داعش قديما وحديثا
أصيبت شريحة عريضة من الشعوب العربية بالصدمة جراء مشاهدة الطريقة التي تم فيها قتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة .. فلم يكن في وسع أي انسان يمتلك القليل من الحس والشعور الا أن يصاب بالحزن والفزع معا بعد متابعة ما اقترفته داعش بوضع الكساسبة في قفص واضرام النار فيه وهو حي .. لكن ما يثير في النفس الغضب والحزن أكثر هو وجود فئة لا بأس بها ترحب وتؤيد أفعال داعش ..
وهنا لا بد من الاشارة الى حدوث اشتباكات وملاسنات بين من يرفض ومن يؤيد هذه الافعال .. فمن يرفضها يقول انها جاءت لتشويه صورة الاسلام السمحة .. والمؤيد يقول ويدّعي ان الاسلام يحث ويقبل بها ... ما ينساه الفريقان أن الالاف ذهبوا ضحية صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل وكما قال بول فاليري " الحرب مجزرة تدور بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض لحساب آخرين يعرفون بعضهم البعض ولا يقتلون بعضهم البعض " ..وما يحاول البعض انكاره والادعاء ان ما يحصل اليوم هو نتاج مؤامرة على العرب والمسلمين من أنظمة اقليمية ودولية هم يجهلون او يحاولون اخفاء الحقيقة المرة بأن تاريخنا الاسلامي مليء بمثل هذه الافعال الشنيعة ولو راجعوا كتب التاريخ لوجدوا فيها العجب العجاب من جرائم القتل والتنكيل والحرق ..
وحتى لا يخرج من يقول هذا تاريخ مزيف ومزور .. فان أول جريمة وصراع على السلطة في صدر الاسلام كانت بحق الخليفة الثالث عثمان بن عفان زوج ابنتي الرسول عليه الصلاة والسلام .. حرقوا باب بيته ودخلوا عليه فأثخنوه طعنا وضربا بالسيوف حتى أردوه قتيلا .. وبمرور حلقات السنين تم ضرب الكعبة بالمنجنيق وفيها قتل عبدالله بن الزبير وقطع رأسه ومن ثم تم صلب جثته .. والحسين بن علي ليس ببعيد عما حصل للزبير فتم قتله وقطع رأسه وتم سبي احفاد الرسول واقتيادهم من العراق الى الشام أسرى وقد حمل رأس الحسين من العراق الى الشام على رمح .. وهذا غيض من فيض .. فالتاريخ زاخر بالمجازر والفظائع التي ارتكبها بنو العباس في حق بني أمية .. وما فعله المماليك والاتراك بحق بني العباس .. كل هذا كان من أجل الحكم والسلطة .. لم يكن لأجل الله او لنصرة رسوله أو انفاذا للشريعة بل هو الطريق السريع للوصول للحكم والسيطرة على الناس بالترهيب وقطع الرؤوس .. فلا داعي للانكار او اخفاء الحقائق مهما اختلفت اليافطة .
*الصراع على السلطة وصل إلينا فهل من عودة إلى الرشد ثم أين شعار من أين لك هذا؟ أليس من حق الشعوب أن تعرف الحقيقة ؟.
[email protected]
داعش قديما وحديثا بقلم:ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2015-02-05
