مسلسل الغباء السياسي مازال مستمرا بقلم : حسين مرسي
تاريخ النشر : 2013-09-19
مسلسل الغباء السياسي .. مازال مستمرا
بقلم : حسين مرسي
عندما قلنا إن محاولة اغتيال وزير الداخلية هو عمل يتسم بالغباء السياسي كنا نعنى أنه فعلا غباء لامثيل له ففى الوقت الذى يتذمر الشعب كله بجميع فئاته من عمليات القتل والعنف التى ظهرت فجأة على الساحة بعد خلع الرئيس مرسي وعزله من رئاسة الجمهورية بقرار شعبى أولا ودعم عسكرى ثانيا .. تظهر على الساحة محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها اللواء محمد إبراهيم فى مدينة نصر عقب خروجه من منزله
ورغم تزايد الغضب الشعبى ضد الإخوان حتى لو لم يكن لهم يد فى جريمة الاعتداء على وزير الداخلية كما يقولون وأنها مكيدة مدبرة لتوريطهم فى الجريمة إلا أنهم لم يتعلموا الدرس حتى الآن ولم يدركوا أنهم فعلا مصابون بالغباء السياسي الذى زاد وتحول مع الوقت إلى غباء اجتماعى فأصبحوا الآن يعادون المجتمع كله لايفرقون بين متعاطف ورافض لأفعالهم وبين معاد لهم ..
الآن فقط أصبح الشعب كله عدوا للإخوان الذين وضعوه فى خانة الأعداء وأعلنوا عليه حربا شرسة تهدف لإسقاط الدولة وتعطيل المصالح وإغلاق الطرق والكبارى .. لم يتعلم الإخوان الدرس فيحاولوا أن يصلحوا من أنفسهم ويستعيدوا ثقة الشعب التى فقدوها بتصرفاتهم طيلة عام كامل عبثوا فيه بالحكم فى مصر وعبثوا بحدودها وأمنها وأمن شعبها لتحقيق أهداف تخصهم وحدهم
نعم الإخوان لم يتعلموا الدرس بعد .. فهو لايعلمون أن الشعب المصرى لن يرحمهم .. والتاريخ لن يرحمهم إذا وقفوا من مصر كلها موقف المعادى للشعب والحكومة التى يرون أنهم الآن شعب غبى لايستحق وحكومة كافرة وجيش خائن وشرطة قمعية ..
لقد نجح الإخوان فى أول انتحابات بعد الثورة وباكتساح فقد كانت شعبيتهم فى ذلك الوقت طاغية وكان الشعب كله يؤيدهم ويقف خلفهم على أمل التعيير وعلى اعتبار أنهم القوة الوحيدة المنظمة التى تعمل لصالح الشعب وليس لصالح نفسها بعد أن فقد الشعب ثقته فى النخبة المثقفة والنخبة السياسية والأحزاب الفاسدة التى لاتهتم لشأن الوطن قدر اهتمامها بمصالحها الشخصية .. ولذلك كله وقف الشعب بجانبهم وأيدهم وأيدناهم جميعا على أمل الإصلاح والتغيير لكن خيبة الأمل كانت أكبر و أسرع مما نتوقع وكان الأداء السياسي للإخوان فاشلا بكل المقاييس وكان سقوطهم المدوى بأيديهم هم وليس بأيدى الآخرين .. فكانت كل قراراتهم عكسية بل وكان بعضها مريبا أيضا كما حدث فى موضوع تدمير أنفاق غزة التى رفض مرسي الاقتراب منها أو تدميرها فكانت نقطة اختراق واضحة لحدود مصر الشرقية دخل منها الإرهابيون والسلاح والمخدرات
وأيضا عندما تم اختطاف الجنود المصريين فى سيناء جاءت تصريحات الرئيس بالحفاظ على حياة المخطوفين والخاطفين .. هكذا دون حياء نحافظ على حياة الخاطفين المجرمين كما نحافظ على أرواح الأبرياء .. ناهيكم عن الكثير والكثير من القرارات والتصرفات العكسية والتصريحات الشخصية التى نزلت بشعبية الإخوان إلى أقل مستوى لها حتى قبل تدخل الجيش لعزل مرسي
ورغم أن الغباء السياسي كان العامل الأهم فى سقوطهم إلا أنهم مازالوا على غبائهم السياسي فى التعامل مع الأحداث ورغم كل ما حدث مؤخرا من اعتداءات وتفجيرات وقتل وعمليات تعذيب فى أقسام الشرطة وقتل للضباط والأفراد إلا أنهم مستمرون فى غبائهم بعمليات تصعيد ضد الشعب وليس ضد الحكومة والدولة .. وما يحدث الآن فى شوارع مصر هو أكبر دليل على الغباء السياسي والاجتماعى لهم.
وما معنى أن تشعر بكراهيتك فى الشارع فتقوم بالتصعيد لزيادة هذه الكراهية لك .. إن محاولات التظاهر المستمر فى كل محافظات مصر فشلت فشلا ذريعا رغم أن بيانات الإخوان تؤكد نجاحها وأنها تملأ مصر وميادينها وشوارعها بالملايين وهو ما يرى الناس عكسه فى الشارع فلا ملايين ولا يحزنون .. ورغم الفشل يستمرون فى إصرارهم على السقوط السر يع لفقد ما تبقى لهم من تعاطف من الشعب عندما يقررون قطع الطرق بوسائل مختلفة مثل ركوب المترو واحتلاله حتى يتكدس بالركاب فيحدث الزحام والتذمر من جانب الركاب وكأن الشعب فى حاجة إلى المزيد ليكره الإخوان ويكره تصرفاتهم
ويقررون تعطيل المرور عمدا بتعطيل سياراتهم حتى تتوقف حركة السير فى شوارع مصر وغير ذلك من الطرق الساذجة التى تواجهها الدولة بكل حزم وحسم وهى النهاية مجرد تصرفات طائشة لن تقدم ولن تؤخر اللهم إلا بالمساهمة فى سقوط شنيع للإخوان
لقد رفضنا استمرار التظاهر من جانب شباب الثورة من قبل سواء فى التحرير أو بقية الميادين والشوارع وطالبنا بالتحول إلى العمل والإنتاج وليس تعطيل العمل وهو ما نفعله مع الإخوان الآن فنرفض تظاهراتهم واعتصاماتهم ومحاولاتهم الساذجة لوقف الحال فى مصر .. وبالطبع نرفض أن يكون القتل والاغتيال وسيلة من وسائل التعامل فى الشأن السياسي فى مصر حتى لانتحول إلى لبنان آخر أو عراق آخر كما كانت تريد الست كونداليزا ورفاقها
إن عقارب الساعة لن تعود للوراء أبدا .. ومرسي خرج من الحكم بإرادة شعبية ولن يعود مرة أخرى .. وطريقكم الوحيد للعودة للحكم هو أن تعود إليكم محبة الشعب واحترامه وساعتها يعيدكم الشعب إلى الحكم كما أخرجكم منه .. أما إذا استمر غباؤكم السياسي والاجتماعى إلى ما لانهاية فأبشروا بما هو أسوأ وأكثر وأقسى من خروجكم من الحكم .. أبشروا بكراهية الشعب وبالعزل المجتمعى لكم لو ظل الحال على ما هو عليه من تصرفات لا يقال عنها إلا انها تصرفات خايبة ولعب عيال
لقد طردكم الشعب وعزلكم من الحكم بسبب هذا الغباء وإذا استمر غباؤكم فسيطركم من مصر كلها حتى لو كنتم مصريين .. لقد آن الأوان لينتهى مسلسل الغباء السياسي الذى تقومون ببطولته الآن وإلا فهى النهاية لكم وبأيد الشعب وليس أحد آخر