مسلسل سامكو.. الحقيقة والتجني
علي محمد الموسوي
تابعت بعض حلقات( سامكو) من على شاشة الفضائية العراقية الذي كتب حلقاته السيد ضياء سالم، عن ظاهرة المحتال "سامكو" الَّتي طرأت على المجتمع العراقي إبان الحصار الاقتصادي في تسعينات القرن الماضي. وكان فيه الكثير من الافتراءات والمغالطات التي سوقت بهرج ومرج وصياح الممثلين الذين كانوا في وقت سامكو في الابتدائية وبأحسن حال بالمتوسطة، وما كان عليهم الا تأدية ادوارهم وفق ما هو مرسوم اليهم..
فقد عرف العراق ظهور محتالين وشركات وهمية كشركة سامكو وغيرها ، كان يديرها محتالين يدعون أنهم يوظفون أموال من يرغب بذلك وتمكنوا من سرقة أموال بعض السذج من الناس والبعض الآخر من الجشعين الذين لا وجود للقناعة في قاموسهم . . ولكن سرعان ما سقطوا في يد العدالة بعد متابعتهم من قبل الاجهزة الامنية . . وطوى الزمان صفحة إجرامية كانت غريبة عن المجتمع العراقي ، ولم تدوم ألا فترة زمنية قصيرة . . وكانت أحداثها ونتائجها عبرة لكل محتال ولكل جشع ولكل ساذج .وفي النتيجة القي القبض على سامكو المحتال وتم الحجز على امواله المنقولة وغير المنقولة وعلى السجلات والاموال المثبتة فيها لكل شخص سلم مبلغ من المال او دار سكن او سيارة كرهن لدى سامكو وشكلت لجنة لتصفية اعماله وتم الاعلان بواسطة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لمراجعة اللجنة في محكمة احداث الكرخ في حي العدل واللجنة من اكثر من ثلاث قضاة ومدع عام وموظفين ومحققين عدليين.. والسؤال: لماذا لايربط السيد كاتب هذا المسلسل مع ما حصل بعد الاحتلال حيث امتلأ العراق بكائنات غريبة لم ير العراقيون مثلها سابقا ألا القليل، لقد أصبح العراق "الجديد الديمقراطي ".! مصنعا لإنتاج سامكوات من الوزراء والنواب واحزاب مساهمة بالحكومة و من معارفهم وابنائهم واخوانهم يعقدون صفقات وهمية وبطرق احتيالية من خلال ما سميت بفضائح الفساد المالي والاداري للذين هم في سلم المسؤولية من خلال شركات وهمية وعقود وهمية بملايين بل بمليارات الدولارات كنت اتمنى من السيد كاتب المسلسل ان يتطرق عن سامكوات وزارة التجارة والصناعة والكهرباء والنفط والدفاع وامانة بغداد ووو..والتي اثيرت من على الفضائية البغدادية وبالوثائق الدامغة من قبل نواب وقضاة، لان سامكو 1992 احتال على عدد من المواطنين اما سامكوات الحكومة فقد احتالوا على كل الشعب العراقي من شماله الى جنوبة ومن شرقه الى غربه. من خلال نهب وتبديد ثروات البلاد والعباد.ولازالت ملفات الفساد لم يجف حبرها ولم تحسم بعد...كنت اتمنى ايضا ان يعرض الحقائق دون ان يغطيها بهذا الهوس والجنون والتخلف الدرامي الهزيل...
مسلسل سامكو.. الحقيقة والتجني بقلم: علي محمد الموسوي
تاريخ النشر : 2014-10-06
