الرئيس والدواء المر وعش الدبابير بقلم:د.هاني أبوالفتوح
تاريخ النشر : 2014-07-06
الرئيس والدواء المر و عش الدبابير
بدأت عملية جراحية اقتصادية صعبة لا تحتمل إلا أمرين .. إما نجاح العملية او موت المريض ,
فإلغاء الدعم التدريجي ورفع أسعار الكهرباء بنسب متزايدة وفقا للاستهلاك ورفع أسعار الوقود وما سيقابله من رفع لأسعار كل شيء في مصر شاءت الحكومة أم أبت ,
هي عملية جراحية معقدة يرى الكثيرون انها شر لابد منه يقابله ضرورة فرض عدالة اجتماعية حقيقية فعلية بدءا من تطبيق  الحد الأقصى للأجور دون استثناء حتى لو غادرت كفاءات في قطاعات مميزة كالبنوك والبترول وغيرها وضرورة فرض ضرائب تصاعدية وفقا للدخل الحقيقي الفعلي حتى يتحمل الأغنياء دور أساسي في تغطية عجز الموازنة وإصلاح حال الاقتصاد المريض ,
العملية بدأت بالفعل وهي كالدواء المر مرارة العلقم لمريض منهك القوى ولا يتحمل حتى جرعة الدواء ولا يمكن أن ننسى محاولة رفع بعض الأسعار في نهاية السبعينات وما قابلها من انفجار في الشارع  رفضا لأي قرار يمس معيشته اليومية ,
القرارات المتتالية التي تصدر اليوم مُرة مرارة العلقم و لها ضحايا كثيرون من الشعب ولها ضحايا في قصر الرئاسة والحكومة , فالرئيس سيفقد مؤيديه من الأغنياء حتى لو أظهروا الرضا مؤقتا وسيفقد مؤيديه من البسطاء والفقراء فلن يتحملوا طويلا ولو شهرين وليس كما يتمنى عامين ليشعر الناس بتحسن اقتصادي ,
بل أن مؤيديه من مختلف الفئات والأعمار سينقرضون و سيترحمون على أيام حكم زال كان المساس بالدعم فيه من المحرمات والموبقات لأن الدواء المر لن يرضي أحدا ,
الرئيس دخل عش الدبابير طواعية برضا وقناعة فكيف سيخرج منه وماذا حال الوطن بعد فرض العلاج والدواء بالقوة وماذا ستسفر عنه الأيام القادمة ؟
هذا ما ننتظره بعد أخذ الدواء لكن كما قيل آخر الدواء الكي وما يحدث الآن ليس مجرد كي لقطاع عريض من الشعب لكنه محرقة طال انتظارها ليعيش المريض ولو على أجهزة تنفس صناعي فهل يتحمل أم يلفظ أنفاسه الأخيرة .