العقاب البدني في مدارسنا - البدائل والحلول بقلم: د.جمال أبو نحل
تاريخ النشر : 2014-03-28
العقاب البدني في مدارسنا - البدائل والحلول بقلم: د.جمال أبو نحل


مع دخول السلطة الوطنية أرض الوطن عام 1994م وبدأ الاهتمام بالعملية التعليمية ووضع منهاج فلسطيني جديد له ما له وعليه ما عليه من ملحوظاتٍ كثيرة، ظهرت على السطح التعليمي قضايا كثيرة متشابكة ومترابطة مع بعضها البعض،
منها التسرب المدرسي والعنف بين الطلاب بعضهم البعض، والعنف من قبل بعض المعلمين ضد الطلاب، وضعف التحصيل، ولقد اعتادت اغلبُ الهيئات التعليمية والتدريسية في مدارسنا منُذ نشأتها على استخدام العقاب البدني المتمثل بالضرب المبرح للطلاب وأمام زملاءهم داخل الصف أو أثناء الاصطفاف الصباحي بالطابور وأمام جميع تلاميذ أو طلبة المدرسة كجزء أساسي ومهم في ضبط المدرسة أو الصف وإدخال المعلومة في ذهن المتعلم ولو بالإكراه امتداداً للطريقة الملائية القديمة التي كانت سائدة في العصر الذي سبق ظهور المدارس الحديثة عندما كان يقف( المعلم ) وهو يمسك بعصاه أمام المتعلمين يلقنهم المعلومات البسيطة وويلٌ لمن يخطأ أو يقصر بواجباته أو يتصرف بعفوية بريئة مما يعتبره( المعلم) خروج عن المألوف ولم يكتفِ بالضرب على اليد وإنما هنالك طريقة( الفلقة) وهي أن يقوم مجموعة من الدارسين بمسك أقدام هذا الطفل ليتمكن المعلم من الضرب على باطن القدم أو على مؤخرتهِ على مرآي ومسمع من زملاءه وهو يصرخ ويتلوى الماً... مما يدخل الرعب النفسي في نفوس الطلاب جميعًا. ولقد امتد هذا الأسلوب إلى شخصية معلمنا ومدرسنا ونتذكر بمرارة قسوة بعض مديري مدارسنا ومعلمينا ومدرسينا القدماء الذين أصبحوا أسرى الطريقة الملائية في التربية.. وطيلة هذه الفترة لم يتمكن أساتذة التربية في مدارسنا ابتداع طريقة جديدة في التربية وبقيت العصا سيدة الموقف ترافق الأستاذ في ساحة المدرسة وداخل الصف في كثير من الوقت وإن كانت هذه العصا تغيب في أوقات زيارة أي شخصية كبيرة مثل مدير مديرية التربية والتعليم أو ما شابه ذلك. بعض المعلمين لا يزالون يستخدمون العقاب الجسدي الذي يضبط المدرسة والسيطرة على الطلبة بالقوة والقسوة والبطش؛ مع العلم أن هناك قرارًا من وزير التربية والتعليم بفلسطين بالتوافق بين الضفة وغزة بمنع العقاب البدني بالمدارس نهائيًا ...وغالباً ما تظهر ظاهرة خاصة بالمدارس الثانوية بسبب محاولة ضرب الطالب من قبل المعلم فيكون ردة فعل عنيفة من قبل بعض الطلاب على المعلم يدفع ثمنها تمرد الطالب على المدير أو المدرس أو حتى التجاوز برد الضرب بالضرب وهذا حدث في كثير من المدارس بغزة؛ حيث يمر الطلبة في المرحلة الإعدادية والثانوية بأخطر مرحلة وهي مرحلة المراهقة، ومن الملاحظ أنه في بعض المدارس حتى في أبسط الأمور لم يسمح للطلبة في التعبير عن أرائهم حتى في اختيار مدير على الصف حيث يقوم الأستاذ باختياره من بين الطلبة وفرضه عليهم في أغلب الأحيان- إن استخدام العقاب البدني والنفسي ساهم في خلق جيل يعمل تحت تأثير الخوف من العقاب فالموظف في دائرته والعامل في معمله والطبيب في مستشفاه والجندي في وحدته وحتى الأستاذ في مدرسته لا يقصر في واجباته ليس خدمة للصالح العام وإنما خوف من العقاب إلا ما رحم ربي. مما سبق ذكره تتحدد المشكلة في السؤال الرئيس الأتي:- - ما الطريقة الُفضلى للتخلص من العقاب البدني أو الجسدي من قِبل بعض المعلمين أو الإدارة المدرسية ضد بعض الطلاب في المدارس بفلسطين؟. 1- ما الآثار النفسية على بعض الطلاب الذين يتعرضون للعقاب البدني. 2- ما البدائل والحلول التربوية للتخلص من العقاب الجسدي ضد بعض طلبة المدارس. 3- ما الدوافع والأسباب لاستخدام العقاب البدني في المدرسة؟ وللإجابة عن السؤال الأول كما يأتي: من خلال متابعة المدارس وكافة الكادر التعليمي العامل بها ومتابعة مشاكل الطلاب بين الإدارة المدرسية، والمديرية والوزارة، لمسنا وتحسسنا الكثير من المشكلات النفسية للطلاب لأسباب كثيرة، وخاصة لمن يتعرضون للعقاب البدني، وحول السؤال- ما الآثار النفسية المترتبة على بعض الطلاب الذين يتعرضون للعقاب البدني، وبعد الاطلاع على العديد من الدراسات السابقة والأدب التربوي وسؤال المشرفين التربويين وعن طريق بعض اللقاءات الميدانية واللقاء المباشر مع الطلاب، والملاحظة نلخص النتائج كما يأتي:- 1- العقاب البدني قد يسهم في تدمير شخصية الطالب وضعفها في المستقبل. 2- يؤثر العقاب البدني نفسيًا على الطالب في سلوكه نحو العنف والسلبية. 3- شعبنا يتعرض لضغوط نفسية غير اعتيادية بسبب الفقر والاحتلال وظروف كثيرة، فيأتي العقاب ليزيد الطين بِله ويوفر بيئة خصبة للتسرب المدرسي وضعف التحصيل، والعناد إن استمر العقاب لنفس الطالب. 4- العقاب البدني في المدرسة هو الخطوة الأولى والأوسع انتشاراً في الوطن العربي، والعالم الثالث لزرع بذور الخضوع والخوف في نفوس الأجيال، فالمدرسة كما بقية مؤسسات المجتمع الرسمية والمدنية في شكل بنيتها الهرمية وفي مراسيم التعامل من أعلى إلى أسفل، وبالعكس تعكس هرمية السلطة في المجتمع، والعقاب البدني لا يؤسس لشخصية ذات مكونات فكرية مميزة، تؤمن بإسلاميتها، وتحب الحق والعدل، كما أن العقاب يؤسس في ضحيته خبرات تؤثر في سلوكه الاجتماعي والشخصي بعد ترك المدرسة، فالضحية (الطالب) قد يؤمن بالعقاب كأسلوب ضروري للضبط والتصحيح، فكما عملنا نعامل، وقد تتبلور لديه نزعات معاقبة الآخرين لا لشيء إلا لتصفية الحساب مع الماضي في نفسه، أو تتولد لديه مشاعر الكآبة أو الهروبية أو العدوان. - وللإجابة عن السؤال الثاني من أسئلة البحث والذي نصه: ما البدائل والحلول التربوية للتخلص من العقاب الجسدي ضد بعض طلبة المدارس؟ إن التربية الأسرية الإسلامية قبل التعليمية كفيلة بإعداد جيل من الطلاب متحرر من هاجس الخوف جيل يحترم قيم الإنسانية العليا، وذلك يتطلب منا الأتي: مبدأ التعزيز الإيجابي، وكذلك المعززات النشاطية والمعززات السلوكية والرمزية- فالنمذجة تعد من أنجح الأساليب المستخدمة من خلال ملاحظة أداء النماذج المناسبة فمثلاٌ يمكن إكساب الطالب المقدرة على الدفاع عن حقوقه دون أن يتحول إلى شخص عدواني من خلال عرض سلوك " تأكيد الذات" من قبل أحد الطلبة ثم تشجيع المسترشد على أداء دور النموذج (الطالب) والعقد السلوكي والتعزيز التفاضلي للطالب في حالة امتناعه عن القيام بالسلوك غير المقبول الذي يراد تقليله لفترة زمنية معينة، والتعزيز التفاضلي للسلوك النقيض- والإطفاء، والتشجيع الفعال الايجابي. والنقاط التالية توجز متطلبات السؤال السابق كما يلي:- 1- علينا أن ننفتح على العالم المتقدم وننهل من تجارب الشعوب المتقدمة. 2- إعطاء الثواب أهمية اكبر في تشجيع طلبتنا وتقبلهم للتعلم وللثواب أهمية تتمثل في : زيادة الفاعلية العلمية للطالب، وكسر حاجز الخوف للطلبة، ومساعدة الطالب على الشجاعة والجرأة الأدبية، وصحبة المعلم للمتعلم، عبر تحسين العلاقة بين الطالب والأستاذ، يحبذ الدراسة للطالب واستخدام الثواب بدل العقاب خصوصًا عند إجابة الطالب الصحيحة، وعند السلوك الجيد للطالب داخل المدرسة والصف، وتعزيز هذا السلوك الجيد والاهتمام من قبل الطالب والمبادرة بعمل الواجبات الصفية والغير صفية، والعمل على إشراك المعلمين والمدرسين والطلاب في دورات تربوية مستمده من تجارب الشعوب، وتفعيل دور مجالس أولياء الأمور مع المعلمين و إشراكهم في العملية التربوية و إعادة تطوير تحسين المناهج التي مر عليها 13 سنة تجريبية دون تحسين أو تجويد- والتي تمجد الفردية ووضع مناهج جديدة تمجد الروح الجماعية والتعاون والتي تزرع في نفوس طلبتنا المحبة والتسامح واحترام الرأي الأخر؛ لأن المدارس تعتبر في الواقع من ألاماكن الآمنة بل من بين الأماكن الأكثر أمنا لتجمع الصغار، حيث يجب أن يشعر الأهل، كذلك المربون بأمان وسلامة أبنائهم الطلبة في المدرسة طيلة الوقت. ومع ذلك فان بعض المدارس ذات نسبة عالية في حدوث العنف، الذي يحول دون توفير الصورة الجميلة للمدرسة، فما الذي يحدث في المدرسة ليخرق أو يشوه تلك الصورة، ويحرمها من الشعور بالأمن والسلامة. - وللإجابة عن السؤال حول ما الدوافع والأسباب وراء استخدام العقاب البدني من قبل بعض المعلمين بالمدارس ما يلي:- الظروف تفرض بقوة في بعض الأوقات على المعلم استخدام العقاب البدني فأحيانًا يكون من المحتم حدوث مشكلة ومشادات كلامية بين الطلبة في الصف أو الساحة، قد تتطور إلى حالة من الشد والعنف حيث يتفاعل عدد كبير من الطلبة مع بعضهم جسديا وعاطفيا لوقت طويل يمتد إلــى حوالي 6 ساعات أو يزيد يوميا مما يضطر المعلم لأن يستخدم العقاب بسبب تحقيق الانضباط في الصف. أو تحقيق التحصيل المعرفي، وهذه النقطة تنقسم إلى قسمين: الأول: عقاب لعدم عمل الواجب في البيت. الثاني: عقاب لحصر اهتمام الطلاب للشرح (أي إثارة الدافعية)، ومن ثم أداء أكبر عدد من الطلاب لتمارين التطبيق بنجاح. وبالمقارنة بين واقع المدرسة الرسمية، والمدرسة الخاصة على وجه العموم الخالية من العقاب نسبياً، ندرك إمكانية تحقق هذين السببين دون اللجوء للعقاب، بل سنجد المدرسة الخاصة تتمتع بتسرب أقل ورغبة في العصيان محدودة، ومعالجة تربوية فعالة وعلاقات احترام حقيقية، وقد تتمتع بتحصيل أفضل. إن المقارنة لا محالة ستقودنا إلى اكتشاف العوامل الغائبة عن المدرسة والتي آمنا بالعقاب كتعويض عنها. ويمكن إيجاز هذه العوامل في مجموعتين:أولاً: مجموعة العوامل الذاتية: ضعف الرقابة والإسناد المباشر للمعلم في أدائه التربوي والأكاديمي. وتعني هاتان اللفظتان هنا كل ما تتضمنه وتحتاجه العملية التعليمية من ممارسات معرفية وسلوكية من جانب المعلم والطلاب في سياق محاولة التعلم والشروط اللازم توافرها لحدوث التعلم الجيد الفعال، ومنها: عدم تجديد دورات التطوير والتحديث التربوي بشكل دوري للمعلمين القدامى ومتابعة أثر التدريب، والعبء التعليمي الضخم الذي يستنزف طاقات المعلم على العطاء ويولد الضغط النفسي، ولا يترك له متسعاً للتصحيح والمتابعة ومعالجة عدم الفهم في حينه قبل فوات الأوان، وعدم توافر خبير نفسي واجتماعي لتقصي ومتابعة الطلاب ذوي الحاجات الخاصة. ثانياً: مجموعة العوامل الموضوعية:عدد الطلاب الضخم في الفصل الواحد يحرم المعلم فرصة معالجة الطلاب ذوي الحاجة ويقلل الدافعية ويقود إلى التبرم والإحباط وهي إرهاصات التمرد، كما ويكون هذا العجز لدى المعلم بعد مدة شعور عدم الاكتراث أو عدم الوفاء بالأمانة، مما يؤدي إلى تكوين عقدة الذنب أو مشاعر سلبية أخرى، كما أن طبيعة مقعد الدراسة الخشبي الضيق تخلق الإرهاق الجسدي لمن يجلس عليه طيلة ساعات أربع، مما يشتت الانتباه ويكرس الملل ويولد الشوق إلى التحرر والانعتاق، وضيق مساحة المدرسة بالنسبة لعدد الطلاب الضخم حوالي 1200 طالب - مما يولد الاحتكاك والنزاع بين الطلاب في الاستراحات، ولا يسمح بممارسة اللعب ضمن الفريق إلا للأقوى، ناهيك عن افتقار المدرسة لأماكن الترويح بعد مشقة الدرس، يقول أحد مدراء المدارس الخبراء: " إن العقاب البدني واللفظي موجودًا وسائداً في مؤسساتنا التربوية باختلاف مستوياتها الأولية والأساسية وغيرها، ويأخذ العقاب هنا عدة مظاهر منها: 1- العقاب البدني بأدوات معينة كالعصي والحبال والمساطر وغيرها، أو باللطم والصفع والقرص.والعقاب دون استخدام أدوات: كإيقاف الطفل خلف الباب، أو في مواجهة الحائط الخلفي للفصل مع رفع إحدى رجليه أو دون رفعها لمدد متفاوتة. 3-العقاب اللفظي المتمثل في السب والشتم والاستهزاء والسخرية. 4- العقاب بالإهمال وعدم إعارة أي اهتمام لما يقوم به الطفل من أعمال ونشاطات تربوية وتعليمية.والعقاب بالتنقيط (نقطة الصفر، النقطة الموجبة للرسوب). والعقاب بالواجبات والفروض، كإرغام الطفل على كتابة كلمة أو جملة أو فقرة عشرات أو مئات المرات .وتختلف وجهات النظر حول العقاب، فالمؤيدين للعقاب غالبا ما يدافعون عنه بالأدلة الآتية:
* ما دام العقاب البدني شائعاً في المجتمع والأسرة، يستحيل إزالته من المؤسسة التربوية، وإلا أصبحت هذه الأخيرة مجالاً لتفريغ شحنات الطفل نتيجة العنف الممارس عليه خارج المؤسسة ؛ لأن الطفل في هذه الحالة لا يرتدع بوسائل أخرى غير العقاب... لذلك علينا أن نفكر في محاربة كل الأساليب العنيفة في تعاملنا مع الطفل خارج المدرسة قبل الشروع في ذلك داخلها. * العقاب وسيلة ناجعة لتقويم سلوك الطفل، وإلا سقط في الانحلال، فيصبح مدللاً، لذا لا يجب إطلاق العنان لنزعات الطفل الفجة. * العقاب يساهم في تقوية مكانة وشخصية المدرس أو المربي، وانعدامه يؤدي إلى إضعافها. أما حجج الرافضين للعقاب البدني، فمنها: * العقاب وسيلة بدائية لا تتناسب مع التطور الحضاري الذي عرفته الإنسانية. * العقاب يؤدي إلى تمرير الراشد للطفل لمبدأ غير أخلاقي هو أن الحق للأقوى، فالراشد يعاقب لأنه الأكبر والأقوى، وهذا يلغي فضيلة الحوار وأسلوب الإقناع والاقتناع. وتركيز المربي على العقاب يؤدي إلى الانتباه للأخطاء فقط، وإهمال الدعم والتشجيع. والطفل المعاقب يحس بعدم جدوى القيام بأي مجهود جديد، خشية الوقوع في الخطأ الذي تتلوه العقوبة. * العقاب العنيف له انعكاسات خطيرة على شخصية الطفل ومستقبله، فهو يؤدي به إلى: فقدان الثقة في النفس، والانطواء والخجل، وعدم القدرة على المواجهة، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، وكراهية المربي والمؤسسة التربوية، وينشأ الطفل على الخوف أو التمرد، كما يمكن أن يؤدي العقاب إلى التسرب الدراسي. * العقاب لا يفرض احتراماً حقيقياً للمدرس من طرف الأطفال المعاقبين، بل هو احترام مصطنع، كما أن أفضل السبل لتقوية شخصية المدرس يكون بالتعامل التربوي الإنساني، لا بممارسة أية سلطة قهرية. ونخلص إلى أن معظم التربويين يجمعون على خطورة العقاب البدني المبالغ فيه على تكوين شخصية الطفل. إلا أن العقاب إذا خضع لقيود تربوية صارمة، يمكنه أن يكون مفيدا في تربية الأطفال. الحل للعقاب البدني بوجه نظر غربية ما يلي: عالم النفس دانييل لومبير، يرى أن العقاب ليكون تربوياً، لا بد للمربي من إتباع المعايير الآتية- 1- يجب أن يرتبط العقاب بهدف رئيس، وهو أن يستوعب الطفل أننا غير راضين عن سلوك معين لكي لا يعيده. 2- يجب أن تحصل العقوبة مباشرة بعد السلوك الخطأ؛ لأن مفهوم الزمن لدى الأطفال الصغار يختلف عن مفهوم الكبار له. 3- علينا أن نقيم ربطاً منطقياً بين العقوبة والخطأ المرتكب. 4- يجب الثبات فيما نطالب به الطفل، وعدم نسيان أو تغيير طلباتنا. 5- علينا أن نتأكد من أن ما نطالب به الأطفال ممكن التحقق ومناسب لسنهم. 6- أن نتأكد من أن عقوباتنا لا تحمل أي أعراض جانبية أو تأثيرات سلبية على الأطفال. ويضيف بعض الباحثين معايير أخرى، مثل:أ - ضرورة أن يتناسب العقاب مع درجة الإساءة أو الخطأ، لا مع درجة مخالفة أو مضايقة الراشد وغضبه؛ لأن العقاب لا يجب أن يكون انتقاماً أو تنفيساً عن غضب الراشد وانفعاله. ب - عدم إهانة الأطفال أو تهديدهم أو تجريمهم. ج - إشراك الأطفال في إصلاح أخطائهم، كلما تأتى لنا ذلك. د - تفادي مطالبة الأطفال بوعود لن يتمكنوا من الالتزام بها، أو أن نطلب منهم المسامحة والاعتذار عن موقف لا يفهمونه. نتائج البحث وأهم التوصيات: - البعد عن العقاب البدني ضرورة تربوية ملحة يجب الالتزام بها من قبل المدرسة والإدارة التربوية والتعليمية. - العقاب البدني العنيف له عواقب خطيرة على نمو الطفل وسلوكه وتكوين شخصيته، وقد يكون له مردود سلبي على مستقبل الطفل المعاقب. - محاولة تعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية بين الأسرة المجتمع وأولياء الأمور والمدرسة، و من خلال مديريات التربية والتعليم و وزارة التربية والتعليم العالي . - العمل على تعزيز وتقوية الجوانب السلوكية الجيدة للطلاب وتأكيد على صحبة المعلم للمتعلم، وتنمية روح الإبداع والتفكير وتنمية النفس للطلبة تنمية إيمانية. - العقاب البدني يؤدي إلى ضعف التحصيل وإلى التسرب المدرسي في أغلب الأحيان. وإن كان لا بد للمربين أو المدرسين من تقويم أي انحراف في سلوك أطفالنا، فليكن ذلك بأساليب تربوية إسلامية تحفظ كرامتهم وتصون حقوقهم، وتهيئهم لتحمل المسؤوليات الجسيمة التي تنتظرهم في بناء عالم الغد المفعم بالتحديات والصعوبات الكثيرة في ظل عالم متغير من حولنا بصورة مستمرة. - العمل على تطبيق مبدأ التربية والتعليم بالحب والاقتداء والتأسي بأسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في تربية صحابتهِ الكرام رضي الله عنهم. - محاولة حل المشكلات الصعبة بين المعلم والطالب خاصة في المرحلة الثانوية من خلال تحويل الأمر لمدير المدرسة - أو من خلال استدعاء ولي أمر الطالب. - يجب مراعاة الوضع النفسي والاقتصادي وظروف الاحتلال على حياة الطلاب.

 الدكتور- جمال عبد الناصر محمد أبو نحل نائب رئيس المركز القومي للبحوث أمين سر المجلس الأعلى لأولياء الأمور بغزة