هذا وقت الاختبار بقلم:أ.وفاء التلاوي
تاريخ النشر : 2013-08-10
هذا وقت الاختبار بقلم:أ.وفاء التلاوي


بسم الله الرحمن الرحيم

هذا وقت الاختبار

قال تعالي : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155/ 157)

والصبر يكون علي المحرمات بالإمساك عنها وعلي الواجبات والامتثال لها , وعلي المصائب الكونية إيمانا بالله , فذلك ما بشر به أصحابه صلوات الله عليه , فإلي كل من يدعون معرفتهم بالإسلام والإيمان سوف يظهركم الله علي حقيقتكم ومدي حبكم لله وانتماءكم لوطنكم الحبيب مصر هل هو حقيقي أم إدعاء ؟ وسيكون الابتلاء بشئ قليل من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات , وسيتم التكليف من قبل الله لكم بوسيلتين : الأولي تكليفية والثانية قدرية , فهل تكليف الله لكم سيبقيكم صابرين ثابتين علي إدعائكم ظاهرا واضحا ؟ أم أن هذا سيظهركم علي حقيقتكم المتكالبة على حب الدنيا ؟

والتكاليف هي مثل تكاليف الخوف بالجهاد في سبيل الله وليس في سبيل الطاغوت, فهل تجاهدون ؟ ومن تجاهدون وتحاربون الآن ؟ أتحاربون المسلمون المصريون من يشهدون شهادة ( لا اله الا الله محمد رسول الله ) ويلكم ماذا تفعلون ؟ و أيضا تكليف الجوع عبر الصيام ومشقته, فهل تصومون أم تفطرون ؟ وتكليف نقص الأموال بالزكاة , فهل تزكون ؟ وتكليف الأنفس بالصلاة والحج لأنهما ينقصان من العافية فهل تؤدون؟ وكيف تؤدونها وأيديكم ملوثة بدماء المسلمين ؟ و أيضا تكليف النقص من الثمرات من خلال زكاة الزروع والثمار وتطهير النفس بها من البخل والشح , فهل تفعلون ؟

أما الوسيلة الثانية وهي الأقدار فمن خلال المصائب والكوارث تلك التي لا يعرف سببها ودافعها إلا الله , ويحددها وحده وهذا من خلال المصائب التي تصيب الأمة والشعب والمال والأنفس والزرع والثمار والأولاد , فإن صبرتم واحتسبتم وثبتم علي ما أنتم عليه من إدعاء للإيمان فأنتم مبشرون , وإن لم تصبروا و تثبتوا علي الإيمان من خلال هذه التكاليف والأقدار فلستم من المبشرين.

وأدعوكم جميعا أن تصبروا فنحن جميعا في اختبار من الله لنا فأثبتوا علي إيمانكم بالواحد القهار , و توبوا إلي الله وأرجعوا إليه قبل فوات الأوان , وأن تعبدوا الله علي حق ومن غير أي غرض دنيوي تسعون إليه (من جاه أو منصب أو كرسي أو مال) , إلا عبادة الله وحده , قال تعالي :( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وبذلك يحفظكم ربكم من كل شر وينجيكم من كل مكروه , قال تعالي : وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ . سورة البقرة 281

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)

الكاتبة / أ / وفاء التلاوي