إعلام المقاومة يجرد الدعاية الإسرائيلية في حرب العصف المأكول على غزة 2014 بقلم أ. علاء الدين صلاح عيد
تاريخ النشر : 2014-08-23
إعلام المقاومة يجرد الدعاية الإسرائيلية في حرب العصف المأكول على غزة 2014
بقلم أ. علاء الدين صلاح عيد*
    مما لاشك فيه أن الحروب المعاصرة أصبحت تعتمد بشكل أساسي على حرب المعلومات والإعلام، وتوقيت وقت الإعلان عنها وحتى إخفائها، وهذا التلاعب الإعلامي في تلك المعلومات بلا شك له الأثر الكبير في نفسية الجمهور في شقي الأطراف المتنازعة، وقد حاول الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على قطاع غزة التلاعب بالألفاظ كعادته، والعمل على زعزعة النفسية الفلسطينية والتلاعب بالنفسية الإسرائيلية من أجل تحقيق أهدافه المزعومة. ولعل المتابع للصحافة والتلفزيون الإسرائيلي يكشف حقيقة إفلاسه الإعلامي، حيث استعان بالعديد من الشخصيات الإسرائيلية والوزراء السابقين من أجل إقناع الجمهور الإسرائيلي بضرورة الاستمرار في الحرب على غزة وحماس تحديداً، وإبراز الخطر الذي تشكله المقاومة وحماس تحديداً على أمن المواطن الإسرائيلي وضرورة شن تلك الحرب من أجل توفير الأمن لما يسمى دولة إسرائيل.
    وحتى نتقرب أكثر من ملامح الإعلام الفلسطيني الذي سخر كل إمكانياته بنجاح من أجل مواجهة ترسانة الإعلام الإسرائيلي دعونا نتعرف على المبادئ العامة التي اعتمد عليها كل من الإعلام الإسرائيلي والإعلام الفلسطيني.

الدعاية الإسرائيلية المستخدمة في الإعلام خلال حرب العصف المأكول:
1- التحريض على الفلسطينيين وترويج الأكاذيب:
عملت الدعاية الإسرائيلية منذ اليوم الأول في حربها على غزة على ترويج الأكاذيب، معتبرة أن ما تقوم به إسرائيل هو الدفاع عن أمن مواطنيها (المستوطنين)، حيث أن حماس هي من بادرت بفتح باب المواجهة من خلال اختطافهم لثلاثة مستوطنين ومن ثم قتلهم حسب الرواية الإسرائيلية، وبالتالي كان لابد لإسرائيل أن تقوم بعملية عسكرية واسعة هدفها القضاء على حركة حماس في قطاع غزة، حيث أن أوامر الخطف والقتل جاءت من قيادات حركة حماس في قطاع غزة. متناسية بذلك التجاوزات الإسرائيلية بحق القطاع من حصار خانق وعدوان متلاحق، واعتداءات على أهلنا في الضفة الغربية وحرق الطفل الفلسطيني المقدسي بلا أدنى شفقة على يد المستوطنين.
2- تحميل السكان في قطاع غزة المسئولية:
    عمدت الرواية الإسرائيلية إلى تحميل الفلسطينيين القاطنين في قطاع غزة المسئولية الكاملة عن احتوائهم لحركة حماس وغيرها من فصائل المقاومة التي – حسب الرواية الإسرائيلية- عزز من وجودها وقدرتها العسكرية وانضمام غالبية أبناء القطاع لفصائل المقاومة، وهذا ما أكد الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلية افيخايأدرعيحينما سألته مذيعة قناة الجزيرة عن أن غالبية الشهداء والجرحى من المدنيين والأطفال والنساء وأجابها بأن الفلسطينيين هم من يتحملوا مسئولية ذلك لأنهم لم يخرجوا من بيوتهم ولم يستجيبوا لتحذيرات جيشه وفضلوا الدفاع عن المقاومة وحماس.
3- التفاخر بقتل الأطفال والنساء:
    وكانت هذه سابقة جديدة في الإعلام الإسرائيلي وتحول خطير في هذه السياسة الإعلامية حيث أنه كان بالماضي يدعي الجيش الإسرائيلي بأن القتل للأطفال والنساء والشيوخ وحتى المدنيين كان بطريق الخطأ، إلا أن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أكد افتخاره واعتزازه بالانتماء لهذا الجيش القاتل، لأن جيشه يقوم بالدفاع عن المواطنين الإسرائيليين، وأن حماس وفصائل المقاومة هي من تقوم بالاحتماء بالمدنيين الفلسطينيين الذين يدركون جيداً خطورة ذلك.
حيث وردت تعليقات إسرائيلية مختلفة تبرر مقتل الفلسطينيين تشير إلى عدم وجود ما يعرف بالحرب النظيفة، وبالتالي لا يجب على إسرائيل أن تأسف على الإصابة غير المقصودة للمدنيين، في إطار حربها على حماس، وعلى المقاومة الفلسطينية بشكل عام، خاصة وأنها تخوض ضد حماس حرباً شاملة، كما أن المدنيين الذين يقدمون المأوى والدعم للمقاومين لا يستحقون أن يطلق عليهم مصطلح أبرياء، ولا ينبغي أن نذرف الدموع عليهم، ويبررون أن المدنيين هم المسئولين عن سماح المقاومين لاستخدامهم كدروع بشرية.
4- الادعاء بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان يحذر المواطنين قبل قصف بيوتهم حفاظاً على سلامتهم:وهذا كان محض افتراء لأن تحذير المواطنين قبل قصف بيوتهم بأقل من خمس دقائق خاصة وأن القصف كان يطول البيوت الآمنة في أوقات ما بعد منتصف له ضرب من الخيال، فكيف يستطيع المواطنين النيام تلقي هذه التحذيرات والخروج في مدة لا تتجاوز الخمس دقائق، وكيف يمكن تفسير البيوت التي هدمت على ساكنيها دون سابق إنذار، واستهداف سائقي الدرجات النارية، ومجزرة سوق الشجاعية كل هذا يدل على كذب الرواية الإسرائيلية.
5- التلويح بعودة سياسة الاغتيالات:
    بعد أن أعلنت تل أبيب قيامها بالحرب البرية، والتهديد بها والتي لم تسمن ولم تغن من جوع، بالعكس كبدها خسائر فادحة في صفوف جنودها، راحت تلوح باللجوء إلى سياسة الاغتيال لقيادات فصائل المقاومة، ولأجل التلاعب أكثر بنفسية المواطنين راحت تنشر قوائم خاصة بالاغتيال كنوع من الحرب النفسية، إلا أن ذلك لم يكن بذا قيمة، حيث أن إسرائيل لم تنجح في هذه السياسة فهي لم تستطع الظفر بأي من القيادات الفلسطينية ممن وضعتهم على لائحة الاغتيال، في محاولة أخرى أيضا ،
،، وهذا لم تنجح به إسرائيل إلا حينما أقدمت على اغتيال القادة الثلاث في كتائب القسام في رفح والذي لم يثني المقاومة عن عزمها ومضيها في طريق الجهاد.
6- الفلسطينيون مجرد أرقام:
    اتبع الإعلام الإسرائيلي في حديثه عن الشهداء الفلسطينيين والضحايا على أنهم مجرد أرقام دون تسليط الضوء على حقيقة الأمر، فراحت الصحف العبرية تنشر أرقاماً للشهداء بطريقة التهميش دون الحديث عن طريقة قتلهم أو حتى ظروف القتل، وإنما مجرد الإشارة إلى قتل عدد من الفلسطينيين في إشارة لأسلوب المبنى للمجهول في قتلهم، إلا أنه في مرات معدودة قدم الأخبار بصيغة المبني للمعلوم، وذلك عند حدوث عمليات اغتيال والهدف من ذلك تبيان وتعزيز القناعة بأن الجهود الأمنية الإسرائيلية تتعامل بفاعلية مع التهديد الكامن الذي يمثله الفلسطينيون، ولقد ظهر هذا الأمر جلياً عند اغتيال القياديين البارزين في حركة حماس، فلم يتم ذكر عدد القتلى الفلسطينيين عند محاولة اغتيال القائد محمد الضيف، عندما قامت طائرات الاحتلال باستهداف منزل عائلة الدلو وتدمير المنزل على رؤوس ساكنيه وسقوط عدد من الشهداء والجرحى كان معظمهم من النساء والأطفال، كما لجأ الإعلام الإسرائيلي لاسيما المرئي منه إلى التلاعب بالصورة التلفزيونية من خلال تقريب العدسة على الجمهور الإسرائيلي أثناء تشييع أحد القتلى الإسرائيليين، أو تسليط الضوء على المنازل التي طالتها صواريخ المقاومة، وإظهار حالة الهلع في صفوف الإسرائيليين عند تعرضهم لصواريخ المقاومة، مما يعطي تأثيراً كبيراً للمشاهد، ويوجد حالة تضامنية معه في حين تغيب صورة الضحايا الفلسطينيين تماماً. بينما كان التلفزيون الإسرائيلي بمختلف قنواته يبث أحياناً صوراً لجنازات القتلى الفلسطينيين عن بعد، كما أنها تأتي من خلال لقطات قصيرة لا توحي بمظاهر الحزن والألم التي تعتصر قلوب المشاركين فيها، وتجاهلت أيضاً الصورة المؤثرة عن عمليات انتشال الأطفال من تحت الأنقاض التي تناولتها شبكات التلفزة العربية والأجنبية، وتركزت على صور المسلحين الذين يتقدمون الجنازات.
7- الزعم بأن قادة حماس ينأون بأنفسهم وبأبنائهم عن الحرب:
    حيث حاولت الدعاية الإسرائيلية تسوق بأن قادة المقاومة بما فيها حركة حماس تسعى جاهدة للاختفاء والنأي بعائلاتهم عن أماكن الصراع في قطاع غزة حفاظاً على حياتهم، ويضعون الشعب في فوهة المدفع والتضحية بهم، إلا أن ذلك كان عارياً عن الصحة، واضح وضوح الشمس للقاصي والداني، حيث أن العديد من قيادات فصائل المقاومة تعرضت منازلهم للهدم، والقصف، وتم استهداف العديد من عائلاتهم بل حتى واغتيالهم شخصياً ولا ننسى بذلك اغتيال الشهيد المؤسس الشيخ أحمد ياسين ، وصلاح شحادة وأحمد الجعبري وغيرهم...إلخ.
8- المراوغة والتضليل:
    وهذا ظهر جلياً من خلال قيام سلطات جيش الاحتلال بالتنصل من اتفاقيات التهدئة سواء التي كانت برعاية مصرية أو التي كانت بتوافق مضمن من الطرفين، حيث قامت بخرق التهدئة أكثر من مرة، وإلقاء الحجج المضللة سواء للرأي العام الدولي، أو الرأي العام الداخلي وهذا ظهر جلياً حينما خرقت إسرائيل اتفاقية التهدئة وقامت بمجزرة رفح حينما ادعت بأن المقاومة الفلسطينية قامت بخرق التهدئة وأسر الضابط الإسرائيليهدارغولدرين، في حين أن حركة حماس أكدت بأنه ليس لديها معلومات عما تدعيه إسرائيل، وأن العملية كانت قبل دخول ساعات التهدئة حيز التنفيذ وأن العملية كانت تؤكد مقتل الجنود الصهاينة لأن مسافة الاشتباك كانت من نقطة صفر، وجاءت الاحداث متعاقبة لتؤكد كذب الدعاية الإسرائيلية.
9- العمل على نشر الفزع والإشاعات في صفوف المواطنين:
    وذلك من خلال قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بإلقاء منشورة تحذيرية للمواطنين بضرورة مغادرة منازلهم، وعدم حماية الإرهابين حسب زعمهم لأن ذلك يعرض حياتهم للخطر، إضافة إلى اختراق شبكات المحمول والتلفونات الأرضية من خلال بث رسائل تنذرهم بقصف منازلهم، وتحميل المسئولية لخالد مشعل وحركة حماس بأنهم خلف هذا العدوان على قطاع غزة، إلا أن المواطنين الفلسطينيين كانوا أكثر وعياً ولم يستجيبوا لتلك الرسائل الإعلامية، وهذا ما أكدته وسائل الإعلام الفلسطيني حينما كانت تقوم بعقد مقابلات لأصحاب الانتكاسات وأصحاب الشهداء والبيوت المدمرة أنهم صامدون ومع المقاومة حتى لو كلفهم ذلك كل ما يملكون مادياً وبشرياً.
الدعاية الفلسطينية في مواجهة الإعلام الإسرائيلي خلال حرب العصف المأكول:
    استطاع الإعلام الفلسطيني ولا سيما إعلام المقاومة من ردأ الصورة المعاكسة للإعلام الإسرائيلي، والعمل على تصحيح أخطائها السابقة في الحروب السابقة مع الكيان الإسرائيلي، فعملت على فضح سياسة المحتل الإسرائيلي من حيث استهدافه للأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل، واستهداف المساجد والبيوت الآمنة، والمصانع في محاولة كانت ناجحة في دحض الدعاية الصهيونية حيث ارتكز الإعلام الفلسطيني (إعلام المقاومة) على عدة مرتكزات وهي:
1- إبراز انتهاك حقوق الإنسان من خلال استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للبيوت والمنشآت المدنية:
    عمل الإعلام الفلسطيني بكل وسائله المختلفة (إذاعة ، تلفزيون، فضائيات، صحف، مواقع الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي) على فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال توثيقها لكل الجرائم الإسرائيلية، وإبراز حجم الخسائر التي تعرض لها أبناء شعبنا الفلسطيني والضحايا، وفتح موجات خاصة متواصلة على مدار 24 ساعة لمواصلة فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والاستعانة بالشهادات الحية سواء من شهود العيان، أو من الناجين من تحت الأنقاض، وفضح كذب الرواية الإسرائيلية حول استهداف أماكن ومخابئ خاصة بالمقاومة. على الرغم من فداحة المشاهد لأشلاء الأطفال والأقدام المبتورة إلا أن وسائل الإعلام عمدت إلى إظهارها بشكل واضح لإبراز الانتهاكات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين والمنشآت الفلسطينية، مما أكسب تعاطفاً دولياً واضحاً تجاه ما يحدث في قطاع غزة.
2- تحذير المدنيينالإسرائيليين:
    كان إعلام المقاومة حقيقة يرقى إلى مستوى الإعلام المتقدم، حيث كانت خطابات المقاومة واضحة جلية تحمل كل شيء يشبع تساؤلات المواطن الفلسطيني أولاً، والإسرائيلي، والدولي، فاستخدمت استراتيجية حربية إعلامية من الطراز الأول، وهو تحذير المدنيين الإسرائيليين من التجمع أو العودة لمنازلهم قبل إطلاق صواريخ المقاومة، وهذا ما وضحه أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، حينما حذر المدنيين الإسرائيليين من العودة لمنازلهم والبقاء بالقرب من الملاجئ، وعدم التجمهر، وكان المثير للمفاجأة أن تعطي المقاومة المهلة الكافية لهم من أجل تحذيرهم ، وهذا كان قوة إعلامية رادعة لما تقول عنه إسرائيل بأنها تحذر المواطنين الفلسطينيين قبل قصفهم بدقائق فقط، وبذلك أصبح الإسرائيليون يعتمدون على خطابات المقاومة بدلاً من وسائل الإعلام الإسرائيلي الخادعة لهم، وهذا ما أكدته غالبية الصحف العبرية التي أوردت أن سكان المستوطنات أصبحوا يتنظروا خطابات أبو عبيدة من أجل التعرف على طبيعة سير حياتهم. إضافة إلى أن مثل هذا التحذير يجعل المقاومة الفلسطينية في منأى عن المحاسبات الدولية الجائرة التي تتهم المقاومة باستهداف المدنيين.
3- تحذير الدول والمؤسسات الأجنبية التي لها مصالح مع إسرائيل:
    قام إعلام المقاومة من خلال رسائلها الإعلامية بتوجيه رسائل تحذير واضحة للدول التي لها مصالح في دولة الاحتلال بعدم استخدام المطار مطار اللد (بنغوريون) في عمليات الملاحة الجوية، كما حددت الساعة التي يبدأ عندها العد التنازلي لدخول تحذيرها حيز التنفيز مما حذا بالعديد من الدول بتعطيل رحلاتها من وإلى دولة الاحتلال، وهذا يعني نجاح الخطاب الإعلامي الفلسطيني تجاه المجتمع الدولي، وأبرز أخلاقيات المقاومة في عدم زج الآخرين في عملياتها المشروعة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، مما جعلها تكسب ثقة المجتمع الدولي في خطابها وهذا يمهد خطوة أولية إرسال المزيد من الرسائل الإعلامية التي ستلقى أرضاً خصبة للدفاع عن قضيتنا المشروعة.
4- الاعتماد على استراتيجية المفاجأة في خطابها للجمهور الفلسطيني:
    اعتمدت المقاومة الفلسطينية على مبدأ المفاجأة في خطابها للجمهور الإسرائيلي أو الفلسطيني، حيث أصبحت تحتبس الأنفاق عند الإعلان عن موعد للخطابات المقاومة، لأنها تحمل المفاجآت، ولا يستطيع الفلسطينيون أن ينسوا ذلك اليوم الذي أعلن فيه أبو عبيدة نبأ أسرهم الجندي الإسرائيلي شاؤل أرون حيث عمت الأفراح في جميع المدن الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، وعم العويل والبكاء في أرجاء دولة الاحتلال بعد هذا النبأ التي كان في نهاية الخطاب الإعلامي الذي تحدى فيه رئيس الاحتلال بنيامين نتياهو بأن ينكر هذا النبأ، وهذه الاستراتيجية نجحت في جعل الكيان الإسرائيلي يبتعد عن استراتيجيته المعهودة بإخفاء المعلومات وتضليل الرأي العام الإسرائيلي.
5- التوحد في الخطاب العسكري والسياسي:
    وهذا برز جلياً حينما أعطت المقاومة العسكرية الفلسطينية الفرصة كاملة للمفاوض الفلسطيني وضبط النفس عن عمليات الخروقات الإسرائيلية، وعدم انشقاق الصف الفلسطيني في الداخل المقاوم، والمفاوض في الخارج المقاوم بطرق سياسية، عمل الخطاب الإعلامي الفلسطيني على إبراز المطالب العادلة الأساسية للشعب الفلسطيني التي من شأنها رفع الحصار وتحسين ظروف الحياة الأساسية للمواطن الفلسطيني، وأكد ذلك الخطاب العسكري والسياسي بأنها مطالب إنسانية ومستحقة وكانت موجودة في السابق لو تعنت الجانب الإسرائيلي وتدمير جهود المفاوضات. وأبرزت أن الجانب الإسرائيلي هو من لا يريد التفاوض ولا إعطاء أي استحقاق للفلسطينيين أمام العالم العربي والدولي وحتى المجتمع الإسرائيلي الذي انقسم إلى جزء كبير يؤيد إنهاء الحرب بطرق سياسية لأن نتياهو لم ينجح في تحقيق أي من الأهداف.
6- الرد الفوري على ادعاءات الجيش الإسرائيلي:
    راح الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي يروج إلى أن الجيش قام بعمليات واسعة وناجحة وقضى على الأنفاق، وعلى منصات الصواريخ ودمر جذور المقاومة، وجاءت الخطابات الإعلامية والبيانات العسكرية لتؤكد بالفعل عدم صدق الرواية الإسرائيلية، حيث كان الخطاب الإعلامي يظهر يليه قصف موسع للمدن الإسرائيلية المحتلة، في رد واضح على افتراء الدعاية العسكرية الإسرائيلية مما جعل الإسرائيليين يتجهون نحو الخطاب الإعلامي الفلسطيني المقاوم في استقاءهم المعلومات، وهذا حذا بهم للخروج بمسيرات تطالب بوقف خزعبلات نتياهو والتسوية السياسية مع الفلسطينيين لأنهم لا يثقون به، وأن المقاومة نجحت في إرباك العدو الصهيوني.
    من خلال العرض السابق والذي اعتقد أنه لم يشمل كافي مناحي الاعلام الفلسطيني في مواجهة الإعلام الإسرائيلي لأن ذلك يحتاج إلى دراسة مستفيضة وتحليلاً للمضمون للوقوف بشكل أكثر وضوحاً على مدى انتصار الإعلام الفلسطيني (إعلام المقاومة ) على ترسانة الدعاية الإسرائيلية الزائفة، نجد أن الفلسطينيين قد نجحوا في التعلم من أخطائهم السابقة في الحروب التي مضت، وحققوا نصراً إعلامية بحاجة إلى حسن الاستغلال مستقبلاً من أجل محاكمة ومقاضاة مجرمي الحرب الصهاينة.