي يلزق . (الاسم )

" # ناس بوادي وماهم بوادي ، وهم خلق الله ، وماهم خلق الله

- ناس بوادي : ناس يعيشون في البادية ...... - وماهم بوادي : وماؤهم يجري بوادي

- هم خلق الله : هؤلاء الناس من مخلوقات الله....- ماهم خلق الله : وكذلك ماؤهم من خلق الله.

#" خمسة وخمستين وخمستعشر مرتين ووحدة وهنتين". (3) (العدد 48 )

# " شو الشي اللي مهما تم في الثلاجة ما يبرد. ( الفلفل الحار )

خالتك خت أمك خال ولدها شو ييلك؟ ( خالك )

# من الذي أنذر قومه لا هو من الإنس ولا من الجن ولا من الملائكة؟ ( النملة )

# ما هو الذي إذا لحقت عليه صار اثنين، وإذا لم تلحق عليه صار أربع؟ ( صلاه الجمعة )

# رجل من امرأة ، وامرأة من رجل. ( عيسى من مريم وحواء من آدم )

# رجل وبنته، ورجل وحرمته ، وعندهم ثلاث خيول، بشرط أن يركب كل واحد منهم على خيل"  ( هم ثلاثة وليسوا أربعة؛ لأن الرجل زوج بنت الرجل الآخر )

الأمثال الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة

تعد الأمثال الشعبية من أغنى مفردات الأدب الشعبي ؛ فقد كانت وما تزال تتداول بين فئات المجتمع كله، فما إن يأتي موقف مشابه حتى تتداعى الأفكار، ويكون المثل على الألسنة؛ فيقول المثل بعبارة موجزة مؤثرة ما قد يقال في صفحات... ولأن الاستمرار مع الماضي هو إحياء للتراث بالكلمة والعبارة؛ فقد جسّدت الأمثال الشعبية ثقافة المجتمع وخصوصيته ؛ لما لها من أبعاد نفسية واجتماعية .

إن المثل الشعبي يؤثر في نفسية السامع ، وربما غيّر من اتجاهه؛ فدفعه نحو الكثير من أعمال الخير والبر والإحسان.

المجالس الشعبية والأمثال

" كانت المجالس الشعبية في دولة الإمارات العربية المتحدة محط أنظار الجميع وكانت قبلة الساهرين والمتسامرين، ومكان تجمع الأصدقاء والأهل والأقرباء وأبناء الحي.... وكان المجلس يضم الشاعر والراوي والقاص ، فكانت الأمثال الشعبية تأخذ دورها في تلك الجلسات وكانت تنطلق من نفس بيئة المتسامرين" .

سر انتشار الأمثال الشعبية

" لاشك أنَّ القالب الذي يوضع فيه المثل بما فيه من إيجاز واختصار- تغلب عليه روح الفكاهة والخفة والظرف - لهو من أهم الأسباب التي تساعد على انتشار المثل وسرعة تداوله ؛ فالبشر بطبعهم يميلون إلى كل ما هو ظريف ومختصر لا طويل وممل.... كذلك فإن المثل بحكم كونه نابعًا من واقع البيئة فإنه ينتشر فيها ويسري بين أفراد المجتمع كما يسري الدم في العروق فهو منهم وإليهم " .

من الأمثال الشعبية الإماراتية

# ( الناس بالناس والكل بالله ) .

ويقصد بهذا المثل أن الناس يحتاجون إلى التعاون فيما بينهم؛ فمصالحهم مشتركة، والإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه، وهم على هذا التعاون والتآزر يحتاجون إلى رعاية الله وتوفيقه.

# ( أنت أمير وأنا أمير، من يقود الحمير؟ )

" المعنى: يضرب للإنسان الذي يرى نفسه مسؤولًا عن كل شيء، ولا ينجز الأشياء المطلوبة منه؛ لأنه مسؤول.. فإذا كان الأمر كذلك فمن سيؤدي العمل؟"

# ( الصافع ينسى والمصفوع ما ينسى)

" يضرب هذا المثل حين يسيء المرء لإنسان آخر قد تربطه به علاقة طيبة، فالمسيء ينسى إساءته، لكن المساء إليه لا يمكن أن ينسى".

# ( من عاش بالحيلة .. مات بالفقر )

يضرب هذا المثل لمن يعامل الناس معاملة سيئة ، ويغش زبائنه؛ فيعيش منبوذًا معدمًا، ويتجنبه الناس في معاملاتهم .

# ( إشلك بالبحر وأهواله، ورزق الله على السيف)

" يضرب هذا المثل للشخص الذي يبحث عن المتاعب للوصول إلى هدف ما ، ويغفل الطرق السهلة المتاحة له.

( اللي ما يعرف الصقر يشويه)

" يضرب هذا المثل لمن لا يعرف قيمة الشيء حتى يخسره."

# ( الطول طول نخلة، والعقل عقل اصخلة )

" معناه: ترى الرجال ذوي القامات الطويلة الفارعة كالنخل، فتعجب بهم وبأجسامهم، وإن تسمع لآرائهم وأفكارهم تتعجب لها... فهم لا يفقهون شيئًا، ولا يحسنون التصرف، أي كبهائم الأنعام أو أشد منها. "

# ( على دق الطبل ترقص المينونة )

" يضرب المثل لمن يتأثر بسرعة وينساق وراء أهوائه دون أن يفكر في عاقبة الأمور، فهو كالمجنون الذي لا يمكنه السيطرة على تصرفاته، ويكون غير مسؤول عنها.

# ( لي ما يقيس قبل لا يغوص، ما ينفعه الغوص عقب الغرق )

" معنى المثل الظاهر: أن الإنسان الذي لا يحسب عمق البحر ولا يقدر المسافة قبل أن يغوص فيه لا بد أن يغرق، وعندها لن ينتفع بحاصلة الغوص " اللؤلؤ " ؛ لأنه سيكون قد فقد حياته.

أما المعنى الضمني: أن الشخص الذي يقتحم الأخطار ولا يحسب لها حسابًا، ولا يقدّر الأمور حق تقديرها، فهو هالك لا محالة وواقع في شر أعماله"

# ( من خلاّ نفسه سبوس، لعبت به الدياي )

" السبوس: قشرة الرز. الدياي: الدجاج.

يحذر هذا المثل الإنسان من أن يضع نفسه موضع التهم والشبهات، فيفتح على نفسه بابًا لا يمكنه إغلاقه... فالتواضع والتسامح له حدود، بحيث لا يتجاوز عزة النفس، ولا يسمح لأي شخص أن يمسها بسوء.

# ( العين بصيرة، واليد قصيرة )

" إشارة إلى أن المتكلم ينبئ عن خبرته ومعرفته بالأمور، ولكن قلة ما في يده من مال أو إدارة أخفت قدرته وحسن تصرفه ".

# ( الديك يصقع في البيضة )

" المثل جاء يبين أن الولد من حين صغر سنه تتضح رجولته وشهامته، ويعرف من حركاته، وتتعلق به الآمال؛ فيعامل معاملة الرجال."

الطب الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة

التراث عنوان الأصالة، ورمز الثقافة والهوية، وما من أمة تتخلى عن تراثها إلّا وتخلت عن جزء غال ونفيس من حياتها؛ وعليه فقد تنبّه العالم أجمع إلى أهمية تراثه الشعبي ..

ودولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول اهتمامًا بتراثها؛ يشهد على ذلك إنشاء الجمعيات الشعبية، والمؤسسات الرسمية، وفرق الفنون الشعبية، والكثير من الدراسات والأبحاث، علاوة على زيادة عدد المتاحف في الدولة، والكثير الكثير الذي يؤكد حرص الدولة واعتزازها بتراثها.

الطب الشعبي من مفردات التراث ؛ لأنه يعبر بطريقة واضحة ومباشرة عن العديد من المعتقدات والعادات والتقاليد التي استخدمها الإماراتيون قديمًا في التصدي لأمراضهم ، ليس هذا فحسب بل إنَّ الطب الشعبي مازال يحظى باهتمام نسبة لا يستهان بها من سكان الإمارات – رغم ما تشهده الدولة من تقدّم في المجال الطبي – باعتباره من مفردات التراث الوطني للدولة .

مفهوم الطب الشعبي

ويعرّف الطب الشعبي بأنه " خلاصة مجموعة من التجارب الشعبية حول طرق العلاج وأساليبه وأنواع الأمراض الشائعة في المجتمع وانتشارها . وما تنبت الأرض من نباتات وأعشاب وغيرها، إضافة إلى ما يتبع ذلك من المعتقدات والطرق الشعبية في العلاج، وعلاقة الإنسان بالبيئة واستغلاله لإمكانياتها، والتعامل معها و تسخيرها لمصلحته وحياته "

مجالات الطب الشعبي

الأعشاب الطبيعية والوصفات المستخرجة منها.

علاج بعض الأمراض بالحجامة والكي والتجبير.

العلاج النفسي للحسد والسحر.

ومجال الغذاء الطبيعي والتجميل .

القائمون على العلاج الشعبي

" القائمون بالعلاج الشعبي في الإمارات : المطوع – الحوّاج ( العشّاب – العطّار ) – الكوّاي – المجبّر – المختّن ( الحلاّق أو المحسّن أو المزيّن ) – الحجّام – الجرّاح – الكحّال – المسّاح – المرفّع ( معالج اللوز) – الداية ."

بعض الأمراض وطرق علاجها بالطب الشعبي

رمد العيون: يظهر على شكل حبوب صغيرة في جفن العين، وقد تصاحبها حكة واحمرار في العين، وتدفق الدموع منها.. ويعالج بدواء( مرخوش) أو (القرمز) أو ( الكحل) أو ( الشب الأبيض).

مرض اللوزتين: يسمى أم الرأس – بنات الأذن – أم عظمين – بنات زان

يظهر على شكل آلام شديدة في الحلق، مع عدم القدرة على بلع الطعام، ونزول لعاب من الفم، وتغير في نبرات الصوت... " ويعالج بوضع ( الملوا) وهي خشبة دائرية صغيرة توضع في الفم عند رفع اللوزتين، ثم يقوم المعالج بعملية الترفيع وهي وضع قليل من الخل عند الرقبة ثم ترفع اللوزتان بإصبعي الإبهام الأيمن والأيسر...

وقد يلجأ المعالج إلى وسم المريض بلكزتين تحت الأذن اليمنى والأذن اليسرى".

عِرْق النسا: يظهر هذا المرض على شكل آلام شديدة لا تُنسى تصيب مفصل الورك والفخذين ، والمصاب بعرق النسا يعجز عن الحركة .. ويعالج بالوسم على رسغ القدم، وموضع الألم.

عرق الرضاخ ( السرة): يظهر على شكل آلام شديدة في الجانب الأيسر وفي منطقة السرة من البطن، والمصاب يمتنع عن الأكل، ويصاب بالغثيان والتقيؤ... " ويعالج بالكيّ بمخباطين فوق السرة، وقد يعالج بالتدليك أو النوم على فنجان فارغ ، ويدلك بطن المريض بالرماد والملح.. وقد يعالج بشرب الزنجبيل أو الزعتر" .

خاز باز: من الأمراض المعدية ، يصيب الأطفال والصبيان ويؤدي إلى انتفاخ وجه المريض مسببًا ألمًا شديدًا في الخدين والرأس والحلق... " ويعالج المريض بواسطة دواء يتكون من المغر والصبر؛ حيث يخلط المغر مع الصبر وقليل من الماء ثم يوضع على الانتفاخ بغرض العلاج" .

ألم الأسنان( الضروس): " تعالج الأسنان التي تحتوي على ثقب أو "غار" من أثر التسوس عن طريق وضع قطرات من " عرق المسمار" على قطنة تثبت داخل الثغرة، وتوضع قطعة صغيرة من العنبر لسد الثغرة... وقد يلجأ المعالج إلى خلع الأسنان بواسطة خيط من النايلون يسمى" خيط بريسم"... أو يستعمل أداة حديدية مثل "البكر" ، وبعد الخلع توضع قطعة من الملح لإيقاف النزيف"

الغوص على اللؤلؤ

احتلّ الغوص على اللؤلؤ مكانته اللائقة في التراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ فممارسة مهنة الغوص من أكثر المهن التي تبرز أصالة الإنسان في المجتمع الإماراتي؛ فالتضامن والتآزر والتكافل كلها كانت مفردات حاضرة في المجتمع آنذاك، وكانت هذه المفردات تمثّل نسَقًا اجتماعيًا لا يستثني أحدًا. فرحلة الغوص تمثّل نظامًا إداريًا تتوزّع فيه المسؤوليات في البحر وفي البرّ أيضًا. .

الغوص على اللؤلؤ كما يقال هو نِفْط ذلك الزمن الجميل؛ فقد كان مصدر الدخل الأهمّ، والثروة الوحيدة، والدخل القوميّ للبلاد ، كيف لا وغالبية السكان في الإمارات يتركزون في المنطقة الساحلية للخليج العربي؛ هذا التوزيع جعل للبحر أثرًا فعالًا في حرف السكان، فصيد الأسماك ، والغوص على اللؤلؤ والتجارة وغيرها من الحرف والصناعات المرتبطة بالحياة البحرية عرفها ابن الإمارات وبرع فيها وورّثها لأولاده من بعده...

كيف يتكوّن اللؤلؤ؟ ومتى عرف الإماراتيون اللؤلؤ؟ ... ومن الرجال القائمون على رحلة الأمل والترقب والمشاق، وكيف كانت تتوزع المهام فيها ؟ ... وما الأدوات التي كان يستعان بها لإتمام عملية الغوص بنجاح؟ ها نحن نعيش في السطور القادمة مع أشهر رحلة تراثية عرفها الإنسان الإماراتيّ.

كيف يتكوّن اللؤلؤ

" تتكون اللؤلؤة من جسم غريب أو ذرّة رمل أو ما شابه ذلك، تدخل إلى المحارة الصدفة؛ فيتأذّى منها الحيوان الرخو الذي يسكن داخل الصدفة؛ فيدافع عن نفسه بأن يفرز مادة لؤلؤية تجعل ذلك الجسم أملس ناعمًا مستديرًا تقريبًا حتّى لا يؤذيه حيث يكسوه بطبقات من إفرازه؛ فتتكون من جرّاء ذلك اللؤلؤة، وتكون جيدة على قوة إفراز الحيوان... السطح اللماع هو الذي يساعد على تكوين اللؤلؤة؛ فيعطيها الضوء اللازم

متى عرف اللؤلؤ

عرف الخليجيون اللؤلؤ قبل الإسلام بقرون عدّة؛ وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة: قال تعالى: "مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ* فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " [الرحمن: 19-23]

قال تعالى: " وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" [ فاطر : 12]

إذًا فقد عرف الخليجيون اللؤلؤ زينة وحرفة وصناعة... وهذا ما تؤكده أيضًا الدراسات العربية والأوروبية:

"عند ظهور الإسلام كانت حرفة الغوص- صناعة الغوص- التي عرفت في تلك المنطقة لأكثر من أربعة آلاف سنة، قد اكتسبت أهمية بالغة في الاقتصاد المحلي، وشكلت بجانب التجارة وصيد الأسماك مصدرًا للرزق على امتداد الشريط الساحليّ للإمارات....

تراث_وفنون الغوص على اللؤلؤ

الغوص على اللؤلؤ

إن أكثر من ألف وخمسمئة سفينة كانت تعمل في الغوص، وإنه كان يسهم ب 80% تقريبًا من الدخل القومي، حيث كان نحو 85% من مجموع القوى العاملة في الإمارات يعملون بصورة مباشرة أو غير مباشرة في هذا المجال، ولم يكن الغوص أحد مصادر الاقتصاد الإعاشي لسكان الإمارات فحسب، بل كان سببًا في نهضة اقتصادية واجتماعية عرفها أهل الإمارات قبل اكتشاف النفط واستغلاله اقتصاديًا ".

" وقد ورد الحديث عن الغوص واللؤلؤ في الإمارات في كتابات الجغرافيين والبلدانيين والمؤرخين العرب والمسلمين ومنهم الإدريسي الذي كتب عن الغوص في الإمارات ذاكرًا أن جلفار كانت مركزًا هامًا من مراكز اللؤلؤ في القرن الثاني عشر الميلادي عام 1154 م...

الطاقم والمهام

العمل الجماعي، التنظيم ، الإدارة الفاعلة، تقسيم المهام، تحمل المسؤولية كلها مهارات تظهر واضحة جلية في رحلة الغوص على اللؤلؤ، يقوم مجموعة من الرجال بالكثير من المهام المتكاملة المنسجمة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى رحلة غوص ناجحة، من هؤلاء الرجال:

# النوخذة: ربان السفينة والمسؤول الأول والمباشر عن رحلة الغوص، وقد يكون في الغالب مالكًا لسفينة الغوص... ومن أهم السمات التي يجب أن يتمتع بها:

أن يكون صاحب خبرة كبيرة في مجال عمله، كأن يكون قد عمل لفترة طويلة في مجال الغوص.

أن يكون على علم ودراية بالأماكن التي يتواجد فيها اللؤلؤ( الهيرات).

أن تتوافر لديه معرفة كافية بعلم الفلك؛ فعن طريق النجوم يعرف اتجاه السير؛ فيقود سفينته بنجاح.

أن يمتلك شخصية قوية؛ ليستطيع إدارة العمل، والسيطرة على جميع العاملين في السفينة.

أن يكون على علم بكل الأدوات الموجودة على ظهر السفينة، وطرق استخدامها.

أن يمتلك أمر بيع اللؤلؤ المستخرج للتجار( الطواشين)، ولديه مصادره التي تعينه على البيع.

# المقدمي( المجدمي): رئيس البحارة، والمسؤول عن العمل في السفينة، والأمين على حاجاتها.

# الغيص( الغواص) : يغوص في البحر لجمع المحار.

# السيب يقوم بسحب الغيص من قاع البحر.

# الجلّاس( اليلاّس) يقوم بفتح المحار.

# السكوني: يمسك بدفّة السفينة ويستجيب لأوامر النوخذة في توجيه السفينة.

# النهّام ( النهيم) يغني لطاقم السفينة؛ فيخفف عنهم رحلة غربتهم، ويحفزهم على العمل.

أدوات الغوص

1. الفطام: مشبك يضعه الغواص على أنفه أثناء الغوص؛ حتى لا تتسرب المياه إلى جوفه.

2. الحصاة(الحجر- الثقل- البلد): يربط في رِجْل الغواص ؛ ليساعده على النزول إلى العمق المطلوب.

3. الشمشول: رداء أسود سميك يلبسه الغواص.

4. الخبط: قفاز جلدي لحماية أيدي الغواص.

5. الديين : كيس مغزول من خيوط غليظة، يعلقه الغواص في رقبته؛ ليضع فيه المحار الذي جمعه.

6. اليدا: الحبل المتصل بين الغواص والسيب.

7. المفلقة: الأداة التي يفتح بها المحار.

انتهت رحلات الغوص، ولم تنته ذكرياتها، فتراث الأجداد سيبقى راسخًا خالدًا ما بقيت الحياة.