( 2014- 2015)
عام جديد وأنت تقضم أظافر الحسرة معه حين تتابع صخب العالم العربي وهو يحتفل بكل ما في جيوبه من أموال وترف وكأن أحزان الدول الأخرى انتهت، كأن أعوام الحروب والمآسي لم تعيشها قط .. فقط في هذه اللحظة علينا أن ندرك كم نحن فقراء، وبسطاء، وبحاجة إلى ما يقي جوعنا وعطشنا لبعض حياة، وحدنا من يعرف كيف يبتسم من يجد كسرة خبز، وكيف يفرح حين تفاجئه الكهرباء بساعات إضافية، وكيف يفقد أعصابه وعقله عند فتح المعبر.. وحدنا من يعيش الأعوام تكرار للأعوام السابقة بيد أنه زيادة في فجيعة الحزن والحصار.. وحدنا ومن يُشابهنا يُدرك ما معني أن يكون للحياة وجه آخر .. كيف هو الاحتفال ببعض شعلات خافتة ( وفراقيع)، وألعاب نارية شحيحة لعدة دقائق فقط.. هو أعلى مراتب الثراء لدينا، هو كل ما نملك، هو ما نشعر معه بأننا مثل الآخرين، وأن عامنا لا يختلف عنهم ..
كل عام ونحن أقرب للحقيقة، وفجوة التاريخ تتعمق فينا ..
كل عام ونحن نعيش على أمل عام آخر قد نعيش معه ترف الأخرين

في رحيل عام وبدأ عام جديد..
في هذة اللحظة بالذات، لحظة مقدسة، كنت لأفعل شيء جنوني يرضيني، كنت لأترك قبلة على رحيل الأول فالراحلون لا وقت لنعاتبهم، لا وقت لأن نفتح قلوبنا للهواء ونسرد أحاديث قد انتهت.. وفي قدوم الآخر سأصلي بكل قلبي أن تنتهي أحزان العالم، أن نعيش بسلام، أن تكون أعوامنا مضاءة صاخبة بالفرح..

سلام على كل ذكرى، على كل ما يحمله القلب وتحفظه الذاكرة

كل عام ومن أحب بخير وسعادة
كل عام ووطني ثري بسعادة حقيقة
كل عام وأنتم بخير

2014-2015