ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى بقلم:خالد حسين
تاريخ النشر : 2014-01-30
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى بقلم:خالد حسين


بسم الله الرحمن الرحيم
 

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ....... خالد حسين

يقول عز وجل في سورة البقرة : } وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {.
إن اليهود الذين أعرضوا عن شرع الله تعالى و بدّلوا دينه هم : شعب خِداع ومكر،  شعب حقد و حسد،شعب خسة ولؤم،شعب غدر و خيانة،شعب طمع وجشع، يكيدون للبشر،و يلحقون الأذى ببني الإنسان،قال الله تعالى في وصفهم}وَ يَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً ) { المائدة 64) ومن صفاتهم الجدل والمماراة كما اخبر الله تعالى } يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ{سورة النساء46 ،والبذاءة وسوء الأخلاق والفساد من طبعهم،قال الله تعالى : { وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ } ( الأعراف : 161 ) لكنّ قوم السوء خالفوا ما أُمروا به من القول والفعل،وكانت استجابتهم لما طُلب منهم على صورةٍ تُوحي بدناءة أخلاقهم وقلّة حيائهم وفساد باطنهم ، فبدلاً من السجود لله إذا بهم يدخلون المدينة زحفاً على أدبارهم ، وبدلاً من قول (حطّة) كما أمرهم الله إذا بهم يقولوا : ( حبّة في شعرة ) وهذا غاية السوء والاستخفاف بمقام الله تعالى .
قسموا أنفسهم حمائم وصقور لا يعترف كل منهم بمواثيق وعهود الآخر قال الله تعالى فيهم }كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ{البقرة100.
"إن اليهود قومٌ بُهْتٌ"، أي: كذَّابون، كما قال عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- الذي كان يهودياً فأسلم، فاليهود ينظرون إلى العهود والمواثيق التي يوقعونها مع غيرهم، إنها للضرورة ولغرض مرحلي ولمقتضيات مصلحة آنية،فإذا استنفد الغرض المرحلي نقض اليهود الميثاق من غير استشعار بأي اعتبار خلقي أو التزام أدبي. كما فعلوا مع الرئيس الراحل ابوعمار عندما انتهت مرحلته قتلوه فلم تشفع له اتفاقية السلام التي ابرمها معهم.
لقد حكم فيهم القرآن الكريم وفضحهم،وشهد عليهم التاريخ ، فإن من الجهل والحُمق الثقة بأي معاهدة يبرمها اليهود، وبأي اتفاق يتم معهم، فلماذا نطمع في ود بني إسرائيل أو في مسالمتهم،ولو تركت الأفاعي لدغها لتركت اليهود غدرها.
فما الفرق بين يهود الامس الذين قتلوا الانبياء وحرفوا الكتب السماوية وبين يهود اليوم،فهذا احد كبرائهم الهالك مناحم بيغن يقول " أنتم الإسرائيليون لا يجب أن تشعروا بالشفقة حتى تقضوا على عدوكم،لاعطف ولا رثاء حتى تنتهي من إبادة ما يسمى بالحضارة الإسلامية التي سنبني على أنقاضها حضارتنا "

هذه هي طبيعة اليهود لا عهود ولا مواثيق لهم اغتصبوا فلسطين عام 1948م قتلوا الكثير من أبناء فلسطين وطردوا السكان من أراضيهم وبيوتهم إلى المنافي والشتات فهم شعب لا أخلاق لهم يستبيحون الدماء ويرفعون شعار السلام ، لا نستغرب عندما نسمع تصريحات قادة الصهاينة من تهديد للسلطة الفلسطينية وآخرها تصريحات تسيفي لفني وزيرة ما يسمى بالقضاء الصهيوني ورئيسة الوفد المفاوض التي تحمل في طياتها الكثير من الحقد والتهديد والوعيد لشخص الرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما رفض الاعتراف بيهودية الدولة بعد ما ناله من المديح والثناء في السابق وانه رجل السلام،فهذا التهديد والوعيد يجب أن يكون درس وعظة للمفاوض الفلسطيني بان هذه هي طبيعة اليهود في التعامل مع الآخرين فليس عندهم صاحب أو صديق فهم ينظرون إلى العالم بأنهم عبيد وإنهم أسياد العالم يُملوا إرادتهم على الجميع مصلحتهم فوق كل شيء .
لقد تنازل المفاوض الفلسطيني من خلال اتفاقيات واسلوا عن ثماني وسبعين بالمائة (78%) من ارض فلسطين التاريخية،واعتراف كامل وصريح بحق إسرائيل في الوجود وإلغاء جميع مواد الميثاق المتعلقة بإسرائيل والصهيونية من الميثاق الوطني الفلسطيني،ورغم ذلك كله اصدر شارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك أوامره بمحاصرة الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات في مقر المقاطعة ، وقطع الماء والكهرباء عنه ، فقال الرئيس عرفات آنذاك معلقا على هذه الإجراءات الصهيونية ... هو هذا الرد الإسرائيلي على مبادرة السلام العربية التي تبنت مشروع سلام معهم فقال قولته الشهيرة (هل حياتي أغلى من حياة أي فلسطيني ) ثم دُسَ السم له في الطعام أدى إلى مقتله فيما بعد.
اليهود بطبيعتهم جنس لا يتوانى عن سفك الدماء حتى إن أنبيائهم لم يكونوا بمنأى عن أيديهم الملطخة بالدماء ، فهم من قتلوا أنبياءهم ، فيذكر ابن القيم " إن اليهود في يوم واحد قتلوا 70 نبيا ",وليس هذا عجيب إذا علمنا أن اليهود في زمن الياس (اليا) عليه السلام قتلوا عشرة آلاف نبي،وهم من دسوا السم لرسولنا الحبيب محمد صل الله عليه وسلم ، وهم من  اشغلوا الحرب العالمية الأولى والثانية فهؤلاء قوم ليس لهم عهود ولا مواثيق ولا كلمة شرف ولا صديق ولا صاحب ، ماكرين مخادعين يتفاوضون مع الآخرين بكل دهاء كلما حصلوا على شيء ، نحسبه نهاية المطاف يطالبون بأشياء أخرى،أسلوبهم الابتزاز والمماراة والمدارة والمكر والخداع،لا يستعجلون في أمورهم،لا يهمهم الوقت كثيرا، ييأسوا المفاوض حتى يصاب بالملل ويرضخ لمطالبهم،وفي النهاية لم يجني أي شيء سوى السراب والوعود الكاذبة،فسلامهم وهم وخداع كما قال الشاعر هاشم الرفاعي :
سيحدثونك يا بني عن السلام ..إياك أن تصغي إلى هذا الكلام
كالطفل يخدع ,,, بالمنى حتى ينام
لاسلم أو يجلو عن الوجه الرغام .. صدقتهم يوما فآوتني الخيــام
وغدا طعامي من نوال المحسنين .. يلقى إليَ إلى الجياع اللاجئيـن
فسلامهم مكرٌ ,, وامنهمو سراب .. نشر الدمار على بلادك والخراب

(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [المائدة:82].