بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِمّا تَخَافَنّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىَ سَوَآءٍ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الخَائِنِينَ
تاريخ النشر : 20131105
سيد مقتدى يلفظ أنفاسه الاخيرة
استفزازات السيد مقتدى الصدر للحكومة العراقية وصلت من الحد بحيث انها اصبحت تشكل انعطاف خطير وتدل على وجود خلافات عميقة جدا بين سيد مقتدى ( تيار الاحرار ) وبين دولة رئيس الوزراء خصوصا ودولة القانون .
وقد يسأل أحد الاخوة ما الذي يجعل سيد مقتدى ينحى هذا المنحى الخطير ؟
بعد سقوط النظام الدكتاتوري لم يكن سيد مقتدى سوى شخص عادي لم يحسب له أحد حساب . وبغض النظر عن التفاصيل الجزئية كان سيد مقتدى شخص مسلوب الارادة ( قطعة شطرنج ) يحركه من يريد بكل سهولة .
وفي مثل الاجواء العراقية والصراعات الدولية والعربية خصوصا . كان العراق منطقة رخوة استغلها أعداء العراق للولوج الى داخل العمق العراقي .
وكان سيد مقتدى السهل المنبسط الذي اخترق من قبل دول محور الشر قبل ان يخترق تياره الذي عاث فساد في البلاد والعباد . ولولا حكمة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بشن أكبر عملية تطهير ( صولة الفرسان ) لجنود جيش المهدي التي قتلت من الابرياء العراقيين في تلك الفترة اعداد غفيرة ومن الجنود الذين كانوا يطهرون البلاد من عصابات القاعدة الاجرامية كانوا اهداف لجيش المهدي .
( الحسنة ) الوحيدة لجيش المهدي كانت في بغداد عندما دافعوا عنها وعن أهلها .
ولاأحد ينكر هذه الحقيقة . ولكن تمادي سيد مقتدى وتنامي نفوذه داخل جيش المهدي جعله يشعر انه القائد الشيعي الذي ليس له منافس . والذي اتهم بقتل سيد مجيد الخوئي ( رحمه الله ) . حتى يتعاظم نفوذه أكثر ولكن لم يتحقق له ذلك .
بل وبدأ يحارب المرجعية ويسميها بالصامتة مرة واخرى بالميتة بل وطوق في احدى المرات جيش المهدي دار السيد السيستاني في محاولة لأغتياله !!
والذي جعل سيد مقتدى بهذه الصورة هو ( النفخ ) به يوميا من عدة اطراف .
وبدأ يشعر بالزهو والانتصار لما يمثل تياره من ثقل في الحكومة . ونتيجة هذا النفخ بدأ يطير في الهواء وتكبر ( ريشاته ) يوما بعد اخر .
وليس هذا وحسب وانما نتيجة عدم اهلية سيد مقتدى لهذا الدور لأن هذا الدور أكبر منه سقط في عدة اخطاء كارثية . عدم مصداقيته في اتخاذ القرارات . وعدم الوثوق به من قبل الشركاء لأنه يغير رأيه كما هو معروف بين يوم وليلة . واشتراكه بتدمير الشيعة بعدم الوقوف مع قرارات صائبة للمالكي في أحلك الظروف !!
ونحن هنا لانريد ان ندخل بمهاترات مع التيار الصدري بقدر مانريد ان نضع النقاط على الحروف . وايصال بعض الحقائق الى القاريء ليعرف الغث من السمين .
ولمن يريد ان يطلع على تلك الظروف التي احتل فيها جيش المهدي الصحن الشريف وخروج سماحة السيد السيستاني دام ظله من النجف لدرء الخطر عنه .
ومارافق تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر يجدها في كتاب اسمه ( الرحلة العلاجية لسماحة السيد السيستاني دام ظله وازمة النجف 1425 _ 2004 ) .
كانت تلك المرحلة من أخطر المراحل التي مر بها العراق بسبب سيد مقتدى وجيشه . وبعدها بدأ مسلسل سيد مقتدى زياراته الى بعض الدول المعادية للعراق بقصد اضعاف واحراج رئيس الوزراء نوري المالكي !!
ثم انتشرت اخبار استلامه ملايين الدولارات من بعض الدول وهذا ليس بشيء جديد . وثم اسس لقناة الاضواء وبعض الصحف ومواقع الانترنت وظفها كلها في الهجوم على المالكي . وفي كل مرة يهاجم دولة رئيس الوزراء والاخير يغض النظر عنه .
الى ان وصلت الامور الى طريق مسدود في الفترة الاخيرة حيث بدأ يظهر اعضاء تيار الاحرار لقاء مبالغ خيالية في قناة البغدادية في برنامج ربيب عدي العقيد في مخابرات المقبور والذي كان في يعمل في تلفزيون الشباب يقدم برنامج ستوديو الساعة التاسعة يوميا بحجة تقديم ملفات الفساد . والحقيقة عكس ذلك تماما .
فهدف البرنامج لو كان يناشد الحقيقة لكان عرض كل ملفات الفساد في العراق من الشمال الى الجنوب . وشمل كل الاحزاب قاطبة . لماذا لم يسأل احدكم ماهو السبب بتركيزه فقط على المالكي ودولة القانون وترك باقي الاحزاب تسرح وتمرح ؟!!
وفي خبر نشرته صحيفة الحياة اللندية تناولت فيه قيام "مقتدى الصدر" زعيم التيارالصدري بتسليم مدير قناة البغدادية "عبد عون الخشلوك" ما مقداره 5 ملايين واربعمائة مليون دولار وذكر المصدر الخاص في نشر الخبر ان قائد التيار الصدري كان قد وجه النائبة مها الدوري بالسفر الى لندن وتسليم المبلغ مباشرة الى السيد الخشلوك .. وتاتي مبادرة الصدر هذه حسب ما صرح هو به اليوم بما اسماه بالمواقف المهنية المعتدله لقناة البغدادية واشار الصدر ان قناة البغدادية من القنوات العراقية التي قاومت الامريكان من خلال تغطيتهم للعمليات الجهادية واخبار المقاومة وهي تستحق كل الشكر منا والاحترام ..انتهى
ونقول بعد تدني المستوى الهابط لتيار الاحرار في الشارع العراقي لما يقومون به يوميا من تهجم على دولة رئيس الوزراء كان كل عراقي يقرأ مابين السطور .
ولاتخفى عليهم سياسة تذبذب تيار الاحرار الذي اشتهر بتقلباته التي ليس نهاية لها .
وبعد ان سافر دولة رئيس الوزراء الى أمريكا لدعوة معلنة تلقاها من الامريكان لزيارة امريكا انتهز سيد مقتدى هذا الظرف وتهجم على رئيس الوزراء بإسلوب ركيك وهش ولايليق بسيد مقتدى او غيره التعرض الى زيارة رئيس الوزراء بهذا الاسلوب الذي يكشف عن عدم ادراكه لعبة السياسة وكان عليه ان يشكر المالكي .
والذي لايعرف الحقيقة كانت زيارة المالكي الى امريكا من اجل العراق والعراقيين .
وكل منصف يعرف ان زيارة المالكي كانت ناجحة ومثمرة من خلال اهتمام الجانب الامريكي بهذه الزيارة . وتم الاتفاق على عدة محاور واهما التعاون الامني .
لكن مخاوف البعض من سعي المالكي لولاية ثالثة جعلهم في هذه الفترة ( مجانين ) . مما دعا السيد مقتدى واحد من الذين تهجموا على المالكي بشكل لامبرر له .
الذي دعا رئيس الوزراء بعد عودته ان يوجه الى سيد مقتدى بيان يرد فيه على اتهامات السيد الصدر بأنه متواطؤ مع بعض الدول ضد ارادة الشعب العراقي .
وانه يأجج الطائفية وينذره في اخر البيان ( برد قاس ) !!
قال الراغب الأصفهاني : الخيانة والنفاق واحد إلا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة . والنفاق يقال اعتبارا بالدين : ثم يتدخلان فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر .
ونأمل أن يفهم سيد مقتدى هذه الرسالة وماهي الالغاز التي يتضمنها البيان .
وحسب ماسمعت انه يلفظ انفاسه الاخيرة ( هلعا ) من هذا البيان لذلك اوصى اتباعه بعدم الخروج الى الشوارع . وقد منعهم من القيام بأي تصريح يثير الاخرين .
بل ونأمل من اعضاء كتلة الاحرار أن يتعلموا الدروس من قراءة هذا البيان وان يدخل في عقلهم ان أوراقهم بدأت تحترق . ولايشفع لهم هذه المرة الا رب السماء .
سيد احمد العباسي
سيد مقتدى يلفظ أنفاسه الاخيرة بقلم:سيد احمد العباسي
تاريخ النشر : 2013-11-07