ماذا بجعبة جبهة النصرة بعد الحامدية ووادي الضيف ؟بقلم :هشام الهبيشان
تاريخ النشر : 2014-12-16
ماذا بجعبة جبهة النصرة بعد الحامدية ووادي الضيف ؟بقلم :هشام الهبيشان


بقلم :هشام الهبيشان .

بعد الخسائر المتلاحقة التي منيت بها جبهة النصرة في الفترة الاخيرة بريفي حماه الغربي والشمالي، وبعد أن اصبحت طلائع الجيش العربي السوري على مشارف بلدة خان شيخون الاستراتيجية بريف ادلب الجنوبي، قامت “جبهة النصرة وحليفتها حركة احرار الشام “بعملية عسكرية أنغماسية أستهدفت من خلالها أسقاط معسكري وادي الضيف والحامدية أكبر معسكرات الجيش السوري بريف أدلب الجنوبي .
فبعد العمليات النوعية والخاطفة والتي أنجزمن خلالها الجيش السوري أنجازاً كبيراً بتحريره مساحات واسعة من ريفي حماة الغربي والشمالي، وبأخر هذه العمليات النوعية والخاطفة تم تحرير معسكرات الخزانات المتموضعة بموقعها الاستراتيجي بالريف الجنوبي لمدينة أدلب، المطلة والواصلة بشكل مباشر على بلدة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي، أيضاً، فبعد هذه العمليات النوعية والخاطفة كان ألاعتقاد السائد عند القادة الميدانيين بالجيش السوري أن معركة تحرير معسكرات الخزانات هي الخطوة ألاولى للجيش التي قد تؤمن “مرحلياً“ أولى مراحل التقدم بأتجاه عمق ريف ادلب الجنوبي .
“فمعسكرات الخزانات ” بموقعها الاستراتيجي بخريطة العمليات العسكرية السورية كانت تحتل أهمية استراتيجية باعتبارها مفتاح لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية فهي نقطة وصل بين ريف حماة الشمالي وريف أدلب الجنوبي ولها أهمية أستراتيجية كبرى بخارطة المعارك المقبلة بالشمال السوري بشكل عام وريف ادلب بشكل خاص .
فبعد أن أصبح على مشارف العمق الاستراتيجي لريف ادلب الجنوبي، وبعد حسم معركة مورك بريف حماه الشمالي، وبعد مجموعة انهيارات واسعة بصفوف مسلحي جبهة النصره واخرها ببلدة مورك بسبب غياب التنسيق بين المجموعات المقاتلة ونقض التزويد اللوجستي بالسلاح والمال كما يدعون، مبررين بهذه الادعاءات أسباب هزائمهم الكبرى بمعارك ريفي حماة الغربي والشمالي ومنه ألى ريف ادلب الجنوبي، بدأت تخشى هذه المجاميع المسلحة أن تستمر سلسلة هذه الانهيارات وعلى قاعدة سلسلة أنهيارات احجار الدومينو، وصولاً الى عمق ريف ادلب الجنوبي مما سينتج عنه أن حصل تحرير الجيش لمنطقة خان شيخون، فالهدف الرئيسي للقادة الميدانيين بالجيش كان هو تحرير خان شيخون مروراً بفك الحصار عن معسكري الحامدية ووادي الضيف، وصولاً الى الريف الغربي الادلبي مروراً بجسر الشغور، وبهذا السيناريو أن تم فعلاً، سيكون الجيش السوري قد حقق هدفاً أستراتيجياً كبيراً ونجح بضرب وأسقاط مجموعة أهداف كدفعة واحدة، مما سيمهد له الطريق لفتح الطريق الى مدينة حلب .
ولكن مع تطور عمل هذا السيناريو المفترض على ألارض ,برز واضحاً أن “جبهة النصرة-احرار الشام ” قد تنبهت لهذا السيناريو مبكراً وهي بالفعل بدأت بحشد مقاتليها الفارين من معارك ريفي حماه الشمالي والغربي وبعض مقاتليها المتمركزين بمعظم ارياف ادلب، وبدأت معركة كبيرة وواسعة مزدوجة ألاهداف والمعايير تمثلت اولآ بطرد جميع مقاتلي ما يسمى “بجبهة ثوار سورية ” “من معظم ارياف ادلب، ثم أنطلقت باتجاه توسيع معاركها لتشمل معسكري وادي الضيف والحامدية المتمركزين ببلدة معرة النعمان، مستفيدة من عدد المقاتلين الكبير بصفوفها وكمية سلاح كبيرة غنمتها من “جبهة ثوار سورية “بعد طردهم من أجزاء واسعة من أرياف ادلب .
والمتوقع أن تتوسع عمليات جبهة النصره مستقبلاً لتشمل ادلب المدينة ,كما يؤكد بعض قاد تها أنه بالتزامن مع ذلك ستقوم بهجمات وعمليات أنغماسية اخرى، ومحاولة العودة مجدداً الى ريف حماه الشمالي من خلال العودة وبقوة الى بلدة مورك، كرد أعتبار لهم بعد الخسائر المدوية بريفي حماة الغربي والشمالي، والمؤكد هنا أنهم سيقومون بهجمات أنغماسية انتحارية على عدة جبهات بعد أستجماع قواهم مستفيدين من وفرة السلاح والمقاتلين بمحاولة لاستعادة بعض المناطق التي خسروها بريفي حماة الشمالي والغربي، وخصوصاً بلدة مورك بالريف الشمالي لحماه .
بالنهاية، فأن مجريات معارك ريف حماه الشمالي “مستقبلاً ” وريف ادلب الجنوبي ، لها مجموعة محددات ظرفية وزمانية ومكانية، وليس من السهل التنبؤ بمسار حركتها او طبيعة وكيفية الحسم فيها، وخصوصا بعد فتح “جبهة النصرة –احرار الشام “لمعارك واسعة في عموم المنطقة الشمالية الغربية لسورية ”معركة اسقاط معسكري الحامدية ووادي الضيف” ، و الهدف من هذه المعارك كما يتحدثون هو منع أي فرصة تسمح باختراق ما ينجزه الجيش السوري يسمح له بالتقدم باتجاه عمق ريف ادلب الجنوبي والذي سيمهد ان تم الى فتح طريق حماه –ادلب –حلب ,ومن هنا سننتظر مسار المعارك على ألارض وخصوصاً بألايام القليلة القادمة ,لنقرأ مسار المعارك بوضوح بعيدآ عن التكهنات، مع التأكيد على ان الجيش السوري مازال يمسك بزمام المبادرة بمحيط ريف ادلب الجنوبي فهو ألان يخوض معارك على مشارف بلدة خان شيخون الاستراتيجية، وبذات ألاطارف الجيش السوري حصن ريف حماه الشمالي وخصوصاً بلدة مورك عسكرياً خشية من اي اختراق لمحيط بلدة مورك الاستراتيجية.