كلنا داعش بقلم:ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2015-02-18
كلنا داعش بقلم:ميسون كحيل


كلنا داعش

يبدو أن داعش – المدعومة ببذخ من بعض الدول الاقليمية - ستعمل ما في وسعها لتجعل من جرائمها ومجازرها حدثا روتينيا .. فبعد قتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة بطريقة بشعة .. تعود مرة أخرى لتبث تسجيلاً مصوراً يظهر فيه الدواعش وهم ينحرون رقاب واحد وعشرين عاملاً مصرياً ممن يعملون في ليبيا .. والدافع للقتل طبعا جاهز وهو أن هؤلاء البسطاء والغلابى أقباط ؟! فأي ذنب اقترفه المساكين ليتم ذبحهم كالخراف والقاء جثثهم في البحر ؟! وعملية الذبح تمت بعد نشر شريط فيديو كوميدي -اعلان انتخابي اسرائيلي- يظهر فيه مجموعة مسلحة من داعش وهي تسأل بإحترام بالغ مواطن إسرائيلي محتل "دون أن يتعرض للخطف "عن الطريق المؤدية إلى القدس على إعتبار أنهم قادمون لتحرير القدس من الإحتلال الإسرائيلي لها. ولا أريد أن أسجل مرة أخرى إستغرابي لمنتقدي سلوكيات داعش التي تعبرعن مفهومهم للدين الإسلامي ولنصوص وفتاوي أصلا وحقا هي موجودة وهو ما يحتاج منا لمراجعة الذات وفهم الأمور على حقيقتها بعيدا عن التعصب والتحيز فهم أولا وأخيرا من واقعنا ومن مدارسنا ومناطقنا ولم يأت أحد منهم من الفضاء الخارجي ! وأذكر قبل سنوات عديدة مضت أن الدكتور عبدالله شحاتة - رحمه الله - قد قال بوجوب تصفية وتنقية كتب الاحاديث مما يشوبها من معلومات مغلوطة .. لذلك علينا أن نعيد حساباتنا وأن نغير ونتغير في طريقة تفسيراتنا وتوضيحاتنا وأن نحاول أن نستوعب الزمن فليست كل الأزمان متشابهة. أو أن نعلن صراحة كلنا دعش.

وهنا أسال كل مثقف واعٍ، ورجل دين مدركٍ، وأستاذ تاريخ مطلعٍ، كيف يمكن أن نصدق أن هؤلاء قادمون لتحرير القدس وأنهم لن يقوموا بقتل كل فلسطيني لا يعلن دعمه لدولتهم؟ وكيف يمكن أن نصدق أنهم قادمون لتخليصنا من الإسرائيليين ونحن نعلم أن الإسرائليين جزء هام من تشكيلاتهم ؟

إن عنوان ما يحدث يحمل معه العديد من الأهداف وهي خلق حرب اسلامية اسلامية وعربية وعربية وتشويه الإسلام وتعرية العرب وبث الفتنة بين الإسلام والمسيحية العربية وتهجير ما يمكن من المسيحيين العرب والمساهمة في قيام دويلات اسلامية كاملة الأوصاف حسب الرؤى الأمريكية والصهيونية بعد إتمام المهمة من قبل داعش وأخواتها ودخول المنقذ لفرض خطته التي تؤيدها دول تعتقد أنها ستكون عظيمة بعد التخلص من دول أخرى وتدميرها, ودول تنتهز الفرص لإعادة هيمنتها على منطقتنا المستنزفة.

داعش صنيعة أجهزة شيطانية هدفها تدمير البنية الإقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية برمتها، والفاعل هو المستفيد من هذا التدمير...وبصورة أوضح: داعش تعمل لمصلحة إسرائيل الطائفية, فهما وجهان لعملةٍ واحدة...