تعريف الديمقراطية بقلم:رفيق الرجبي
تاريخ النشر : 2014-05-20
تعريف الديمقراطية في مفهوم العسكر

في زماننا هذا الكل ينادي ويصيح ويطلب ويلهث وراء الديمقراطية لان الديمقراطية في هذا الزمن تعني العدل والمساواة والحرية وعدم التفرد بالقرار ، فنجد جميع الدول من حكام وشعوب  دون استثناء يتحدثون عن الديمقراطية  ولكن هل نطبق فعلا الديمقراطية؟ هل الديمقراطية قابلة لتطبيق في زماننا هذا  وخاصة في الدول العربية ؟

 لقد اختلف المفهوم حول الديمقراطية في العالم العربي على مر العصور فبعد هدم الخلافة الاسلامية على يد مصطفى كمال اتاتورك ، ظهرت ما يعرف بالقومية العربية التي قادها الرئيس جمال عبد الناصر ، وحاول نشر هذه المفاهيم في جميع الدول العربية ، فكان تعريف الديقراطية في العصر الناصري هو القضاء على التبعية الى الغرب ، واخذ اموال الاغنياء واعطائها للفقراء تحويل الملكية الخاصة الى عامة ، وتوزيع الاراضي  على الفلاحين والقضاء على الملكية وتحويلها الى جمهورية يحكمها رئيس بدل من ملك ، يختاره نواب ينتخبهم الشعب  ولكتن هل فعلا كانت تعيش الشعوب العربية في عدل ورخاء في تلك الحقبة .

 لقد قرانا تقارير بل وشهادنا افلام عن اعتقالات وتعذيب ونهب للمال العام وفساد واعتقال لشباب فكانت دولة بوليسية تتجسس على كل الناس وتصادر حريات حتى حرية الذهاب الى المسجد ، في سبيل بقاء الحزب الحاكم في السلطة وكانت النتيجة هزيمة 1967 التي ادة الى خسارة سيناء والضفة الغربية والجولان .

مر الزمن وجاء مفهوم اخر لديمقراطية ، مفهوم الراس مالية مفهوم القطاع الخاص والمنافسة والسوق الحره والتجاره العالمية والعولمه والانفتاح على الغرب ، فظرة المحسوبية والاحتكار وفساد رجال الاعمال وتحالف السياسة مع راس المال وايضا لم تصل الشعوب الى ما كانت تصبو اليه الحرية والعدالة والرخاء.

وبعد ان صبرت الشعوب طويلا على حكامها امل في التغير، كان لا مفر من الثورة فثارت الشعوب العربية في تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن تطالب بالديمقراطية التي تعني الحرية والعدالة والمساواة فإستطاعة في معظمها الانتصار وطرد الحكام المستبدين الذين حكمو البلاد لفترة طويلة .

ولكن هل وصلت الشعوب الى بر الامان ،  لقد تغير تعريف الديمقراطية في الدول العربية من الحرية والعدل الى الامن والامان، فاذا حققت الامن والامان فقد حققت الديمقراطية هذا مفهوم الديمقراطية عند العسكر. وجميع الدول العربية التي نجحت فيها الثورات تفتقر الى الامن حاليا لاسباب في معظمها خارجي مفتعل حتى تفشل وتشوه مفهوم الثورة فلا تطالب الشعوب الاخرى بالحرية خوفا من انعدام الامن والبلطجه والسرق والنهب ،و يجب ان ترجعو الى مفهوم الدولة البوليسية كي تحصلو على  ديمقراطية العسكر  والا كانت النتيجة الفوضى وانعدام الامن والامان ولا ندري هل سوف ينتصر مفهوم الامن والامان ام مفهوم الحرية والعدالة والمساواة .

مهندس رفيق الرجبي