في معنى التلاحم .. بقلم:عباس المعيوف
تاريخ النشر : 2015-01-14
قال الله تعالى (إِنَّ هذه أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)

انطلاقا من الآية المباركة نتحدث معكم بشكل مختصر في ثلاث نقاط مختصرة .

النقطة الأولى

في معنى  التلاحم الاجتماعي

يعرف التلاحم عند أهل اللغة ب الجبر والتلائم والالتصاق كما يقول المثل عند ذكر التلاحم تلاحم الجيش أي تقاتلوا وتعاضدوا وتكاتفوا صفاً واحداً ضد العدو في ساحة المعركة.. ولهذا ذكرت آيات كثيرة تحث وتدعو للاعتصام والجمع وعدم التفرق منها قول تعالى(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ على شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا )

وقول الإمام علي عليه السلام (أكثروا من الأصدقاء في الدنيا، فإنهم ينفعون في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فحوائج يقومون بها، وأما الآخرة فإن أهل جهنم قالوا: (فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم)إخوان الصدق تعش في أكنافهم)

كل تلك الشواهد السابقة تدعو على الانفتاح على المجتمع والتأكيد على الأخوة و التي تصب في معنى التلاحم المجتمعي , ولهذا نجد أهل البيت عليهم السلام يشدون على عقد اجتماعي يرتكز على قاعدة الأخوة في الإسلام والغرض من ذلك  ترسيخ البناء الاجتماعي في ظل الشريعة السمحاء وحق الفرد على مجتمعه وحق المجتمع على الفرد ..

النقطة الثانية

مقومات التلاحم

ونقصد بذلك العوامل التى من شأنها المساهمة والمحافظة على قوة المجتمع من الضعف, والتأكيد على المصلحة العامة ..

·      التأكيد على الوطنية واحترام الدولة.

·      الوعي الأسري

·      الحب الصادق للمجتمع والحرص على تطويره.

·      التعاون في نشر ثقافة العمل التطوعي والخيري.

·      المساهمة في تعميق الوحدة بين أفراد المجتمع.

·      المشاركة  في حضور المساجد والمجالس الدينية.

·      البناء والتكافل الأخوي في المشاركة الثقافية العامة.

·      البناء الذاتي للفرد وانعكاسه على المجتمع.

·      تماسك الأسر مع بعضها البعض.

 

النقطة الثالثة

الأثر السلبي لعدم التلاحم الاجتماعي

عندما يغدو المجتمع متفرقاً متشتتا" تظهر عليه ملامح الانهيار النفسي والأخلاقي وتحل اللعنة على الجميع ومن أبرز ملامح المجتمع الغير المتماسك هي..

·      الابتعاد عن حضور المساجد والمجالس الدينية

·      تخوين وفقدان الثقة في المؤسسة الدينية.

·      العزف عن النشاط الثقافي العام وعدم الاهتمام به.

·      الأفكار الدخيلة تحت مسمى الإصلاح والحداثة والفكر .

·      الفساد الأخلاقي العام ..

·      الابتعاد عن الكفاءات الأكاديمية .

·       أنتشارالجهل والتخلف الثقافي والفقر.

النتيجة وهي ..لا يوجد مجتمع مثالي ولكن الواجب علينا أن نسعى نحو الإصلاح ببث الوعي الديني والفكري والاجتماعي حتى لا نكون لقمة سائغة للأعداء..