اهمية العمل التطوعي بشكل عام وفي فلسطين بقلم: الحسن علي فرج
تاريخ النشر : 2014-01-17
بقلم: الحسن علي فرج
ان من علامات وعوامل تقدم الشعوب ورقيها قديما حديثا هو حجم الانخراط والانصهار في المجتمع من خلال ما يقدمه بعض المجتهدين والراقية ارواحهم والعظيمة صفاتهم الانسانيه من اعمال تطوعيه تدل على رقي وتفوق الصفات الجماليه لهؤولاء الاشخاص والمواطنين الصالحين الذين يتسمون بالتضحيه والعطاء والذين كلما ازدادت مجتمعاتهم تقدما ازداد عطائهم الخيري من جهد بدني ومادي ومعنوي للذفع باتجاه المجد والتفوق على الشعوب والامم الاخرى…
وبسبب تطور الحياة الاجتماعيه وازدياد المتطلبات المعيشيه وتغير الظروف الغير ثابته الاجتماعيه والاقتصاديه والتكنلوجيه.فقد ادت كل هذه المتغيرات في بعض الاحيان الى ضعف وعجز المؤوسسات الرسميه واجهزتها العامله التنفيذيه من القيام بواجباتها على اكمل وجه كما ينبغي..وهنا ياتي دور الخيريين واصحاب المروئة والشهامة لمساعدة الجهات الرسميه بصورة مباشره او غير مباشره..
اما المتطوع فهو: مواطن من الشعب او من خارج اقليم الدوله اي اجنبي عن السكان المحليين يحمل صفات طيبه وجينات خيره راقيه تدفعه الى التفكير والعزم الى تقديم العون والمساعده للمحتاجين او بذل الجهد بكافة اشكاله في خدمة وطنه ومجتمعه دون مقابل او اجر…والتطوع : هو الجهد الذي يبذله الانسان بدافع ديني وطني انساني من بذل وعطاء مالي او بدني او فكري او معنوي عيني للاسهام في مساعدة الناس بشكل عام..فهو يسخر او يقتطع من وقته عن قناعه وحب من اجل مساعدة الناس ورفع البلاء عنهم او تذليل عقبة معينه تعانيها الدوله او الحكومه…
وتكمن اهمية العمل التطوعي في الاتي:
1- خدمة المجتمع بشكل شخصي وعام مباشره او عن طريق المؤوسسات المختصه في الدوله.
2- دعم اجهزة ومؤوسسات السلطه في حالات الضعف ومواجهة المشاكل تحتاج الى طاقات اكبر من المتاحه لديها.
3- الاهميه الدينيه والانسانيه في المجتمع فمساعدة الناس والوقوف الى جانبهم من الصفات المحموده في الدين والحميده في الاخلاق وايضا تدل هذه الجهود على ان المواطن الذي يقوم بها يتصف بالصلاح واانتماء لشعبه ووطنه.
4- يعد التطوع من اهم عوامل التكافل الاجتماعي حيث يؤدي الى الشعور بالمحبه بين الناس وزيادة الثقه من خلال الاحتكاك الكتبادل ومن خلال نزول المتطوعين للشارع دون اجر.
5- التعلم وتبادل الخبرات بين المتطوعين من خلال عرض افكار الفرد في المجموعه على الاخرين.
6- العمل التطوعي يؤدي لتماسك الشعب والى التماسك الوطني مما ينتج عنه دوله قويه تتسارع لبناء ثقافتها وهويتها.
اما العقبات التي قد تحد من توسع قطار التطوع واسترارية اعمال التطوع الخصها بالاتي:
1- عدم القدره على الوفاء ببرامج التطوع من قبل المتطوع بسبب المعوقات ماليه طبيعيه قد تلزمه لانجاز العمل.
2- عدم القدره على القيام باكثر من عمل تطوعي بسبب ان للمتطوع حياة خاصه ايضا يسعى بها من اجل كسب الدخل ليعيش.
3- عدم استجابة المؤوسسات في كثير من الاحيان لتبني المتطوعين وتقديم اقل الاحتياجات اللازمه لهم ليستطيعو العمل وتقديم العون.
4- متاجرة الكثير واستغلال البعض لاعمال التطوع من اجل الاستثمار ومصالحه الشخصيه وفي هذا خيانه للامانه وعدم اخلاص بالعمل الذي هو مبداه اساسا انه دون مقابل وخيانه لله.
5- جهل واستهتار الكثيرين سواء من الافراد الذين من الممكن ان يصبحو متطوعين او من عامة الشعب الذي يتلقى الاعمال التطوعيه بنظره تقلل من اهميتها.
6- التسيب والاستهتار من قبل المتطوع في الالتزام بالبرامج المعده للعمل التطوعي لشعوره بانه غير ملزم بذلك.
7- عدم قدرة رؤوساء المجموعات التطوعيه من ايصال اهمية ورسالة العمل التطوعي لافراد المجتمع.
8- القيود التي قد تفرضها مؤوسسات الامن والحكومه في الدوله لتحديد خطوط سير معينه وتحريم الكثير من السبل التي يسلكها المتطوع والاعمال التي يحب ان ينجزها مما يؤدي الى الاحباط والخمول في نفس المتطوع.
9- الاثقال على المتطوع باعطائه الكثير من الاعمال والواجبات وبدون تنظيم جدولي ووقتي لاداء هذه الاعمال.
10- عدم اعطاء كل متطوع ما يتناسب مع قدراته وامكانياته المبذوله في الاعمال وعدم تقديم التوعيه والارشاد اللازمين من خطط وبرامج مدروسه.ولكن هناك عوامل كثيره يمكن ان اتحدث عن اهمها ان انتهجت واتبعت تؤدي الى نجاح وتوسع الاعمال التطوعيه وتشجع على الاقبال للانضمام لقوافل المتطوعين:
1- نشر الوعي عن اهمية التطوع في المجتمع وعلى مستوى الافراد واهدافه المرجوه والنتائج التي يحققها.
2- تعميم ثقافة التطوع من خلال تسليط الضوء والاعلام على اهم انجازات ونجاحات المتطوعين واعمالهم.
3- توجيه رساله ساميه بان التطوع هو واجب ديني وطني انساني وان الذي يقدم عليه لهو مواطن صالح شريف وراقي.
4- اسهام المؤوسسات المشابهه والمختصه باستقطاب المتطوعين وتقديم الدورات التوعويه عن العمل التطوعي على اسس علميه وتوفير اقل الامكانيات التي يستخدمها المتطوع اثناء بذله الجهد والعمل اللازم.
5- على المتطوعينالتسلح بالقناعه والايمان من الداخل بقدسية ما يقدموه من جهد واثره على المواطنين والدوله.
6- تقديم الدورات والارشادات للمتطوعين في كيفية اداء اعمالهم من خلال برامج منظمه واوقات زمنيه مخططه.
7- على الحكومات ان تقدم الدعم اللازم معنويا وماديا وتسهيل عملية تنقل المتطوعين وفتح باب تبادل الخبرات مع الدول الاخرى في مجال التطوع من خلال تسهيل عملية دخولهم وخروجهم.وهنا اقول ان الشعب الفلسطيني وبسبب خصوصية قضيته من احتلال وشعب يدافع عن كرامته وحياته وارضه هو اكثر الشعوب عرضة للتغيرات فعدم وجود استقلال ووجود الاحتلال ادى الى ان يعيش الشعب الفلسطيني دوما في تغيرات وان يكون عرضة للكوارث الاجتماعيه والاقتصاديه بسبب عدم استقرار الامن الذي يودي بدوره بشكل تلقائي لعدم وجود استقرار اجتماعي واقتصادي ..ولان الشعب الفلسطيني لم يحصل حتى الان على استقلاله السياسي والاقتصادي ولان يعيش على المنح والمساعدات الخارجيه يؤدي ذلك غالبا الى عدم قدرة الحكومات الفلسطينيه على الوفاء بالتزاماتها وعدم قدرتها على اتمام واجباتها المنوطه على اتم وجه كما هو لازم فلاجل كل ذلك ارى ان شعبنا الفلسطيني هو اكثر الشعوب بحاجة الى الاعمال التطوعيه لمساعدة الحكومه وليساعد نفسه على تذليل كل العقبات واجتياز كل المراحل والمتغيرات التي تشوبه وتعصف عليه دون سابق انذار…ولان شعب فلسطين شعب محتل يتعرض للذبح وللاسر وللجرح ولتهديم بيوته واجب على ابناء شعبه الخيريين بالاضافه للمؤوسسات والجمعيات من بناء جسم تطوعي يقدم ويقاسم شعبه معاناته معنويا وماديا بل يجب ان نرى في فلسطين مدارس نضاليه تطوعيه مستمره لا تتوقف تربي الاجيال بعد الاجيال على حب التضحية والعضاء كل على قدرته وطاقته فنحن ليس لنا الا الله وتكاتفنا مع بعضنا وان نطلق العنان للخير الذي نحمله في داخلنا بالفطرة وبطبيعة مجتمعنا الذي شرب من نفس الكاس الويلات والالام على مدار سنين نضاله.