حصادك من زرعك
بقلم : أ. علاء الدين كمال العكلوك
رئيس دائرة إصلاح الزيتون والصبرة في رابطة علماء فلسطين
لقد تحدثت في مقال سابق عن عقوق الأبناءللآباء بعنوان (كما تدين تدان) فوجدت لزاما علي أن أكتب عن عقوق الآباء للأبناء بعنوان (حصادك من زرعك)
مما لاشك فيهأن عقوق الوالدين لأبنائهما ينشيءأبناء غير مستقيمين في أخلاقهم وقد يصيبهم هذا العقوق بأمراض عصبيه وفقدان الثقة بالآخرين ولعلنا ونحن نسير في إصلاحنا بين الناس تدخلنا بقضية لرجل له من البنات خمسة وله من الأخوات ثلاثة وقد قدر الله عز وجل أن يخطب احدى بناته شاب وبعد أن تم تحديد موعد الزفاف وخروج العروس من بيت أبيها إلى بيت زوجها رفض أباهاأن يخرجها والناس تنتظر على باب العروس فحينها تدخلنا من أجل الإصلاح بين الطرفين حتى أننا سمعنا صراخا داخل البيت وإذ بالعروس تلقى بجهازها أمامنا وتستحلفنا بالله ألا نتركها لأبيهاوسألتهاعن السبب؟ : فقالت لأنى موظفة وأتقاضى راتب سبعمائة دولار ولذلك فإنوالدي تراجع عن زواجيويريد أن يفعل بى كما فعل بأخواتي الثلاثة وعماتى الأربعةفسألتها هل أخواتك وعماتك موظفات قالت نعم لذلك يرفض زواجهن من اجل المال وعندها علمت سر امتناع خروج العروس لزوجها وأدركت أن المسألة ماديه مع العلم أن والدها موظف وصاحب أملاك فأدركت آن الوالد ينظر إلى بناته وأخواته بأنهم مشروع استثماري يُدرُ عليه مبلغا كبيرا كل شهر .
وحينها تذكرتأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاءه رجل فقال اشكوا اليك عقوق ولدى فقال ائتني به فجاء الولد إلى عمر فقال عمر لم تعق أباك ؟ فقال الولد يا امير المؤمنين ماهو حقي على والدي فقال عمر حقك عليه آن يحسن اختيار أمك وان يحسن اختيار اسمك وان يعلمك القران فقال الولد والله مافعل بي شيئا من ذلك فالتفت عمر إلى الوالد وقال انطلق لقد عققت ولدك قبل أن يعقك ، وحري بنا بعد ذكر هذا المشاهد من عقوق الآباء للأبناء أن نذكر مشاهد واقعية من البر حدثت مع خيار الناس فهاهو بر الأب لإبنه عندما أوحى الله لإبراهيم عليه السلام ان يذبح ابنه اسماعيل عليه السلام لم يأت من خلف ابنه ولم ينفره ولم يقتله وهو نائم بل سأله عن رأيه فطلب منه اسماعيل عليه السلام ان ينفذ ما أُمر به وقال انه سيكون صابراً بإذن الله .ولم يمنع نوح عليه السلام ان يشفع لابنه عند الله وهو على ملة الكفر في قوله تعالى ( ربي ان ابني من أهلي وأنت ارحم الراحمين...) ما دفعه دافع ليدافع عن ابنه الا عاطفة الابوه التي أودعها الله في قلب كل اب في الوجود فهاهيتنبثق منها الرحمة والعطف والحنان والحب وهذا مشهد آخر من العاطفة حتى في قلوب الأنبياء واستنكاراً يصل إلى حد الإتهام بالقسوة وعدم الرحمة وهو يتمثل في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا لا بد لنا من همسة : فنقول أيها الآباء إياكم وعقوق أبنائكم حتى لايعقكم أولادكم لان العقوق من المعاصي التي تعجل بها في الدنيا قبل الآخرة فاتقوا الله في أبنائكم حتى تحصدوا ما زرعتم لأن حصادكم من زرعكم .
حصادك من زرعك بقلم : أ. علاء الدين كمال العكلوك
تاريخ النشر : 2014-07-05
