الطبعة الثانية من كتاب "مبارك الصباح" وكتاب عن قصر مشرف
تاريخ النشر : 2014-06-24
الطبعة الثانية من كتاب "مبارك الصباح" وكتاب عن قصر مشرف


الطبعة الثانية من كتاب (مبارك الصباح) وكتاب عن قصر مشرف
دار سعاد الصباح تحيي الذكرى المئوية لوفاة مؤسس الكويت "مبارك الصباح"
سعاد الصباح: أبرز دور الكويت على خريطة المنطقة حتى ظنوا أنه يتطلع إلى تنصيب نفسه أميراً على الجزيرة العربية
مبارك عبدالله المبارك: شخصية فاعلة في الكويت والمنطقة فهم مجريات الأحداث التي كانت تدور آنذاك
قصر مشرف في كتاب.. تصويراً وتوثيقاً للشيباني
علي المسعودي: دار سعاد الصباح ستواصل جهدها في كتابة التاريخ الكويتي
    

أصدرت دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع طبعة ثانية من كتاب (مبارك الصباح – مؤسس دولة الكويت الحديثة) للدكتورة سعاد محمد الصباح، وذلك في إطار عملها على إحياء ذكرى مرور مئة عام على وفاته، في نوفمبر من العام القادم 2015، وذلك بعدما قامت الدار بإصدار النسخة الإنجليزية في حفل رعاه الشيخ مبارك عبدالله مبارك الصباح أقامته سفارة دولة الكويت لدى المملكة المتحدة بحضور عدد من الدبلوماسيين والمثقفين والإعلاميين في شهر مايو (أيار) الفائت.
 حيث أكد الشيخ مبارك العبدالله القيمة التاريخية والتعليمية للكتاب، مشيرا إلى أنه يتضمن تفاصيل مهمة عن سيرة الأمير الراحل، وحقائق عاشتها المنطقة والكويت خلال حكمه.
وأضاف أن الشيخ مبارك الذي يمر على وفاته الآن ما يقارب الـ 100 عام "كان شخصية فاعلة في الكويت والمنطقة كلها من خلال فهمه لمجريات الأحداث التي كانت تدور آنذاك، ما دفعه إلى توقيع الاتفاقية الكويتية البريطانية عام 1899".
الكتاب يعرض حياة مبارك الكبير أو أسد الجزيرة، حاكم الكويت منذ 1896م وحتى وفاته في 28/11/1915، الرجل الذي رفع لواء الكويت في نهايات القرن التاسع عشر، ونجح في العبور من مضائق النزاعات الدولية العظمى آنذاك، والتي تمثلت في الصراعات العثمانية الأوروبية الروسية.
وكانت قد أصدرت د.سعاد الصباح كتابها بنسخته الأولى في العام 2007، ونظراً لأهميته في توثيق تاريخ الكويت والإقبال الكبير على اقتنائه فقد احتاجت الدار إلى إعادة طباعته مجدداً، وتمت ترجمته إلى الإنجليزية.
تؤكد د.سعاد الصباح في مقدمة الكتاب أن "مبارك الكبير أسس الحكم في الإمارة، وأكد استقلال الكويت في ممارسة شؤونها الداخلية، وأبرز دورها على خريطة المنطقة إلى الدرجة التي جعلت البعض يتصور أنه تطلع إلى تنصيب نفسه أميراً على الجزيرة العربية.."، مع إظهار الصلة التي ربطت بين الشيخ مبارك وولاية البصرة ونفوذه وعلاقاته مع مختلف قبائل المنطقة ودوره في استعادة حكم آل سعود لنجد بعد فتح الرياض الذي انطلق من الكويت.
وتضيف: "وفي مناخ الأمن والاستقرار، بدأت الكويت مسيرتها في مجال التحديث، فأدخلت الخدمات الطبية، وأنشئ أول مركز طبي في الإرسالية الأميركية عام 1911.. ثم أنشئت المدرسة المباركية عام 1912.. وفي العام 1913 تأسست الجمعية الخيرية التي تعتبر بمنزلة أول هيئة للنفع العام.."، وغير ذلك مما ذكرته د.سعاد الصباح عن نهضة الكويت ونهضتها الحديثة.
وتقول د.سعاد الصباح في ختام المقدمة: "وهذا الكتاب هو محاولة لرسم صورة لسيرة رجل وضع الأساس لتاريخ دولة ولنهضة شعب". ويعد الكتاب هو أول كتاب باللغة العربية يتناول سيرة الشيخ مبارك الصباح.
وعملت  د.سعاد الصباح في كتابها هذا على توضيح شكل الحياة في الكويت وجهود الشيخ مبارك في تحديث المؤسسات في الكويت كإدخال التعليم والطب والبرق والبريد، مع الاستعانة بشهادات الرحالة الأجانب وملاحظاتهم حول بداية إدخال مظاهر الحضارة الحديثة من مخترعات ومبتكرات صناعية.
الكتاب بطبعته الجديدة يقع فيما يزيد على 350 صفحة من القطع المتوسط، وبنوعية مميزة للورق، وبغلاف سميك مقوى، ومغطى بغلاف آخر صقيل متحرك تظهر عليه صورة الشيخ مبارك الكبير بزيّه البدوي المعروف، وقد اعتمدت الكاتبة على كمّ ضخم من المراجع سواء ما كان منها باللغة العربية أو بالإنجليزية من كتب ودوريات وجرائد ومجلات ورسائل جامعية غير منشورة.
وتضمن الكتاب خمسة فصول؛ بدأت بإستراتيجية بناء الدولة، ثم بدايات التطور الاجتماعي والانفتاح على الخارج، ثم بدايات التطور الاقتصادي وتنظيم الحياة التجارية والمالية، ثم العلاقات الإقليمية وتوظيف الموارد السياسية، وأخيراً الصراع الدولي حول الكويت، فضلاً عن مقدمة واستهلال وخاتمة وملحق هو قصيدة رثاء الشيخ مبارك للشاعر حمد عبداللطيف المغلوث.
وقد قامت الكاتبة د.سعاد الصباح بإهداء عملها لمن حولها وأحبائها، قائلة: "إلى أسرتي الصغيرة، إلى روح زوجي الشيخ عبدالله بن مبارك، إلى أولادي محمد ومبارك وأمنية والشيماء، إلى أحفادي وحفيداتي، وإلى أسرتي الكبيرة أهل الكويت.. صفحات تحكي عظمة قائد وشموخ شعب".
يذكر أن عبدالله المبارك زوج د.سعاد الصباح هو النجل الأصغر للشيخ مبارك الكبير، وحامل مشعل بناء الكويت الحديثة، ومن الذين واصلوا المسيرة في نهضة الكويت ونقبتها الحضارية المشهودة.
وقال مدير دار سعاد الصباح للشر والتوزيع أن الدار ستواصل عملها في سبيل خدمة تاريخ الكويت ونشره وإعادة كتابته والبحث فيه بكافة الطرق وستركز في أعمالها القادمة علةى هذا الجانب، وقد حرصت الدار أن يكون تاريخ الكويت حاضرا في فروع جائزة سعاد الصباح للإبداع الأدبي من خلال موضوع تاريخ الإذاعة الكويتية.
ووعد المسعودي بمزيد من الإصدارات في هذا الجانب.
وبالتزامن مع ذلك  صدر ضمن مشروع عبدالله المبارك الصباح للصور والأفلام التاريخية بالتعاون مع مركز المخطوطات والتراث والوثائق في الكويت كتاب (قصر مشرف – قصر الشيخ مبارك ثم ابنه الشيخ عبدالله المبارك)، والذي جمع مادته وعلق عليها وقدم لها د.محمد بن إبراهيم الشيباني.
يعتبر هذا الكتاب حلقة في سلسلة يقوم على جمعها وتوثيقها والتدقيق بها (مشروع عبدالله المبارك للصور والأفلام التاريخية)، حيث صدرت سابقاً عن المشروع مجموعة إصدارات توثق حياة الشيخ عبدالله المبارك وتبرز دوره في بناء الكويت الحديثة وإنشاء المؤسسات الحكومية والإشراف على تأسيس الجيش الكويتي الحديث والشرطة والإذاعة، وكذلك دوره في المجال التعليمي، كرعايته لفعاليات المدرسة المباركية ورئاسته مجلس المعارف لسنوات عديدة وابتعاث الطلبة والإشراف عليهم، وغير ذلك من الآثار التي خلّدها الشيخ عبدالله المبارك خلفه للكويت وأبنائها.
يتوقف الشيباني في كتابه عند تاريخ بناء قصر مشرف على يد الشيخ مبارك بن صباح عام 1900، وكان يتردد عليه رغم بعده النسبي عن مدينة الكويت آنذاك، ثم قيام الشيخ عبدالله المبارك بتجديد القصر والزيادة عليه عام 1940 ثم إعادة بنائه عام 1950، وكان من أهم الزيادات المسجد المميز والجميل الذي يتسع لأكثر من 100 مصلٍّ.
ورغم مرور السنين وعوادي الدهر على القصر وما حل به خلال الغزو العراقي الغاشم لكنه ما زال شامخاً، ويحكي قصة مئات الضيوف الذين نزلوا به، وقصة آلاف الصائمين الذين أفطروا في موائده، وقصة من أقام به وعاش فيه.
يؤكد الشيباني في كتابه أنه يقدم بعض الصور والمواد والوثائق التي تنشر لأول مرة، وتظهر بعضاً من الأسرار الخفية ولا سيما الطيبة منها، مشيراً إلى أنه جمع كتابه هذا من مصادر شتى.
ويعد الشيباني بأن حياة عبدالله المبارك التي ما زال فيها الكثير من الأمور المجهولة ستخرج في المستقبل للعلن عندما تصبح جاهزة للنشر بإذن الله، مؤكداً أنه قام بنفسه بزيارة قصر مشرف وسجل بيده الملاحظات والتعليقات التي قدمها في كتابه.
يُذكر أن الكتاب من القطع المتوسط، وهو مطبوع على ورق فاخر مميز صقيل، وبـ56 صفحة، فضلاً عن الغلاف الذي اشتمل على صور لمدخل قصر مشرف، ومنظر عام للقصر من بعيد.