بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب( يبنا – تاريخ وذاكرة)
تأليف : دمحمد بكر البوجي، د: رياض العيلة
__________ عبد اللطيف زكــي أبو هاشــم
____________ مدير دائرة التوثيق والمخطوطات والآثار
___________ بوزارة الأوقـاف والشئـون الدينـية
مقدمة الناقد:
كما هو معروف لدى الباحثين في الدراسات الفلسطينية أن قرية( يبنا) كانت تتبع( لواء اللد) قضاء (الرملة)، ومدينة الرملة التي أسسها ومصرها هو سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي السابع حيث بدأ عملية البناء بعد ولايته على فلسطين في خلافة أخيه سليمان ، وهناك من المصادر ما يذكر ان سليمان قد بدأ عملية البناء بعد خلافته ،ومصادر أخرى تشير إلى أن مدينة الرملة قديمة جداًٌُ يعود تاريخها إلى زمن داود وسليمان ورجبعام بن سليمان وولده، ولكن هذه المصادر لا تؤكد على أن المدينة كانت عامرة قبل الإسلام وفي لأيامه الأولى كما جاء في رواية لابن الأثير صاحب التاريخ الشهير، حيث يؤكد على أن سليمان هو منشئ مدينة الرملة ، وهذه المدينة إسلامية التخطيط والبناء، ولم يكن قبل الإسلام ما يعرف بمدينة الرملة ، أي تكن مأهولة وعامرة، والمدينة لم تكن موجودة بالمعنى المعروف لها الآن ، وتجمع المصادر على أن سبب تسمية هذه المدينة بهذا الاسم بسبب غلبة الرمل على أراضيها كما حكاه البلاذري في فتوح البلدان، والبعض يذكر سبباَ آخر غير ذلك ولكن هذا هو الأرجح والله أعلم.
وصفها المقدسي فقال: "وليس في الإسلام أبهى من خامعها ولا أحسن وأطيب من حواريها،وأبرك من كورها ولا ألذ من فواكهها".
وتكمن أهمية الرملة لكونها عاصمة فلسطين آنذاك ومقر الإدارة المركزية للإقليم وأصبحت مركزا لجنوب بلاد الشام ، ونظراَ لموقعها الممتاز اهتم بها الصليبيون حيث تدهورت آنذاك وتقلص مخططها العمراني وسكانها لسيطرة الصلبييين عليها حوالي مائة عام ، ولكن شهرتها التجارية ظلت قائمة خاصة وأنها عاى طريق الشام- مصر. ونظراَ لموقع الرملة الممتاز أقام(فيليب)ديرا لاتينيا عام 1420 وجدده(لويس الرابع عشر) ملك فرنسا فيما بعد، ولم يأل(نابيلون)جهداًَ عندما غزا بلاد عام 1798م أن يقيم قيادته في مدينة الرملة وفي برج مسجدها، ولا يزال الآن بعض أجزاء من الجامع الأبيض في الرملة رغم تقلب الرمن شاهداً على مراحل بناء المدينة وشموخها مع الزمن كما لا يزال صهاريج المياه التي أقيمت في المدينة أيام(الرشيد العباسي) ماثلة للعيان.(1)
ومن هذا المنطلق تكمن أهمية (يبنا ) التابعة لقضاء الرملة.
فيبنا مدينة قديمة على قلعة، وهي التي يروى أن أسامة بن زيد قال: أمرني رسول الله لما وجهني فقال( اغدُ على (يبنا) صابحاً ثم حرق). بها جامع نفيس، وهي معدن التين الدمشقي الفائق. ويبنى بليد قرب الرملة، فيه قبر صحابي بعض يقول هو قبر أبو هريرة، بعضهم يقول قبر عبد الله بن أبي سرح.(2) ويبنى مدينة قديمة وقرية شهيرة، وكان شائع في الحروب والفتوحات، قال الهروي في كتاب الزيارات:" يبنى بلد بين يافا وعسقلان، وليس الذي به أبوهريرة إنما هو أبو قرصافة.(3)، يقول ماير: " في الثلث الأول من القرن الرابع عشر أصبحت (يبنا) إحدى أقطاعات الأمير المصري بشناك الناصري الذي باعها فيما بعد بمليون درهم إلى السلطان المملوكي محمد بن قلاوون"(4).
عرض الكتاب:
الكتاب من الحجم المتوسط جاء في مائتي صفحة موزعة على خمس وعشرون فصلاً أو موضوعاً، القسم الأول من الكتاب وهو من (ص1-ص11) ، تحدث فيه الكاتبان عن تاريخ (يبنا)وآثارها ومزاراتها وعادات أهلها وتاريخ وأسماء عائلاتها وتوزيعها على المدن والمخيمات التي تسكنها، ثم أورد الكاتبان أيضاً نبذة عن التعليم في (يبنا)،وأسماء المدرسين والمعلمين والمتعلمين طلاباً وطالبات مع أسماء المدارس، ثم ألحقا ذلك بالعادات والتقاليد في
(يبنا)أو ما يسمى بالفولكلور (الأدب الشعبي)، ثم انتقلا أوقل قفزا إلى الوضع الاقتصادي في (يبنا) وكيفية اعتمادها على الزراعة كأي قرية من القرى فلسطين، وأردفا ذلك بتاريخ ليبنا في الحرب العالمية الاولى ثم النكبة، حتى الانتفاضة، ودور الانتفاضة مع أسماء الشهداء الذين استشهدوا مع نسيان البعض منه وتسليط الضوء على البعض الآخر.
القسم الثاني من الكتاب: وقد خصصه الكاتبان لأعلام(يبنا) على مدار التاريخ حيث بدأ بترجمة خالد حسن عبدالله البازجي، المولود سنة 1962م الذي يعمل الآن مديراً عاماً للبروتوكول في مكتب الرئيس، وقد أفرده المؤلف مع أربعة من أهم شخصيات(يبنا)، خامسهم الأخ المناضل سمير محمد أبو نحلة رئيس جمعية الذاكرة الفلسطينية، ثم عرج الكتاب مشاهير الشخصيات في (يبنا)، وهي حوالي تسعة عشر شخصية ما بين مثقف وسياسي وعسكري وطبيب وعالم ومختار وعميد وعقيد...الخ
ثم أفراد عدة تراجم للأدباء في (يبنا)، ثم ألحق ذلك بأسماء شهداء قرية(يبنا) سنة1948 ،وحتى سنة 1956، إلى وقتنا الحاضر، ثم تحدث عن رابطة أهالي (يبنا) الخيرية مع أسماء أعضائها، وقد زود الكتبان كتابهما بملاحق ووثائق لأعلام الشخصيات في هذه المدينة مع صورهم في آخر الكتاب.
مميزات الكتاب:
هو أول كتاب يصدر عن هذه البلدة الصامدة ، والكتاب فيه معلومات ميدانية من خلال المقابلات والمحادثات التي جرت بين كاتبيه وبين سكان(يبنا) بمختلف أجيالهم.
ملاحظات على الكتاب:
أولاً من حيث البداية بأنشودة زجلية" أنا فلاح من (يبنا)"، إلى آخر قصيدة(أبي الصادق الحسيني)، فهي غير لازمة ومقحمة في بداية الكتاب والبداية بهذه الطريقة تكرس العرة الفئوية لدى أبناء مجتمعنا الواحد الذي تربصه صلات عديدة ببعضه البعض، فماذا يختلف الفلاح في (يبنا) عن الفلاح في قرى رام الله ونابلس!! فالفلاح الفلسطيني هو هو أينما كان وحيثما حل
في ص5، التقديم: كانت البداية من أول سطرين ركيكة جداً وغير معبرة ونفتقد جزالة اللفظ وحسن التعبير حيث بدأ الكاتبين بأسلوب النص قبل التمهيد والحديث حول تاريخ القرية وأهمية البحث، وحبذا لو كانت لدى الكاتبين مقدمة أو نبذة بسيطة حول أهمية التوثيق والكتابة عن القرى والمدن الفلسطينية، وحبذا لو أنهما نوها للجهود والدراسات التي كتبت بهذا الصدد حيث أفردت جامعة بير زيت مركزا ومؤسسة خاصة لبحث القرى الفلسطينية المدمرة ، وقد نشرت عشرات الدراسات عن تلك القرى والمدن بإشراف البروفيسور كمال عبد الفتاح والدكتور شريف كناعنة وغيرهم الذين عملوا في هذا المجال، وقد أسست أيضاً جامعة النجاح الوطنية مؤسسة خاصة للبحث في الدراسات الريفية وحبذا لو كان للكاتبين اطلاع عليهما ،وأنا أرجح أنهما لم يريا ولم يسمعا بشئ مما أسلفت.
في نفس الصفحة وفي نفس السطر الثامن ذكر الكاتبين عبارة في ظاهرها خير وفي باطنها شر كبير حيث أوردا التالي:" وما دام الأمل مفقود في عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وإلى قراهم بعد عملية السلام بين الدول العربية وإسرائيل في نهاية القرن العشرين أ.هـ" ص5،إن هذه العبارة مؤداه خطير حيث تكرس الاحتلال في أذهان القراء والناشئين ،و الأمل معقوداً وليس مفقوداً، والحلم موجود يساورنا ليل نهار بالعودة، فلماذا فقد الأمل هل أفقلتما باب الأمل، هذه العبارة يجب أن تشطب من الكتاب، فهل علمتما ما في رحم الغيب وما تخبئه الاقدار. فتربصوا حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده ... الآية ، وأين أنتم من سورة الإسراء ومن وعد الله الذي لا يخلف الميعاد.
وأيضا ورد في نفس الصفحة عبارة أخرى فيها مبالغة وحيدة عن الحقيقة وهي: " إن التاريخ العربي الفلسطيني في (يبنا) هو الأصل ، وهو الأرضية التي يمر بها التاريخ باقي الأمم، وهو ليس تاريخ بسيط عابر...إلخ"
من حيث المفهوم العام لهذه العبارة وفيها مبالغة وشطط وبعد عن الحقيقة، فهل أوقفت تاريخ فلسطين على جزئية بسيطة منه، هل الكل هو الأصل،أم الجزء؟!أليس هناك تاريخ عام لفلسطين،و(يبنا) كأي قرية أو مدينة جزءاً منه، أفلا ينطبق الكل على الجزء أم العكس.
ثانياً: تقسيم الكتاب.
لم أر أي خطة واضحة لفصول الكتاب أو الأقسام أو المواضيع، فالفصول اختلطت بالمواضيع، والمواضيع قفزت على الفصول، والمعلومات تناثرت وتمردت على الجميع ، وأخذت مكاناً لها بطريقة عشوائيةجداً، ولم يحكمها عقد أو منهج ترجع إليه، فأغلب المعلومات كانت بصورة متناثرة ومتشابهة إلى درجة القفز والتنطيط، دون مراعاة لأي منهج بحث، فلم يذكر الكاتب خطته في البحث، فقد أردف عبارة: وينقسم الكتاب إلى قسمين بعد حديثه وبصورة مباشرة عن تاريخ(يبنا)القديم، ومن حيث المصادروالمراجع والكتب والمظان التي توافرت فيها معلومات عن (يبنا) وأرجح أن الكتاب لم يعرف إلا النزر اليسير، والدليل على ذلك واضح من حيث الجهد الكتابي ، فالكاتب يتنقل بين أربعة كتب لا يستقي من غيرها لأنه لا يعرف كتبا أخرى
فهو يذكر ص5 أنه اقام بدراسة تاريخية قديمة اعتمد فيها على المؤلفات العربية التاريخية منذ العهد الكنعاني وحتى نهاية العصر التركي، وهذا غير صحيح، فلم يرجع الكاتب لأي دراسة قديمة عن (يبنا) عدا اقتباسه من العهد القديم (التورة) وبصورة غير مباشرة(أي من خلال كتب نقل منها)،ولم يرجع إلى التورة مباشرة.
في القسم الثاني الذي ذكر فيه الكاتب أن تاريخه منذ نهاية العصر التركي وحتى يومنا هذا حيث اعتمد فيه على مشافهة كبار السن على حد قوله، أقول هذا جهد جيد ولكن لا يقف تاريخ أي مدينة أو قرية على مشافهة كبار السن مع إداكي واطلاعي الكامل على جلال دراسات التاريخية التي اعتمدت المشافهة حيث أصبح يطلق عليها في الفترة الأخيرة الدراسات التاريخية الشفوية، وتوجد عدة مؤسسات تقوم على هذه الفكر في الجامعة بير زيت وفي الجامعة الإسلامية وحبذا لو كان هناك قراءة متأنية للمصادر الذي ذكرت (يبنا) من حيث كتب البلدانيات وما أورده الرحالة عن (يبنا) على مدار التاريخ، ومثالا على ذلك لم يكلف الباحث نفسه بالاطلاع على معجم البلدان لياقوت الحموي كنموذج ولم يراجع كتاب الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد مصر والشام والحجاز للشيخ عبد الغني النابلسي حتى يعرف عن كتب تاريخ(يبنا) في أواخر العصر العثماني ، وهناك العشرات من كتب الرحلات كان باستطاعة الكاتب أن يرجع إليها ويستفيد منها إلا أنه لم يرجع بسبب قلة الاطلاع وضحالة الثقافة والعمل فيما لا يحسن، ونصيحتي له بيت قاله الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب المعجم اللغوي المشهور(العين) حيث قال لبعض تلاميذه الغفل:
إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
أقول هذا من واقع قراءاتي للكتاب وبصورة دقيقة، فقد اتضحت لي شخصية الكاتبين وقدراتهما العلمية، مععدم اعتباري إلى أنهما يحملان دكتوراه فهذا لا يعنيني بشئ، فالشاهدة شئ والعمل شئ آخر، وبحوث الترقية شئ والدراسات التاريخية شئ آخر. حيث لم ينهج الكاتب المنهج التاريخي للبحث في تاريخ قرية أو مدينة في أي عصر من العصور فما بالك بمن أخذ يكتب تاريخا على مدار أكثر من أربعين قرنا لمدينة أو قرية فلسطينية، فالمنهج العلمي بقيمة وأهدافه ونواحيه المتعددة مفقود من الكتاب، وأسطيع أن أقول وبكل جسارة أن الكتاب كتلة من المعلومات المتناثرة التي ينقصها أي منهج ولا يربطها أي يربطها عقد، وهو عبارة عن كشكول عن (يبنا) وليس كتابا وأرى أن تشطب عبارة دراسات فلسطينية، فالكتاب أجمل ما فيه الجهد الفلوكلوريو" حواديت الكبار"ولا يوجد فيه منهج رصد لأحداث أو الكتابة التاريخية ولا تحليل للمعلومات .
في ص18 أورد الكاتب اسم البلدةوموقعها الجغرافي وحدودها وكان في تقسيمه هذا.... كما أسلفت في البداية، ثم قفز في ص9 وبدأ يكتب(يبنا) في التاريخ القديم، وهو لم يرجع إلا لبعض المصادر الحديثة..... كالموسعة الفلسطينية، وكتاب بلادنا فلسطين للدباغ، وكتاب كي لا ننسي لوليد الخالدي، حيث أنه لم يتجاوزهذه الكتب في أغلب ما كتب. وفي آخر الصفحة بدأ الكاتب يدلي بدلوه معللا أسباب التسمية لدى الكنعانيون والعبرانيون، وكان الأولى له أن يوردها في أول الفصل إن صح التعبير حينما أفراد لها مجالا عن اسمهاوموقعها الجغرافي، وهن لا نلاحظ أي تغطية تاريخية شاملة وليس هناك تاريخ مرتب يغطي معظم الفترات التاريخية أو حتى فترة واحدة على الأقل كفترة نهاية العهد العثماني.
في ص11 أورد المؤلف اسم المجلس الاعلى للحاخامات وأطلق عليه(النهدين) وهو خطأ والصواب (السنهدرين) في نفس الصفحة ذكر أنه جاء في التوراة وهو لم يرجع للتوراة بل أخذ النص عن كتاب كي لا ننسى، ووثقه بطريقة خاطئة،وهو لا يدري معنى الأرقام التي أوردها.(6-26)!!
في ص12 ذكر أنه جاء في الكتاب اليعقوبي نقلا عن كتاب كي لا ننسى ، وهو لا يدري ما هو كتاب اليعقوبي وما اسمه، وكان الأولى الرجوع إلى المصدر الأساسي حيث أن الكاتبين دكتورين، ويتوجب عليهما معرفة المصدر والرجوع إليه بصورة مباشرة، لا أن يأخذ عمن أخذ عنه، فلربما تم النقل بصورة غير صحيحة.
في ص13 خلص الكاتب إلى استنتاج مغلباً ظنه في أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى مدينة (يبنا) في صباه، واستراح فيها، وعلل ذلك بأنها بقيت في ذاكرته إلى أن احتاجها موقعاً عسكرياً متميزاً، وهو استنتاج بني على مقدمات خاطئة، حيث أنه لم يثبت في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في جميع كتب السيرة التي تحدثت عنه أنه حدث عنه أنه حدث ما أورده المؤلف، فمن أين بذلك، وأظن أن هذا ضرب في الغيب لا يعتمد على دليل
بسم الله الرحمن الرحيم
معرفة الأقاليم هو للمقدسي البشاري وليس للإمام عبد الغني النابلسي فالبون شاسع بين الرجلين ، بينهما ما يزيد عن ستمائة سنة ، فكيف اجتمع كتابان للمؤلف ، وهذا يسمى في علم الحديث وفي التاريخ (تدليس) .
الرجوع للحقيقة و المجاز ، وهو متوفر في المكتبات حيث قام الأستاذ عبد المجيد هريري بنشر المخطوط كما هو مع مقدمة وفهرس موضوعي للكتاب ، وقد صدر عن الهيئة المصرية للكتاب .
بعد أن فرغ الكاتب من الحديث عن المزارات بدأ بالحديث عن سكان (يبنا) وعن مساحة الأراضي المسكونة في البلدة منذ بداية الانتداب البريطاني وسرد إحصائيات بهذا الصدد وهي لا شك إحصائيات جيدة وهي مستقاة من الموسوعة الفلسطينية ، ثم ذكر ص30 أسماء العائلات الموزعة على مخيمات اللاجئين في جميع المناطق .
ص6 يقول : " تعد (يبنا ) جنة الفواكه و الخضروات ، وقد أطلق عليها المقدسي صاحب كتاب أحسن التقاسيم : وهي بلد التين الدمشقي النفيس ، هنا ذكر بأن كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي ، وقد ذكر ص15 بأنه من كتب عبد الغني النابلسي صاحب ( الرحلة المشهورة ) الحقيقية و المجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز .
بعد أن تحدث الكتاب عن الوضع الاقتصادي في البلدة وعن الحالة الاقتصادية بعد إضراب عام 1936 ، وأبرز أهمية تجارة محصول الحمضيات في البلدة وأهم تجار الحمضيات آنذاك ، ثم ذكر المواصلات ووسائل النقل .
ثم أبرز دور (يبنا ) في الحرب العالمية الأولى ، ودور أهالي البلدة في في الدفاع ذويهم وعن أراضيهم ووطنهم ، ووصلت الحالة الاقتصادية إلى أدنى درجات الفقر ، وذلك جميع مدن الشام وقراها ، ص 81 ، ثم عرج المؤلف إلى تاريخ (يبنا) في حرب النكبة حيث شارك أهلوها بالإضراب الشامل ومقاطعة البضائع الإسرائيلية وأوقفوا التعامل مع المستوطنات في كل المجالات ، ومنع اليهود اليهود من عرض بضائعهم في سوق الثلاثاء ، وقد كان قائد الإضراب و التحريض في (يبنا) السيد محمد طه النجار ، والذي حاكمته محكمة الانتداب البريطانية بالسجن لمدة 15 سنة بتهمة الإخلال بالنظام و التحريض على الثورة ضد الجيش الإنجليزي ، وبسبب علاقته مع حسن سلامة القائد العام للثورة ، و الذي زار (يبنا) سنة 1336م.
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية:
ذكر الكاتب أسماء المستوطنات التي أقامها اليهود على أراضي البلدة حيث بنوا مستعمرة يفنه سنة 1941 ، وفي العام 1946 أقاموا مستعمرة بيت ربات .
رابعا : عدم التوثيق :
كثيراً ما نلاحظ أن الأخ الكاتب يحيد كثيراً عن توثيق المعلومة و كأنها ملكه الشخصي ليتصرف فيها حيث شاء .. وحتى عندما يحيل إلى أرقام الصفحات ينسى رقم الجزء أو المجلد أو حتى اسم المؤلف أو المحقق أو الناشر ، وهذا بعيد كل البعد عن المنهج العلمي المتعارف عليه لدى الباحثين .
خامساً : ترجمة المؤلف للأشخاص و الأعلام المهمين من (يبنا ) :
لقد قدم كثيرين و أجحف في حق كثيرين أيضاً ، فأين المؤلف من إيراده لأشخاص هم في بداية نشأتهم حيث قام بتقديمهم في بداية الكتاب ، وهم أناس عاديون ، هناك الكثير ممن قام بأضعاف ما قاموا به ولا نستطيع أن ننكر جهود أحد أيضاً التزام الحيادية في الترجمة و الموضوعية ، فهناك
كتاب يبنا تاريخ وذاكرة عرض ونقد : عبد اللطيف زكي ابو هاشم
تاريخ النشر : 2006-01-30
