دواء وعناء "مرضى الثلاسيميا" ...العدوان على غزة بقلم: ولاء شماسنه
تاريخ النشر : 2014-09-02
دواء وعناء "مرضى الثلاسيميا" ...العدوان على غزة بقلم: ولاء شماسنه


دواء وعناء "مرضى الثلاسيميا" ....... العدوان على غزة
بقلم المتطوعة: ولاء شماسنه
منذ مساء يوم الخميس الموافق 14.8.2014 ناشدنا مريض الثلاسيميا من قطاع غزة لتأمين له علبة دواء غير متوفرة في غزة، واذا بنا نطرق جميع الجهات المساعدة لتأمين الدواء لكي ننقذ حياة انسان مصاب بالثلاسيميا..... ومن الفاجع في الأمر ان الدواء أيضا غير موجود في الضفة وذلك بسسب انقطاع في عملية استيراد الدواء من الخارج.... شعرت للحظة رغم وجود أشخاص ومؤسسات نعرفها لم يعد لها كيان على ارض الواقع من أجل خدمة انسانية عاجلة..... توجهت وبدافع قوي اطرق أبواب كافة الصيدليات الموجودة في مدينة رام الله وبعد لحظات من الغضب وخيبة الأمل...... ُوجدت بين الأدوية علبة دواء وحيدة لا مثيل لها من الدواء الأجنبي، وفي بداية الأمر رفض الصيدلاني إعطائي العلبة كاملة لأنه يوجد مرضى قلب يأخذون الدواء نفسه وهذه مشكلة أخرى... وبعد الاصرار على اخذ علبة الدواء كاملة لانها بالفعل أمل حياة مريض ثلاسيميا  يعيش تحت حالة من الحرب  في ظل النقص الشديد في الأدوية التي يتلقاها مرضى
الثلاسيميا في قطاع غزة........
أصبحت أملك علبة الدواء وشعرت بأنني صاحبة مسؤولية وواجب إنساني تجاه هؤلاء المرضى الذين جاؤوا للحياة مصابين بمرض وراثي اسمه الثلاسيميا .......... وبدأت أواجه عقدة اكبر من توفر علبة الدواء ألا وهي من سيحمل ويذهب بهذه العلبة الى قطاع غزة في ظل الأوضاع الراهنة الغير المستقرة..... بدأت  الاتصالات والمحادثات من ارقام هواتف الى ارقام أخرى ، معارف كثيرة إما تفتح الأبواب بوجهي وفي المقابل تغلقها  يوم مر لم اعرف كيف ذهب وانقضت ساعاته وانا احاول الوصول الى الشخص المساعد. وبعد مضي ساعات كنت قد علمت انه في هذه الأوضاع الجهات المساعدة في حالة الطوارئ هما الهلال الأحمر الفلسطيني والصليب الأحمر.... وتوصلنا بمساعدة اشخاص في قمة الانسانية الى مدير الطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني على امل كبير ان يكون المساعد لنا في ايصال علبة الدواء الى غزة واذا به يخبرني بانه هناك فريق من الصليب الأحمر سيتوجهون الى غزة صباح يوم الأحد واذا بعلبة الدواء من رام الله الى القدس الى مقر الصليب الأحمر .... انتظرت صباح الاحد مر اليوم ولم اعرف شيئا حاولت الاتصال بالصليب الأحمر لكي اطمئن المريض على تحرك الفريق واخذ علبة الدواء معهم ومعرفة من الشخص الذي سياخذها للمتابعة معه ومرت ساعات واذا بي احاول الاتصال مرة اخرى وقد علمت بان الفريق لم يتحرك الى غزة... بسبب التأخير في اجراءات التنسيق لخروجهم الى غزة......وجاء يوم الاثنين ومزيدا من الاتصالات لم اعرف شيئا ولم احصل على معلومة ..... أصبت بحالة  من القلق و أصبحت لا اريد التكلم ولا الاتصال مع اي جهة لان الوضع بات في خطر شديد على حالة مريض الثلاسيميا الذي يتواجد في مستشفى الشفاء منذ بداية الحرب على غزة.
 حالة من اللانسانية في وقت الانسانية لا تعرف حدودها..... مر يوم بأكمله تمنيت ان لا استيقظ على يوم جديد أخر ويوم أخر وعلبة الدواء لم تصل غزة، وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 420.8.201 وصلني هاتف من زملائي بأنه ذاهب إلى الهلال الأحمر الفلسطيني لاستلام علبة الدواء التي وصلت إلى عن طريق الصليب الأحمر إلى غزة ..انه الدواء والعناء في مسار حياة مرضى الثلاسيميا في فلسطين ! تتساءلون عن حال مرضى الثلاسيميا في غزة الآن؟! سأخبركم وأنا أكفكف أدمعي بأن خمسون ثلاسيميّاً اضطروا إلى هجر بيوتهم والنزوح عنها مع عائلاتهم كي لا يضطروا إلى لملمة ركام بيوتهم وإخراج أهلهم من تحتها، أو كي لا يضطر أهلهم إلى لملمة رفاتهم من تحت ذلك الركام ..."
أحب إن أوجه كل الاحترام الى كل ما تعامل معي بانسانيته الطيبة التي لا تقف عن حدود معينة  لا توضع في قوالب مؤسساتيه