حوار مع عباس الجمعة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية
أجرت صحيفة الحلم العربي لقاءً صحفياً مطولاً مع عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة ، بمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات ، تناول آخر مستجدات المشهد الفلسطيني، بجوانبه المختلفة وما يجري في المنطقة العربية.
اجرى الحوار : ناصر شحادي
ـ كيف تنظرون بعد وقف العدوان على قطاع غزة،والى اين ستقود المفاوضات الغير مباشرة ؟
اولا : في البداية أوجه تحية لشعبنا الفلسطيني الصامد على أرض قطاع غزة وعلى أرض الضفة والقدس وفي الأراضي المحتلة عام 1948، وأقول بأن هذا الصمود والانتصار والملحمة البطولية التي سطرها أبناء شعبنا في قطاع غزة قد شكلت بداية مرحلة جديدة في تاريخ الصراع الفلسطيني- الصهوني، والعربي- الصهيوني، لأن الشعب الفلسطيني وجه رسالة للعالم بأنه لا يمكن أن يستسلم ولا يمكن أن يتخلى عن حقوقه الوطنية، وأنه عندما يخير الشعب الفلسطيني بين الاستسلام والشهادة فإنه يختار الشهادة .
صحيح دفع شعبنا تضحيات جسام من دماء أبنائه الصامدين، ودُمرت البيوت والمشافي، وكان هناك الآلاف من الشهداء والجرحى، وأبيدت عائلات بأكملها ولكن خيار الشعب بقي واضحا على مدى 51 يوماً بوحدة ميدانية بين الفصائل ووحدة حقيقية على الأرض في مواجهة العدوان ً، إما النصر أو الشهادة، هذا يؤكد أن الشعب الفلسطيني وصل إلى قناعة أن مسار المفاوضات وصل الى طريق مسدود والرهان على الولايات المتحدة كوسيط فيما يسمى بـ"عملية السلام" هو مضيعة للوقت انتهى، ووصل شعبنا إلى قناعة أن لا سبيل لاستعادة الحقوق إلا عبر التوجه للامم المتحدة لمطالبتها بعقد مؤتمر دولي من اجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة مع التمسك بخيار المقاومة بكافة اشكالها، وخاصة انه لم يعد لدى شعبنا وفصائله وقواه أي قناعة بإمكانية التوصل لحلول سياسية مع كيان الاحتلال الذي يريد السيطرة على كل شيء.
وامام هذا الصمود لعبت الشقيقة مصر دورا مهما في وقف اطلاق النار وبدأت المفاوضات غير المباشرة عبر الوفد الفلسطيني الموحد تحت خيمة منظمة التحرير الفلسطينية فتم خوض المعركة السياسية كامتداد للمعركة العسكرية، وخاض الوفد الفلسطيني المعركة السياسية بشكل موحد وكان هناك محاولات جادة من قبل حكومة الاحتلال لتحقيق مكاسب سياسية لتعويض ماعجزوا عن تحقيقه في الميدان، وكانوا يحاولون الإجهاض السياسي لنتائج الصمود ولكن الوفد الفلسطيني الموحد كان يعي حقيقة ما تريده حكومة الاحتلال وبالتالي تم خوض المفاوضات بشكل موحد من البداية وحتى هذه اللحظة رغم تأجيل جولة المفاوضات نتيجة ما تعرض له الجيش العربي المصري في سيناء من عملية ارهابية اجرامية ادت الى استشهاد العديد من ابناء الجيش المصري الشقيق .
وحذر الجمعة من استمرار حالة المراوحة في ظل استمرار حالة الحصار لقطاع غزة دون أي تغير، واغلاق المعابر ، وعدم البدء بآليات إعادة الإعمار رغم انتهاء مؤتمر الاعمار في ظل وصول الأوضاع الكارثية المعيشية إلى حالة لا تحتمل، في ظل فوضى في التصريحات والبيانات عن طبيعة ومجريات وخطط وآليات تنفيذ عملية الإعمار بما ينهي معاناة الناس.
وطالب الدول المانحة والأمم المتحدة في سرعة تنفيذ قراراتها بإدخال مواد الإعمار، والبدء الفوري في إعادة إعمار البيوت المهدمة، بعيداً عن إملاءات الاحتلال وشروطه.
ـ كيف تنظرون الى ما حصل في سيناء ؟
في البدء اسمح لنا ان نتقدم بتعازي شعبنا الفلسطيني وجبهة التحرير الفلسطينية الحارة للشعب المصري الشقيق ورئيسه وقيادته ، ولذوي الجنود المصريين الذين اختلطت دمائهم بدماء الشعب الفلسطيني وقدموا تضحيات كبيرة من أجل الشعب الفلسطيني.
نحن نقول بأن هناك جهات معادية تقف وراء هذه العملية لا تريد الاستقرار لمصر أو استعادة دورها الريادي ومكانتها على المستوى الإقليمي وعلى مستوى الأمة العربية والإسلامية ، لافتاً أن هذه الجهات المعادية تريد العبث بالساحة المصرية لخدمة الأهداف الأمريكية والصهيونية في المنطقة، والتي تقوم على عملية التفكيك والتقسيم وخلق الفتن والحروب و إثارة النعرات والأزمات.
وقال ان مصر الدرع الواقي للقضية الفلسطينية ، ولا يمكن القفز عن الأمن القومي المصري ، ونقول أن المساس بأمن مصر يعني المساس المباشر بأمن الشعب الفلسطيني ، ولهذا نؤكد أن مصر قادرة على محاربة الإرهاب في سيناء ، ويجب تعزيز موقفها من مكافحة الإرهابيين وتأييدها بل ومساعدتها في سبيل تطهير سيناء ومصر والمنطقة من الإرهابيين، لافتا ان الأمن القومي المصري قضية قومية ولا يجوز المساس به بأي حال من الأحوال .
واضاف ان المدارس والشوارع والمستشفيات والمعالم التاريخية في قطاع غزة لا تزال شامخة بأسماء الجنود والشعراء والقادة المصريين الذي دافعو عن القضية الفلسطينية وقدموا دمائهم فداء لتحرير فلسطين.
ـ اين اصبحت المصالحة الفلسطينية؟
نحن نقول اليوم بعد هذا الصمود وهذا الأداء السياسي الفلسطيني وما يتعرض له شعبنا في الضفة الفلسطينية وخاصة في القدس والمسجد الاقصى ينذر بانتفاضة شعبية ضد الاحتلال وممارساته اليومية وضد ارهاب المستوطنين الذين يرتكبون جرائمهم تحت حماية جنود الاحتلال، فيجب على الجميع العمل من اجل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء أبدي للانقسام وما ولده من خسائر وتداعيات سلبية على الساحة الفلسطينية، فكفى من البعض الرهان على مشاريع خارجية ،نحن نقول للجميع بأن التحديات كبيرة وخطيرة ، وبالتالي يبنغي أن نعمل بشكل جدي وفاءً لأرواح الشهداء ووفاء للتضحيات من أجل المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وأن نعمل على تعميق الوحدة الوطنية الفلسطينية والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها مكسباً كفاحياً نضالياً حققه الشعب الفلسطيني بدماء شهدائه، وحصلنا على اعتراف عربي ودولي، وبالتالي المنظمة هي الكيان المعنوي الذي يحافظ على وحدة الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده، ويجب أن نتمسك بمنظمة التحرير ولا نقبل أية بدائل له ، وهذا يستدعي نبذ الخلافات الجانبية وأن نستمر بالعمل بشكل موحد في مواجهة التحديات من خلال رسم استراتيجية وطنية ودعم توجه القيادة الفلسطينية في التوجه الدولي وخاصة طرح القضية الفلسطينية في إطار الأمم المتحدة، لا التفاوض عليها، وهذا يجب أن يكون ضمن إطار رؤية استراتيجية جديدة، وضمن إطار استراتيجية ، لأننا نعتقد أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة هي مهمة كفاحية تتطلب حشد طاقات الشعب الفلسطيني وتتطلب وحدة وطنية وتتطلب استمرار المقاومة بمختلف أشكالها، ولن نحصل على دولة فلسطينية من خلال المفاوضات التي ثبت فشلها، ومن خلال الموقف الأمريكي والمرجعية الأمريكية التي ثبت انحيازها الكامل والمطلق إلى الكيان الصهيوني.
ـ في ظل ما تتعرض له المنطقة نتيجة الارهاب ما هي رؤيتكم ؟
ان ما تتعرض له المنطقة اليوم من هجمة امبريالية صهيونية ارهابية وظاهرة ما يسمى بداعش التي ترتكب المجازر ضد شعوب المنطقة وعلى الاخص في سوريا والعراق ولبنان وليبيا هي نتيجة مباشرة للتدخل الامبريالي الاستعماري منذ احتلال العراق بهدف الوصول الى تقسيم دول المنطقة إلى دويلات وكنتونات طائفية ومذهبية وعرقيه ، هذا هو المعنى المباشر لما يجري والهدف منه اقامة الشرق الأوسط الجديد، وان الهدف من كل تحرك للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، يبقى متصلاً بالوصول بالتحولات السياسية والديموغرافية في المنطقة وفي حال نجاح هذا المشروع لا قدر الله ، تكون دول المنطقة في خدمة الكيان الصهيوني وحمايته وتعزيز أمنه.
ونحن حذرنا مما يحاك للمنطقة منذ احتلال العراق وما اعلنته الادارة الامريكية من مشروع (الفوضى الخلاقة)، ولكن ما حال دون ذلك هو انتصار المقاومة في لبنان عام 2006 حيث افشلت مخطط الشرق الاوسط الذي دعت اليه وزيرة الخارجية الامريكية انذاك ، وما تلاه ايضا من صمود للشعب الفلسطيني ، جاء ما يسمى الربيع العربي هذا الربيع الذي كنا نتمنى ان يكون من اجل تحرر الانسان العربي ومعالجة القضايا التي تواجهها أمتنا ختى يكون له نتائج مباشرة على القضية الفلسطينية.لكن للاسف تبين لنا ان هذا الربيع اراد أن يستوقف القضية الفلسطينية، ويترك الشعب الفلسطيني يقاتل وحده إسرائيل التي تشكل خطرا على الأمن القومي العربي برمته، وليس على الشعب الفلسطيني فحسب، والآن بات واضحا أن هناك مخططا كبيرا يستهدف تقسيم العالم العربي وتفتيته، وإقحام كل دولة عربية في مشاكل هي في غنى عنها، وتخريبها وتدمير نسيجها الاجتماعي، وخلق صراعات مذهبية وطائفية وحرف الصراع، بدل من أن يكون الصراع مع إسرائيل يتم توجيهه بإتجاه صراع طائفي مذهبي، لذلك يجب أن نتنبه إلى هذا المخطط الكبير الذي يستهدف تفيتيت الأمة العربية والقضية الفلسطينية، لهذا ما نراه من ارهاب تكفيري تقوم بها عصابات لا تمت للدين بصلة هو شكلاً من أشكال (الفوضى المدمرة)، التي لا تكتفي بتقسيمات (سايكس بيكو) التي رسمتها قوى الاستعمار القديم، بل تهدف إلى تحويل هذا التقسيم إلى مرحلة أدنى من التفكيك والتفتيت، عن طريق تهشيم البنى الاجتماعية لشعوب هذه المنطقة، بمعنى آخر: تفتيت المفتت، ولكن هذه المرة ليس على أسس جغرافية، بل على أساس طائفي وعرقي ومذهبي، و التحديات كبيرة، ليس على المستوى الفلسطيني وحسب، بل على مستوى عموم المنطقة، داعياً إلى ضرورة انخراط الجميع في المعركة ضدّ الارهاب والتطرف، لأنّ الإرهاب الذي تتعرّض له المنطقة هو صناعة "أسرائيلية" لأنّ العدو "الاسرائيلي" هو ولادة الإرهاب الذي يرتكب المجازر وعمليات القتل الجماعي بحق الشعب الفلسطيني، وأن الأعمال الإرهابية التي تحدث في المنطقة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية لخدمة المشاريع الأمريكية والإسرائيلية.
لهذا نقول ان لا مهادنة ولا ضعف في وجه قوى الارهاب التكفيري، مهما كان الثمن ، فلنزرع فينا جميعا روح المقاومة لأنها حاجة موضوعية تفرضها طبيعة المرحلة، ونحن اليوم نوجه تحية إلى شهداء الجيش اللبناني وشهداء الجيش المصري وشهداء الجيش السوري وشهداء فلسطين وشهداء المقاومة الأبرار جميعا الذين اضاؤوا بدمائهم طريق العزة والكرامة من اجل غد افضل ، وهذا يتطلب اهمية استنهاض دور كافة الأحزاب والقوى والهيئات في تحصين الوحدة وتعبئة الشارع العربي ضد الإرهاب والتطرف، والانخراط في جبهة شعبية تضع برنامجا وآلية نضالية لمكافحة الإرهاب الذي لا يختلف عن الارهاب الصهيوني .
ـ كيف تقيمون الموقف العربي والاسلامي الان بدعم القضية الفلسطينية ؟
لم نشهد تحركا عربيا باستثناء مواقف الجمهورية الاسلامية في ايران وحزب الله وبعض الاحزاب العربية واليسارية والبرلمان العربي والبرلمانات العالمية ، ومع ذلك لا يمكن أن نفقد ثقتنا بأمتنا العربية والاسلامية وبشعبنا العربي، ونحن على قناعة بأن الشعوب العربية والاسلامية مع القضية الفلسطينية وستبقى معها، وأملنا كبير أن تستطيع الأمة العربية معالجة همومها وقضاياها، وأن تبقى بوصلتها تجاه فلسطين، ونحن نقدر مواقف دول امريكا اللاتينية وكذلك الاعتراف السويدي بدولة فلسطين ، ونأمل ان تتطبق قرارات القمم العربية والاسلامية بدعم صمود الشعب الفلسطيني وخاصة بشأن القدس .
ـ في الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات ماذاا توجهون؟
عشرة سنوات على غياب الرئيس الرمز ياسر عرفات عن ساحة النضال، هذا القائد والرمز غاب عن الدنيا وهو شاغلها ، غاب عن فلسطين التي أحبها وأحبته ،ولم يزل المسير نحوها لم يتوقف ولم يزل شلال الدم الفلسطيني يتدفق على أرضها وأوديتها وهضابها ، ولم تزل المقاومة الفلسطينية تقاوم وتعاند إملاءات القوة والبطش والجبروت الاميركي والصهيوني.
إن تاريخ الرئيس الرمز بنضاله يندغم بتاريخ القضية، كما اندغم تاريخ المجاهد القسام والحسيني وابو جهاد وابو العباس وابو علي مصطفى وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وعمر القاسم وسليمان النجاب وكل قيادات الشعب الفلسطيني التي رحلت في صفحات التاريخ الفلسطيني. اندغم تاريخه ، نضاله ، بفلسطين ليعطيها سفرا مضافا، وصفحات جديدة ، تحكي الرواية، لقد شكل بنضاله ورمزيته فصلا كاملا من التغريبة الفلسطينية طيلة مسيرة قيادته للنضال الفلسطيني.
إنها لحظات يستذكر المرء فيها تلك التجربة الطويلة المريرة والمتعرجة من النضال الوطني الفلسطيني المعاصر وهو على رأسها، شريط الاحداث لا ينقطع من بث الصور والمشاهد وتداعيات الاحداث، منذ الرصاصة الاولى ، وتفجير الثورة المعاصرة ، ومعركة الكرامة، ورحيل الثورة من الاردن بعد معارك ايلول وجرش وعجلون ، والحرب في لبنان ، واجتياح بيروت، والصمود الفلسطيني طيلة 88 يوما، ورحيل الثوار في مشهد سريالي وهم مجللون بأكاليل الغار ودموع المظلومين والمقهورين تودعهم على شواطئ بيروت، انتفاضة فلسطين الاولى ، والانزلاق الاخير نحو اوسلو ، وانتفاضة الاقصى التي تحولت الى مقاومة لم تزل جذوتها لم تنطفئ، كان مشهدها الاخير حصار الرئيس واغتياله لوقف دوره ونضاله في قلعة المقاطعة، قاد الشعب الفلسطيني من محطة الى محطة، ومن زمن الى زمن، ومن موقف الى موقف، وظل صامدا في وجه المطالب الاميركية والصهيونية بدفن القضية وشطب القدس ووأد حق العودة ، فكان قائداً وطنياً فلسطينياً وقومياً عربياً وثائراً أممياً، حمل غصن الزيتون بيد وبندقية الثائر باليد الاخرى ليؤكد للعالم عدالة قضية شعبه .
الرئيس الشهيد الرمز ابو عمار كان يعي اهمية العمل الوطني الموحد، وكان يستمع لجميع الاراء حتى المعارضة له، ويحترمها، وكان دائما يشدد على الوحدة الوطنية، هذا هاجس دائم عنده ، وكان حريصا على مشاركة الجميع، وكانت العلاقة بينه وبين الجبهة هي علاقة تاريحية ونموذحية وخاصة بين الرئيس الشهيد ابو عمار والشهيد القائد الامين العام ابو العباس ،إن للشهداء والمناضلين حقا علينا، وفاء لهم، وعهدا قطعناه معهم بأن تستمر المسيرة مهما بلعت التضحيات .
ـ كيف ترون العلاقات الفلسطينية اللبنانية ؟
نحن حريصون كل الحرص على وحدة لبنان الشقيق واستقراره وأمنه وفي الحفاظ على السلم الأهلي ، وعلى العلاقة بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني ودعم الخيارات الوطنية التي يرتضيها الأشقاء في لبنان لأنفسهم، ولن نكون إلا تحت سقف القانون اللبناني، لان استقرار لبنان وأمنه وسيادته ووحدته وحكم القانون معه هو الضمان الأكبر لحماية واستقرار المخيمات ، وخاصة ان التجربة الطويلة تثبت أن لبنان الشقيق كان أكثر الاشقاء العرب التزاماً للقضية الفلسطينية ، وتميزت العلاقة مع الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية ، هذه العلاقة هي علاقة تلاحم امتزج فيها الدم الفلسطيني واللبناني في مواجهة العدو الصهيوني، وما زالت القضية الفلسطينية هي في عمق وصلب برامج وسياسة المقاومة في لبنان ، وتاكيد من جميع القوى الوطنية اللبنانية علي أنه لا سلام في المنطقة دون أن يسترد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه في أرضه وسيادته وحقه في العودة الى دياره ، ونحن هنا نثمن مواقف لبنان الشقيق الرسمي والشعبي وقواه واحزابه ومقاومته الوطنية والاسلامية بقيادة حزب الله الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني ، ولا بد ان نقدر مواقف دولة رئيس المجلس النيابي اللبناني الرئيس نبيه بري الذي يعبر بشكل كامل عن مساندة الشعب الفلسطيني وهو من دعى لمجلس نيابي من اجل نصرة الشعب الفلسطيني على اثر العدوان على غزة ، لهذا نقول أن بوصلة الشعب الفلسطيني ستبقى موجهة نحو فلسطين ، ونحن اليوم نعرب عن تضامننا مع الجيش اللبناني الذي يقدم قوافل الشهداء بمواجهة الارهاب ، هذه إلارادة تجاوزت الاختبارات الصعبة، وستتجاوز ما هو أصعب، وتلك هي معركة المواجهة من اجل استئصال هذه القوى الارهابية التكفيرية ولدرء كل الأخطار المحدقة التي يتعرض لها لبنان الشقيق حتى يبقى سندا لفلسطين .
حوار مع عباس الجمعة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية
تاريخ النشر : 2014-11-04
