الشهيد القسامي الاستشهادي سمير محمد فوده ابن كتائب عز الدين القسام بقلم: سامي إبراهيم فوده
تاريخ النشر : 2013-11-01
الشهيد القسامي الاستشهادي سمير محمد فوده ابن كتائب عز الدين القسام بقلم:
سامي إبراهيم فوده


الشهيد القسامي الاستشهادي سمير محمد فوده
ابن كتائب عز الدين القسام
بقلم الكاتب// سامي إبراهيم فوده
[email protected]
"بسم لله الرحمن الرحيم"
"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا" "صدق الله العظيم"
أخوتي ورفاق دربي وابن عمي الغالي الشهيد سمير فوده// أيها الأسد القسامي الاستشهادي المقاوم الهمام..والمقاتل الصنديد..
سلامٌ عليكم منا يا شهدائنا العظام, نحن نحاول ونجتهد ونخط بمداد أقلامنا بعض ما نعرفه عن دروب جهادكم وعظمة بسالة تضحياتكم..فعذراً لكم منا يا من قدمتم أرواحكم الطاهرة رخصيه فداء الدين والوطن وكرامة أمتكم,,فعذراً لكم منا يا من تكتبون حروف التاريخ وتسطرونه من شلالات دمائكم..فعذراً لكم منا يا فلذات أكبادنا وقرة عيوننا ومهجه فؤادنا وزهرة حياتنا..فارقتمونا أحبتي وحروف العين ورأس القلب على فراقكم يبكيكم وشفاه الياء لا تنطق إلا بحروف أساميكم,,فارقتمونا ونحن نعيش ألم الفراق ولوعه الحرمان,وفي دنيا الحياة الفانية نتوجع تحت وطأة شهواتنا وأنتم ترسموا العلياء والتاريخ والظفر لمستقبل أجيالنا,,إخوتي وأخواتي ورفاق دربي...أعزائي القراء الموقرين,,فما أنا بصدده اليوم من خلال مقالي المتواضع هو تسليط الضوء على سيرة حياة الاستشهادي القسامي البطل الشهيد سمير فودة ابن عمي من دمي ولحمي,صاحب الرد القسامي الأول على مجازر العدو الصهيوني الفاشي في رفح الصامدة والنصيرات الثائرة عام 2003م بقتله أربعة جنود صهاينة وإصابة العديد من الجنود الصهاينة في "نتساريم" باعتراف العدو الصهيوني بتكبيده بهذه الخسارة....
مولده ونشأته:
ولد الاستشهادي البطل القسامي سمير محمد حامد فوده المكني"أبوة هريرة"ابن(اثنان وعشرين عاما) بتاريخ10/11/ 1981م في مخيم الشهداء مخيم الثورة والصمود بلوك"9" مخيم جباليا مقر سكناه ومسقط رأسه والقريب من مسجد الشهداء والمودي إلى مسجد التوبة وقد دخل شهيدنا البطل في تحدى مع نفسه إثباتا منه للآخرين بأنه هو على حق وجدير بعشقه لله العلي القدير وبحبه لكتائب الشهيد عز الدين القسام في مقاومتها للاحتلال وبعد جهدٍ جهيد وعطاءاً مضني ومعاناة شديدة واختبارات دعوية ونشاطات جماهيرية وتدريبات أمنية وعسكرية مكثفة وقاصية إلى أن جاء يوم الفرج من عند لله والموافقة له من القيادة الحركية بانضمامه إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في عام 2002م وعند لحظة سماعة الخبر فقد انشرح صدره بالسعادة الغامرة وامتزجت فرحته بالدموع وخر ساجداً لله تعالي وأخذ يجيش بالبكاء الشديد من شدة إيمانه وحبة لله والشهادة في سبيله مقبلاً غير مدبر وفي صباح يوم الجمعة الموافق 24/10/ 2003م وعن عمر يناهز اثنان وعشرين عاماً سقط شهيدنا القسامي البطل في عملية نتساريم البطولية والتي جاءت عمليته الاستشهادية رداً طبيعياً على مجازر العدو الصهيوني التي يرتكبها في فلسطين بأسرها وتحديداً في ذلك الوقت في رفح والنصيرات وقد تمكن شهيدنا البطل سمير فوده مع المجاهد الاستشهادي ابن سرايا القدس بفضل الله تعالي من قتل أربعة جنود وإصابة أكثر من خمس جنود صهاينة في العملية وارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها ونال الشهادة كما كان يتمني.....
عاش الاستشهادي القسامي البطل سمير فوده في أسرة تتكون من 9 أفراد بما فيهم والده المغفور له بإذن الله تعالي الرجل الفاضل الحاج// محمد حامد فوده"أبو رمزي"مؤذن مسجد الشهداء سابقاً وزوجته المسنة الحجة أم رمزي وله ستة أخوة وأخت وأحده ..ويأتي هو في الترتيب السابع سناً من بين إخوته,, فقد نشأ شهيدنا القسامي في أسرة فلسطينية لاجئه محافظة على عاداتها وتقاليدها ومتدينة بشرع الله وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف السمح,فكان شهيدنا نعم الابن الصالح والبار بوالديه والحنون والودود عليهم وكذلك هو الحال مع أفراد أسرته جميعاً وقد تربي في أسرة متوسطة الدخل وكانت أسرته كغيرها من الأسر الفلسطينية اللاجئة التي تعتمد على إغاثة التموين من وكالة الغوث للاجئين وقد هاجرت أسرته من موطنها الأصلي بلدة زرنوقه عام 1948م والتي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الرملة على بعد 10 كم منها وتبعد عن مدينة يافا 25 كم مثلها مثل ألاف الأسر الفلسطينية المنكوبة والتي تركت أملاكها وهاجرت رغم أنفها تحت تهديد السلاح والبطش الإرهابي الصهيوني,وقد ترعرع شهيدنا القسامي البطل سمير فوده في أزقة وشوارع المخيم وعاش مع أبنائها طفولته المسلوبة وربيع شبابه الضائع وحياه اللاجئ المهجر الذي يحمل هموم وطنه على أكتافه منذ صغره وكبر الفتي وأصبح شاباً يانعاً وبداخلة حلم الوطن وهموم أبناء شعبه وحلمه بتطهير وطنه من المحتلين وازداد قلبه حقداً وكرهاً على بني صهيون وضاق صدره من المشاهد الفظيعة المتكررة للمجازر والمذابح التي تعرض لها أبناء شعبه الفلسطيني الأبرياء العزل من السلاح....
صفات الشهيد سمير:
لقد كان الاستشهادي القسامي البطل سمير فوده في قمة التبجيل والخلق والأخلاق والورع والزهد والتقوى والصدق والإخلاص والوفاء والنبل فكان ملتزماَ في مسجد الشهداء القريب من منزلهم بشكل خرافي فلم أجد إطلاقاً شاباً مثله ملهوفا على عبادة الله ومواظباً على صلاته ومحافظاً على صلاة الجماعة وقيام الليل والنوافل وخاصة صلاة الفجر فكان يستيقظ من نومه قبل صلاة الفجر حتى يتمكن هو من إيقاظ الشباب"إخوته في الله" للصلاة سواء كان ذلك من خلال جوالة الخاص أو الذهاب هو بنفسه لكل شخص ليس معه جوال ويطرق بابه حتى يكسب صلاة الفجر جماعة,فكان طيب القلب ورقيق المشاعر وخجول ومحبوباً من الكل وعلى علاقة جيدة مع الجميع وخاصة مع أبناء مسجد الشهداء,فكان يصوم يومي الاثنين والخميس وثلاث أيام من كل شهر هجري وتشهد جدران وأرضية مسجد الشهداء وجميع أبناء المسجد على عطائه وإخلاصه وتفانيه بعمله ونشاطه الجماهيري والدعوي في المنطقة الشمالية وبعد جهد وعطاء دائم استطاع الاستشهادي سمير فوده أن يكون مسئول اللجنة الرياضية داخل المسجد وكان فتي يانع ذو جسم رشيق خفيف الحركة يحب الرياضة وخاصة الجري وقد شارك في العديد من المسابقات التي تنظمها الجمعيات الإسلامية فكان بكل جدارة يتصدر السباق ويفوز بالمركز الأول.....
تعليمه ودراسته:
تلقي الاستشهادي البطل القسامي سمير محمد فوده تعليمة في مدارس مخيم جباليا التابعة لوكالة الغوث للاجئين حيث درس المرحلة الأساسية في مدرسة أبو حسين الابتدائية ومن تم انتقل إلى المرحلة الإعدادية "أ" القريبة من سوق المخيم وبعد أن انهي مرحلة دراسته الابتدائية والإعدادية انتقل ليكمل تعليمة الثانوي في مدرسة أبو عبيدة الجراح ولم يكمل تعليمة الثانوي لأنه كان على موعد مع الشهادة والاستشهاد وأثناء دراسته الثانوية التحق الاستشهادي سمير فوده في النشاط المدرسي الطلابي في صفوف الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس داخل الحرم المدرسي وكان مثالاً ونموذجاً للطالب الخلوق والمجتهد والمتفوق في دراسته ودروسه وعلاقته المميزة مع سائر المدرسين والطلاب ...
جهاده:
بعد تحديد ساعة الصفر للقيام بتنفيذ العملية الاستشهادية توجه الاستشهادي القسامي البطل سمير فوده مع أخيه ورفيق دربة في المقاومة والجهاد البطل القسامي سيد عبد الجواد محيسن إلى مكان العملية المراد تنفيذها ولكن لم يرد الله عزوجل لهم الشهادة في هذه المهمة فعادوا سالمين غانمين برعاية الله إلى أهلهم..وفي صباح يوم الأربعاء الموافق24/6/2003م خرج الاستشهادي البطل سيد عبد الجواد محيسن مع الاستشهادي البطل القسامي إياد المصري من سكان بيت لاهيا للقيام بعملية استشهادية في معبر بيت حانون وقد نالا الشهادة بعد عملية بطولية التي تم تنفيذها في إحدى المواقع العسكرية وأوقعوا فيها القتلى والجرحى قي صفوف العدو الصهيوني....
العملية الاستشهادية المشتركة "القسام والسرايا"
تعد هذه العملية الاستشهادية النوعية من أنجع العمليات الفدائية التي جسدت فيها معاني الوحدة وروح التلاحم بين أبناء الوطن الواحد بين مجاهدي كتائب عز الدين القسام ومجاهدي سرايا القدس حيث تم تنفيذ العملية الاستشهادية التي شارك في تنفيذها الاستشهادي القسامي البطل سمير محمد فوده مع أحد المجاهدين من أبناء سرايا القدس في صباح يوم الجمعة الموافق 24/10/2003م حيث توجه المجاهدان إلى موقع العملية وهي أحد المواقع العسكرية المحصنة والتي تقع شرق مدينة قطاع غزة وتسمي"مغتصبة نتساريم"وقد تجلت قدرة الله عزوجل أن سهل لهم المهمة وساد المكان لحظة العملية بالضباب الكثيف الذي احجب الرؤية تماماً عن أعين الجنود المكلفين بحراسة الموقع العسكري,فقد زحفوا هؤلاء الأبطال مسافة نصف كيلو تقريباً إلى أن اقتربوا من الأسلاك الشائكة المحيطة بالمغتصبة فقاموا على الفور بقطع جزء من الأسلاك وفتح ثغرة للمرور منها وتسللوا إلى داخل المغتصبة واخذوا المجاهدين مواقعهم لمواجهة العدو وقاموا بقذف الثكنة بعشرات القنابل اليدوية وأطلقوا الرصاص مباشرة على الجنود المتمركزين وقتلوا وأصابوا جميع المتواجدين بالمغتصبة بإصابات بالغة وبعد أن تمكنوا من إنهاء العملية أخذ المجاهدان بالانسحاب من المغتصبة فتمكن مجاهد سرايا القدس من الانسحاب بعد أن قام الاستشهادي القسامي سمير فوده بتغطية انسحابه ..ولكن الله لم يكتب لسمير الانسحاب ..وعلى الفور حضرة قوة من الجنود العدو المدججة بالسلاح وانتشرت حول الموقع العسكري وحلقت طائرات الأباتشي في سماء المغتصبة فاشتبك البطل القسامي سمير فوده حتى أخر رصاص في جعبته وارتقي شهيداً في سبيل الله وفداءً للدين والوطن والشعب.....
عرس استشهاده :
وعلى الفور تناقلت جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة عن العملية البطولية الجريئة والتي أسفرت عن مقتل ثلاث جنود صهاينة وإصابة العديد منهم بجراح وقد قتل احد المصابين الصهاينة في اليوم الثاني من تنفيذ العملية متأثراً بجراحة وما أن انتهت العملية الاستشهادية حتى أذيع خبرها من أقصي الشمال إلى أقصي الجنوب بالوطن وبدأت تصدح مكبرات الصوت في المساجد تهلل وتكبر وتنعي الاستشهادي القسامي البطل سمير فوده,, فقد أقامت حركة حماس مظلة العرس القسامي وبدأت الوفود تتوافد لتقديم التهاني والتبركات لعائلة الشهيد ألـ فوده وبعد عملية التنسيق التي أجريت مع الجانب الفلسطيني والكيان الصهيوني لاستلام جثمانه... وصل جثمان الشهيد عصراً إلى مستشفى الشفاء بغزة وفي اليوم التالي وصل جثمان الشهيد إلى مسجد الشهداء وألقوا عليه نظرة الوداع إخوته وأصدقائه وبعدها تم نقله إلى منزله القريب من المسجد وتم إلقاء نظرة الوداع عليه من قبل أهله وبعد أن أدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الاستشهادي بعد صلاة الظهر من يوم السبت في مسجد التوبة،حمل المشيعون الشهيد البطل سمير فوده و ساروا به في شوارع المخيم في موكب جنائزي مهيب حتى و صلوا إلى مقبرة بيت لاهيا وورى جسده الطاهر الثرى .....ومن كرامات الاستشهادي أثناء دفنه فاحت من جسده الطاهرة راحة المسكـ العطرة
فالمجد كل المجد للاستشهادي القسامي البطل ابن كتائب عز الدين القسام سمير فوده "أبو هريرة"
والمجد والخلود للشهداء الأبرار
والحرية لأسرانا البواسل والشفاء العاجل لجرحانا..
والخزي والعار على جبين العدو وعملائه...
فالي جنات الخلد أيها الشهداء المجاهدين الأبطال الميامين...