إلى روح الشهيد وجيه مطر بقلم:ابراهيم على
تاريخ النشر : 2005-12-29
إلى روح الشهيد وجيه مطر بقلم:ابراهيم على


إلى روح الشهيد وجيه مطر

سيرة مناضل

على رابية من روابي شمال فلسطين بالجليل الأعلى في قرية نحف ولد وجيه مطر و فى إحدى مخيمات اللجوء فى جنوب لبنان /مخيم الرشيدية/ عاش وجيه طفولته الأولى بعيداً عن قريته التي أجبر على تركها بفعل العدوان، نشأ في وسط أسرة محافظه كاد حه فقدت المال والمتاع لكنها احتفظت بكرامتها وعزتها وأنفتها وكبرياء ها، فوالده عمر مطر من وجهاء فلسطين.ومناضلاً من مناضليها.

كبر وجيه وكبر حبه وشوقه الى وطنه وقريته التي أحب، وبعد بلوغه سن الرشد كانت تباشيرالثورة تهل على لبنان فوجد فيها ضالته وأملاً للخلاص من واقع الذل والهزيمة والإنكسار، وطريقاً للتحرير والعودة إلى قريته نحف التى أحب تلك القريه التي كان يرى فيها اسماً كودياً لكل فلسطين ، فأمتشق السلاح مع كثير من اترابه ممن جمعتهم هموم التشرد والضياع فكانت فتح انتماؤه الأول تدرب فى مواقعها وشارك فى معاركها الأولى عبر جنوب لبنان كان مقدام و شعلة من النشاط في الوسط الشعبي، يحرض ينظم يدفع بأبناء جيله وأصدقائه للمشاركة فى الثورة.

لكن رغبت والده أن يرى ابنه متعلماً حاصلاً على شهادة عليا انطلاقاً من قناعةٍ كانت راسخة عند الكثير من أبائنا وذ وينا أننا يجب أن نواجه عدونا بالعلم و بالسلاح لنكون قادرين على هزيمته.

سافر وجيه إلى مصر للدراسة في إحدى جامعاتها ، ولم يكن يعلم أن انقلاباً حصل ولم تعد مصر هي مصر التي أحبها مصر العزة والكرامة العربية.مصرالبطل القومي عبد الناصر . اندفع في نشاطه بين الطلاب وكان عضواً بارزاً في اتحاد طلبة فلسطين بعد أان تحصل على مقعد دراسي في كلية الفنون والمسرح ولكن نشاطه هذا لفت عيون المخبرين وأازلام النظام ، وضعوه تحت المراقبة رغم ذلك لم تثنه كل تلك الإجراءات عن نشاطه وتفاعله، كان السادات ينوي القيام بخطوته الخيانيه زيارة العارإلى الكيان الصهيوني. ولم يتوانا في رفضه لتلك المبادرة الخيانية كيف لا وهو الثائر المتمرد الرافض المؤمن بأن فلسطين كل فلسطين هي ملك الشعب الفلسطيني ولايحق لأي أحد أن يتنازل عن شبر واحدٍ من ترابها فكانت النتيجه اعتقاله وترحيله إلى بغداد . وفي جامعة بغداد اكمل دراسته الجامعية ليتحصل منها على ليسانس في الإخراج المسرحي لم تكن الشهادة بالنسبة له هدف بل وسيلة يتغلب بها على شظف العيش وهناك جدد نشاطه وتفاعل اكثر، سيما وأن المناخ العام في العراق كان يتيح لأبناء فلسطين التعبير عن انتمائهم ونشاطهم ويعطيهم الحرية للدفاع عن قضيتهم وشعبهم وثورتهم لكن تعقيدات السا حة الفلسطينية وتداخلاتها اضطرته لمغادرة العراق .إلى ليبيا وأقام في مدينة البيضاء/ بالجبل الأخضر/ وعمل فيها لعدة سنوات مدرساً لكن كان من الصعب على رجل بمواصفات المناضل وجيه مطر ان يعيش حياةً رتيبةً تقليديةً رغم مساهماته في كثير من المعارض والنشاطات الإعلامية، لكنها لم تكن لترضي طموحه انتقل إلى العاصمة طرابلس وكم كان تواقاً للعودة إلى ساحته الأولى ساحة الإشتباك والمواجهة مع العدو ولكن الظروف لم تساعده ، وتفرغ للعمل السياسي واختار القلم سلاحاً للدفاع عن قضيته. وهو الذي كان يرىأن الكلمة الحرة هي موقف ومسؤولية ترقى في بعض الأحيان إلى مستوى الرصاص في فعلها وتأثيرها فأبدع في استخدامها

عاف الكبـاريسبحون بعجزهـــــم ..... والبذ ل في قلـب الصراع تقد مـــاً

لما الأوائل وهم" السلم" داعبهـم ..... وللتساوم طــــول الوقت قد خلدوا

لــلأرض صلى والحجارة حولـــه ..... وبدم من سقطـوا عليهــا اقسمـــــا

فهي الدمـاء على الطريق منارةً ..... وهـي الشهــادة للمـــآ ثر معلمــــاً

كانت فلسطين قبلته والعروبة محرابه لم يفقد البوصلة في مناخات الفساد والإفساد. ، ركل المخاطروالصعاب برجله خاض التحدي في كل المراحل ثابتالا يخشى في الحق لومة لائم شارك بفعاليه في قيادة التحالف الوطني الفلسطيني على الساحة الليبيه عضواً أساسياً في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين وأامانته العامه ورئيساً للفرع في ليبيا وناشطاً مميزاً في مؤتمر الشعب العربي وملتقى الحوار الديمقراطي والقياده القوميه للقوات الثوريه العربيه وجائزة القذافي لحقوق الانسان.

مثقف و محاور عنيد، تتفق معه بالثوابت وتختلف معه في بعض التفاصيل لكنك لا تملك إلا أن تحترم مبدئيته.

وجيه

غادرتنا ونحن أحوج مانكون إليك،والقضيه والوطن وحديقتك التي تركت فيها ثلاث زهرات وسنبله" ألاء وشيماء وإباء وأم ألاء" كيف لا وأنت المناضل

و الإنسان و الأب الحنون والزوج المثالي

. أبا ألاء

" إن العين لتد مع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك ياابن نحف لمحزونون"

حزننا عليك عميق و العين تطفح لك بكـــــاء والقلب يخفق لذكراك وفــــــــــــــاء يارجل المبادئ والثوابت والتحدي



- إنا لله وإنا إليه راجعون-

ابراهيم على

28 / 12 / 2005