العصا لمن عصى بقلم:على حسن السعدنى
تاريخ النشر : 2014-02-19
العصا لمن عصى بقلم:على حسن السعدنى


العصا لمن عصى العصى لمن عصى ، لطالما سمعنا هذه العبارة ونحن في صفوف الدراسة ولكم كان يرعبنا منظر العصا وهي تنقل من يد الى يد أخرى في فتاء المدرسة ، ولكن ما يحيرني هو أن العصا في بادئ الأمر انتقلت من يد المعلم الى يد الادارة المدرسية بين الوكيل والمدير والمرشد الطلابي واصبح المعلم فقط هو الممنوع من الضرب ، ولم تلبث مدة طويلة لكي تنزع العصا حتى من بين ايادي موظفي الادارة المدرسية ليصبح العقاب بالعصا نسيأ منسياً ، وبدات عبارة العصى لمن عصى تزول وتنمحي تدريجياً وحضرت بالنيابة عنها عبارات أخرى كعبارة من أمن العقوبة أساء الأدب ، وحينها بدأت صورة المعلم تهتز شيئا فشيئاً إلى أن أصبح المعلم مجرد مهرج في بعض المدارس وليس جميعها ، يرمى بالطباشير ، يحاول جاهداً أن يخرس أصوات الطلاب وأن يلفت انتباههم الى الدرس ولكن لا حياة لمن تنادي ، ولكن المفاجئة الكبرى التي لم تكن في الحسبان هي ان العصا عادت ولكن هذه المرة عادت في يد الطالب ، فلقد كثرت في الاونة الأخيرة قصص ضرب المعلمين ليس من الطلاب فقط بل حتى من اولياء الأمور ، هل لهذه الدرجة أصبح المعلم مهاناً الطالب يهدده ويضربه ويأتي ولي الامر ليكمل الناقص ، الادهى والامر من ذلك أنك حين تكتب عبارة تهديد معلم في متصفح البحث قوقل تجد ان بعض الطلاب يصورون منظر الرصاصة وهي واقفه بين أصابعهم وهم يشيرون نحو المعلم ، هل هنالك اكبر واكثر من هذا التهديد ، قديماً كان الطالب يتغيب عن المدرسة اذا لم يقم بحل الواجب خوفاً من عقاب المعلم واليوم يحصل العكس تماماً فمن يتغيب عن المدرسة هو المعلم خوفاً من أن يتعرض للضرب والقتل على يد الطلاب واولياء أمورهم ، اذا وصلنا لهذه المرحلة هل سوف نغلق المدارس ونجعل التعليم عن طريق الانترنت والمدرسين الخصوصيين ، ام هل نحتاج لأن يكون التعليم غير مجاني لكي يدرك الطلاب وأولياء امورهم أن هناك ثروة قد تكلفهم دماء قلوبهم مقابل تعليم هذه الاجيال ، لأن مجانية التعليم أصبحت تجعل الطالب يذهب الى نزهة يستعرض فيها عضلاته أمام أصدقاء الحارة او أصدقاء القرية في الصف الدراسي ، ولذلك لابد أن يكون لانتزاع العصا ثمناً على اولياء الامور وطلابهم كما له ثمن على المعلمين وطاقم ادارة المدرسة ، ولكن الثمن الذي اتحدث عنه هو ثمن القيم وان كانت القيم ستزول فلا بأس أن يعاد التفكير فيها لكي تصبح من مجرد قيم الى قيمة مالية ، ربما هذا قد يكون آخر الحلول في رأي وزارة التربية والتعليم ولكن ان كان ولي الامر سوف يقوم بشراء الكتب المدرسية ويشارك المعلم في افهام الدروس لابنائه فأعتقد أن أولياء الامور وأبنائهم سيعرفون قيمة المعلم الذي يقف طوال اليوم ليشرح ما في طيات الكتب التي في حقائب الطلاب ، لنفكر فيها سوياً أليس المعلم هو الموظف الوحيد الذي لا ينتهي عمله بانتهاء الدوام الرسمي ويعود الى المنزل ليذاكر ويراجع ويحضر ما سوف يقوله في اليوم التالي ، اليست هذه حياة مملة التي يقوم بها من اجل لقمة العيش ومن اجل ابنائكم ، اذا فلما لا طالما أنه لن يكون هناك تأمين صحي على المعلم بعد تعرضه للضرب ولن يكون هناك تأمين على روحه ولا حتى بدل خطر ولا بدل سمعه من استهزاء الطلاب به فلما لا ، الكتب المدرسية ترمى في سلة المهملات لانها توزع مجاناً ولا تباع فلما لا نأخذها من مستودعات وزارة التربيه والتعليم ونعرضها للبيع في المكتبات هكذا سيشارك أولياء الأمور والطلاب المعلم في الذهاب للمكتبه ، ومن سوف يشتري كتاب لابنه حتما سوف يقرأة فلا أحد يشتري كتباً ليلقي بها بين رفوف المكتبات دون قراءة ، أيضاً لا أحد يدفع للمعلم ثمن الوسائل التعليميه التي يقوم بشرائها ليعرضها كأمثلة ونماذج للدرس ، ولا أحد سيقوم باصلاح سيارة زجاج معلم مكسور ولا أحد سيقوم بدفع ثمن كفن المعلم اذا توفي ومات