منخفض القطارة مشروع المستقبل

 حبانا الله فى مصر بخيرات بلا حدود قلما توافرات فى اى مكان فى العالم من موقع جغرافى متميز وثروات طبيعية وبشرية لو احسنا استغلالها منذ زمن بعيد  لكنا الان فى مصاف الدول المتقدمة .

لو نظرنا  الى كل دول العالم حولنا نراها تقدمت  مثل ماليزيا وكوريا وسنغافورة وتركيا  وايران والهند  وغيرها وهى دول كانت اقل منا فى الستينيات من القرن الماضى واصبحت من الدول المتقدمة .

 وهنا اتساءل :  لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا برغم اننا نمتلك الثروات  الطبيعية والبشرية وهذا لايتوافر فى  معظم دول العالم .. هل اننا شعب كسول  ام نفتقد الى الادارة العلمية الحديثة ؟!

للاسف توالت علينا الحكومات المتعاقبة على مر السنين  دون الوصول الى حل المشكلات التى نعانى منها  من زيادة الفقر ومعدلات البطالة اضافة الى زيادة   الفساد المالى والادارى , ولم يقم  رجال الاعمال الذين استفادوا من عصر مبارك  بمسئوليتهم الاجتماعية فى اقامة  مشروعات  تنموية  لاستيعاب الشباب العاطل .

ان لدينا مشروع منخفض القطارة فى غاية الاهمية بالصحراء الغربية هذا المنخفض تبلغ مساحتة 20 ألف كم 2 .هذا المشروع يقع بالقرب من مدينة العلمين عند مارينا  يتلخص فى شق مجرى مائى بطول 75 كليومتر تندفع فيه مياه البحر المتوسط الى المنخفض الهائل الذى يصل الى عمق 145 مترا تحت سطح البحر لتكوين بحيرة صناعية تزيد مساحتها على  5 مليون فدان ومن شدة اندفاع المياه يمكن توليد الطاقة الكهربائية رخيصة ونظيفه  تصل الى 2500 كيلووات   ساعة سنويا توفر 1500 مليون دولار ثمن توليدها بالمازوت .توازى طاقة السد العالى ويمكن ان يستخدم المطر الناتج من البخار فى زراعة الملايين من  الافدنة  وهذا يمثل  اضافة حقيقية لاراضى زراعية جديدة  علاوة  على  اقامة بحيرة سمكية ضخمة يمكن ان تكون مزارا سياحيا  ونقل اكبر قدر من الكتلة البشرية التى فى الوادى والدلتا الى هذه الا رض الجديدة لا قامة مجتمع عمرانى  متكامل .

 وهذا يحتاج منا الى ازالة المعوقات التى تمنع اقامة المشروع مثل مشكلة الالغام التى تعرقل مشروعات التنمية فى تلك المنطقة .

كما يمكن انشاء عدد من الملاحات لاستخراج الاملاح النقية عالية  الجودة لاحتوائها على اليود بما يعادل 5و7 مليار طن  سنويا  .وانشاء ميناء بحرى يخفف الضغط على ميناء الاسكندرية .

وتم طرح هذا المشروع فى بداية ثورة 25 يناير العظيمة  على د. ايمن فريد ابوحديد الذى ابدى  تحمسه لهذا المشروع  ولكن مع الاسف بسبب الصراعات السياسية توقف هذا  المشروع .

ويعتبر هذا المشروع نموذجا للمشروعات العملاقة ذات المنافع الاقتصادية الجبارة من حيث توليد الطاقة الكهربائية وموقعه يؤهله ليكون محور تنمية سياحية  وخلق مجتمعات عمرانية جديدة .

ان تنفيذ هذا المشروع كما يقول الخبراء سوف يحقق لمصر عائدا لايقل عن تريليون و200 مليار جنيه .يجب على المسئولين اعداد دراسة وافيه عن هذا المشروع لعرضه على المؤتمر الاقتصادى  المزمع عقده فى شهر مارس ليكون امام المستثمرين العرب والاجانب .لان هذا المنخفض سوف يكون مصدرا للخير لمصر فى مجالى الطاقة والزراعة.

 جمال المتولى جمعة

كاتب حـــــــــــر

[email protected]