مقال غير رمزي
العلاقة الفلسطينية مع معظم الدول العربية علاقة مصير مشترك وأهم ما يميز هذه العلاقة هو الإحترام المتبادل بين كل الأطراف والإلتزام بعدم التدخل في شؤون الغير وقد حافظت جميع الأطراف على هذا المبدأ لوقت طويل رغم الشوائب التي صاحبت الفترة التي أعنيها وهي فترة سابقة في زمن ما قبل قيام السلطة وفي السنوات الأولى من الإعلان عن قيامها. وبالطبع أعني بالشوائب حيث كانت بعض الأنظمة العربية تضع الدعم المخصص للفلسطينيين في كفة مقابل كفة أخرى مضمونها ما تستفيده من مواقف وعلى سبيل المثال الإستحواذ أو السيطرة على بعض المواقف الفلسطينية ! وللتاريخ فإن القيادة الفلسطينية كانت قادرة على مواجهة ذلك وحافظت على استقلال القرار الفلسطيني.
في الفترة الحالية الأمر مختلف حيث تعمل بعض الدول العربية -دون تحديد اسمائها- لأنها في الاصل واضحة للعيان أكثر من وضوح شروق الشمس في الصباح, أقول تعمل على التدخل في شؤون السلطة وقراراتها وسلوكها وللأسف من خلال جهات أيضا فلسطينية لتمرير سياساتها ولتثبيت اقدامها من خلال دعم لحركات وأحزاب سياسية أو شخصيات محسوبة عليها دون أدنى إعتبار لمصلحة السلطة الفلسطينية والوطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني وتتوهم تلك الدول من خلال نجاحها المحدود مع ما أشرت إليه من حركات وأحزاب وشخصيات أنها قادرة على التأثير من خلال الدعم المادي والمالي وقد يكون هذا صحيحا لمكان محدد وفئة محددة حسب حدودهما ومكانهما لأن شعب فلسطين في كل بقاع الأرض الفلسطينية وخارجها يعلم جيدا ما هو الثمن المطلوب من هذا الدعم وهو مرفوض مرفوض مرفوض يا ولدي ويا ابن عروبتي لأن فلسطين من النهر إلى البحر ومن البحر إلى البحر ومن حدودها مع الأردن إلى حدودها مع مصر ولا يمكن أن تتجزأ ولا يمكن القبول بقيام دولة داخل دولة!
لا ننكر فضل الشرفاء من العرب ولن نتخلى عن عروبتنا ومن المستحيل أن ننسى دعم ووقوف الأشقاء معنا في محنتنا وفي حروبنا وصراعنا مع الإحتلال فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله على مواقفهم ودعمهم -النبيل- لكننا نرفض أن نساوم أو أن نكون كأحجار الشطرنج أو أن نمرر سياسات لها ما لها من مصلحة للأخرين وتضر بقضيتنا الفلسطينية ومن أراد أن يدعم بشرف لا يمكن أن يختار العنوان على هواه ومزاجه لأن فلسطين شرعية ولها قيادة شرعية والباب مفتوح واللجوء إلى الشبابيك دلالة على السرقة!
**كلام في سرك..ساضع أسعاري على مقالاتي...فمن يرغب فلكل مقال سعره الخاص ... الحزبي باليورو والشخصي بالدولار ...لكني لا أقبل إلا العملة الفلسطينية...فمن يملكها قلمي مسخر له.
مقال غير رمزي بقلم:ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2015-03-22
