شكرا يا صافي! فقد أثبتت صحة أقوالنا!بقلم:علي حسين نجاد
تاريخ النشر : 2015-03-21
شكرا يا صافي! فقد أثبتت صحة أقوالنا!

*علي حسين نجاد

نشرت صحيفة "دنيا الوطن" الفلسطينية يوم 6 آذار (مارس) 2015  تقريرا عن مشاركة وفد من المنشقين عن منظمة مجاهدي خلق في جلسة للبرلمان الأوربي ببروكسل وإلقاء كلمات أمامها بدعوة من لجنة الشؤون الإيرانية في البرلمان وذلك على الرابط التالي في موقع الصحيفة الإلكتروني:

http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2015/03/06/673619.html

إثر ذلك كتب الكاتب العراقي السيد صافي الياسري مقالا نشرته الصحيفة أيضا وقام فيه الكاتب بتشويه وتكذيب ما جاء في التقرير من أقوال وتصريحات وفد المنشقين عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أمام جلسة للبرلمان الأوربي، فإني بصفتي عضوا في الوفد المذكور أريد أن أجزي له الشكر أولا على كونه قد تراجع عن قراره السابق بأن لا يعود يكتب مقالا ردا على مقال لي لكون ذلك لا يليق الكاتب الصحفي، ثانيا على أنه قد أثبت في مقاله هذا جميع أقوالنا وكلماتنا مضمونا (رغم تكذيبها شكلا) حول ما رأيناه ولمسناه حتى العظم داخل مقرات وقواعد المنظمة حيث عشنا عشرات السنين ليلا ونهارا وأنا أتعجب من كاتب مثل الأستاذ الياسري لقيامها بهكذا تشويه وتكذيب لأقوال منفصلين عن منظمة مجاهدي خلق أمام البرلمان الأوربي فيما أنهم كانوا لمدة ثلاثة عقود داخل هذه المنظمة بمختلف تنظيماتها وأقسامها وطبعا رووا ما رأوا فيها وعاشوه من خلال عملهم التنظيمي في صفوف هذه المنظمة طيلة كل هذه السنوات العجاف خاصة داخل مختلف مقرات وقواعد المنظمة في أرض العراق فطبعا وكما يقول المثل العربي: أهل مكة أدرى بشعابها أنهم أعلم وأدرى بما جرى ويجري داخل هذه المنظمة وبسياسيات وقرارات قيادتها وهم أولى بأن يستمع لهم كل من كان خارج صفوف هذه المنظمة وإن كان قد راودها من خارجها لكون قيادة المنظمة تزود طبعا كل ضيف وخادم وداعم لها بكل إمكانيات التواصل معها ولكنها كانت تحرم أفرادها من هكذا اتصالات وأنا أعرف أن زيارة العوائل كانت نتيجة ضغوط الأمريكان في العراق على قيادة المنظمة وإلا إن الزواج والعائلة وكل عواطف عائلية وجنسية من المحرمات شرعا في فكرة هذه المنظمة الإرهابية الدينية المبتدعة المنتحلة زيفا صفة الإسلامية كما كانت تدخلات المنظمة في شؤون العراق ومحاولاتها لإثارة الفرقة والفتن في صفوف مختلف مكونات العراق الدينية والمذهبية والقومية أمرا واضحا قبل نقلهم من قبل الحكومة العراقية من معسكر أشرف إلى بغداد وحصرهم فيها وآنذاك كنت أنا في العراق عاملا كمترجم للصحافة العراقية لقيادة مجاهدي خلق حيث كانت الصحف العراقية والساسة العراقيون يكتبون كثيرا عن تدخلاتهم في شؤون العراق ويشكون منها بحيث طرح ذلك نواب البرلمان العراقي وأكدوا مرارا ضرورة إخراجهم من العراق وأنا شخصيا وبصفتي مترجما للمنظمة بين اللغتين الفارسية والعربية كنت أترجم بيانات وحتى مقابلات مزيفة عديدة باسم العراقيين كان يكتبها قادة المنظمة باللغة الفارسية! إلى العربية موحيين بأنها بيانات العراقيين دعما لبقاء المنظمة في أرض العراق!!

أقول نعم يا صافي نحن انضممنا إلى المنظمة بترك كل ما كنا نمتلكه من الشباب والعائلة والشغل والدراسة والعيش الرغيد داخل إيران أو خارجها حين كانت آفاق النصر أي تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة في وطننا إيران مفتوحة أمامها وأمامنا وهذا أمر معقول وغير ذلك ليس من صنع العاقل ولكننا نقول من هو الذي عتم هذه الآفاق وقوضها فعلا؟ إنما هو زعيمنا السابق مسعود رجوي زعيم المنظمة الذي وبأفكارها وإجراءاتها القمعية والسكتارية داخل التنظيم وخارجه شوه سمعة المنظمة وخيب الآمال سواء لدى أفراد المنظمة أو لدى أبناء الشعب الإيراني مما قدم بذلك وبإتلافه قوات المنظمة البشرية من خيرة أبناء الشعب الإيراني خدمة جليلة فعلا للنظام الديكتاتوري الحاكم في إيران وتسبب في بقائه كل هذه المدة على الحكم وكان في مقدمة هذه السياسات الخاطئة بعد حالات تزوجه العديدة من نساء مساعديه واعتبار كل نساء المنظمة أزواجا له! ومنع الزواج داخل المنظمة خلافا لأعراف الشعب الإيراني كان جرنا إلى العراق وهو كان في حالة حرب مع إيران إضافة إلى جعلنا جزءا من جيش صدام حسين تحت مسمى موهوم مضحك "جيش التحرير الوطني الإيراني" في أرض العراق!! مما أفقد كل ما كان قد تبقى من القاعدة الشعبية للمنظمة لدى الإيرانيين داخل إيران وخارجها.

إنك أذعنت في مقالك بأنه لم يعد يبق هناك أي مجال أمام المجاهدين لمواصلة الكفاح والنضال وهم في الحقيقة ليسوا مجاهدين وإنما طالبو اللجوء الذين ينتظرون بفارغ الصبر لأن تقوم القوى العظمى بنقلهم إلى بلدانها لإنقاذهم من مخاطر البقاء في جحيم العراق ولم يعد هناك معنى ومدلول لجيش التحرير بعد أن سلمت قيادته جميع أسلحة الجيش العراقية إلى عدو العراقيين أي المحتلين الأمريكان وأنت تعترف بأنه حتى قيادة المنظمة تعمل على نقلهم إلى أوربا وأميركا وهذا يعني لا يوجد هناك أي نضال أو مقاومة أو جهاد كما تدعيه قيادة المنظمة فيما أنه حتى ذلك كذب محض لأن قيادة المنظمة تعمل بكل ما في وسعها إبقاء أفراد المنظمة أي سكان مخيم الحرية (ليبرتي) ببغداد في جحيم العراق ليقتلوا جماعيا وتتخذ من جثثهم وسيلة للدعاية لأفكارها ولكي لا يتعرض القادة لأذى واعتقال ولكي لا ينهار التنظيم في بلدان متفرقة لأنهم يعرفون جيدا أنه إذا وصل أفراد المنظمة إلى أوربا سينفصلون عن المنظمة وهذا ما أكده قائدهم مسعود رجوي قبل أشهر في رسالة صوتية تم بثها في ليبرتي وعبر وسائل إعلام المنظمة حيث شبه هؤلاء البؤساء بجيش الإمام الحسين في كربلاء ويوم عاشوراء واعدا إياهم بالموت جماعيا!! مهددا جميع المنفصلين والخارجين عن صفوف المنظمة بالقتل في تناقض واضح مع دعوته الجميع في نفس الرسالة الصوتية إلى اتخاذ القرار بالخروج أو البقاء! مدعيا أنهم أحرار والطريق مفتوح أمامهم للخروج!... فلاحظ من يتجرأ في هكذا أجواء أن يقوم ويقول: أنا أريد الخروج!...

نحن يا أستاذ صافي خرجنا إما فرارا وإما عن طريق وفود الأمم المتحدة الزائرة للمخيم بعد أن كسرنا الحواجز والقيود الذهنية والدماغية المصطنعة من قبل قيادة المنظمة والتي لا يمكن لكل الأفراد الأسرى فكريا وذهنيا أن يحرروا أنفسهم من هذه الحواجز والقيود.

أما في ما يتعلق بابنتي زينب التي مازالت قيد الأسر الفكري والذهني لهذه الزمرة فلابد لي أن أقول للأستاذ صافي الذي كتب أن ابنتي رفضت مرافقتي في الخروج إن ابنتي لم تكن مطلعة على قصدي للخروج ولا على خروجي لأن اتصال أفراد المنظمة بأفراد عوائلهم حتى داخل التنظيم ممنوع ومحرم في فكر القيادة وعقيدتها وإجراءاتها ولم يكونوا يسمحون لي بلقاء بنتي طيلة وجودنا كلينا لعشرين سنة في قواعد ومقرات المنظمة في العراق ومنها معسكر أشرف إلا مرة واحدة في كل سنة وهي في عيد النوروز رأس السنة الإيرانية لمدة ساعة أو ساعتين فقط تحت صنوف المراقبة والتجسس لكي لا يمكن لي أن أتحدث مع بنتي عن كل شيء. وحتى في عيد نوروز عام 1991 أي قبيل انتقالي إلى مخيم الحرية (ليبرتي) لم يسمحوا لي باللقاء ببنتي لأطلعها على نيتي للخروج بعد أن وصلنا إلى المخيم المذكور الخاضع لإشراف الأمم المتحدة. فانتقلت إلى ليبرتي آنذاك ولكنهم أبقوا بنتي زينب في أشرف وعندما خرجت من ليبرتي بعون من وفد رصد حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لم تكن بنتي موجودة في المخيم لترافقني بل كانت هي آنذاك في معسكر أشرف وتم نقلها إلى مخيم الحرية (ليبرتي) بعد خمسة أشهر من خروجي منه ومن صفوف المنظمة.

أنت تقول إن بنتي تريد وتنتظر أن يتم نقلها في ما بعد إلى أوروبا إذن لماذا يفترض أن ترفض مرافقتي – حسب قولك - عند خروجي فيما أنها وأنا كلانا كنا قبل 25 سنة لاجئين في فرنسا ولدى كلينا وثائق اللجوء والإقامة في فرنسا؟ هل كانت بنتي تعلم أنا أريد الخروج لأذهب إلى "السفارة الإيرانية وألتحق بقسم المخابرات الإيرانية فيها"؟ حسب التهمة الواهية المضحكة التي ألصقها السيد صافي بي وبأصدقائي والتي ليست إلا من إملاء قادة المنظمة عليه الذين تعودوا منذ القدم على أن ينسبوا كل المنفصلين عنهم إلى المخابرات الإيرانية إذلالا لهم ولأنفسهم وللمنظمة وهي التهمة التي تفرح وتسر النظام الإيراني ولا تخدم إلا المخابرات الإيرانية.

وفي العامين الماضيين إني وشقيقتها الصغرى التي تعيش في إيران حاولنا عن طريق المفوضية السامية للأمم المتحدة وكذلك وزارة حقوق الإنسان العراقية لنلتقي معها ولهذا الغرض استدعاها المسـؤولون في المفوضية وتحدثوا معها بهذا الخصوص ولكنها وبأمر وطلب من قادة المنظمة وخشية مؤاخذتها من قبلهم امتنعت عن أي لقاء معي ومع شقيقتها حتی اضطروا لإعادتها إلی داخل المخيم، فعادت شقيقتها باكية إلی إيران من دون أن تنجح في لقاء عمرها ولأول مرة بشقيقتها. اسأل يا صافي قيادة منظمة مجاهدي خلق لماذا لا تسمح لبنتي باللقاء حتى بشقيقتها التي لم ترها في عمرها؟ ولماذا لم تسمح قيادة المنظمة لها بأن تأخذ رسالتي إليها من يد السيد مولاديوف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق قبل أشهر بحجة زائفة بأن نفسها رفضت أخذ الرسالة؟ ألا يدل كل ذلك على أن قيادة المنظمة تريد عزل الأفراد عن خارجها لكي لا يسمعوا أو لا يقرؤوا أي قول أو مكتوب غير ما تقول وتوحي لهم قيادة المنظمة؟ أليس ذلك هو معنى غسل الدماغ؟ فهل يبقى للإرادة والاختيار والحرية في نفوس الأشخاص مجال ومعنى تحت وطأة هذا الجبر والتقييد؟... لا يمكن فصل الإرادة عن الحرية.

كما وفي إثبات آخر منه لأقوالنا في كلماتنا أمام جلسة البرلمان الأوربي يعترف الأستاذ صافي الياسري في مقاله بوجود القمع والديكتاتورية وأجواء الخناق داخل معسكر أشرف وفي تنظيم مجاهدي خلق حيث أكد في مقاله أني لم أكن أفصح له وعند مرافقتي إياه عن استيائي أو تذمري من وضعي أو أي نقد لقيادة المنظمة بلك كنت أبدي احترامي الكبير للسيد مسعود والسيدة مريم رجوي وأعدهم رمزا للخلاص الوطني الايراني، حتى تغيرت الامور وأجبر الأشرفيون على الانتقال إلى ليبرتي وعندها سمع السيد صافي أني غادرت المخيم ...! كل ذلك تأكيد لما نقوله وننشره عن كون أجواء الخناق والخوف والإرهاب الفكري والقمع تسود مخيمات ومعسكرات مجاهدي خلق.

أما الجملة التي أوردها السيد صافي الياسري في ختام مقاله فهي أبعد من العقل والمنطق وهي المستبعدة جدا من عقلية وأسلوب تفكير صحافي مثله وأنا متأكد أن هذه ليست من فكرته وإنما هي مملاة من قبل قادة المنظمة الذين يتصل هو بهم كل يوم في مخيم الحرية (ليبرتي) أو في خارج العراق حسب تأكيده كونهم وفي أسطوانة مشروخة يلقون دوما ذنوبهم على الآخرين منذ سنوات ويحملون مرارا وتكرار كل من هب ودب وكل من ألقى كلمة أو كتب مقالا نقدا لأعمالهم المسؤولية عن استفزازاتهم المؤدية إلى مقتل سكان في كل من معسكر أشرف ومخيم ليبرتي على أيدي الإرهابيين المجرمين التابعين للنظام الإيراني في محاولة للتغطية على مسئوليتهم عن إبقاء أصدقائنا وأعزائنا في جحيم العراق وتعريضهم للقتل والجرح والموت نتيجة مواقفهم التدخلية الاستفزازية. لهذا أقول للسيد صافي الياسري وأتأكد أنه يعرف ويقبل هذا أحسن مني إن الصحافة لا تمتنع عن الاهتمام بخبر أو موقف ونشره لكون ذلك قد لا يروق البعض أو يكون لغير صالحه أو يكون له انطباع أو تفسير آخر ومنها ما تدعيه دوما ووهما قيادة المنظمة من مضاعفات قد تترتب على نشر مثل هذه الأخبار في ما يتعلق بحياة سكان مخيم الحرية (ليبرتي) تهربا من مسؤوليتها عن نقلهم إلى العراق وإبقائهم فيه طيلة هذه السنوات خاصة السنوات العشر الأخيرة وفي محاولة يائسة لتكميم الأفواه وكسر الأقلام منعا للكشف عن أخطائها ومغالطاتها وقراراتها الخيانية. وهنا ينبغي لرئيس تحرير صحيفة "دنيا الوطن" أن يشكر  قيادة المنظمة على كونها لم تحمل حضرتك مهمة نقل وتسرية تهديداتها إليه بقتل كل من يتكلم أو يكتب ضدها بحجة "أن هذه الحملة تقودها المخابرات الايرانية"!! و"الهدف منها تبرير  ارتكاب جريمة جديدة ضد سكان ليبرتي وابادتهم جماعيا" و"نشر مثل هذه الاخبار انما يهيء البيئة لمثل هذه الجريمة"!!.

 وأخيرا إضافة إلى ذلك كيف يمكن أن يوصي صحافي صحافيا آخر بأن "لا يقع في فخ" نشر خبر أو موقف أو تصريح قد يكون غير صحيح! إذن فماذا يبقى للقارئ والرأي العام من الحرية في اختيار الصحيح؟! لذلك إني متأكد أن السيد صافي الياسري ليس هو الذي رشح هذا في قلمه من فكره الصحافي وإنما رضخ لإملاء من قيادة المنظمة لكونه قد وقع مثلنا ولكن بعدنا في فخ قيادة رجوي منذ أكثر من عشر سنوات فهو الذي عليه أن ينقذ نفسه من هذا الفخ الهائل الذي وقع فيه وليس غيره كما أنقذنا نحن المنفصلين عن زمرة رجوي أنفسنا من قيود وحبال فخها بعد ثلاثة عقود، والنجاح حليف الساعي.

·        عضو ومترجم أقدم سابق في قسم العلاقات الخارجية في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية